صحيفة الاتحاد:
2025-03-26@05:42:07 GMT

السينما الأميركية.. من تننتخب؟!

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

علي عبد الرحمن 
لعبت هوليوود منذ السبعينيات دوراً محورياً في دعم مرشح دون الآخر في الانتخابات الرئاسية الأميركية والترويج لأجندته السياسية، وكانت السينما وسيلة لإعادة سرد القصص الوطنية وتشكيل تصورات الجمهور حول الزعماء السياسيين، مما يعكس مدى التأثير الذي يمكن أن تمارسه الثقافة الشعبية على السياسة، كذلك تجلى الانحياز السينمائي من خلال مشاركة العديد من نجوم هوليوود في حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية، ودعمهم العلني للمرشحين الديمقراطيين.


يرى المتابعون، أن العلاقة بين هوليوود والحزب الديمقراطي بدأت مع الرئيس جون كينيدي، الذي كان وقتها رمزاً للأمل والتغيير في أميركا، وكانت كاريزما كينيدي وشخصيته الجذابة مصدر إلهام للعديد من نجوم هوليوود، الذين وجدوا فيه قائداً يعبر عن قيم الليبرالية والتقدمية التي يؤمنون بها، وساعد هذا التقارب في تأسيس تحالف غير رسمي بين السينما والحزب الديمقراطي، حيث أصبحت هوليوود معقلاً للديمقراطيين، تسهم من خلاله في دعم رؤيتهم السياسية والترويج لها.

في تلك الفترة، بدأت تظهر أفلام تروج للأجندة الديمقراطية وتعبر عن القيم التي يمثلها الحزب، وهذا التوجه كان جزءاً من استراتيجية أوسع لجعل السينما أداة لنقل الرسائل السياسية والاجتماعية، من خلال الأفلام التي تناولت قضايا مثل الحقوق المدنية والمساواة، وتعبر عن روح العصر التي حاول الديمقراطيون تجسيدها في سياساتهم.
تشكيل الأساطير 
كانت السينما وسيلة فعالة لتشكيل الأساطير والروايات الوطنية، وأثبتت هوليوود قدرتها على خلق صور مثالية للقادة السياسيين، ما ينسجم مع تصورات الحزب الديمقراطي عن القيادة السياسية، من خلال تصوير القيم الليبرالية والتقدمية، وساهمت الانتاجات السينمائية في تشكيل نظرة الجمهور للمرشحين الديمقراطيين وتعزيز أجنداتهم السياسية.
 ومن أبرز الأفلام التي سردت لترويج صورة محددة عن المرشح الديمقراطي، فيلم «الألوان الأساسية» 1998، إخراج مايكل ريتشي واستند إلى شخصية خيالية قريبة من الرئيس بيل كلينتون، وقدم رؤية درامية لشخصية سياسية تتسم بالكاريزما والإصلاح، ورغم أنه عمل خيالي، إلا أن الفيلم جسد القيم الديمقراطية مثل الشفافية والتغيير، مما عكس كيف يمكن للسينما أن تدعم صورة معينة للقيادة السياسية.

وقدم فيلم «الرئيس الأميركي» 1995، من إخراج روب راينر، صورة مثالية للرئيس الأميركي، وجسد شخصيته كرمز للعدالة والنزاهة، وعزز من القيم الديمقراطية من خلال تصوير ساكن البيت الأبيض يعمل بشفافية ووضوح ويضع مصالح الشعب في المقام الأول، وساهمت تلك الصورة السينمائية في ترسيخ فكرة الرئيس الذي يتسم بالقدرة على الإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية لشعبه.
وحول تعزيز صورة الديمقراطيين كقوة للتغيير الإيجابي، تناول فيلم «ديف» 1993، قصة رجل عادي يتولى المنصب، ويقوم بإصلاحات جذرية تعكس الأخلاق والإنسانية، ومعاني القيادة السياسية النزيهة التي يتمتع بها الحزب الديمقراطي، من إخراج إيفان ريتشيل.
كما تناول فيلم «رئيس الخدم» 2013، إخراج لي دانيلز، صورة ملحمية لرئيس أميركي ينتمي إلى خلفية عرقية متواضعة، وعكست الرؤية السينمائية صورة الرئيس الذي يعمل على تحقيق المساواة والتقدم، بجانب تعزيز القيم الديمقراطية، تسليط الضوء على قضايا الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية.

