عربي21:
2025-03-25@14:13:26 GMT

ما بعد الشهيد السنوار

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ                     فَـزِعـتُ فيـهِ بِآمــالي إِلى الكَــذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً                     شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي

هذان البيتان من الشعر للمتنبي، يمكن استعارتهما في وصف حالة ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وحتى من أحرار العالم.

وذلك عندما بدأ يتردد في أجهزة الإعلام، في يوم 17 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، نبأ استشهاد يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، وقائد عملية طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، والقائد السياسي والعسكري للمقاومة، والشعب في قطاع غزة، طوال السنة الفائتة.

بل كان طوال السنة، هو القائد الوطني للشعب الفلسطيني الذي التف حوله، وحول المقاومة، طوال الحرب لعام كامل في غزة. وقد حقق وحدة وطنية (بلا صيغة تنظيمية) تكاد تكون شبه شاملة.

هذا وقد التف، موضوعياً، غالبية قيادات الفصائل الفلسطينية والنخب، بعامة، حول تلك المقاومة وقيادتها والشعب (وأيضاً بلا شكل تأطيري، أو صيغ تنظيمية، أو مبايعة).

الحدث جلل، والخسارة كبرى، و"إن العين لتدمع".. و"إن القلب ليحزن"، عليك يا يحيى السنوار، شهيداً، وقائداً فذاً، وبطلاً مقاتلاً.

ولكن هذا كله يجب أن يشدّنا فوراً، لتوقع ما بعد يحيى السنوار، بالنسبة إلى مواصلة الحرب التي خاضتها المقاومة والشعب في قطاع غزة... وإن الحرب لمتواصلة إن لم يتراجع نتنياهو.

منذ مساء 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وصباح 18 منه، انهالت عشرات المقالات التي تحاول توقع ما سيحدث، بعد غياب يحيى السنوار، وبعضها راح يتوقع، ما كان يأمل أن يحدث، ولم يحدث في عهد السنوار. وقد اتسّمت بعض المقالات ضده، لحساب سياسات نتنياهو، وبايدن الإجرامية، لا سيما باستمرار المجزرة وتغطيتها، وبعضها راحت تسقط آمالها، على ما سيحدث، ولكن ذلك كله في شأن، وما يجب توقعه على مستوى المقاومة وداعميها، في شأن آخر.

المشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.بالتأكيد، ما كان الشهيد يحيى السنوار، ليقود المقاومة من دون نواة من القادة الأفذاذ، الذين من طينته، وخطه السيايسي والفكري. وهؤلاء يجب أن يُحسبوا دائماً مشاركين له، ولهم نصيبهم المقدّر في كل ما أنجزته، المقاومة والسنوار والشعب، طوال سنوات من الجهد والإسهام والإنجاز، كما حال الجنود المجهولين من حول قائد، راح يقود الانتصارات والإنجازات.

لذلك، ومن دون حاجة إلى معلومات، تفتقر إليها هذه المقالة، فإن يحيى السنوار، كما يمكن أن يتوقع، ترك وراءه نواة من القادة والكوادر، ممن سيسدّون الفراغ.

ومن ثم يجب توقع استمرار المقاومة والصمود الشعبي، واليد العليا في كل الاشتباكات الصفرية، منذ اليوم التالي، ولقادم الأيام والأشهر، في ظل حرب منتصرة، بإذن الله. فنتنياهو وبايدن، سيحاولان فرض شروطهما، التي سترفض، فالحرب مرشحة للاستمرار.

ومن هنا سيخطئ، ويدخل في الشؤم والتشاؤم، كل من يعتبر استشهاد القائد الأول، مهما كانت مزاياه وفرادته، سيقود إلى هزيمة، أو إلى مساومات، كان سيرفضها القائد العظيم، الفقيد الشهيد يحيى السنوار.

ومن يراجع تاريخ حركة حماس، يتأكد من هذا التوقع، وبلا حاجة، لمعلومات. وكذلك ما ثبت أيضاً، في تاريخ حزب الله في لبنان، ويثبت الآن. وكذلك بالنسبة لحركة الجهاد في فلسطين. ولكل مقاومة فقدت قائدها.

