دبي: يمامة بدوان

ظواهر مناخية وطبيعية، تمكن سلطان النيادي من توثيقها على كوكب الأرض؛ وذلك من ارتفاع نحو 400 كيلومتر من المحطة الدولية؛ حيث لم يكتفِ خلال مهمته التي تستمر 6 أشهر في الفضاء، من إجراء التجارب والدراسات العلمية فقط، التي يصل عددها إلى 200 تجربة بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية والجامعات الإماراتية؛ بل دعا إلى المحافظة على الأرض وجمالها، من خلال مقاطع فيديو وصور نشرها للكوكب، تظهر مدى تأثره بالتغيرات المناخية.

قال النيادي في إحدى تغريداته على «تويتر»: إن رصد الأرض هو أحد الأمور المفضلة لديه في المحطة، حينما يكون خلف العدسة ويلتقط مناظر خلابة لا يمكن رؤيتها إلا من الفضاء، مؤكداً أن كوكب الأرض هو موطن البشرية، ويستحق المحافظة عليه، كما يمكن له أن يرى الأرض من الفضاء بجمالها وتداخل معالمها؛ حيث البحار تجاور الغابات، والحضارة تلتقي مع الطبيعة الفريدة.

جفاف الأودية في اليمن

بحر العرب

في 30 مارس/ آذار الماضي، وبعد أقل من شهر على بدء مهمته التاريخية، رصد النيادي لحظة هبوب عاصفة رملية، تجتاح الصحراء الكبرى الساحرة، التي تحتل الجزء الأكبر من شمال إفريقيا، وهي أكبر الصحارى الحارة في العالم بمساحة تفوق 9 ملايين كم مربع، ويكثر وجود الواحات فيها، وسلسلة جبال أطلس.

وعلى مدار يومين، في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وثقت عدسة النيادي الإعصار المداري في بحر العرب، بمشاهد حصرية ظهرت فيها عين الإعصار (أي مركزه)، واصفاً المشهد بالمهول، لوجود غطاء سحابي كثيف وعواصف رعدية؛ حيث يتعاون من على متن المحطة الدولية مع الخبراء على الأرض في مجال رصد الأحوال الجوية والطقس.

وفي الخامس من يونيو الماضي، رصدت عدسة رائد الفضاء الإماراتي من ارتفاع 412 كم، 3 صور للأودية التي أصابها الجفاف في فصل الشتاء باليمن، الناجمة عن تأخر هطول الأمطار.

الإعصار المداري في بحر العرب

قلب الريشات

من الظواهر الطبيعية التي وثقها النيادي، وتعبر عن تنوع الطبيعة وغناها في العالم العربي، قلب الريشات أو ما يُسمى ب«عين الصحراء» في موريتانيا؛ وذلك في 4 مايو/ أيار الماضي، الذي يعد معلماً جيولوجياً يشهد على عجائب الطبيعة وأسرار الكوكب.

ويصل قُطر قلب الريشات الواقع بالقرب من مدينة «وادان» الأثرية إلى نحو 35 كيلومتراً، ولا يمكن رؤيته كاملاً إلا من الفضاء؛ حيث يعود اكتشافه للعالم الفرنسي تيودور مونو في ثلاثينات القرن الماضي، بينما تمكنت بعثة أمريكية عام 1965 من رصد الموقع بالكامل من الفضاء.

جبال ظفار وعُمان بعدسة النيادي

جبال ظفار

كما وثق النيادي سلسلة جبال ظفار في سلطنة عُمان، وظهرت كأنها لوحة خلابة، حين تداخلت مع مياه بحر العرب، في تضاريس متباينة، تجمع طبيعتها الجغرافية بين البيئة الصحراوية والساحلية، وتقع السلسلة المكونة من الجير، في الجزء الجنوبي من محافظة ظفار بسلطنة عُمان، وتمتد على شكل هلال لمسافة تبلغ 290 كم، وتحظى هذه الجبال بجو استثنائي في الصيف؛ حيث هناك 75 كم من هذه الجبال تكسوها الخضرة من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول؛ إذ تتميز هذه المنطقة عن بقية مناطق شبه الجزيرة العربية بهبوب الرياح الموسمية عليها الآتية من الجنوب الغربي، ما يسبب هطول الأمطار ووفرة المراعي الطبيعية.

بحيرة الملح

بحيرة الملح

من أبرز الظواهر الطبيعية التي وثقها النيادي من الفضاء، بحيرة الملح الكبرى بولاية يوتا، وبرك الملح بولاية كاليفورنيا؛ وذلك في الرابع من يوليو/تموز الجاري، وظهرت أشبه بلوحات من إبداع البشر والطبيعة على حد سواء؛ حيث إنها أكبر بحيرة مياه مالحة موجودة في نصف الكرة الغربي، كما أنها تعد ثامن أكبر بحيرة طرفية موجودة بالعالم، وفي المتوسط تغطي البحيرة مساحة تصل تقريباً إلى 4400 كيلومتر مربع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلطان النيادي الإمارات الفضاء محطة الفضاء الدولية الأرض من الفضاء

إقرأ أيضاً:

عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة

في اللحظة التي يراود فيها حلم السياحة في الفضاء عقول الكثير من الأثرياء حول العالم على مستوى المدار المنخفض حول الأرض، يقترح عالمان فلكيان الخروج من هذا النطاق الضيق والغوص في أعماق الكواكب الأخرى لغرض السياحة والنزهة، مثل التحليق فوق كوكب الزهرة على ظهر منطاد هوائي، أو استكشاف الكهوف المسامية لقمر "هايبريون"، أو التزلج على المنحدرات الجليدية لكوكب بلوتو، فتكون بذلك رحلة سياحية فضائية بامتياز.

