يحذر طبيب أطفال، من مخاطر نقص فيتامين D على الأطفال، والذي يمكن أن يتجلى في أعراض مثل تقلبات المزاج، والتهيج، واضطرابات النوم، والخمول، وانخفاض الأداء الأكاديمي في مرحلة الطفولة المبكرة وما قبل المدرسة، وذلك لكونه عنصراً حيوياً لجسم الإنسان، خاصةً للأطفال الذين يمرون بمرحلة النمو، حيث يلعب دوراً أساسياً في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للكالسيوم والفوسفور.

منعًا لكارثة صحية.. خبير تغذية يحذر من تناول الطعام على الطائرة (تفاصيل) مخاطر نقص فيتامين D عند الأطفال

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "إزفيستيا"، يؤثر فيتامين D  بشكل مباشر على صحة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، كما يدعم مناعة الجسم ويحافظ على قوة العظام والعضلات، إلى جانب الحفاظ على صحة الجلد والأغشية المخاطية.

في الوقت نفسه، تتمثل أعراض نقص فيتامين D في معاناة الطفل من التعرق المفرط، وفقدان الشهية، بطء في زيادة الوزن، وتأخر في التطور الحركي مثل القدرة على التحكم في وضعية الرأس، الجلوس، الزحف، المشي، والوقوف. ومن الممكن أيضًا أن يظهر النقص في صورة مشكلات جلدية مثل الحكة.

أما بالنسبة للحالات الأكثر تقدماً، فإن نقص فيتامين D قد يتسبب في مرض الكساح، وهو حالة تنجم عن نقص طويل الأمد وحاد في الفيتامين. تظهر هذه الحالة غالباً لدى الأطفال بين عمر شهرين وسنتين، وتؤثر بشكل كبير على عملية تكوين العظام، مما يؤدي إلى تشوهات هيكلية مثل تقوس العظام، ليونة العظام، وحتى الكسور. هذا إلى جانب التأثير السلبي على الجهازين العصبي والهضمي.

 

يؤكد الدكتور أيضًا أن الأطفال المصابين بالكساح يمكن أن يعانوا من تباطؤ في النمو، تسطح في مؤخرة الرأس، ليونة في حواف اليافوخ، وتقوس تحت الأضلاع، وهي حالة تعرف باسم "أخدود هاريسون". 

كما قد يتطور الأمر إلى تشوهات في العظام المحيطة بمفاصل الرسغ والأصابع، بالإضافة إلى تقوس الساقين وتشوهات في شكل الجمجمة.

 

كما يشدد الطبيب على أهمية التشخيص المبكر للكساح لتحديد درجة تطور الحالة واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة. فعند ملاحظة أي تغيرات في مظهر الطفل أو تطوره الحركي، يجب على الأهل استشارة الطبيب المختص فوراً. العلاج يعتمد على المرحلة التي وصل إليها المرض، وكلما كان التدخل أسرع، كان من الممكن منع تفاقم الحالة. 

 

إلى جانب العلاج الطبي، يلعب نمط الحياة دوراً مهماً في الوقاية من نقص فيتامين D، حيث ينصح الأطباء بتعريض الأطفال لأشعة الشمس بشكل منتظم وتوفير نظام غذائي غني بفيتامين D مثل الأسماك الدهنية، صفار البيض، ومنتجات الألبان المدعمة. يمكن أيضاً استخدام المكملات الغذائية بناءً على توصية الطبيب لضمان حصول الطفل على الكمية الكافية من الفيتامين. 

 

بشكل عام، نقص فيتامين D من المشكلات الصحية التي يجب الانتباه لها مبكراً، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث يمكن أن يؤثر سلباً على تطورهم الجسدي والنفسي إذا لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيتامين فيتامين D مخاطر نقص فيتامين D على الأطفال مناعة إزفيستيا نقص فیتامین

إقرأ أيضاً:

كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟

 

 

ريتّا دار **

 

 

في خضمّ الحياة الرقمية المتسارعة أصبحت الأجهزة الذكيّة تحتلّ مكان المساحات الخضراء؛ حيث يعيش الأطفال اليوم بعيدين عن أبسط أشكال التواصل مع الطبيعة، ما يهدّد توازنهم النّفسي والجسدي، والسّؤال الّذي يفرض نفسه هنا: كيف نُعيد أطفالنا إلى أحضان الطّبيعة قبل أن تفقد مكانتها في وجدانهم؟

تشير الدّراسات إلى أنّ غياب الطّبيعة عن حياة الطّفل ليس تفصيلًا هامشيًّا، بل يؤثّر بشكل مباشر على نموّه وسلوكه. فقد كشف تقرير المجلس العربيّ للطفولة والتّنمية لعام 2020 أنّ 70% من الأطفال العرب يقضون أوقات فراغهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية، بينما تقلّ نسبة مشاركتهم في أنشطة بيئية أو رياضيّة في الهواء الطّلق إلى أقلّ من 20%.

