الترجمة الأدبية بين الاقتباس والافتراس
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
صدر عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر للدكتورة مريم حمدوش، كتابٌ نقديٌّ بعنوان “الترجمة الأدبية.. بين الاقتباس والافتراس” (200 ص)، وارتأت المؤلفة أن تقسّمه إلى ثلاثة فصول هي: (الاقتباس تحت المجهر، وتيارات ترجمة الاقتباس، والاقتباس في بحر الأجناس الأدبية).
وتؤكّد مؤلفة الكتاب في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّها حاولت في هذه الدّراسة، التّعمّق في بحث طرائق ترجمة ظاهرة أدبية أثّرت، بشكل أو بآخر، في مسار العملية التّرجمية؛ ألا وهي الاقتباس، وبغرض تقريب الصّورة وتوضيحها قدر الإمكان للقارئ، عملت على تقديم دراسة تطبيقيّة وافيّة تضمّنت دراسة ثلاث مدوّنات، تنتمي إلى أجناس أدبيّة مختلفة؛ فانتقت من المسرح رائعة الأديب الأمريكي (يوجين ڤلادستون أونيل) «desire under the elms»، وجمعها بترجمة اقتباسية إلى اللّغة العربية، عُنونت بـ “بيت الشّغف” للمخرج المسرحي (هشام كفارنة)، في إطار دراسة تحليلية نقدية، واختارت من جنس الرّواية «Allah n’est pas obligé» للكاتب الإيفواري (أحمدو كوروما)، وقابلتها بترجمة (ثريا إقبال) حملت عنوان “لله الأمر”، وفي آخر محطّة من هذا المهاد، حرصت الباحثة على عرض قصّة (ألفونس دوديه) وهي “الشّيء الصّغير”، وترجمتها التي أشرف عليها (ناصر عكاري) عن دار الشّمال بلبنان، بدراسة وافية تحليلا وتعليلا، للخروج في آخر المطاف بإجابات أثارتها هذه التّساؤلات: هل يفضي الاحتكام إلى الاقتباس في ترجمة الجنس الأدبي دائما إلى حلول مرضية؟ وكيف يهتدي المترجم إلى المنهج التّرجمي الملائم، لنقل الرّموز اللّغوية واللّكنات المحليّة ذات الخصوصيّة العالية، سواء وقع هذا التّحويل ضمن الجنس الأدبي الواحد، أو بين جنسين أدبيّين مختلفين؟ وتضيف صاحبة هذه الدراسة أنّ بين هذه المناهج التي تفرض كلّ واحدة منها استراتيجياتها، تطرح إشكاليّة تتعلّق بقدرة المترجم على تقديم حلول نافذة، حتّى لا يتخطّى تلك الفواصل النّظرية بين الترجمة والاقتباس والافتراس، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بالنّصوص الهجينة ذات السّياق ما بعد الكولونيالي، مع أخذ الماضي الشّنيع الذي التصق بالتّرجمة خلال الحقبة الامبريالية بعين الاعتبار، حين استُخدمت في تحريف ثقافات الشّعوب المستضعفة وإلحاقها، فهل يكون الاحتفاء بهذا التّمايز محمودا ترجميًّا باعتماد أسلوب إعادة الصّياغة؟ أم أنّ تلك الاستراتيجيات الخاصّة بنقل هذه الأنواع من النّصوص، من سياق إلى آخر، كفيلة بالحفاظ على الخصوصيّة الثّقافية لهذه الشّعوب ورد اعتبار لدور التّرجمة الحيادي.
يُشار إلى أنّ د. مريم حمدوش، من مواليد عام 1988م بقسنطينة (شرق الجزائر)، حائزة على إجازة الدكتوراه في التّرجمة التّحريريّة والشّفهيّة (عربي/ فرنسي/ إنجليزي) عن معهد التّرجمة بجامعة وهران1. وشارِكت في عدّة ندوات علمية، وملتقيات وطنية ودوليّة، فضلا عن نشرها مقالات في مجلات علميّة محكّمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: التحالف الحوثي الروسي.. شراكة استراتيجية أم مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟ (ترجمة خاصة)
سلطت صحيفة عبرية الضوء على تحالف جماعة الحوثي وروسيا وتزويد الأخيرة للجماعة في اليمن بالأسلحة والصواريخ الباليستية والمضادة للسفن.