ضد الجمهوريين 
تعد فضيحة «ووترجيت»، واحدة من أبرز الأمثلة على استخدام السينما كأداة فعالة في مهاجمة الحزب الجمهوري، وفضح الفساد السياسي، تلك الفضيحة التي هزت أركان الإدارة الأميركية في السبعينيات، وأظهرت كيف يمكن للأعمال السينمائية أن تتحول إلى أسلحة قوية في معركة السياسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتقادات الموجهة للحكومة.
 ومن أبرز تلك الأفلام «كل رجال الرئيس» 1976، إخراج ألان جاي، ويعد تجسيداً سينمائياً واضحاً للانحياز الهوليوودي ضد الحزب الجمهوري، حيث قدم سرداً درامياً لدور الصحافة في الكشف عن تجاوزات إدارة نيكسون، ولم يكن الهدف من الفيلم مجرد رواية القصة، بل كان سعياً لتوجيه انتقادات لاذعة للجمهوريين وتعزيز المثل العليا التي يتبناها الديمقراطيون.
وكذلك فيلم «فروست/نيكسون» 2008، الذي يروي قصة المقابلات التلفزيونية بين الرئيس نيكسون والمذيع ديفيد فروست، واستعرض التحقيقات التي أجراها الإعلام مع الرئيس بعد الفضيحة الشهيرة، وقدم صورة متعمقة للصراع السياسي والنفسي الذي عانى منه نيكسون، وقدمت السينما نقداً سياسياً لاذعاً، وأعادت تأكيد القيم التي يحاول الديمقراطيون ترويجها، مثل الشفافية والمساءلة.

أخبار ذات صلة هاريس تلوح بورقة العمر وتشكك بقدرة ترامب على «التحمل» «العملات المشفرة» تترقب نتائج الانتخابات الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

الرئيس المثالي 
في حين كانت بعض الأفلام تسرد الأحداث التاريخية مباشرة، كانت هناك أفلام أخرى تقدم رؤى خيالية حول الرئيس الأميركي المثالي، مثل «15 مارس» 2011، إخراج جورج كلوني، الذي يتناول الحملات الانتخابية والسياسة من منظور داخلي، وأظهر الصورة المثالية للرئيس الذي يدعمه فريق من المستشارين المخلصين يعملون جاهدين لتحقيق أهدافهم، وكيف يمكن أن تكون الحملة السياسية وسيلة لتحقيق التغيير الإيجابي.
وفيلم «السيد سميث يذهب إلى واشنطن» 1939، للمخرج فرانك كابرا، وتناول مسيرة الشاب البسيط الذي استطاع تحقيق تأثير كبير في السياسة الأميركية من خلال إيمانه بمبادئه والعمل بنزاهة وإخلاص، وتلك الأفلام لم تكن مجرد ترفيه، بل رسائل سياسية تحمل بين طياتها نقداً لسياسات معينة وتشجيعاً على تبني مواقف أخلاقية وإنسانية في القيادة، بجانب تشكيل صورة الرئيس الذي يطمح الجمهور لرؤيته في البيت الأبيض، وتعزيز القيم الديمقراطية، مثل العدالة الاجتماعية والعمل للصالح العام، مما ساهم في ترسيخ صورة مثالية عن القيادة التي يتبناها الحزب الديمقراطي. 

