بين الابتكار والتنظيم: كيف تؤثر القوانين الأوروبية على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تتعرض الشركات الناشئة في أوروبا لضغوط متزايدة بسبب التحديات التنظيمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وقد أظهر تقرير خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في أمستردام أن هذه القضايا تثير قلقًا بين رواد الأعمال مثل شركة "كوينديلا" التي تركز على تقنيات الحوسبة الكمومية الضوئية.
أكدت مارين شيك غاسبا، رئيسة الموظفين في شركة "كوينديلا"، أن السؤال الملح في مجال الحوسبة الكمومية يتعلق بكيفية استغلال هذه التقنية حالياً، بدلاً من متى ستصبح متاحة.
وحذرت غاسبا من أن الباحثين لا يمكنهم الانتظار حتى تتزايد القدرة الحاسوبية للبدء في استكشاف إمكانيات الحوسبة الكمومية. وفي هذا السياق، أشار جان ديفيد مالو، مسؤول كبير في المفوضية الأوروبية، إلى أن الابتكار في مجالات مثل الحوسبة الكمومية والروبوتات وتقنيات الانتقال الأخضر يعد من أبرز الاتجاهات التي يجب متابعتها في أوروبا. ومع ذلك، أوضح أن الحصول على التمويل والتنظيم الصارم يشكلان عائقين رئيسيين أمام تقدم الشركات الناشئة.
تواجه الشركات الناشئة في أوروبا صعوبات متزايدة في الحصول على التمويل، حيث اعتبرت غاسبا أن البيئة التمويلية في الولايات المتحدة أكثر سهولة مقارنة بنظيراتها في أوروبا.
ووفقاً لتقرير من الخبير الاقتصادي والسياسي ماريو دراجي، تحتاج أوروبا إلى استثمارات إضافية تتراوح بين 750 مليار و800 مليار يورو سنويًا لتحقيق أهدافها التنافسية والمناخية.
الابتكار مقابل حماية البياناتفي سياق متصل، حذر غاري شابيرو، رئيس جمعية تكنولوجيا المستهلك الأمريكية، من أن القوانين الحكومية في أوروبا قد تثبط الابتكار، رغم الترحيب باللوائح مثل اللائحة العامة لحماية البيانات.
وأشار شابيرو إلى أن التحديات الاقتصادية العالمية مثل ارتفاع أسعار الفائدة والركود الاقتصادي، تستدعي من أوروبا أن تكون أكثر انفتاحًا على الابتكار.
تتباين آراء الشركات الناشئة بشأن تنظيم البيانات. بينما تعاني بعض الشركات، مثل "DuckDuckGoose" المتخصصة في الكشف عن التزييف العميق، من القيود المفروضة على استخدام البيانات الكبيرة، أكدت باريا لطفي، المؤسس المشارك للشركة، أن لوائح خصوصية البيانات تؤثر سلباً على كيفية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى، ترى شركات مثل "Hoursec"، التي أسستها ألكسندرا بينتو كاستيلانوس، أن هذه القوانين توفر فرصة للحفاظ على سلامة الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وذكرت بينتو كاستيلانوس أنها تقدر القيم الأوروبية المتعلقة بالخصوصية، مشيرة إلى أهمية وجود قواعد تحكم هذا المجال لضمان عدم خروج تقنيات الذكاء الاصطناعي عن السيطرة.
بينما يواجه الابتكار في أوروبا تحديات متعددة، تبرز فرص جديدة لتطوير بيئة مواتية تعزز البحث والابتكار. يتفق الخبراء على ضرورة خلق بيئة تنظيمية تدعم الشركات الناشئة وتمكنها من المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي، مما قد يسهم في تحقيق أهداف القارة في مجال التكنولوجيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف تستخدم قطر الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والفن والمركبات ذاتية القيادة ثورة الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مجال الرعاية الصحية ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي.. NVIDIA تطلق برنامجًا لمساعدة الشركات الناشئة الاتحاد الأوروبي تكنولوجيا شركات ناشئة الذكاء الاصطناعي تحديات ثقافيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا إسرائيل يحيى السنوار الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا إسرائيل يحيى السنوار الاتحاد الأوروبي تكنولوجيا شركات ناشئة الذكاء الاصطناعي الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا إسرائيل يحيى السنوار حزب الله دونالد ترامب قطاع غزة أوكرانيا الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية الذکاء الاصطناعی الحوسبة الکمومیة الشرکات الناشئة یعرض الآن Next فی أوروبا فی مجال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@