ويرى كلّ من عالم الكواكب جون مورز وعالم الفيزياء الفلكية جيسي روجرسون العديد من التجارب السياحية الفضائية الممكنة من الناحية الفيزيائية، ويناقشان هذه المغامرات الشيقة في كتابهما المنشور حديثا "أحلام اليقظة ضمن النظام الشمسي"، من مطبعة معهد ماساتشوستس للتقانة.  ولا يكتفي المؤلفان بعرض أفكار مثيرة فحسب، بل يتعمقان أيضا في الأسس العلمية التي قد تجعل كل مغامرة فضائية ممكنة الحدوث.

وعلى عكس السرد التقليدي لاستكشاف الفضاء، الذي يركز غالبا على تحديات البقاء والتقنيات المعقدة، يقدّم العالمان منظورا مختلفا يتمحور حول الاستمتاع والاستجمام خارج كوكب الأرض بعيدا عن الاكتظاظ السكاني والتلوث الضوضائي، ويتصوران مستقبلا يصبح فيه السفر بين الكواكب تجربة تجمع بين استكشاف المناظر الطبيعية الفريدة والاكتشافات العلمية.

كوكب الزهرة (شترستوك) الأسس العلمية للبعثات المستقبلية

تعتمد الرحلات الاستكشافية التي يتناولها العالمان على علم كواكب المجموعة الشمسية، فعلى سبيل المثال، التحليق داخل منطاد فوق كوكب الزهرة أمر ممكن لأن الظروف الجوية على ارتفاع يتراوح بين 20 و25 كيلومترا فوق سطحه تشبه إلى حد كبير ظروف الأرض من حيث درجة الحرارة والضغط الجوي.

ولطالما كانت هذه الفكرة مطروحة لدى العلماء لاستكشاف غلاف الزهرة الجوي، فإن مختبرات الدفع النفاث التابعة لوكالة ناسا تعمل الآن على تطوير مناطيد آلية لدراسة سُحُب هذا الكوكب.

وبالمثل، فإن فكرة استكشاف المحيط الجوفي لقمر أوروبا باستخدام غواصات صغيرة ليست بعيدة المنال، فمن المتوقع أن تمهد مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا الطريق أمام اكتشافات مستقبلية بواسطة غواصات آلية.

إعلان

كذلك، بينما تركز مهمة "دراجون فلاي" على استكشاف "تيتان" باستخدام مركبة دوّارة، فقد طُرحت فكرة إرسال غواصة لاستكشاف بحيراته الهيدروكربونية. وتعكس جميع هذه المشاريع كيف يتطور استكشاف الفضاء من بعثات الروبوتات التقليدية إلى تقنيات أكثر ديناميكية وتفاعلية مع البيئات المختلفة في الفضاء.

ويغلب على الكتاب الطابع المتفائل حول مستقبل البشر في إمكانية التحليق والسفر في الفضاء، على عكس العديد من أعمال الخيال العلمي الحديثة التي تتجه نحو سيناريوهات كارثية وغامضة. وعلى الرغم من أن هذه المغامرات لا تزال في نطاق الخيال من حيث الموارد التقنية الحالية، فإن التقدم السريع في تكنولوجيا الفضاء يشير إلى أن مثل هذه التجارب قد تكون أقرب مما يتصور البشر.

وتعمل الشركات الفضائية الخاصة ووكالات الفضاء الوطنية والمؤسسات العلمية على تطوير أنظمة دفع جديدة، وتقنيات دعم الحياة، ومساكن وموانئ كوكبية قد تُمهد الطريق لسفر البشر بين الكواكب في المستقبل.

وقد يكون الانتقال من المهام الروبوتية إلى استكشاف البشر بأنفسهم للفضاء بغرض الاستمتاع والتنزه مجرد خطوة طبيعية ضمن سلم التطور الطبيعي للحضارة البشرية.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. انطلاق ليالي "ظواهر" الرمضانية بمكتبة مصر العامة بالأقصر
  • هبوط ناجح لمركبة الفضاء أثينا على سطح القمر
  • بعد أشهر من التأجيل.. ناسا تعلن عن عودة رواد الفضاء العالقين في المحطة الدولية
  • رواد ناسا العالقون في الفضاء لمدة 9 أشهر على موعد للعودة إلى الأرض
  • خزين بحيرة حمرين يفوق الـ 65% وتطمينات من أي سيول متوقعة
  • انفجار مركبة ستارشيب لـسبايس إكس بعد دقائق من الإطلاق
  • بمشاركة 700 شاب وفتاة.. نائب محافظ الأقصر يشهد ماراثون ظواهر الرياضي بكورنيش النيل
  • بعد أمطار اليوم .. الأرصاد تحذر من ظواهر جوية غير مستقرة غدًا
  • بالصور.. نائب محافظ الأقصر يشهد ماراثون ظواهر الرياضي بمشاركة 700 شخص
  • عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة