كشف مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "فيما تمارس الآلة الدعائية الإسرائيلية ضغوطها التي لا تتوقف على كبرى وسائل الإعلام الغربية، لجعلها تنحاز لرواية الاحتلال في عدوانه على الفلسطينيين، في الحرب الحالية؛ رُصد مؤخرا، تغيّرا تدريجيا في كيفية تعاطي الإعلام الغربي للعدوان الجاري على غزة ولبنان، لصالح الفلسطينيين".



وقالت الكاتبة الإسرائيلية المتخصصة في متابعة الإعلام الغربي، ليلاخ سيغان، خلال المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن مدير قسم الأخلاقيات في شبكة "سي بي إس نيوز"، بعث برسالة لصحفيي الشبكة طالبهم فيها: "التوقف عن الإشارة للقدس كما لو كانت جزءًا من إسرائيل بسبب أن حالتها مثيرة للجدل".

وتابعت الكاتبة، أنه "خلال الحرب، صدرت تعليمات مماثلة في وسائل الإعلام الأخرى أيضا، حيث طلبت قناة "سي بي سي" الكندية، في بداية الحرب عدم وصف مقاتلي حماس بـ"الإرهابيين"، لأن الأمر مثير للجدل".

وأضافت: "على ما يبدو، إننا اليوم أمام مواقف متطرفة من وسائل الإعلام الدولية، التي توقفت عن تعريف حماس وحزب الله بـ"إرهابيتين"، أي أنها اتخذت قرارات إشكالية، بما يتعارض مع السياسة الواضحة لوزارة الخارجية الأمريكية".

"حتّى أن المذيع اليهودي الذي أجرى مؤخرًا مقابلة مع الكاتب المناهض للاحتلال، تا ناهسي كوتس، تم توبيخه من قبل المسؤولين التنفيذيين في شبكة "سي بي إس" لأنه تجرأ على سؤاله: لماذا لا يعتقد أن لإسرائيل الحق في الوجود، وغطّت صحيفة نيويورك تايمز الحدث بعنوان رئيسي يعلن أن: المحاور تعرض للتوبيخ لأنه لم يلتزم بالمعايير التحريرية للقناة" أوضحت الكاتبة نفسها.


واسترسلت: "هذا الأسبوع، تحول الوضع من سيئ لأسوأ في صحيفة نيويورك تايمز، التي "قصفت" دولة الاحتلال مرة أخرى بتقارير عشوائية، حيث اتهم مقال مفصل فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي بأنهم يطلقون النار على أطفال فلسطينيين في الرأس".

وأردفت: "بناء على "استنتاجات" 63 خبيرا في مجال الطب، وأعلن تحقيق صحفي آخر أن الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية، ويمارس التمييز ضدهم بأسلوب الفصل العنصري".

وزعمت أننا "نشهد ظاهرة صعبة تؤثر بشكل كبير على دولة الاحتلال، مع ما يعنيه تكثيف الشبكات الاجتماعية مع مرور الوقت من تشكيل واقع جديد، لأنه بجانب جميع المقالات المناهضة للاحتلال، فقد نشرت التايمز مقالًا للصحفي الإسرائيلي، رونان بيرغمان، الذي قدم وثائق سرية تكشف خطط حماس عن السابع من أكتوبر".

"لكن ما جذب الاهتمام والعناوين الرئيسية أن "الوضع الداخلي" في إسرائيل والخلافات الحكومية أدى لتوقيت الهجوم، وكأن المحررين في الصحيفة أرادوا إدانة الحكومة الإسرائيلية الحالية باعتبارها المسؤولة الوحيدة عن الهجوم" أوضحت الكاتبة، عبر المقال.

وأشارت أن "النظر للصورة الإعلامية كاملة يخرج باستنتاج واضح مفاده أن دولة الاحتلال معرّضة لهجمات أعدائها، بغضّ النظر عن هوية الحكومة التي تتولى السلطة في لحظة معينة، لأن كل حكومات الاحتلال تعتبر غير شرعية من قبل المنظمات الفلسطينية والمعادية، الذين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية، وكأن هناك في وسائل الإعلام الأجنبية من: يكرهنا".

وأضافت: "نحن نعيش مثل هذه الأيام الصعبة من القتال والجرحى والخسائر، وكل هذه الأمور تتعلق بالرأي العام لدينا، صحيح أنه في الآونة الأخيرة عدد غير قليل من الإنجازات العسكرية، لكن الساحة الدولية تمثل نقطة ضعف للاحتلال".


