الثورة نت:
2025-02-05@08:28:45 GMT

الترجمة الأدبية بين الاقتباس والافتراس

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

الترجمة الأدبية بين الاقتباس والافتراس

 

صدر عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر للدكتورة مريم حمدوش، كتابٌ نقديٌّ بعنوان “الترجمة الأدبية.. بين الاقتباس والافتراس” (200 ص)، وارتأت المؤلفة أن تقسّمه إلى ثلاثة فصول هي: (الاقتباس تحت المجهر، وتيارات ترجمة الاقتباس، والاقتباس في بحر الأجناس الأدبية).
وتؤكّد مؤلفة الكتاب في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّها حاولت في هذه الدّراسة، التّعمّق في بحث طرائق ترجمة ظاهرة أدبية أثّرت، بشكل أو بآخر، في مسار العملية التّرجمية؛ ألا وهي الاقتباس، وبغرض تقريب الصّورة وتوضيحها قدر الإمكان للقارئ، عملت على تقديم دراسة تطبيقيّة وافيّة تضمّنت دراسة ثلاث مدوّنات، تنتمي إلى أجناس أدبيّة مختلفة؛ فانتقت من المسرح رائعة الأديب الأمريكي (يوجين ڤلادستون أونيل) «desire under the elms»، وجمعها بترجمة اقتباسية إلى اللّغة العربية، عُنونت بـ “بيت الشّغف” للمخرج المسرحي (هشام كفارنة)، في إطار دراسة تحليلية نقدية، واختارت من جنس الرّواية «Allah n’est pas obligé» للكاتب الإيفواري (أحمدو كوروما)، وقابلتها بترجمة (ثريا إقبال) حملت عنوان “لله الأمر”، وفي آخر محطّة من هذا المهاد، حرصت الباحثة على عرض قصّة (ألفونس دوديه) وهي “الشّيء الصّغير”، وترجمتها التي أشرف عليها (ناصر عكاري) عن دار الشّمال بلبنان، بدراسة وافية تحليلا وتعليلا، للخروج في آخر المطاف بإجابات أثارتها هذه التّساؤلات: هل يفضي الاحتكام إلى الاقتباس في ترجمة الجنس الأدبي دائما إلى حلول مرضية؟ وكيف يهتدي المترجم إلى المنهج التّرجمي الملائم، لنقل الرّموز اللّغوية واللّكنات المحليّة ذات الخصوصيّة العالية، سواء وقع هذا التّحويل ضمن الجنس الأدبي الواحد، أو بين جنسين أدبيّين مختلفين؟ وتضيف صاحبة هذه الدراسة أنّ بين هذه المناهج التي تفرض كلّ واحدة منها استراتيجياتها، تطرح إشكاليّة تتعلّق بقدرة المترجم على تقديم حلول نافذة، حتّى لا يتخطّى تلك الفواصل النّظرية بين الترجمة والاقتباس والافتراس، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بالنّصوص الهجينة ذات السّياق ما بعد الكولونيالي، مع أخذ الماضي الشّنيع الذي التصق بالتّرجمة خلال الحقبة الامبريالية بعين الاعتبار، حين استُخدمت في تحريف ثقافات الشّعوب المستضعفة وإلحاقها، فهل يكون الاحتفاء بهذا التّمايز محمودا ترجميًّا باعتماد أسلوب إعادة الصّياغة؟ أم أنّ تلك الاستراتيجيات الخاصّة بنقل هذه الأنواع من النّصوص، من سياق إلى آخر، كفيلة بالحفاظ على الخصوصيّة الثّقافية لهذه الشّعوب ورد اعتبار لدور التّرجمة الحيادي.


يُشار إلى أنّ د. مريم حمدوش، من مواليد عام 1988م بقسنطينة (شرق الجزائر)، حائزة على إجازة الدكتوراه في التّرجمة التّحريريّة والشّفهيّة (عربي/ فرنسي/ إنجليزي) عن معهد التّرجمة بجامعة وهران1. وشارِكت في عدّة ندوات علمية، وملتقيات وطنية ودوليّة، فضلا عن نشرها مقالات في مجلات علميّة محكّمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كتّاب ونقاد يناقشون الترجمة وحوار الحضارات في اليوبيل المئوي لمجلة "فسيفسيت"

 

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية في "بلازا 2" ندوة بعنوان "الترجمة وحوار الحضارات: اليوبيل المئوي لمجلة فسيفسيت – الإمكانيات ودورها في التعريف بالأدب العربي والمصري"، وذلك في إطار محور "تجارب ثقافية".

شهدت الندوة مشاركة الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم، والمترجمة أولينا خوميتسكا، مديرة المركز المصري للغة والثقافة العربية، وأدارها الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سمير مندي.


استعرضت تورينكو الدور الذي لعبته مجلة "فسيفسيت" في تقديم الأدب العربي والمصري للجمهور الأوكراني على مدار قرن كامل منذ تأسيسها، مشيرةً إلى مكانتها التاريخية في عالم الترجمة والأدب.

