تحل علينا اليوم الأحد الموافق 20 اكتوبر ذكرى مولد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد بيصار، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، رحمه الله.

 وُلد الشيخ محمد بيصار، بقرية السالمية التابعة لمركز فوه بمحافظة كفر الشيخ، في يوم 20 أكتوبر عام 1910، وتوفي عام 1982، عن عمر يناهز 72 عامًا.

أثرى فضيلة الإمام الراحل محمد بيصار، المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات القيمة منها :"جود والخلود في فلسفة ابن رشد"، و"العقيدة والأخلاق في الفلسفة الإسلامية"، و"الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية"، و"تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة"، "رسالة باللغة الإنجليزية عن الحرب والسلام في الإسلام".

نشأة الشيخ محمد بيصار

بدأ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار، حياته بحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، وجوَّده ثم التحق بمعهد دسوق الديني، وبعد نجاحه بمعهد دسوق ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل فيه دراسته الثانوية، ثم أتم دراسته بمعهد الإسكندرية ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرَّج فيها بتفوق سنة 1949، وتم تعيينه مدرِسًا بها، فجذب إليه الطلبة ولفت أنظار الأساتذة، وكان من المميزين بين زملائه الأساتذة.

وفي سنة 1949، اُختير من قبل مؤسسة الأزهر الشريف في بعثة تعليمية إلى إنجلترا فانتقل بين الجامعات الإنجليزية حيث نهل منها العلم الكثير، ثم استقر بكلية الآداب بجامعة إدنبرة، ونال منها الدكتوراه بتفوق، وعاد بعدها أستاذًا بكلية أصول الدين، وتم ترشيحه لثقافته وعلمه الغزير ليكون مديرًا للمركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، سنة 1955، واستطاع الإمام بيصار أن يحظى باحترام وتقدير جميع الطوائف، وظل يدير المركز لمدة 4 سنوات، وبعدها عاد إلى مصر أستاذًا بكلية أصول الدين.

وفي سنة 1968 صدر لفضيلة الإمام محمد بيصار قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا للمجلس الأعلى للأزهر، فاستطاع بثقافته العالية وخبرته العملية أن ينهض بأعباء هذا المنصب المهم وأدى واجبه على أكمل وجه، وعقب ذلك بعامين صدر له – أيضًا - قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا لمجمع البحوث الإسلامية واستطاع في هذا المنصب أن يقوم بنهضة علمية كبرى، وأشرف على إصدار عشرات المصنفات العلمية القيمة، وتحقيق طائفة من أمهات مصادر التراث الإسلامي الخالد.

وفي سنة 1974 خلا منصب وكيل الأزهر، فصدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، ووكيل الأزهر هو المعاون الأول لشيخه، والمتولي تنفيذ قراراته، والقائم بعمله حين غيابه أو مرضه، وكان الدكتور بيصار الساعد الأيمن لشيخ الأزهر الإمام النوراني الدكتور عبد الحليم محمود عنه وموضع ثقته، وكان يستشيره في الأمور المهمة ويأخذ برأيه، ولهذا طلب تجديد خدمته أكثر من مرة إلى أن صدر قرار جمهوري بتعيينه وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر في 15 أكتوبر 1978.

في آخر يناير سنة 1979 صدر قرار جمهوري بتعيين فضيلة الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار شيخًا للأزهر بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود، حيث استهل الإمام بيصار عمله في مشيخة الأزهر بدراسة قانون تطوير الأزهر ولائحته التنفيذية لتعديله بما يحقق له الانطلاق دون معوقات في أداء رسالته الداخلية والعالمية، فنجح في إرساء قواعد المنهج الفلسفي والعلمي في الأزهر، ونهض به نهضة سجلها التاريخ له.