وبكلمة، إن الحرب التي تخاض ضد العدو الصهيوني، تفرض على المقاومة أن تكون ولّادة للقادة الأفذاذ. لأن اغتيالات القادة تشكل استراتيجية ثابتة عند الكيان الصهيوني، كما قتل المدنيين، والهروب من المواجهة القتالية.

فالمشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين استشهاد يحيى السنوار غزة الحرب فلسطين غزة رأي حرب استشهاد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

مصادر من حماس للجزيرة نت: هكذا أعدنا تشكيل الخلايا وتكتيك ردع الاحتلال بغزة

غزة- رفع وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس لغة التهديد ضد قطاع غزة، بعدما أطلق عبر -رسالة مصورة- ما وصفه بـ"التحذير الأخير بالدمار الشامل" حال عدم إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح الأسرى الإسرائيليين.

وتزامن تهديد كاتس مع إعلان جيش الاحتلال بدء تنفيذه عمليات برية شمال وجنوب القطاع، بعدما اخترق اتفاق وقف إطلاق النار وشنَّ هجوما جويا مفاجئا فجر 18 مارس/آذار الجاري، وقتل مئات الغزيين بينهم قيادات سياسية وحكومية، مما يثير تساؤلا حول كيف سيكون "شكل المقاومة" بعد إعادة الاحتلال لعملياته البرية الموسعة في غزة؟

القسام وفصائل المقاومة أعدت نفسها جيدا للتصدي للاحتلال (الجزيرة) "تكتيك الكمائن"

كشفت مصادر خاصة من فصائل المقاومة الفلسطينية للجزيرة نت أنها أعادت رسم خططها الميدانية لمواجهة جيش الاحتلال، مستعينة بما استخلصته من تجربتها الطويلة من المواجهة المباشرة على مدار 470 يوما منذ الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وحسب المصادر، فإن المقاومة ستتجه لتفعيل إستراتيجية دفاعية مرنة وفعالة، تجمع بين خبرات ميدانية متراكمة، وأساليب حرب العصابات، في ظل بيئة عملياتية أثبتت المقاومة قدرتها على تطويعها لصالحها.

إعلان

وستعتمد المقاومة على خلاصات تشير إلى أن المجموعات المقاتلة تبدأ باستهداف الجنود بعد تمركزهم بأي أماكن يصلونها داخل غزة، وستمتص التقدم البري الذي يسبقه غارات مكثفة وأحزمة نارية مصحوبة بقوة تدميرية كبيرة تمكنها من الوصول إلى المناطق السكنية.

وتؤكد المصادر أن المواجهة المقبلة لن تكون "تقليدية"، وأن مجموعات مسلحة ستنقض على جنود الاحتلال من زوايا غير متوقعة، تعتمد على تكتيك الكمائن المتقدمة والمباغتة خلف خطوط التوغل، كما فاجأته سابقا في بلدة بيت حانون وشمال القطاع، وأوقعت خسائر جسيمة بصفوف الاحتلال، بعدما اعتقد أنه قضى على المقاومة بعد اقتحامه المنطقة وتدمير مبانيها أكثر من مرة خلال الحرب.

سلوك العود

ولم يغب عن أذهان فصائل المقاومة السلوك المتوقع لرئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، بناء على خبرته السابقة في سلاح المدرعات، وإمكانية أن يزجَّ بفرق كبيرة من الجيش داخل غزة، إذا ما قرَّر توسيع الهجوم البري.

ومواجهة قوات الاحتلال -تقول المصادر- ستعتمد على تقسيم المقاتلين لمجموعات هجومية صغيرة في الميدان، تسمح بتنقل آمن لها، وعلى تكتيك الكمائن المفخخة الذي أثبت فعاليته بالمناطق التي توغَّل بها الاحتلال، وأوقعت الكمائن خسائر مباشرة بصفوف الضباط والجنود الإسرائيليين.

واستعانت فصائل المقاومة -في السابق- بإعادة استخدام قذائف الاحتلال غير المنفجرة لتجهيز العبوات الناسفة، مما يتناسب مع الأهداف المقبلة المتمثلة بتموضع المقاتلين في الميدان دون اشتباك مباشر مع الاحتلال، وانتظار المزيد من الوقت لاختيار أهدافهم بدقة، بما يضمن إيقاع أكبر الخسائر فيه.

