وكيل مديرية الصحة السابق تناقش برنامج القيادات العليا للصيادلة بالإسكندرية
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
شهدت نقابة صيادلة الإسكندرية، برئاسة الدكتور محمد أنسي الشافعي، أولى المحاضرات "العلمية - التدريبية" لأعضائها المتقدمين لبرنامج القيادات العليا (top managers)، والذي يستمر لمدة 3 أشهر، وذلك بعد اجتيازهم المقابلات الشخصية التي شارك في إجرائها لهم نخبة من القيادات الفاعلة بوزارة الصحة.
وخلال كلمته، قال الدكتور محمد أنسي الشافعي، نقيب صيادلة الإسكندرية: "إن البرنامج يتميز هذا العام بمشاركة نخبة من المحاضرين الجُدد في مجالات حديثة وقيمة، يحتاجها القطاع الحكومي، وتفرضه احتياجات سوق العمل حاليًا، لذا يستهدف تطبيق ما سيتعلمه الصيدلي في أماكن العمل المختلفة، بشكل خاص، وكيف أنه سيستفيد منها في الحياة العامة، وتغيير أسلوب التفكير لديه، بشكل عام، بما يتضمنه البرنامج من علوم تساعد على التفكير بصورة علمية ودقيقة.
فيما ركزت الدكتورة أميرة طهيو، وكيل وزارة الصحة السابق في الإسكندرية، خلال محاضرتها للصيادلة المشاركين في البرنامج، على أسس الإدارة وأولى خطواتها الصحيحة، وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال، وكيف يمكن استخدام الإدارة كأسلوب حياة في تنظيم الوقت والأفكار، لتحقيق أكبر استفادة وفي أقل وقت مُمكن.
ويُذكر أن المقابلات الشخصية للمشاركين في البرنامج كانت قد عقدت على مدار أسبوع كامل، داخل المقر العلمي لنقابة صيادلة الإسكندرية في محطة الرمل، وسط المحافظة، حيث تم قبول نحو 100 صيدلي في البرنامج، وذلك في نسختيه رقما "12 و13" للعام الحالي 2024، والتي تتواصل للعام الثامن على التوالي.
ويعتبر برنامج القيادات العليا، هو الأكبر للصيادلة الحكوميين في محافظة الإسكندرية، حيث تخرج منه 750 صيدلي، تولي منهم حوالي 250 صيدلي مناصب إدارية عليا في وزارة الصحة، وذلك بعد تعرضهم لمجموعة من المحاضرات في مجالات متنوعة، تنتهي بمشروع يتم تطبيقه عمليًا لتطوير أماكن عملهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية برنامج القيادات العليا الدكتورة اميرة طهيو الصيدلي نقابة صيادلة القطاع الحكومي
إقرأ أيضاً:
لحظات الوداع واسترجاع الذكريات
عائشة بنت محمد الكندية
ها نحن نصل إلى ختام مشوارٍ جميل امتدّ على مدى عامين كاملين، مع برنامج "على الطاولة" الذي بُثّ عبر أثير إذاعة رأس الخيمة الإماراتية، لم يكن هذا البرنامج مجرد محتوى يُقدّم في مواعيد مُحددة؛ بل كان مساحة رحبة للعقل والقلب، ومنبرًا للفكر والحوار والتواصل الإنساني العميق، هو برنامجٌ وُلد من رحم الرسالة، ونما برسالة، ويودّعنا اليوم برسالة أخيرة، لكنها ليست نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة، بروح مُتجددة وأفق أوسع.
منذ انطلاقة أولى حلقاته، حمل "على الطاولة" همًّا ثقافيًا واجتماعيًا نبيلًا، وحرص على تقديم محتوى يُثري العقول ويُلامس الأرواح، لقد كان مرآة تعكس تراثنا الثقافي، وجسرًا يمتدّ إلى ثقافات الشعوب الأخرى، نتحاور فيها ونتبادل الخبرات، ونبني عبرها فهمًا أعمق لإنسانيتنا المشتركة، لم تقتصر الحوارات على المواضيع النظرية أو النقاشات الجافة، بل كانت نابضة بالحياة، عامرة بالإلهام، حيث استضاف البرنامج شخصيات بارزة ومُلهمة من مختلف التخصصات، ممن أضاءوا الطريق أمام المستمعين وساهموا في رسم ملامح تجربة استثنائية.