وقالت صحيفة "هيوم إسرائيل" في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إنه "مع اعتماد الكرملين المتزايد على إيران، وتوجهه نحو تايوان، ودوره المحتمل في حلول "اليوم التالي" الإقليمية، يتعين على إسرائيل أن تنظر بنظرة واضحة إلى موقف روسيا الحالي".
وتساءلت الصحيفة عن التحالف الحوثي الروسي هل هو شراكة استراتيجية أم مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟
وأضاف "توقفت السفن الروسية بشكل غير معتاد في جنوب البحر الأحمر. كان ذلك في أواخر يوليو/تموز، في خضم الصيف الحار. نزل العديد من الأفراد من أصل روسي وتم جمعهم من قبل عملاء الحوثيين من اليمن، في قوارب استمرت إلى شواطئ الدولة الفقيرة.
وذكرت أن هؤلاء الروس كانوا يحملون حقائب وأكياس، على الرغم من أنها لم تكن كبيرة بما يكفي لاحتواء الأسلحة أو المعدات العسكرية، متابعة "نزل الروس في اليمن وبقوا لمدة ثلاثة أيام".
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية وأمنية، قولها "كان هذا بمثابة تطور مثير للقلق في العلاقات بين روسيا والحوثيين: فوفقا للحرب الباردة، أرسلت موسكو "مستشارين عسكريين" لمساعدة المنظمة الشيعية في قتالها ضد الحكومة المركزية في اليمن. وواصلت موسكو نشر مثل هؤلاء المستشارين في البلاد، تحت ستار "المساعدات الإنسانية" - تمامًا كما فعل المستشارون الإيرانيون لسنوات عديدة".
وقالت "في العام الماضي، بعد وقت قصير من اندلاع حرب السيوف الحديدية، بدأت العلاقات بين روسيا والمتمردين الشيعة في اليمن تتعزز. ويرجع هذا جزئيًا إلى تقارب المصالح بين الجانبين، لكنه حدث في المقام الأول حول التقارب المتزايد للكرملين مع إيران ومنظماتها الإقليمية بالوكالة في السنوات الأخيرة".
وتابعت "مع تحسن العلاقات بين موسكو وطهران، ومع اعتماد روسيا بشكل متزايد على الدعم الإيراني في حربها في أوكرانيا، بدأت أيضًا في تقديم أنواع مختلفة من المساعدة للمنظمات الإقليمية".
وطبقا للصحيفة العبرية فإنه تم الكشف عن ذروة هذه العملية بين الكرملين والحوثيين، في الوقت الحالي، في تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز هذا الأسبوع: وفقًا للتقرير، ساعد الحوثيون روسيا منذ يوليو في تجنيد مئات الرجال اليمنيين للقتال على الجبهة في أوكرانيا. تم تهريبهم إلى البلاد من خلال الخداع، بعد أن أبهرتهم وعود الأجور المرتفعة ومنصب أمني مثير للاهتمام.
ولاحظ تيم ليندركينج، المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، أن الروس يناقشون حالياً نقل أسلحة متقدمة إلى المتمردين اليمنيين، ويزرعون العلاقات من خلال ممثلي موسكو في صنعاء. ووفقاً له، فإن نوع الأسلحة التي يفكر الروس في نقلها إلى الحوثيين "مثير للقلق".
ورجحت "يسرائيل هيوم" أن نقل مثل هذه الأسلحة المتقدمة ربما لم يُمنَع إلا في اللحظة الأخيرة هذا العام. ففي أغسطس/آب، أشارت التقارير إلى أن روسيا أعدت شحنة من الصواريخ والمعدات المتقدمة إلى اليمن، لكنها انسحبت بعد نشاط دبلوماسي هادئ من جانب كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. ويبدو أن السفن كانت بالفعل في البحر الأحمر، واستقر الكرملين في نهاية المطاف على إرسال مستشارين عسكريين بدلاً من نقل الأسلحة بأنفسهم.
وحسب التقرير الذي ترجمه الموقع بوست فإنه عند التأمل، ليس من المستغرب أن نجد أسلحة روسية في أيدي الحوثيين. فوفقاً لشهادات جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في الشهرين الماضيين، فقد واجهوا "مخابئ أسلحة كبيرة وعالية الجودة" من أصل روسي في لبنان، والتي استخدمها حزب الله بفعالية. وتشمل هذه الأسلحة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات وبنادق كلاشينكوف وغيرها. ويفيد الجنود أنهم عثروا على أسلحة لا تزال مغلفة في عبواتها الأصلية، ولا تزال مغطاة بالبلاستيك، ومخبأة في مخابئ حزب الله العديدة في جنوب لبنان.
