ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجلٌ كثير السفر بالمواصلات، وأحيانًا يقرأ القرآن وهو في طريق السفر، وعند قراءة آية فيها سجدة يومئ برأسه بحركة السجود، وقد يكون وجهه إلى غير اتجاه القبلة، ويسأل: هل إيماؤه بالسجود على هذا النحو صحيح شرعًا، أو يشترط أن يكون في اتجاه القبلة؟

هل دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة؟.

. اعرف الرأي الشرعي هل يجوز الصلاة على النبي في السجود؟ .. أمين الفتوى يرد

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه مِن المقرَّر شرعًا أنَّ السجود للتلاوة سُنَّةٌ في حق القارئ والمستَمِع، ويجوز شرعًا للمسافر -سفرًا تُقصَر فيه الصلاة- الذي يقرأ القرآن أن يُومِئ لسجود التلاوة برأسه في اتجاه سَيْرِهِ إذا مَرَّ بموضِعٍ مِن مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم، ولو كان في غير اتجاه القبلة، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.

واستشهدت دار الإفتاء بما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل، فسَجد وسَجد الناسُ، حتى إذا كانت الجمعةُ القابِلَةُ قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ"، ولَم يَسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافعٌ عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ، إِلَّا أَنْ نَشَاءَ".

وأضافت دار الإفتاء أنه إن كان المكلَّفُ في سَفَرٍ تُقصَر فيه الصلاةُ (ويُقَدَّر بنحو ثلاثة وثمانين كيلومترًا ونصف الكيلومتر تقريبًا على المفتى به)، فإنه يَصِحُّ له أداء سجود التلاوة إذا مَرَّ بآيةٍ فيها سجدةٌ وهو يتلو القرآن، وذلك في اتجاه طريق سَيْرِهِ ولو كان في غير جهة القِبلة، وله كذلك أن يومئ برأسه بحركة السجود ما دام راكبًا؛ لما صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أنه أدَّى النافلة على راحلته في السفر في اتجاه سَيْرِهِ يومئ بها إيماءً.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ -حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً- صَلَاةَ اللَّيْلِ، إِلَّا الفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه"، وفي رواية للإمام مسلم: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القرآن السفر السجود القبلة دار الإفتاء اتجاه القبلة دار الإفتاء فی اتجاه رضی الله الله ع

إقرأ أيضاً:

هل قول الله أكبر عند الرفع من الركوع خطأ يستوجب سجود السهو؟

تلقت دار الإفتاء المصرية استفسارًا من أحد المصلين حول حكم من أخطأ في ذكر الرفع من الركوع أثناء الصلاة، حيث أوضح السائل أنه نسي قول "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع واستبدلها بقول "الله أكبر" عن طريق الخطأ، لكنه تدارك الأمر مباشرة وقال الذكر المطلوب.

وأكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن صلاة السائل صحيحة تمامًا، ولا تستوجب الإعادة أو حتى سجود السهو.

وأوضح أن هذا النوع من الأخطاء يقع ضمن السنن في الصلاة، والتي لا يُبطل تركها الصلاة ولا يُشترط لها سجود السهو، خاصة أن المصلي قد تدارك الذكر في موضعه الصحيح.

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الشريعة الإسلامية تتسم بالمرونة والتيسير، خاصة في الأمور المتعلقة بالأخطاء غير المتعمدة أثناء الصلاة. وبيّن أن الذكر المطلوب عند الرفع من الركوع سنة، وليس ركنًا من أركان الصلاة، مما يجعل الخطأ فيه غير مؤثر على صحة الصلاة.

صلاة الاستخارة.. أفضل وقت لها والعلامات التي تظهر بعدهاصلاة قيام الليل من أعظم العبادات.. أفضل الأدعية المستحبةصلاة الاستخارة لاتخاذ القرارات المصيرية.. اعرف كيفيتها والدعاء المخصص لهالماذا أمرنا الله بالاستعانة بالصلاة والصبر عند أي أمر؟ .. علي جمعة يجيب

جاء هذا التوضيح عبر البوابة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، ليؤكد مرة أخرى على القاعدة الشرعية التي تنص على أن الدين يُسر، وأن العبادات مبنية على النية والقلب أكثر من مجرد الأقوال.

يُذكر أن دار الإفتاء تحرص دائمًا على تقديم الفتاوى التي تُيسر على الناس وتُجيب عن استفساراتهم بأسلوب واضح، مستندةً إلى المنهج الوسطي المعتدل.

هل يجوز الدعاء في الركوع 

من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء في الركوع مستحب، مستدلة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»" (رواه البخاري).

وأضافت أن أفضل الدعاء في الركوع والسجود هو تعظيم الله وطلب المغفرة. كما أكدت أن الدعاء أثناء السجود هو الأقرب للاستجابة، وفقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".

وفي سياق متصل، شدد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن الركوع مخصص لتعظيم الله، والسجود للدعاء.

ونبه إلى أنه يكره قراءة القرآن في السجود والركوع، إلا إذا كان المقطع القرآني دعاء، ففي هذه الحالة يعتبر نية الدعاء هي المقصودة، وليس التلاوة.

تأتي هذه التوضيحات من العلماء لتزيل اللبس حول بعض الأفعال أثناء الصلاة، مؤكدين أن الرحمة والسعة في التشريع الإسلامي تجعل الأخطاء اللفظية أو نقصان الأذكار لا تؤثر على صحة الصلاة، مع التشجيع على الإكثار من الدعاء والذكر لزيادة الخشوع والقرب من الله.

مقالات مشابهة

  • هل قول الله أكبر عند الرفع من الركوع خطأ يستوجب سجود السهو؟
  • في الجنوب.. حزب الله شيع ثلاثة من شهداء معركة أولي البأس
  • كيفية التصرف الشرعي عند خطأ الطبيب في علاج المريض .. دار الإفتاء تجيب
  • كيفية التعامل مع عظام الميت في القبر عند دفن آخر .. دار الإفتاء تجيب
  • صلاة الاستخارة لاتخاذ القرارات المصيرية.. اعرف كيفيتها والدعاء المخصص لها
  • حكم الإقامة للصلاة بصيغة الأذان.. دار الإفتاء تجيب
  • هل حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها يدل على وجوبها أول الوقت؟
  • هل الالتفات يمينا ويسارا في الصلاة يبطلها؟.. الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئا
  • هل يجوز قراءة سورة يس أثناء دفن الميت؟ دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز ترديد آيات قرآنية في السجود؟.. دار الإفتاء تجيب