النجوم والانتخابات 
استمر دعم نجوم هوليوود للمرشحين الديمقراطيين في التأثير بشكل ملحوظ على الرأي العام، خاصة في الانتخابات الرئاسية، عبر تاريخ طويل، وقدموا دعماً قوياً للحزب، مستخدمين منصاتهم الإعلامية وشعبيتهم لتوجيه الانتباه نحو قضايا الحزب والتأثير على الناخبين، وفي انتخابات 2024، تميز دعم مجموعة من النجوم البارزين بطرق عدة، تعكس التزامهم بالقيم الديمقراطية والرؤية السياسية للحزب.
يعتبر جورج كلوني من أبرز الأسماء في هوليوود التي تدعم الحزب الديمقراطي، ويشتهر بمواقفه المؤيدة لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، واستخدم منصاته لدعم القضايا التي تتماشى مع أجندة الحزب، وفي انتخابات 2024، يلعب دوراً نشطاً في دعم المرشح الديمقراطي من خلال الترويج وجمع التبرعات لدعم الحملة الانتخابية، وجمع الأموال لدعم المبادرات الاجتماعية والسياسية التي تشجع على الإصلاحات، مما يعكس التزامه العميق بالقضايا الديمقراطية.
كما يعد مايكل دوغلاس، المعروف بأدواره البارزة في السينما، من الأصوات المؤثرة في هوليوود التي تدعم الحزب الديمقراطي، من خلال مشاركته في فعاليات وحملات ترويجية، وأعرب عن التزامه بالقضايا الديمقراطية مثل التغير المناخي والإصلاحات الاجتماعية، وفي انتخابات 2024، يواصل نشاطه في دعم المرشح الديمقراطي من خلال التحدث في المؤتمرات وجمع الأموال لصالح الحملة، ويسلط الضوء على قضايا مثل التغير المناخي من خلال حملات توعية وشراكات مع المنظمات غير الحكومية التي تعزز البيئة المستدامة.

كذلك يعد المخرج الوثائقي والناشط السياسي مايكل مور، من الشخصيات البارزة التي دعمت المرشحين الديمقراطيين عبر أفلامه، مثل «بولينج لكولومباين» و«فهرنهايت 9-11»، وفي انتخابات 2024، يستمر مور في دعمه للمرشح الديمقراطي، عبر مشاركة آرائه في وسائل الإعلام وفي الحملات الانتخابية، مما يعزز من موقفه كمؤيد للحزب.
وساهم المدير التنفيذي لشركة «نيتفليكس» ريد هاستينغز، في دعم القضايا الديمقراطية، وفي انتخابات 2024، يلعب هاستينغز دوراً فعالاً في دعم المرشح الديمقراطي من خلال ترويج قضايا حقوق الإنسان والإصلاحات الاجتماعية، وإنتاج أفلام وثائقية وبرامج تسلط الضوء على القضايا السياسية.
أما ميريل ستريب، فقد لعبت دوراً مهماً في دعم الحزب الديمقراطي، من خلال تصريحاتها ومشاركتها في الفعاليات السياسية، ووجهت نقداً حاداً للسياسات الجمهورية، وساهمت في رفع مستوى الوعي حول قضايا، مثل حقوق المرأة والفجوة الاقتصادية. وكذلك روبرت دي نيرو، المعروف بجرأته في التعبير عن آرائه السياسية، لم يتردد في استخدام منصته لدعم المرشحين الديمقراطيين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البيت الأبيض هوليوود السينما السينما الأميركية الانتخابات الرئاسية الأميركية الولايات المتحدة سباق البيت الأبيض المرشح الدیمقراطی القیم الدیمقراطیة الحزب الدیمقراطی وفی انتخابات 2024 دعم المرشح من خلال من أبرز فی دعم

إقرأ أيضاً:

أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توقعه بأن تكتسب العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة "زخمًا مختلفًا" خلال الولاية الثانية لنظيره الأمريكي دونالد ترامب.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الاثنين، في العاصمة أنقرة عقب اجتماع مجلس الوزراء، حيث أشار إلى أنه أجرى محادثة هاتفية ودية للغاية مع نظيره الأمريكي.

وأكد أردوغان أنه ناقش هاتفيا مع ترامب العديد من القضايا المهمة ومنها إزالة جميع العقبات أمام هدف الوصول بالتبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار.

وقال: "من الممكن جدًا أن تكتسب العلاقات التركية الأمريكية زخمًا مختلفًا خلال الولاية الثانية للسيد ترامب".

وأضاف: "على الرغم من كل الصعوبات في منطقتنا، وخاصة اللوبيات التي تحاول تسميم التعاون بين البلدين الحليفين (تركيا والولايات المتحدة)، أعتقد أننا سنحقق التعاون من أجل منطقتنا بأسرها".