وتؤكد المصادر أن جولات المواجهة السابقة مع قوات الاحتلال النظامية أو وحدات الاحتياط خضعت لقراءة وتحليل مُعمَّق، وسيتم التعامل معها وفق نقاط ضعفها المعروفة، خصوصا تلك المرتبطة بالروح القتالية والخبرة الميدانية داخل المدن والأنفاق.

إعلان

وباتت المقاومة مقتنعة -من خلال دراسة سلوك العدو- بأن دافعية الجنود الإسرائيليين للقتال تراجعت بشكل ملحوظ، بسبب طول أمد الحرب دون تمكنهم من تحقيق أهدافهم المعلنة بالقضاء على قدرات المقاومة وإطلاق سراح الجنود الأسرى والوصول إليهم عبر الضغط العسكري، على خلاف العقيدة القتالية الصلبة التي يمتلكها المقاتل الفلسطيني.

كما أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية -التي ضاقت ذرعا من سلوك المستوى السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو– لم تعتد تحتمل قتل مزيد من الجنود مجددا في معركة مفتوحة دون أفق سياسي.

"أسر جنود"

ولا تستبعد فصائل المقاومة أيا من الأسلحة التي تنتجها محليا من المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال، حيث تمكنت خلال الحرب من إشغال العدو المتمركز داخل غزة باستخدام القذائف قصيرة المدى، بهدف إرباك خططه اللوجيستية ومناطق التموضع.

وتعتمد المقاومة على خبرتها ومرونتها على التحمل والتخفي، وهو ما يخشاه الاحتلال من أن يقع مجددا بفخ الاستنزاف الذي ظن أنه تجاوزه.

وكشفت المصادر الخاصة أن المقاومين لن يضيعوا أي فرصة "لأسر جنود جدد سواء أحياء أو جثامين" واستخدامهم كأداة للضغط العسكري والسياسي المعنوي، مما يضع الاحتلال أمام معادلة خسارة داخلية يصعب تحملها، ويعيد خلط أوراق التفاوض الميداني والسياسي.

انتشار مقاتلي كتائب القسام في خان يونس جنوبي قطاع غزة استعدادا للإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين (الجزيرة)

وبدا ذلك واضحا عبر بث كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه مقاتلون يسحبون جثة جندي داخل نفق، خلال توغل الجيش الإسرائيلي بمخيم جباليا في مايو/أيار 2024، متسائلة عن هويته.

وفي السياق، قال موقع "حدشوت بزمان" العبري إن "من يتحدث عبر القنوات الإخبارية أن حماس تم حلها فهو يعيش في فيلم، وقد استأنفت في الأشهر الأخيرة إنتاج الصواريخ، والأسوأ أنها استخدمت متفجرات قنابل سلاح التي لم تنفجر".
وأضاف الموقع أن "حماس تحتفظ بقدراتها ولا تزيد من مستوى الهجمات حتى الآن، وهي مستعدة لعملية الجيش الإسرائيلي بغزة، لذلك لا تصدقوا التقارير التي تقول إن حماس ردعت وضعفت".

إعلان

مقالات مشابهة

  • اختتام بطولة الشهيد السنوار الرمضانية لكرة السلة بنادي هلال الحديدة
  • القتال أم الأسرى…ما هو الخيار المفضل لنتنياهو؟
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • لقطات جديدة للشهيد يحيى السنوار.. مصاب ويحمل قنابل يدوية (شاهد)
  • عدد شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة يتجاوز 50 ألفا
  • استشهاد مرافق يحيى السنوار في غزة
  • اختتام بطولة الشهيد السنوار للبراعم بنادي هلال الحديدة
  • فيديو جديد يوثق اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار | شاهد
  • نادي الهلال بالحديدة يختتم بطولة الشهيد يحيى السنوار لكرة القدم
  • مصادر من حماس للجزيرة نت: هكذا أعدنا تشكيل الخلايا وتكتيك ردع الاحتلال بغزة