الصفقة مع "تاجر الموت"
تقول الصحيفة العبرية "لقد تلقى الحوثيون الدعم الروسي منذ بداية الحرب. ولا تدين موسكو إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن باتجاه إسرائيل، ومن ناحية أخرى، تتصرف بحزم في الساحة الدبلوماسية ضد الهجمات الأمريكية والبريطانية على أهداف الحوثيين في اليمن، وتنتقدها بشدة".
وترى أن الكرملين لا يكتفي بالدعم المعنوي، كما يعمل على الأرض لمساعدة الحوثيين. وحتى لو ألغت روسيا شحنة أغسطس/آب على ما يبدو، فإنها ما زالت تجد سبلاً أخرى لتقديم المساعدة العسكرية للمتمردين الشيعة، ويبدو أنها نقلت بعض الأسلحة.
ووفقاً لمصادر غربية، حرص الروس على تزويد الحوثيين بالأسلحة الخفيفة والذخيرة. ومن القصص المثيرة للاهتمام في هذا السياق هو الشخص الذي خدم الروس في فحص موافقة الحوثيين على مثل هذه المشتريات: فيكتور بوت، المعروف باسم "تاجر الموت"، والذي يعتبر أكبر تاجر أسلحة في العالم، والذي كان مصدر إلهام للفيلم سيئ السمعة "سيد الحرب" بطولة نيكولاس كيج.
وقالت "في وقت سابق من هذا العام، وردت أنباء عن أن بوت "عاد إلى العمل" وبدأ يتوسط بين الحوثيين والجيش الروسي، بما في ذلك محاولات شراء بنادق أوتوماتيكية متطورة في صفقة بقيمة 10 ملايين دولار".
وبحسب التقرير، كانت هذه صفقة أولية صغيرة، أجريت مع مسؤولين حوثيين سافرا إلى العاصمة الروسية تحت ستار التجار المهتمين بشراء المركبات والمبيدات الحشرية. وخلال المحادثة بين الطرفين، ظهرت على ما يبدو إمكانية دراسة شراء صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ كورنيت وغيرها".
ووفقا للمقال الذي نُشر آنذاك في صحيفة وول ستريت جورنال، كان من المفترض أن تصل شحنة الأسلحة إلى ميناء الحديدة تحت ستار الغذاء اعتبارًا من أكتوبر. وقد تم اختيار هذا الميناء كوجهة لأن روسيا أرسلت بالفعل عدة حاويات من القمح إلى هناك، وهو يخدم بانتظام للتهريب الإيراني إلى اليمن.
وذكرت "في الشهر الماضي، حدث تطور آخر، أكثر إثارة للقلق من شحنة الأسلحة الخفيفة: فوفقاً لتقارير أميركية، درست روسيا إمكانية نقل معلومات جغرافية إلى الحوثيين تسمح لهم بمهاجمة السفن في البحر الأحمر بفعالية ودقة. وشمل ذلك معلومات الأقمار الصناعية التي تسمح بتحديد موقع السفن في البحر، وكذلك التحقق من هوية تلك السفن. وجاء ذلك، من بين أمور أخرى، في أعقاب "حادث" حوثي، حيث أصيبت سفينة مملوكة لروسيا كانت تمر بالقرب من اليمن.
وذكرت "في وقت لاحق، نحو نهاية الشهر، وردت أنباء تفيد بأن المعلومات قد تم نقلها بالفعل إلى الحوثيين، بعد إرسالها أولاً إلى أفراد الحرس الثوري المتمركزين في اليمن. وقد تم استخدام هذه المعلومات بالفعل لضرب السفن المارة عبر المنطقة".، ترجمة الموقع بوست.
واردفت "رغم أن نتيجة استخدام هذه المعلومات واضحة، فإن الدافع الروسي غير معروف بشكل قاطع. وربما كان الهدف منع ضرب السفن الروسية، وليس الرغبة في مهاجمة السفن الغربية. وباستثناء تلك الحادثة في مايو/أيار، تمكن الحوثيون من تجنب مهاجمة السفن الصينية والروسية. وفي مارس/آذار، وردت أنباء عن توصل هاتين الدولتين إلى اتفاق سري مع المتمردين الشيعة، تعهد الحوثيون بموجبه بالسماح للسفن الصينية والروسية بالمرور بأمان عبر البحر الأحمر".
