الامارات تنفي تسليح او الانحياز لأي طرف في السودان
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
اكدت الامارات الاحد، عدم انحيازها الى اي طرف في الحرب الدائرة رحاها في السودان، نافية بشدة ارسال اسلحة لأحد طرفيها كما ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
اقرأ ايضاًلإنهاء الحرب في السودان.. اجتماع موسع لقوى الحرية والتغيير في القاهرةونقلت الصحيفة الخميس، عن مسؤولين أوغنديين اعلانهم العثور على اسلحة في طائرة كانت تنقل مساعدات إنسانية من الإمارات إلى اللاجئين السودانيين في تشاد في الثاني من شهر حزيران/يونيو.
وقال هؤلاء المسؤولون للصحيفة ان بيانات الطائرة كانت تشير الى انها تنقل مواد غذائية وامدادات طبية، لكنهم عثروا بدلا من ذلك على ذخيرة وبنادق هجومية واسلحة صغيرة اخرى كانت في صناديق بلاستيكية خضراء وضعت في مخزنها.
واضافوا انه رغم ذلك تم السماح للطائرة بمتابعة رحلتها الى مطار ام جرس في شرق تشاد، وذلك بعد ان جاءتهم اوامر من قادتهم تقضي بالكف عن تفتيش الطائرات الاماراتية العابرة في أوغندا.
على ان المسؤولة في وزارة الخارجية الاماراتية عفراء محش الهاملي اكدت في بيان رفض بلادها القاطع والحاسم ادعاءات الصحيفة حول امداد اطراف حرب السودان بالذخيرة والاسلحة.
وشدّدت العاملي، وهي مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية الإماراتية على ان ابو ظبي تدعو إلى احترام سيادة السودان الشقيق، وبالتالي لا تنحاز الى اي طرف في النزاع الدائر فيه وتسعى الى انهائه.
اصطفافاتويشهد السودان منذ منتصف نيسان/ابريل اقتتالا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لخصمه محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ويقول متابعون ان كلا الرجلين يحظى بدعم خارجي، مشيرين الى اصطفاف مصر مع البرهان ومساندة الامارات لحميدتي نائبه السابق في مجلس السيادة الذي تشكل بالشراكة بين العسكريين والمدنيين عقب الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
ولقي اكثر من اربعة الاف شخص مصرعهم خلال المعارك التي ادت ايضا الى تشريد ما يزيد على اربعة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بحسب ما توضحه بيانات الامم المتحدة.
وتؤكد وكالات إغاثة ومنظمات دولية ان الاعداد الفعلية لضحايا هذه الحرب الطاحنة هي اكبر بكثير مما هو معلن.
وارسلت ابوظبي منذ تفجر الحرب نحو الفي طن من الامدادات الغذائية والطبية كما ساعدت في اجلاء رعايا دول اجنبية من السودان، بحسب ما تشير بيانات نشرتها وكالة الانباء الاماراتية الرسمية.
وفي مدينة ام جرس في تشاد، والتي استقبلت اعدادا كبيرة من اللاجئين السودانيين، قامت الامارات بافتتاح مستشفى ميداني وكذلك مكتبا لتنسيق مساعداتها في المدينة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ السودان الامارات عبدالفتاح البرهان حميدتي قوات الدعم السريع
إقرأ أيضاً:
روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول اهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، اذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر انتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، او سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!
ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.
وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا... فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على ان لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.
روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.
ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهي - الجزيرة - تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 2023/8/5
كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب "جبل عامر"، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.
فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني - سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.
tina.terwis@gmail.com