هل يؤثر وضع الذراع على قياس ضغط الدم؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
يعتبر قياس ضغط الدم جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية الوقائية، وذلك لأن ارتفاعه (Hypertension) أو انخفاضه جدًا (Hypotension) قد يشير إلى مشاكل صحية أساسية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف ومشاكل الأعضاء الحيوية كالكلى والبصر.
وقالت الدكتورة تامي إم برادي، نائبة رئيس الأبحاث السريرية في قسم طب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، والمدير الطبي لبرنامج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في مركز جونز هوبكنز للأطفال، ونائبة مدير مركز ويلش للوقاية وعلم الأوبئة والأبحاث السريرية، في تصريح لموقع "ميديكال نيوز توداي"، إن "القياس الدقيق لضغط الدم أمر ضروري لتشخيص وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهو أمر أساسي لجهودنا الرامية إلى الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية".
وبرادي هي المؤلفة الرئيسية لدراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "جاما" للطب الباطني. وجدت الدراسة أن بعض أوضاع الذراع المستخدمة عادة أثناء قياس ضغط الدم قد تؤدي إلى قراءات عالية غير دقيقة وتشخيص خاطئ لارتفاع ضغط الدم.
وأضافت الدكتورة برادي "هناك العديد من الخطوات التحضيرية للمريض والمواقف الموصى بها في المبادئ التوجيهية لقياس ضغط الدم. العديد من هذه الخطوات يستغرق وقتًا ويتطلب أحيانًا موارد إضافية للامتثال لها. أظهرت العديد من الدراسات أن مقدمي الرعاية الصحية لا يلتزمون دائمًا بهذه الخطوات. كما أشارت الملاحظة المباشرة والأبحاث إلى أن ضغط الدم يُقاس بشكل متكرر مع وضع الذراع في الحضن أو تعليقه على الجانب".
وأضافت الباحثة "مع أخذ هذا في الاعتبار، وعلى أمل أن نتمكن من تبسيط قياس ضغط الدم، سعيت أنا وزملائي إلى استكشاف مدى أهمية وضع الذراع من أجل دقة قياس ضغط الدم".
ما الوضع الذي قد يؤدي إلى زيادة قراءة ضغط الدم؟
في هذه الدراسة، جنّدت برادي وفريقها 33 مشاركًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عامًا.
وُزع المشاركون، بشكل عشوائي، إلى مجموعات لقياس ضغط الدم مع وضع أذرعهم في إحدى الطرق الثلاث عند أخذ القراءة: ذراع مدعومة على مكتب، أو ذراع مدعومة على حضنهم، أو ذراع غير مدعومة معلقة على جانبهم.
في ختام الدراسة، وجد الباحثون أن قراءات ضغط الدم الانقباضي للمشاركين الذين دعموا أذرعهم على حضنهم كانت مبالغا في تقديرها بنحو 4 ملم زئبقي. في حين أن قراءات أولئك الذين وضعوا أذرعهم غير مدعومة على جانبيهم كانت لديهم مبالغة في تقدير ضغط الدم الانقباضي بحوالي 7 ملم زئبقي.
مريضة تضع ذراعها على الجانب خلال قياس ضغط الدموقالت الباحثة برادي "عندما تكون الذراع إما في الحضن أو على الجانب، تكون الأوعية الدموية في الذراع على مسافة عمودية أكبر من القلب. فتعمل الجاذبية على زيادة الضغط في هذه الأوعية الدموية. كما أنه من الصعب أن يعود الدم إلى القلب عندما يكون الذراع أخفض من القلب. وللتعويض عن ذلك، وتحسين رجوع الدم، تنقبض الأوعية الدموية في الذراع. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون الذراع غير مدعومة، لا تكون العضلات في حالة راحة كاملة فتنقبض. كل هذه الاستجابات الجسدية تؤدي إلى ارتفاع قراءة ضغط الدم".
الوضعية الصحيحة لقياس ضغط الدم
أكدت برادي أن فريقها توقع العثور على اختلاف في قراءات ضغط الدم بين وضعيات الذراع المختلفة، إلا أنهم فوجئوا بحجم الفرق.
وقالت: "تظهر تجربتنا أن الوضع غير المناسب للذراع والدعم يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في تقدير ضغط الدم وربما يؤدي إلى الإفراط في تشخيص ارتفاع ضغط الدم والإفراط في العلاج".
وأعربت الباحثة عن أملها في أن تنبه هذه الدراسة مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء إلى أهمية وضع الذراع ودعمه أثناء قياس ضغط الدم.
وتابعت "إن قياس ضغط الدم أكثر من مجرد الضغط على زر. يجب إعداد الغرفة التي يتم فيها قياس ضغط الدم بحيث يوجد كرسي مزود بدعامة للظهر بجوار طاولة أو مكتب يكون الارتفاع مناسبًا لتستقر عليه الذراع على مستوى القلب".