ذكر أردوغان أنهم حشدوا كافة الوسائل الدبلوماسية لإخراج المنطقة من دوامة عدم الاستقرار والصراع في أسرع وقت ممكن، وأنهم تبادلوا أفكارهم حول هذه القضية في اتصالهم الهاتفي مع ترامب.

وأشار إلى أنه أجرى مع نظيره الأمريكي تقييماً مفصلاًَ للتطورات الحاسمة الحالية في المنطقة وخاصة سوريا.

وفي 16 مارس/آذار الجاري، تناول الرئيسان أردوغان وترامب، بشكل مفصل العديد من القضايا الثنائية والإقليمية خلال محادثة هاتفية بينهما.

وعن العلاقات التركية الأوروبية، قال أردوغان: "من الواضح أن أوروبا بدأت تعترف بحاجتها إلى بلدنا ليس في الجانب الأمني فحسب بل في العديد من المجالات كالاقتصاد والدبلوماسية والتجارة والحياة الاجتماعية".

وأكد على استعداد تركيا لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ودول القارة في إطار "المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".

وأضاف: "لقد أظهرت المناقشات الساخنة في الأسابيع الماضية أن الأمن الأوروبي بدون تركيا غير ممكن".

وأردف: "في الوقت الذي يحدد أصدقاؤنا الأوروبيون سياساتهم على أساس عقلاني، فإنهم يدركون أيضًا أهمية العلاقات مع تركيا. نحن نعتبر هذه تطورات واعدة لمستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

وتابع: "إن التغيرات السريعة والمفاجئة التي تحدث على نطاق عالمي تكشف أننا (والأوروبيون) في حاجة إلى المزيد من الحوار والتعاون المؤسسي".

و"بطبيعة الحال، هذه ليست إرادة يمكن لتركيا أن تظهرها بمفردها، ومن الضروري أن تكون نفس الإرادة موجودة لدى محاورينا أيضاً"، أضاف أردوغان.

وحول الاقتصاد التركي، أكد أردوغان عزم حكومته على مواصلة تنفيذ برنامجها الاقتصادي "بنفس التصميم والإصرار"، مشددا أن أولويتها الرئيسية هي "الحفاظ على الاستقرار المالي الكلي".

وتابع: "سنتخذ التدابير اللازمة بنهج استباقي ومرن ومؤسساتنا تتمتع بالسلطة والإرادة لضمان سير الأسواق بشكل سليم".

وأردف: "لن نسمح أبدا بإلحاق الضرر بالمكاسب التي حققناها بفضل برنامجنا الاقتصادي الجديد الذي نطبقه منذ عامين".

وأكد أن وزارة الخزانة والمالية، والبنك المركزي التركي وكافة المؤسسات ذات الصلة تعمل بتنسيق كامل، ليلًا ونهارًا، بروح الفريق واحد وبدعم قوي من قبلهم.

وشدد الرئيس التركي: "إن مؤامرات أولئك الذين يحاولون تتويج كل فوضى يخلقونها في بلادنا من خلال تقويض اقتصادنا قد تم إحباطها مرة أخرى

 

مقالات مشابهة

  • ماذا قال حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وماهي الرسائل السياسية التي بعثها إليهم ؟
  • هل تمهد التحقيقات التركية الجارية لنهاية إمام أوغلو السياسية؟
  • هذه كمبالا التي تشرق منها شمس “التحول المدني الديمقراطي” لتغمر ظلام السودان????
  • وفد من ديمرتاش ودبّب والتغيير يبحث الأوضاع السياسية وآفاق الحل الديمقراطي
  • الديمقراطي الكردستاني: نتائج الانتخابات تحدد مسار التحالفات
  • سلطات كولورادو تقرر إزالة صورة ترامب التي أثارت غضبه
  • أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب
  • تطور جديد بالأزمة السياسية التي تعصف في كوريا الجنوبية
  • عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟
  • تشوّه صورة المرأة .. برلمانية تشيد بتوجيهات الرئيس السيسي لمراجعة الأعمال الدرامية