عربي21:
2024-10-19@22:31:46 GMT

ما بعد الشهيد السنوار

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ                     فَـزِعـتُ فيـهِ بِآمــالي إِلى الكَــذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً                     شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي

هذان البيتان من الشعر للمتنبي، يمكن استعارتهما في وصف حالة ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وحتى من أحرار العالم.

وذلك عندما بدأ يتردد في أجهزة الإعلام، في يوم 17 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، نبأ استشهاد يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، وقائد عملية طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، والقائد السياسي والعسكري للمقاومة، والشعب في قطاع غزة، طوال السنة الفائتة.

بل كان طوال السنة، هو القائد الوطني للشعب الفلسطيني الذي التف حوله، وحول المقاومة، طوال الحرب لعام كامل في غزة. وقد حقق وحدة وطنية (بلا صيغة تنظيمية) تكاد تكون شبه شاملة.

هذا وقد التف، موضوعياً، غالبية قيادات الفصائل الفلسطينية والنخب، بعامة، حول تلك المقاومة وقيادتها والشعب (وأيضاً بلا شكل تأطيري، أو صيغ تنظيمية، أو مبايعة).

الحدث جلل، والخسارة كبرى، و"إن العين لتدمع".. و"إن القلب ليحزن"، عليك يا يحيى السنوار، شهيداً، وقائداً فذاً، وبطلاً مقاتلاً.

ولكن هذا كله يجب أن يشدّنا فوراً، لتوقع ما بعد يحيى السنوار، بالنسبة إلى مواصلة الحرب التي خاضتها المقاومة والشعب في قطاع غزة... وإن الحرب لمتواصلة إن لم يتراجع نتنياهو.

منذ مساء 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وصباح 18 منه، انهالت عشرات المقالات التي تحاول توقع ما سيحدث، بعد غياب يحيى السنوار، وبعضها راح يتوقع، ما كان يأمل أن يحدث، ولم يحدث في عهد السنوار. وقد اتسّمت بعض المقالات ضده، لحساب سياسات نتنياهو، وبايدن الإجرامية، لا سيما باستمرار المجزرة وتغطيتها، وبعضها راحت تسقط آمالها، على ما سيحدث، ولكن ذلك كله في شأن، وما يجب توقعه على مستوى المقاومة وداعميها، في شأن آخر.

المشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.بالتأكيد، ما كان الشهيد يحيى السنوار، ليقود المقاومة من دون نواة من القادة الأفذاذ، الذين من طينته، وخطه السيايسي والفكري. وهؤلاء يجب أن يُحسبوا دائماً مشاركين له، ولهم نصيبهم المقدّر في كل ما أنجزته، المقاومة والسنوار والشعب، طوال سنوات من الجهد والإسهام والإنجاز، كما حال الجنود المجهولين من حول قائد، راح يقود الانتصارات والإنجازات.

لذلك، ومن دون حاجة إلى معلومات، تفتقر إليها هذه المقالة، فإن يحيى السنوار، كما يمكن أن يتوقع، ترك وراءه نواة من القادة والكوادر، ممن سيسدّون الفراغ.

ومن ثم يجب توقع استمرار المقاومة والصمود الشعبي، واليد العليا في كل الاشتباكات الصفرية، منذ اليوم التالي، ولقادم الأيام والأشهر، في ظل حرب منتصرة، بإذن الله. فنتنياهو وبايدن، سيحاولان فرض شروطهما، التي سترفض، فالحرب مرشحة للاستمرار.

ومن هنا سيخطئ، ويدخل في الشؤم والتشاؤم، كل من يعتبر استشهاد القائد الأول، مهما كانت مزاياه وفرادته، سيقود إلى هزيمة، أو إلى مساومات، كان سيرفضها القائد العظيم، الفقيد الشهيد يحيى السنوار.

ومن يراجع تاريخ حركة حماس، يتأكد من هذا التوقع، وبلا حاجة، لمعلومات. وكذلك ما ثبت أيضاً، في تاريخ حزب الله في لبنان، ويثبت الآن. وكذلك بالنسبة لحركة الجهاد في فلسطين. ولكل مقاومة فقدت قائدها.

وبكلمة، إن الحرب التي تخاض ضد العدو الصهيوني، تفرض على المقاومة أن تكون ولّادة للقادة الأفذاذ. لأن اغتيالات القادة تشكل استراتيجية ثابتة عند الكيان الصهيوني، كما قتل المدنيين، والهروب من المواجهة القتالية.

فالمشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين استشهاد يحيى السنوار غزة الحرب فلسطين غزة رأي حرب استشهاد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

حركة حماس تنعي الشهيد البطل القائد يحيى السنوار

الثورة نت/..

نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس ، استشهاد قائد الحركة وقائد معركة طوفان الأقصى البطل يحيى السنوار (أبو إبراهيم).
وأشار بيان النعي الذي تلاه القيادي في الحركة خليل الحيه ، إلى أن الشهيد السنوار ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على أرض غزَّة العزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة.
وفيما يلي نص بيان النعي:
{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعا وأحرار العالم رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من اخوانه الشهداء:

ننعى القائد الوطني الكبير
الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنور (أبو إبراهيم)
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقائد معركة طوفان الأقصى
الذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامداً مرابطاً ثابتاً على أرض غزَّة العزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة.
أبناءَ شعبنا العظيم، أمتنا العربية والإسلامية، أحرارَ العالم.

حركة المقاومة الإسلامية- حماس
الجمعة: 15 ربيع الآخر 1446 هـ
الموافق: 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2024م

مقالات مشابهة

  • اليمن ينعي المجاهد العظيم الشهيد القائد يحيى السنوار
  • الحزب القومي الاجتماعي ينعي القائد الشهيد يحيى السنوار
  • مجلس النواب ينعى الشهيد المجاهد يحيى السنوار
  • مشتبكاً في مقدمة الصفوف.. "شهداء الأقصى" تنعى الشهيد القائد يحيى السنوار
  • مجلس النواب ينعى القائد البطل الشهيد يحيى السنوار
  • “السياسي الأعلى” ينعي القائد الشهيد يحيى السنوار
  • المجلس السياسي ينعي الشهيد القائد يحيى السنوار
  • "كتائب القسام" تزف الشهيد القائد يحيى السنوار مشتبكاً بجانب المجاهدين
  • حركة حماس تنعي الشهيد البطل القائد يحيى السنوار