الموسيقار عاصم الطيب لـ«التغيير»: الدعوة إلى السلام أقصر طريق لاحتواء صراعات الوطن
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
يؤمن عاصم بقوة الفن كأداة للتغيير ولكنه يقول إنه سلاح ذو حدين فهو معول بناء اجتماعي ومعول هدم في الوقت نفسه، مستشهدا بالتجارب الغنية التي عاشها السودان في السبعينيات حين كانت المهرجانات مصدرا للطاقة الإيجابية
التغيير – كمبالا – حوار فتح الرحمن حمودة
في التوقيت الذي انحاز فيه العديد من الفنانين السودانيين إلى أطراف الصراع في بلادهم وسط اجواء الحرب المستمرة حاليا يبرز الموسيقار عاصم الطيب وسط زحمة الأصوات المتصارعة كصوت مختلف من بين قلة نادرة تواصل الدعوة لوقفها عبر فنهم متجاوزين حدود الانحياز إلى طرف معين، كما أنه يمثل حالة استثنائية في المشهد الفني إذ نجح في إيصال رسالة السلام بشكل فني مميز ليكون صوته وصوت مناصري السلام في قلب أجواء حرب الجنرالين .
عاصم الطيب قرشي فنان سوداني عالمي عرفه العالم بأسره من خلال غنائه الصوفي الفريد وإيقاع النوبة. حمل رسالة المحبة والتسامح الصوفي من بلاده إلى العالم وفي كل تلك الأماكن كان ينشر روح السلام التى يعكسها التصوف السوداني. في حوار مع “التغيير” تطرق عاصم إلى دعوته المستمرة للسلام حيث يعد واحدا من أبرز الأصوات الفنية التي تسعى إلى نشر قيم التسامح والوحدة في ظل النزاعات .
رفض العنف
وفي ظل الحرب الحالية التي مزقت البلاد يقف عاصم بحزم متحدثا عن موقفه الثابت ويقول إنه يرفض العنف بكل أشكاله ويصطف إلى جانب السلام وأن تعبيره عن هذا الموقف واضح في أغنية كتبها الشاعر طارق الأمين مطلعها “يا الشايل الكلاش.. هاك جرب الزهرية.. تاتشرك أب رصاص.. ما بحل لينا قضية”. من خلال هذه الكلمات يعبر الفنان عن رفضه للحرب ودعوته لإيجاد حل سلمي متمسكا بوحدة السودان وحب السودانيين لبعضهم البعض .
وعندما سألته عن بعض الفنانين الذين اختاروا ارتداء الزي العسكري وإعلان دعمهم للقوات المسلحة كان رده متزنا قائلا لكل إنسان أو فنان معاييره الخاصة في تحديد موقفه وحسابات شخصية يبني عليها قرارات حياده أو انحيازه لكنه يرى أن الدعوة إلى السلام والتصالح المجتمعي الشامل أقصر طريق لاحتواء كل صراعات الوطن الذي مزقته نزاعات المصالح الرخيصة و إشباع شهوة السلطة .
وعن الدور الموضوعي للفن بحسب رأي عاصم هو خدمة المجتمع من خلال الرسائل الفنية الداعمة لقيم الإنسانية والوطنية والإيجابية بكل تحمل ولكن للأسف يرى أن الفن السوداني المرصود عبر الأجهزة الإعلامية والوسائط الاجتماعية دون المستوى المطلوب لتحقيق التوازن الاجتماعي. ولكي يعزز الفن دوره في تحقيق التغيير الاجتماعي يقترح عاصم توحيد الرؤية الفنية للفنانين الموجودين في المنافي باختلاف تخصصاتهم على توحيد وجدان السودانيين وبث الوعي عبر فنونهم لخلق نموذج أو نماذج مختلفة لمجتمعات سودانية متعايشة وتصديرها للوطن عبر الإعلام.