وأضافت "آمل أيضًا أن يدرك (متخصصو الرعاية الصحية) الحاجة إلى إعادة تدريب الموظفين على دقة قياس ضغط الدم والحاجة إلى تثقيف المرضى عند وصف قياسات ضغط الدم في المنزل".
رفع تصنيف ضغط الدم
تعليقا على هذا البحث الجديد، قال الدكتور تشنغ-هان تشين، طبيب أمراض القلب التداخلية إنه يعتقد أنها دراسة عملية للغاية سلطت الضوء على أهمية تقنيات قياس ضغط الدم المناسبة بحيث يتمكن الأشخاص من الحصول على قراءات أكثر دقة.
وأوضح تشين: "وجدوا اختلافاً من 4 إلى 7 ملليمترات من الزئبق في ضغط الدم الانقباضي يعتمد ببساطة على الاختلاف في كيفية قياسه، سواء كانت الذراع مدعومة أو كانت معلقة إلى الجانب فقط".
وأوضح "على الرغم من أن 4 إلى 7 نقاط قد لا تبدو فرقًا كبيرًا، إلا أن هذا يكفي لرفع تصنيف ضغط الدم لدى شخص مّا إلى مستوى أعلى، مما قد يؤدي في الواقع إلى بدء أدوية جديدة أو تغيير الأدوية في الوقت الذي لا يحتاج فيه الشخص إلى هذا الدواء".
واختتم الدكتور تشين "لذا، يجب على الأشخاص، الذين يقيسون ضغط الدم، أن يتذكروا دائمًا أن يكون الذراع مدعومًا على سطح ما، مثل طاولة بجوار الكرسي. وهذا مهم، بغض النظر عما إذا كان ضغط الدم يقاس في المنزل أو في عيادة الطبيب".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم ضغط الدم قياس ضغط الدم ارتفاع ضغط الدم الرعایة الصحیة قیاس ضغط الدم أثناء قیاس ضغط الدم ا
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة: التوتر أثناء الحمل يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة
قالت دراسة حديثة إن الإجهاد الذي تتعرض له الأم أثناء الحمل يمكن أن يترك بصمات وراثية على الجينات الموجودة في المشيمة، مرتبطة بهرمون الكورتيزول، وهو هرمون ضروري لنمو الجنين، ومن شأن هذا أن يؤثر على نمو الطفل في مراحل مبكرة جداً.
وأشارت الدراسة التي أجريت في جامعة برشلونة ومعهد ماكس بلانك في ميونيخ، إلى أن الرفاهية العاطفية للأم أثناء الحمل،وخاصة في بدايته، ليست مهمة لها فحسب، بل لصحة الطفل في المستقبل أيضاً.
وبحسب "مديكال إكسبريس"، المشيمة عضو أساسي أثناء الحمل، حيث لا توفر الأكسجين والمغذيات للجنين فحسب، بل تستجيب أيضاً لعوامل مثل ضغوط الأم وتساعد الجنين على التكيف مع بيئته. ومع ذلك، فإن الآليات التي تتكيف بها المشيمة مع هذه الضغوطات وكيف تؤثر على نمو الجنين لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير.
تجربة جديدةوشملت الدراسة التجريبية 45 امرأة سليمة حامل لأول مرة.
وأثناء الحمل، قاس فريق البحث مستويات الكورتيزول وأعراض الاكتئاب لديهن، وبعد الولادة تم تحليل المشيمة.
وفي الأسبوع الـ 7، تم تقييم النمو العصبي للأطفال باستخدام اختبار متخصص (اختبار Brazelton's NBAS).
واستخدم فريق البحث تقنية تسلسل متقدمة تسمح لهم بالنظر إلى التغيرات الجينية في مناطق كبيرة من الحمض النووي، وبالتالي الحصول على رؤية مفصلة للغاية، لاستجابة المشيمة للإجهاد الأمومي.
وحددت هذه الطريقة التغيرات في الجينات الرئيسية المشاركة في تنظيم الكورتيزول، مثل HSD11B2 وNR3C1 وFKBP5.
علامات وراثيةولاحظ فريق البحث أن ضغوط الأم قد تترك علامات وراثية على بعض جينات المشيمة. وعلى وجه التحديد، لا تعدل هذه العلامات البنية الجينية، لكنها تغير وظيفتها.
وحددت الدراسة التغيرات الوراثية في الجينات المرتبطة بتنظيم الكورتيزول، وهو هرمون أساسي في استجابة الجسم للإجهاد.
وأشارت النتائج إلى أن الإجهاد الأمومي - وخاصة في بداية الحمل - يمكن أن يسبب تغييرات في هذه الجينات، قد تؤثر على نمو الجنين وصحة الطفل في المستقبل.