وختمت بالقول أنه "بينما الإسرائيليون منشغلين بالجدال العقيم حول من هو على حق ومن هو على خطأ، ومن هو جيد ومن هو شرير، هناك ما وصفتها بـ"آلة جيدة التجهيز ومتطورة وأكثر استثمارا من آلة السم"، تستخدم ضد الاحتلال في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، هدفها جعل إسرائيل مصابة بالجذام في العالم الغربي".

واستطردت: "عندما ينجحون، فإن ذلك لا يحدث بسبب الليبرالية الأمريكية، بل بسبب الاستفادة من الصورة السيئة للحكومة الإسرائيلية متطرفة، مما يساعدهم على تأجيج الكراهية الغربية من ناحية، وتعزيز المشاعر المؤيدة للفلسطينيين من ناحية أخرى حول النشاط المكثف لمقاطعة الاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيين لبنان فلسطين التغطية الاعلامية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأمريكي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها، ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية، لكن أيضاً بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.

واعتبر آدم بينينبرغ، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة نيويورك، أن "المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان ترامب سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك، بل بالأحرى إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات". وشدّد على "جسامة هذا الرهان، إذ عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديمقراطية الثمن".

"The Art of the Image: Trump as His Own Executive Producer" by Shane Goldmacher via NYT New York Times https://t.co/AlBa13zUdR

— Rimond Poon (@Addbirdpoon) January 18, 2025

ودعت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت وابلاً من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، أمس الجمعة، في افتتاحية إلى "التصدّي لتكتيكات التخويف، التي يعتمدها دونالد ترامب".

وتوقّع آدم بينينبرغ "ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير، في حقّ غرف التحرير" أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيراً إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية "فرقها القانونية وميزانياتها، لمواجهة إجراءات تكميمية"، فضلاً عن أمنها السيبراني.

رقابة ذاتية

ولم ينتظر ترامب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا "دي موين ريجستر"، ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء، إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية، التي كانت من نصيب ترامب في نهاية المطاف.

وقبل أيّام، وافقت قناة "إيه بي سي" على دفع 15 مليون دولار، لإنهاء ملاحقات ضدّها، على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.

وبحسب "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الأمر، أمس الجمعة، تدرس "سي بي إس" أيضاً احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية، أطلقها دونالد ترامب متّهماً إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسية.

This is the #GoodTimes.
An Illustrated Guide to Trump’s Conflict of Interest Risks https://t.co/VcFhWx7z8v

— Jeff (Gutenberg Parenthesis) Jarvis (@jeffjarvis) January 17, 2025

وسبق للجنة التحرير في "نيويورك تايمز"، أن أشارت إلى أنه "بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة مالياً، قد تكون كلفة الدفاع في حال تقدّم ترامب وحلفاؤه بدعوى وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية".

وقبل حتّى تنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً، كثّفت شخصيات أمريكية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زوكربيرغ رئيس "ميتا" التي تضمّ "فيس بوك" و"انستغرام"، التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة، ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.

ورأى مارك فيلدستين، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة ماريلاند، أن "قيام مدراء وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة، بخطب ودّ إدارة ترامب المقبلة من خلال التحبّب إليها مصدر قلق كبير".

عملة ذات وجهين 

وليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأمريكي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ. وهو ضرب مثل ريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي "بلغت به البارانويا حدّاً" جعله "يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين".

وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.

وتمرّ "واشنطن بوست" المملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس، والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها، إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

ومنذ دخوله معترك السياسة وخصوصاً خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترامب الذي فجّر الفضائح والجدالات في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها. لكنها عملة ذات وجهين، "عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يسهم في نشر معلومات مضللة"، بحسب بينينبرغ.

وصرّح الأستاذ الجامعي أن "فترة ترامب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضاً مدى جدواها".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشدد إجراءاتها العسكرية في الضفة الغربية
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 آخرين في تفجير عبوة بآلية عسكرية بالضفة الغربية
  • تفاصيل اجتماع لجنة ضبط الإعلام الرياضي مع ممثلي القنوات الإعلامية الرياضية
  • إحباط إسرائيلي من فشل الحلول المطروحة لمواجهة تصاعد المقاومة بالضفة الغربية
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • هل تبدأ حرب جديدة بين ترامب ووسائل الإعلام؟
  • خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب
  • الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"
  • فلسطين.. قصف إسرائيلي يستهدف غرب حي الزيتون ومناطق متفرقة جنوب غزة
  • إطلاق مبادرة خبراء الإعلام لتطوير المنظومة الإعلامية في الإمارات