وأشارت إلى أن هناك تطور آخر مثير للقلق للغاية: بدأت إيران التوسط بين روسيا والحوثيين بشأن إمكانية نقل صواريخ ياخونت المتطورة المضادة للسفن إليهم. وقالت "لا يؤكد هذا الحدث على تعزيز العلاقات بين طهران والكرملين فحسب، بل إنه يشكل خطرًا ملموسًا حقيقيًا على السفن في البحر الأحمر.
واستدرك الصحيفة العبرية "صواريخ ياخونت سريعة ودقيقة للغاية وفعالة بشكل قاتل حتى ضد السفن البحرية. يبلغ مداها أكثر من 186 ميلاً، وقد اجتمع الطرفان بالفعل مرتين لمناقشة إمكانية شراء عشرات منها.
روسيا تراكم الديون
تفيد الصحيفة أيضا أن التورط الإيراني في العلاقة بين الحوثيين والكرملين ليس مفاجئًا، ولكنه مثير للقلق. في الماضي، يمكن أن يُعزى التورط الروسي في الشرق الأوسط إلى دوافع أخرى. على سبيل المثال، ربما كان أحد الدوافع المحتملة لتسليح الحوثيين هو الانتقام من الغرب بسبب الطريقة التي ينقل بها أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى كييف، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى التي تسمح للأوكرانيين بضرب عمق الأراضي الروسية.
وأشارت إلى تصريحات مصادر استخباراتية في وقت سابق من أنها تتوقع أن يختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الأسلحة التي يرسلها إلى مختلف الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط بناءً على ما يفعله الغرب نفسه في أوكرانيا. إذا صح التعبير، فإن هذا يشبه معادلات حزب الله: مع ارتفاع مستوى التصعيد، يستجيب الجانب الآخر بنفس الكثافة.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك أسباب أخرى للتدخل الروسي في الشرق الأوسط: الأول هو أن الروس حاولوا تنمية العلاقات الإقليمية على خلفية الصراع العالمي بين الكتل مع الولايات المتحدة، وبالتالي دعم أي مجموعة معادية للولايات المتحدة في المنطقة. والسبب الثاني هو أن النشاط في منطقة مثل اليمن، التي ليست في مركز الاهتمام العالمي، يمكن أن يخدم الروس لتكثيف المواجهة "الهادئة" مع الولايات المتحدة، ولكن دون خوف من التصعيد. وهذه وسيلة لزيادة الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن ليس بوسائل مباشرة، بل بطريقة غير مباشرة. وهناك سبب آخر بالطبع، وهو الرغبة في زيادة القوة والنفوذ.
وقالت "لكن يبدو الآن أن شيئا أساسيا في الموقف الروسي قد تغير. فإذا كان يبدو في الماضي أن الكرملين لن يكسب كثيرا من اندلاع حقيقي لأي صراع في الشرق الأوسط، وفي البحر الأحمر على وجه الخصوص، فليس من المؤكد أن هذا هو موقف الكرملين. ويبدو أن المصالح الروسية قد تغيرت. ويبدو أن موسكو لم تعد تهتم الآن إذا أشعل الحوثيون صراعا أوسع نطاقا، طالما أنهم يلحقون الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها.
وترى أن الأمر الأكثر خطورة هو أن روسيا جلبت شعبها فعليا إلى اليمن، مما يعرضهم لخطر الأذى إذا تصاعد الصراع في البلاد. والواقع أنها خلقت سيناريو نظريا حيث قد تصبح أحد أطراف الأزمة نفسها.
وترى الصحيفة العبرية أيضا أن التغيير الرئيسي الذي حدث مؤخرا هو تعزيز العلاقات مع إيران، وخاصة الاعتماد عليها. ويعتمد الروس بشكل كبير على الإيرانيين لمواصلة الحرب في أوكرانيا، وتلقي الطائرات بدون طيار الهجومية والصواريخ الباليستية، وأكثر من ذلك منهم. وهذا يعني أن موسكو تحافظ الآن على علاقات متبادلة مع إيران من موقع جديد ــ فهي تراكم الديون تجاهها وتحتاج إلى رد الجميل في المقابل.