قوة الفن
يؤمن عاصم بقوة الفن كأداة للتغيير ولكنه يقول بأنه سلاح ذو حدين فهو معول بناء اجتماعي ومعول هدم في الوقت نفسه مستشهدا بالتجارب الغنية التي عاشها السودان في السبعينيات حين كانت المهرجانات مصدرا للطاقة الإيجابية والحس الوطني وفي ظل غياب المؤسسية اقترح على كل فنان رسالي ان يكونوا مؤسسات ثقافية متكاملة وقائمة بذاتها حذرين في تقديم أعمالهم ومراعيين لتأثيرها على المجتمع على اعتبارهم مصلحيين اجتماعيين .
وعلى طوال عمر عاصم لم تكن رسالته موجهة لغرض سوء خدمة المجتمع حيث تأثرت مسيرته بتجارب شخصية عديدة كان لها دور كبير في تركيزه على قضايا الحرب والسلام. وقال إنه بدأ هذا التوجه منذ ايام دراسته في المعهد العالي للموسيقى والمسرح حين ركز إيصال صوت المهمشين إلى المركز ولكن رغم جهوده لم ينتبه الساسة أو القائمين على الأمر إلى مشكلة الصراع الثقافي الذي تفاقم حتى تحول إلى حرب.
وذكر أن لديه اعمال موسيقية وقصصية وشعرية كلها معنية بنشر الحب ونبذ الحرب ومن بينها أغنية أخرى كتبها الشاعر متوكل زكريا “بادر بادر بادر.. في القرى وكل الحواضر.. نبني سودان وقتي حاضر.. قولوا حاضر” .
معسكرات اللاجئين
أما عن جولاته الأخيرة في كينيا وأوغندا خاصة في معسكر بيالي للاجئين فقد كانت تلك الجولات رغم ظروفها الصعبة ضرورية بالنسبة له. ويقول عاصم إنه لم يكن من انصار الخروج من البلاد في هذا الظرف العصيب “لكنني وجدت نفسي عاجزا عن مساعدة نفسي والآخرين فالخروج لشرق أفريقيا وفر لي زيارة معسكرات اللاجئين السودانيين وفرض علي الوقوف بجانبهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا”.
وذكر أنه في معسكر بيالي كانت صورة المساهمة واضحة “لأنني امتلك ناصية منهج تعليم طوارئ بتوظيف الموسيقى في غناء ملخصات المواد الأكاديمية مع أطفالنا المحرومين من التعليم.”
ويختم عاصم حديثه بأن هذه الحرب تراكم لصراعات كثيرة انتهت بكراهية السودانيين لبعضهم البعض على الرغم من أن الشعب السوداني مشهور بالطيبة والحنية لذلك أهم وصية أود توجيهها لهم أن يجتهد كل سوداني في حب أخيه داعيا للتعارف من جديد والتصاهر اجتماعيا وثقافيا، معتبرا ان الروحانية حجر زاوية في عمارة الثقافة السودانية قائلا “فلتكن روحانيتنا جسرا لتواصلنا وسلاحا ضد كل من سولت نفسه اذلالنا.. فلنكثر إذا من ذكر حسبنا الله و نعم الوكيل” .
الوسومالفن والحرب الموسيقى السودانية عاصم الطيب
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الموسيقى السودانية عاصم الطيب
إقرأ أيضاً:
45 دقيقة فقط.. تعرف على صاحب أقصر رئاسة في التاريخ
#سواليف
غالبا ما تمتد فترة الحكم لأي رئيس حول العالم الديمقراطي سنوات، إلا أن #رئيس_المكسيك #بيدرو_لاسكوراين، كسر تلك القاعدة وحطم أول رقم قياسي في هذا المجال.
فبعد 45 دقيقة في منصبه فقط، استقال مانحاً رئاسة البلاد للجنرال فيكتوريانو هويرتا.