أثرى فضيلة الإمام الراحل، محمد عبد الرحمن بيصار، المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات القيمة منها :"جود والخلود في فلسفة ابن رشد"، و"العقيدة والأخلاق في الفلسفة الإسلامية"، و"الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية"، و"تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة"، "رسالة باللغة الإنجليزية عن الحرب والسلام في الإسلام"، والتي كانت تمثل المنهج الوسطي الحنيف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فضیلة الإمام فی الفلسفة

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف السوداني الأسبق: ندعم الأزهر ومواقفه في مكافحة الأرهاب والتطرف

ألقى الدكتور محمد الياقوتي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السوداني الأسبق، كلمة نيابة عن الوفود المشاركة في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي عُقدت تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، بعنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري".

استهل الدكتور الياقوتي كلمتَه بتوجيه خالص الشكر والامتنان إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه ورعايته لهذه الندوة الدولية، مؤكدًا أن ذلك يعكس اهتمام القيادة المصرية بدعم القضايا الإسلامية والإنسانية الكبرى. كما عبَّر عن تقدير الوفود المشاركة لمصر، أرض الكنانة، وللدور الذي تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين.

وأشار الدكتور الياقوتي إلى المكانة الفريدة التي تحتلها مصر في قلوب المسلمين، مستشهدًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحدثت عن فضلها. وذكر قول الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99]، وكذلك وصف يوسف عليه السلام لها بأنها {خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [يوسف: 55]. وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على جيشها، واصفًا إياه بأنه "خير أجناد الأرض".

وأوضح أن مصر ليست مجرد دولة، بل هي رمز للحضارة الإسلامية والتاريخ العريق، مشيدًا بدورها المحوري في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ومكافحة الإرهاب والتطرف تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأعلن الدكتور الياقوتي خلال كلمته دعم الوفود المشاركة لمصر في مواجهة كل التحديات، مؤكدًا رفضهم القاطع لمخططات الإرهاب التي تستهدف تقسيم الدول وإثارة الفتن، مشددًا على أن وحدة واستقرار الدول العربية والإسلامية أمر لا يقبل المساومة.

كما دعا إلى تعزيز الجهود الإفتائية في مواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أهمية دور المؤسسات الإفتائية في ترسيخ الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي.

وأشار الدكتور محمد الياقوتي إلى أن المشاركين في الندوة لمسوا رغبة حقيقية من ممثلي هيئات ومؤسسات الإفتاء، ومن علماء الفكر والدين، في مواجهة التحديات الفكرية التي تحيط بعالمنا المتسارع. وأعرب عن تفاؤله الكبير بما طرحته الندوة من أفكار وحلول قابلة للتطبيق، تسهم في مواجهة المشكلات المعاصرة.

واختتم الدكتور محمد الياقوتي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السوداني الأسبق كلمته بالإشادة بدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، واصفًا إياها بأنها نموذج يحتذى به في تقديم رؤى فقهية عميقة ومستبصرة بقضايا الأمة. وأعرب عن أمله في استمرار هذه الجهود المثمرة، مؤكدًا أهمية تنظيم مثل هذه الندوات بشكل دوري لما تقدمه من مخرجات تخدم الإنسانية.

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور الياقوتي أن يحفظ الله مصر وشعبها وقائدها من كل سوء، وأن يبارك في جهودها لخدمة الإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد سفير القرآن الشيخ محمود علي البنا
  • أهم محطات ومواقف شيخ الأزهر خلال عام 2024
  • ذكرى أول صلاة جمعة بالجامع الأزهر .. 15معلومة لا تعرفها
  • حصاد الأزهر 2024.. ملوك ورؤساء في حضرة الإمام الطيب
  • حصاد الأزهر 2024.. الإمام الطيب يحاور 16 ملكا ورئيسا حول قضايا العالم والإنسانية
  • سفير القرآن.. ذكرى ميلاد الشيخ محمود علي البنا
  • ذكرى ميلاد عزيزة أمير.. صاحبة أول فيلم عربي صامت في تاريخ السينما
  • تدشين فعاليات إحياء ذكرى ميلاد الزهراء في مدارس الحديدة
  • وزير أوقاف السودان الأسبق: ندعم مصر الأزهر ومواقفها الثابتة في مكافحة الإرهاب والتطرف
  • وزير الأوقاف السوداني الأسبق: ندعم الأزهر ومواقفه في مكافحة الأرهاب والتطرف