وعلى الصّعيد العالميّ، تؤكد منظمة الصّحة العالميّة أن قضاء الأطفال وقتًا منتظمًا في الطّبيعة يحسّن المزاج العام، ويخفض مستويات التوتّر، ويعزز مهارات التّركيز والتعلّم.

كما أظهرت مراجعة علميّة نشرتها مجلّة علم النّفس الأمامي عام 2019 أنّ التّفاعل مع البيئة الطّبيعية يُسهم في تحسين القدرات الاجتماعيّة والحدّ من السّلوكيات العدوانية لدى الأطفال.

وفي هذا السياق نؤكّد أن "العودة إلى الطّبيعة" ليست ترفًا تربويًّا؛ بل ضرورةً حيويةً لصناعة جيلٍ متوازنٍ نفسيًا وجسديًا.

لم تغفل الدّراسات أهمية النشاطات البيئية المباشرة؛ إذ أثبتت دراسة جامعة كولومبيا البريطانية أنَّ زراعة الأطفال للنباتات، حتى في بيئات حضريّة صغيرة، تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والانتماء، وغرس قيم التعاون والمثابرة.

أما في سلطنة عُمان، فقد أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "المدارس الخضراء"، التي تهدف إلى غرس الوعي البيئي في نفوس الطلاب عبر أنشطة عملية مثل الزراعة المدرسية وإعادة التدوير، مما يُعزز العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.

ورغم ما قد يبدو من تحدّيات، إلّا أنّ العودة إلى الطبيعة لا تتطلب إمكانيات ضخمة أو استثنائية. يكفي تنظيم نزهة أسبوعية إلى حديقة قريبة، أو مشاركة الطفل في زراعة نبتة بسيطة مثل الحبق أو النعناع على شرفة المنزل؛ والاحتفال بإنجازاته الصغيرة باستخدام بعضٍ مما زرعه والثّناء عليه وتشجيعه. كما يمكن تخصيص "ركن أخضر" في المنزل حيث يتابع الطفل نمو النباتات ويتعلم الصبر والرعاية.

تلعب القدوة دورًا جوهريًا في تشكيل علاقة الطفل بكل ما حوله. الطفل الّذي يرى والديه يهتمّان بالبيئة سيتبنّى هذا السلوك بالفطرة وسيتعلّم أن الأرض كائن حيّ يمنحنا الحياة.

توصي منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أيضًا بإدخال أنشطة الزراعة البسيطة ضمن الحياة اليومية للأطفال، لترسيخ مفاهيم الاستدامة والمسؤولية البيئية.

إنَّ إعادة الطفل إلى الطبيعة أصبحت مسؤولية حقيقية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره؛ فلنعمل على أن تبقى الطبيعة جزءًا حيًّا في حياة أطفالنا، لا مجرّد صورة رقمية تمرّ عبر الشاشات.

***********

المصادر:

تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية 2020

منظمة الصحة العالمية (WHO)

مراجعة علمية بمجلة علم النفس الأمامي 2019  (Frontiers in Psychology)

دراسة جامعة كولومبيا البريطانية.

مبادرة المدارس الخضراء، وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان.

منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

** كاتبة سورية

مقالات مشابهة

  • قانون الطفل| إطار متكامل لضمان حقوق الأطفال وتعزيز تنشئتهم السليمة
  • ضمان حقوقهم أولوية قصوى.. كيف تعامل القانون مع جرائم إيذاء الأطفال؟
  • هل يمكن لكوب ماء بارد أن يوقف قلبك بشكل مفاجئ؟: خبير قلب يكشف الحقيقة الطبية
  • ماذا يحدث لجسم طفلك عند تناول التفاح؟
  • المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال
  • دراسة تحذر من استخدام المضادات الحيوية مع الأطفال.. تفاصيل
  • الإفراط في المضادات الحيوية يزيد خطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو
  • لرسم الابتسامة.. طلاب خدمة اجتماعية قنا يصنعون السعادة للأطفال مرضى السرطان في شفاء الأورمان
  • رغم التزامك بالجرعة.. لماذا يعاني طفلك من نقص فيتامين د؟ أسباب خفية تدهشك
  • كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