وفي التفاصيل، ما بين عامي 1910 و1920، عاشت المكسيك على وقع ما يعرف بالثورة المكسيكية التي مثلت تحولا تاريخيا هاما ساهم برسم ملامح البلاد المعاصرة بعد نحو 35 سنة من حكم الدكتاتور بورفيريو دياز (Porfirio Díaz).
مقالات ذات صلةوخلال هذه الفترة العصيبة التي أسفرت عن مقتل نحو مليوني شخص، شهدت البلاد العديد من الانقلابات.
فيما مثل انقلاب شباط/فبراير 1913 الذي التحق به الجنرال فيكتوريانو هويرتا (Victoriano Huerta) واحدا من أغرب الانقلابات حينها حيث أسفر الأخير عن تولي رجل يدعى بيدرو لاسكوراين (Pedro Lascuráin) الرئاسة لمدة 45 دقيقة فقط ضمن ما وصف بأقصر فترة رئاسية على مر التاريخ.
عزل الرئيس السابق
فصباح يوم 9 شباط/فبراير 1913، شهدت المكسيك بداية ما يلقبه المكسيكيون بالعشرة أيام التراجيدية. حيث اتجه خلالها، الجنرال هويرتا إلى تغيير تحالفه لينقلب بذلك على الرئيس فرانسيسكو ماديرو (Francisco I. Madero) الذي كان قد تولى الرئاسة منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1911.
إلى ذلك، تمكن هذا الجنرال الذي تلقى دعما أميركيا وألمانيا، خلال بضعة أيام من اعتقال ماديرو وعدد من أفراد حكومته.
ثم وعد نحو 24 ساعة من اعتقاله فقط، وافق الرئيس وأفراد حكومته على تقديم استقالتهم.
في الأثناء، مثل بيدرو لاسكوراين، الذي شغل حينها، منصب وزير الخارجية، أحد أهم الأشخاص الذين أقنعوا ماديرو بالاستقالة، عبر إقناعه بوجود مخطط لقتله وضمان انتقال الرئاسة لشخص آخر، حسب ما نص عليه دستور 1857، بعد وفاته في حال تعنته ورفضه الاستقالة.
45 دقيقة
وحسب هذا الدستور، مثل نائب الرئيس والنائب العام ووزير الخارجية ووزير الداخلية الشخصيات المؤهلة لخلافة الرئيس حسب الترتيب.
وأملا في بلوغ السلطة، أجبر الجنرال فيكتوريانو هويرتا كلا من نائب الرئيس خوسيه ماريا بينو سواريز (José María Pino Suárez) والنائب العام أدولفو فاليس باكا (Adolfo Valles Baca) على الاستقالة.
بينما حاول إضفاء بعض الشرعية على إزاحة ماديرو، عبر تعيين وزير الخارجية (بيدرو لاسكوراين) رئيسا للبلاد.
لكن لبلوغ سدة الحكم بأسرع وقت، أجبر الجنرال الرئيس الجديد على تعيينه وزيرا للداخلية ليصبح بذلك الشخصية التالية في طابور الرئاسة في حال استقالته.
بعدها، لم تدم فترة حكم لاسكوراين سوى 45 دقيقة فقط حيث استقال ليمنح الرئاسة لهويرتا.
لذا صنفت الفترة الرئاسية لبيدرو لاسكوراين كأقصر فترة رئاسية بالتاريخ.
يشار إلى أنه بحلول يوم 22 شباط/فبراير 1913، أعدم الرئيس السابق رفقة نائبه خوسيه ماريا بينو سواريز رميا بالرصاص، بأوامر من هويرتا، بعد محاولتهما الهرب من المعتقل.
وبفضل الخدمة التي قدمها له أثناء توليه الرئاسة لمدة 45 دقيقة فقط، عرض هويرتا منصبا على لاسكوراين بحكومته.
لكنه رفض هذا العرض واعتزل الحياة السياسية مفضلا العودة إلى عمله السابق في مجال المحاماة.