???? حميدتي قائد المليشيا الاجرامية يخضع لسلطة ماسك المذهلة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
السلطة التي تملكها شركات مثل فيسبوك و X والتي يملكها أفراد في النهاية سلطة مذهلة.
تصور شخص مثل حميدتي كان يخاطب الأمم المتحدة وكل العالم وتنقل عنه قنوات الأخبار والصحف من خلال حساب في موقع X. وبين ليلة وضحاها توقف هذا الحساب!
ملايين الدولارات، عتاد، أسلحة ومرتزقة، علاقات خارجية وكل ذلك يعتمد على حساب في منصة يملكها شخص اسمه إيلون ماسك.
حين كان حميدتي يريد توجيه رسالة إلى الإعلام كل الذي يفعله هو أن ينشر على حسابه في تويتر. يتعامل مع الأمر وكأنه حق طبيعي صلب، حساب المليشيا على تويتر حساب رسمي موثق وكذلك حساب حميدتي الشخصي. ومن هذا الحساب تصارع المليشيا دولة بأكملها، دولة بكامل مؤسساتها. ولكن كل ذلك كان صرحا من خيال فهوى، وذلك لأن إيلون ماسك قد غير رأيه في المليشيا.
سلطة ماسك كفرد تكمن في أنه استطاع أن يرسخ حقيقة عجزت عنها دولة كاملة بأجهزتها وتغافلت عنها دول ومنظمات، وهي حقيقة أن المليشيا كيان إجرامي مدان ومنبوذ. هي بطبيعة الحال ليست حقيقة بالمعنى المطلق، هي حقيقة مصنوعة في سياق معين ولها معنى معين ضمن هذا السياق، والسياق هنا هو سياق إعلامي تسوده معايير ومقولات ضمنية تصف وتصنف وتعاقب وتدين، المليشيا أصبحت مدانة ومنبوذة بموجب هذه المعايير،
وهي معايير لها صوت وصدى ومعنى في العالم الذي تستهدفه المليشيا برسالتها الإعلامية. ففي المرة المقبلة التي سيخاطب فيها قائد المليشيا العالم سيخاطبها من منصة آخرى، وفي الخلفية أنه قد تم حظره من منصة X التي صنفته كمنظمة إجرامية وخطيرة، وهي شهادة مؤثرة.
من الطبيعي أن تكون هناك منظمة لها قضية تحارب من أجلها ولكنها لا تعجب الغرب ومعاييره وهي أيضا معايير نسبية غير مطلقة وفي كثير من الأحيان مسيسة ومنافقة،
ولكن مشكلة المليشيا تكمن في كونها قد حاولت تقديم نفسها للعالم وللغرب على أنها تحارب الإسلاميين أعداء الغرب من أجل قيم الديمقراطية وأنها مع الشعب ومع ثورة ديسمبر بينما خصومها يمثلون التطرف والإرهاب المعادي بالضرورة للغرب ولقيمه. لقد فشلت في ذلك وتم تصنيفها إعلاميا كمنظمة إجرامية وخطرة.
وسيكون لذلك تأثيره على أرض الواقع، وهو في الأساس ليس منفصلا عن موقف المليشيا خارجيا ونظرة العالم لها. ففي النهاية وسائط التواصل الاجتماعي لا تعمل في فراغ، هي جزء لا يتجزأ من الواقع الحقيقي.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية
وقفتنا هذا الأسبوع ستكون عن الانتخابات الأمريكية، فالانتخابات الأمريكية تهمنا وتهم الأمة العربية والإسلامية، بل تهم كل دول العالم، فقد انتهت منذ أيام قليلة تلك الانتخابات، وتم الإعلان عن فوز ترامب على كامالا هاريس برئاسة أمريكا لمدة أربع سنوات، هي مدة رئاسة أمريكا لدورة كاملة.
لقد فاز إحدى كفتي القلق وكلاهما من وجهة نظري يعتبر مصدر قلق، ليس لنا فحسب بل للعالم كله، لأن ترامب قبل أن يكون رئيسا لأمريكا رجل أعمال ناجح ولديه مؤسسات تجارية ناجحة، ولكن لديه قدر كبير من التهور السياسي ومنها مناصرته للصهاينة على طول الخط دون خطوط حمراء، وداعم كبير جدا لفكرة إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر أو من النهر إلى البحر، ومغامر اقتصادي كبير لا توجد لديه حواجز أو اعتبارات في سبيل مصمصة أي دولة يرى لديها حتى ولو بصيصا من الأموال سواء كانت دولة عربية أو إفريقية أو آسيوية أو أى دولة من دول العالم الثالث.
لا بد من التعامل معه بحذر كامل، فترامب لا يستر من يتعامل معه مهما كان الشخص الذى يتعامل معه حريصا، بالبلدى كده إللى فى قلبه على لسانه، وهو أكثر رئيس يطلق ألقابا على من يتعامل معهم ورأينا ذلك فى السابق بالفعل، المهم الله المستعان فيما هو قادم فى ظل رئاسة هذا الرجل لأكبر دول العالم حجما ونفوذا وقوة ولكن الله سبحانه وتعالى أكبر بشكل لا يوجد معه مقارنة.
وأظن أن المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبنانى والعراقى والحوثيين باليمن أصبح لديهم من الخبرة وخاصة خلال السنة الماضية تجعلهم الآن قادرين على التعامل مع ابليس نفسه، حفظ الله الأمة العربية والإسلامية من كل ما يحاك لها، إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ادعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.