أما سفير أوكرانيا يفهيني ميكيتنكو، فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا ارتباطه الشخصي بالمجلة، حيث عمل والده في تحريرها لأكثر من 33 عامًا، بينما تولى هو مؤخرًا منصب رئيس تحريرها. وأشار إلى أن المجلة نشرت على مدار تاريخها أعمالًا بأكثر من 85 لغة، شملت نحو 600 رواية وآلاف القصائد والمسرحيات والقصص القصيرة من 105 دول حول العالم. كما أعلن أن المجلة ستصدر قريبًا أعدادًا خاصة تهتم بإبداعات لغات أخرى.

من جانبها، عبّرت أولينا خوميتسكا عن سعادتها بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرةً إلى أن مجلة "فسيفسيت" لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التبادل الثقافي بين أوكرانيا والعالم، وبخاصة في تعريف القرّاء الأوكرانيين بالأدب العربي والمصري.

تأسست المجلة في يناير 1925 على يد فاسيل إيلان بلاكينتي، بمساهمة من ميكولا خفيلوفي، وتوقفت عن النشر عام 1934، ثم استأنفت نشاطها عام 1958 لتصبح منبرًا عالميًا للترجمة الأدبية. كما أسست جائزتين أدبيتين بارزتين: "جائزة ميكولا لوكاش الأدبية" و"جائزة أولينا ميكيتينكو الأدبية"، التي خُصصت للمترجمين الشباب.

في مداخلته، أوضح الدكتور أحمد عفيفي أهمية الترجمة كوسيلة أساسية في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، معتبرًا أنها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الحوار الحضاري وتوسيع آفاق التفاهم بين الثقافات المختلفة. وأشار إلى أن حركة الترجمة من العربية إلى الأوكرانية قدمت نماذج أدبية متميزة، من بينها ترجمات سريهي رييبالكين للأدب العربي، وترجمات أولينا خوميتسكا ولوليتا مزنر، بينما برز في الترجمة من الأوكرانية إلى العربية اسم عماد الدين رائف.

وأكد عفيفي ضرورة دعم المترجمين وتأهيلهم بشكل احترافي، مع توفير الموارد المالية والتقدير الأدبي لهم، لضمان استمرار حركة الترجمة كجسر أساسي بين الثقافات.

أما الدكتور سمير مندي، فقد أشار إلى أن حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية شهدت ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مستعرضًا الشراكة الثقافية الممتدة بين البلدين. وذكر أن هذه العلاقة بدأت مبكرًا، حيث رصد ترمسكي تحولات المجتمع اللبناني في أحد مؤلفاته، بينما وثّق ميخائيل نعيمة تجربته الدراسية في أوكرانيا في كتابه "رحلتي السبعون".

وأوضح أن عشرينيات القرن الماضي كانت فترة نهضة ثقافية متزامنة في كل من أوكرانيا ومصر، حيث انشغل النقاد والكتّاب في كلا البلدين بأسئلة جوهرية حول الكتابة وأهدافها.

وأكد أن مجلة "فسيفسيت" ساهمت بدور محوري في تقديم صورة عن الأدب الأوكراني للقارئ العربي، كما نشرت أعمالًا لأبرز الكتّاب المصريين والعرب، مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، عبد الرحمن الخميسي، يوسف السباعي، يوسف القعيد، ميخائيل نعيمة، غسان كنفاني، وإبراهيم الكوني.

كما تطرّق إلى مساهمة المجلة في نشر الشعر العربي، حيث ضمت صفحاتها قصائد لعدد من كبار الشعراء، مثل حافظ إبراهيم (1958)، محمد صدقي، البياتي، نزار قباني، وجبران خليل جبران.

اختتم المشاركون الندوة بالتأكيد على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل النصوص، بل هي جسر للتلاقح الحضاري وتبادل الرؤى الفكرية، مشددين على أهمية تعزيز التعاون في مجال الترجمة بين العالم العربي وأوكرانيا، لدعم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.

مقالات مشابهة

  • كولر: الترجمة غير الصحيحة سبب التفسيرات الخاطئة لتصريحاتي
  • صفاء النجار تحتفي بأعمالها الأدبية في معرض القاهرة للكتاب
  • نظرة سريعة على أفضل تطبيقات الترجمة أثناء السفر‎
  • فورين بوليسي: كيف أصبح المهاجرون الأفارقة محاصرين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • ترجمة كليب أغنية محمد المشعل جدة للغة الصينية
  • الكاتب محمد قراطاس: الشعر أكثر كرمًا وإيثارًا من جميع أنواع الكتابات الأدبية
  • كتّاب ونقاد يناقشون الترجمة وحوار الحضارات في اليوبيل المئوي لمجلة "فسيفسيت"
  • معرض الكتاب يناقش "إشكاليات ترجمة العقود القانونية وتحديات الذكاء الاصطناعي"
  • رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية من الذكاء الاصطناعي
  • "أخوية الطبقة المتوسطة".. تجربة عمر طاهر الأدبية الجديدة بمعرض الكتاب