تحالف روسيا وإيران
ولفتت إلى أن العلاقة بين الطرفين واقعيا أصبحت أكثر تعقيداً الآن. وهذا قد يفسر، على سبيل المثال، استعداد روسيا لإطلاق أقمار صناعية إيرانية إلى الفضاء، وبيع طهران أنظمة دفاع جوي متقدمة وطائرات مقاتلة متقدمة (بل والسماح لها ببنائها في إيران نفسها)، وتقديم المساعدة لجماعات مثل حزب الله والحوثيين ــ وربما لا يكون اليوم الذي قد توافق فيه روسيا حتى على مساعدة طهران في المجال النووي بعيداً. وفي المرحلة الحالية، تتجسد الخدمات التي تردها موسكو في نقل الأسلحة المتقدمة إلى الأيدي الخطأ.
ويؤكد التقرير أن أهمية المساعدة الروسية للحوثيين تكمن في أن قوة كبرى، عضو دائم في مجلس الأمن، تساعد منظمة على تعطيل طرق النقل البحري، على نحو يتعارض مع القانون الدولي ومصالحها التجارية. وهي تساعدها في مهاجمة السفن الأميركية والبريطانية وغيرها.
وقالت "من الصعب أن نطلق على هذا حرباً "باردة"، وربما يكون من الأفضل أن نحكم على الموقف بشكل أكثر جدية، وأن ننظر إلى الواقع بعيون باردة ونفهم: لقد اندلعت الحرب العالمية الثالثة بالفعل أمام أعيننا".
وأكدت أن "التغيير في الإدارة في الولايات المتحدة، إلى جانب حقيقة أن الرئيس الحالي جو بايدن أصبح الآن بطة عرجاء، يستغله الروس والإيرانيون لتحسين المواقف، قبل الانفجار الكبير الذي قد ينتظرنا لاحقًا. وبينما تتجه كل الأنظار في العالم نحو 20 يناير، يحاول الكثيرون تحسين المواقف قبل دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ومن منظور روسي، يعني هذا هجومًا أقوى في أوكرانيا، وتحسين وضع جميع حلفائها أيضًا".
تقول الصحيفة "يسرائيل هيوم" إن "إسرائيل أيضا بحاجة إلى النظر إلى هذا الواقع المتطور بعيون رصينة. وباعتبارنا دولة تعتبر نفسها جزءا من الكتلة الغربية التي تقاتل إيران ووكلائها الإقليميين، فإننا بحاجة إلى فهم أن موسكو لم تعد ملتزمة بتلك المصالح التي تقاسمناها ذات يوم، وأنها تساعد بنشاط حلقة النار الإيرانية من حولنا".
واستطردت "في مثل هذا الوضع، ليس لدينا امتياز تجاهل إمكانية أن يساعد أي وجود روسي بالضرورة أعداءنا. والواقع أن الروس أصبحوا إلى حد كبير عاملاً معادياً، وربما حتى عدواً، ولابد من التعامل معه بحذر شديد ومتزايد. وبالتوازي مع ذلك، لابد من توضيح الأمر للكرملين من خلال قنوات مختلفة بأن أي استمرار للتدخل العسكري في المنطقة، سواء بشكل مباشر أو من خلال المساعدة للحوثيين وحزب الله، قد يكلفه الكثير ــ بما في ذلك الأعمال العسكرية في سوريا، على نحو من شأنه أن يقوض الموقف الروسي هناك".
وخلصت الصحيفة العبرية في تقريرها إلى القول "لا ينبغي لإسرائيل أن تمنح الروس جائزة على نشاطهم المزعزع للنظام. ولا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن يتم تعيين موسكو الآن لدور في الترتيبات الشمالية ولا في غزة أيضا". إن روسيا لا تستطيع أن تلعب دور الوسيط العادل بين إسرائيل وإيران، وهي الدولة التي أصبحت تعتمد عليها بشكل كبير الآن. إن الواقع الإقليمي بعد السابع من أكتوبر مختلف، ونحن نعمل بثمن باهظ من أجل تحويله لصالحنا. ولا ينبغي لنا أن نقع في الفخ مرة أخرى ونسمح لعناصر معادية بأن تكون جزءاً منه".