سلطة محمد كاكا مُهددة بالتفكك بعدما عَرَضت البلاد للبيع
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تشهد دولة تشاد أياماً عصيبة من الصراعات الأمنية والسياسية، وصلت ذروتها بتهديد سلطة الرئيس محمد دبي، حيث بات يشعر بالخطر، خصوصاً وأن الحكومة الإماراتية سيطرت عليه بالكامل، وأصبحت تتحكم في قراراته، وتحركه مثل الدمية الصغيرة، مما أثار عليه السخط داخل الأجهزة الأمنية، ووسط التيارات المعارضة.
تحركات عسكرية
نظراً لمخاوف من تحركات عسكرية ضد محمد كاكا قامت الأجهزة الأمنية منتصف الأسبوع الماضي بقطع شبكة الإنترنت في كافة الأراضي التشادية.
وقالت تقارير صحفية إن إعادة هيكلة قوات الأمن جاءت على خلفية تدهور المناخ السياسي والأمني، بيما يحمل تعيين الجنرال علي أحمد أغبش – الأقرب إلى القبائل العربية – وزيراً للأمن العام والهجرة، مخاوف تحركات داخل أسرة دبي، فضلًا على ضمان حشد وإرسال المرتزقة إلى الأراضي السودانية بدعم ورعاية من حكام أبوظبي، وهو ما يفسر حديث دقلو الأخير باللجوء إلى ما أسماها الخطة (ب) وحشد مليون مرتزق لدعم قواته.
مجرد أطفال
في فبراير الماضي قام المجلس العسكري في تشاد بهدم مقر الحزب الإشتراكي، وتصفية رئيس الحزب يحي ديلو، إلى جانب اعتقال صالح ديبي، شقيق الرئيس الراحل إدريس ديبي وعم الرئيس الحالي محمد إدريس، ويتمتع صالح بنفوذ كبير داخل الدولة، وكان بمثابة الحاكم المطلق لأقاليم الوسط، وسبق له أن هدد بالكشف عن قتلة شقيقه إدريس دبي، وألمح إلى تعرضه إلى الخيانة من أقرب الأقربين. ووصف صالح الرئيس الحالي ومعاونيه بأنهم مجرد أطفال.
من المهم الإشارة إلى أن إعادة هيكلة قوات الأمن تأتي في سياق تدهور المناخ السياسي والأمني في تشاد، عطفاً على قتل قائد سابق للمخابرات العامة وابنه بالرصاص على يد مسلحين مجهولين. وقد أصدرت السلطات الأسبوع الماضي قراراً مفاجئاً بتأمين مدينة أنجمينا، وإجراء “عمليات بحث منهجية” للعثور على أسلحة مخبأة، ورصد شهود عيان انتشار لقوات مدججة بالسلاح على الأرض للقيام بعمليات التفتيش في مناطق مختلفة من العاصمة أنجمينا.
في ذات السياق نددت أحزاب المعارضة بـ ”مناخ الدكتاتورية والإرهاب الضار” ومخاطر “تزوير الانتخابات”، وأعلنت من جانبها الأسبوع الماضي رفضها المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة في 29 ديسمبر المقبل.
بعد ثلاث سنوات من إعلانه رئيساً للدولة من قبل الجيش بعد مقتل والده على يد المتمردين، حصل الجنرال محمد إدريس ديبي، البالغ من العمر 40 عاماً، على دستور جديد تم اعتماده من خلال استفتاء في ديسمبر 2023، ثم تم انتخابه رئيساً في مايو بعد مقاطعة التصويت من جانب المعارضة. وفي منتصف سبتمبر نددت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بزيادة عمليات الاعتقال والاحتجاز خارج نطاق القانون من قبل أجهزة المخابرات التشادية.
حكومة فاسدة وسلطة مُهددة
وبالرغم من الدعم الفرنسي والإماراتي لسلطة محمد دبي إلا أن الحكومة تعاني من سوء الإدارة والفساد، وتعتمد على الديون الهائلة، مما يهدد بالانيهار الاقتصادي، وهو ما دفع دبي لعرض تشاد سلعةً لحاكم الإمارات، وقام في زيارته الأخيرة بتوقيع قرض بقيمة 650 مليون دولار مع صندوق أبوظبي السيادي، وهى صفقة لشراء المواقف السياسية أكثر من كونها ستنعش الاقتصاد التشادي المأزوم، وتأتي تلك الصفقة وسط شكوك حول إمكانية الايفاء بها من قبل أبوظبي التي تستخدم المطارات والأراضي التشادية في نقل الأسلحة لميليشيا الدعم السريع.
وتواجه تلك الديون غير الخاضعة للرقابة انتقادات من قبل المعارضة التشادية، سيما وأنها تشكل “تهديداً يمكن أن يعيق فرص النمو ويضع البلد رهينة للمصالح الخارجية”.
كما تستخدم تلك الأموال على الأرجح في شراء الأسلحة، وتقديم الرشاوي لكبار ضباط الجيش والنخبة السياسية الفاسدة.
وبالرغم من التعتيم الإعلامي إلا أن الأوضاع في تشاد ربما تشهد اضطرابات أمنية أكثر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً وأن الرئيس الحالي فقد دعم أسرته الكبيرة، وتخصص في نقل الأزمات إلى دول الجوار، كما أن عودة المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف ميليشيا الدعم السريع تشكل تهديداً أمنياً على سلطة كاكا، خصوصًا بعد اقتراب القوات السودانية المشتركة من مدينة الجنينة وتأمين الحدود بين البلدين، وفي ظل الانقسامات السياسية والتحديات الأمنية ربما تشهد تشاد موجة من الاضطراب والانقلابات العسكرية، وهي التي تعيش حالة من عدم الاستقرار وافتقار رئيسها الحالي إلى الخبرة السياسية، وشكوكه في كل من حوله، تحديدًا الجنرالات الذين كانوا يعملون مع والده، على رأسهم القائد العام للجيش أبكر داؤد ورفيقه الجنرال طاهر إردا.
المحقق – خاص
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سلطة النقد: سرقة 8 مليون شيكل من أحد البنوك في قطاع غزة
أعلنت سلطة النقد الفلسطينية، اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024، أن جهة مشبوهة نفذت عملية سطو على أحد فروع البنوك في قطاع غزة .
وفيما يلي نص البيان كما نشرته سلطة النقد عبر صفحتها على "فيس بوك":
سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة
تشجب سلطة النقد الفلسطينية قيام جهات مشبوهة بالسطو على أحد فروع البنوك في قطاع غزة، وسرقة مبلغ يقارب 8 مليون شيكل، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم أزمة نقص السيولة التي يعاني منها أهلنا الصابرين في القطاع.
وتشير سلطة النقد إلى أن جهودها لمعالجة أزمة النقص الشديد في السيولة في قطاع غزة، تصطدم بالاعتداءات المتكررة من جهات مشبوهة، الأمر الذي يحد من توفير النقدية في بعض فروع البنوك لإعادة تشغيل الصرافات الآلية والاستعداد لخدمة أهلنا حال وقف إطلاق النار.
وتشدد سلطة النقد على ضرورة حماية ما تبقى من فروع البنوك في قطاع غزة لاستمرار تقديم الخدمات المصرفية للمواطنين في ظل هذه الظروف القاهرة، خاصة وأن معظم فروع البنوك خرجت عن الخدمة نتيجة القصف والتدمير.
وتجدد سلطة النقد التأكيد على سلامة أموال المودعين بالرغم من التعديات على مقرات البنوك وسرقة النقدية منها، فالودائع مضمونة ومكفولة.