ولم يكن الجانب الثقافي وحده هو ما ميَّز البرنامج، بل كان له حضور فاعل في الفعاليات والمناسبات المجتمعية، مشاركًا وناقلًا ومحتفيًا، وقد أبدع في تسليط الضوء على القيم الإنسانية والرسائل النبيلة، من خلال حوارات تحمل في طياتها الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي والاختلاف الإنساني.
وكان للهوية العُمانية نصيبها الأصيل من اهتمام البرنامج؛ حيث فُتحت المساحة أمام عدد من الشخصيات العُمانية المؤثرة لتقديم نماذج حيَّة تعكس القيم العُمانية الأصيلة، وتعزّز الانتماء الوطني والوعي الثقافي لدى المستمعين، كما إنَّ إشراك الأطفال الموهوبين في الحلقات كان لفتة إنسانية رائعة، حيث أُتيحت لهم فرصة الظهور، والدعم، والتشجيع، مما يعكس رؤية البرنامج في احتضان المواهب الصغيرة وتنمية قدراتها.
لقد كنتُ جزءًا من هذه الرحلة، ووجدت فيها فسحة للتعبير عن شغفي بالكتابة، سواء من خلال مشاركتي الشخصية أو مع زميلتي، فكل لحظة في هذا البرنامج كانت بمثابة دفعة نحو الأمام، ومصدر إلهام لتطوير الذات، وشهادة حيَّة بأنَّ الكلمة قادرة على صنع فرق، وأن التعبير مسؤولية ورسالة.
"على الطاولة" لم يكن برنامجًا جامدًا يقيّد الإبداع؛ بل كان حاضنًا له، يفتح أبواب التفاعل، ويمنح الثقة، ويُطلق الطاقات الكامنة، لقد خرجتُ من هذه التجربة برؤية أوضح، وإيمان أعمق بأنَّ ما نقدمه، وإن بدا بسيطًا، قد يُحدث أثرًا عظيمًا في نفوس الآخرين.
ويجدر بي هنا أن أُشيد بالمذيع العُماني المتألق، عبدالله بن خلفان البلوشي، الذي أبدع في تقديم البرنامج بكل حرفية واقتدار، وامتلك قدرة مدهشة على إدارة الحوار والتواصل مع الجمهور، ما جعل من كل حلقة تجربة فريدة مليئة بالإثارة والمتعة، ولا ننسى المخرج المبدع سيف الدين يونس، الذي أبدع خلف الكواليس في إخراج البرنامج بصورة جاذبة تواكب الموضوعات المطروحة، وتمنحها بعدًا بصريًا فريدًا، كما إنَّ فريق العمل بأكمله كان على قدر عالٍ من الحرفية، والدقة، والتنسيق، الأمر الذي انعكس على جودة كل حلقة، وجعل من هذا البرنامج نموذجًا يُحتذى به في تقديم البرامج الحوارية الراقية.
وفي الحلقة الأخيرة، لم تكن مجرد وداع، بل لحظة تأمل واسترجاع لكل ما كان، استعرضنا خلالها أجمل الذكريات، واستعدنا أبرز اللحظات التي تركت أثرها فينا، كما استمعنا إلى رسائل الجمهور واتصالاتهم التي كانت شاهدًا حيًّا على مدى تأثير البرنامج في حياتهم، كانت مشاعر الامتنان واضحة، والذكريات تتدفّق كأنها تُعيد سرد حكايتنا من جديد
نعم، انتهى البرنامج، ولكن الأثر باقٍ، والرسائل التي حملها لا تزال تنبض فينا، لا نقول وداعًا بأسى، بل بفخر وامتنان، فكل نهاية تحمل في جوفها بذور بداية جديدة، ولعل هذا الوداع هو تمهيد لانطلاقة أخرى، أكثر إشراقًا واتساعًا.
شكرًا لكل من شارك، ولكل ضيف أضاف بصمة، ولكل من كان جزءًا من هذا الحلم الجميل، شكرًا لفريق العمل الذي جعل هذه التجربة مُمكنة، "على الطاولة" كان أكثر من مجرد برنامج، كان حياة.. وإلى اللقاء في فضاءات أخرى، وحكايات قادمة، نكتبها معًا بكلماتٍ تنبض بالشغف والإيمان.