أكد سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء، الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة، أن مبادرة إعداد القادة الشباب جاءت تزامنا مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، والجهود التي تقوم بها الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والمنصبة نحو دعم قضايا الشباب ورعايتهم وتأهيلهم وتوسيع نطاق مشاركتهم لخدمة القضايا التنموية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

جاء ذلك في الحفل الختامي الذي أقامته جمعية الكلمة الطيبة لمبادرة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لإعداد القادة الشباب بنسختها الثالثة، بحضور الدكتور بدر عثمان مال الله المدير العام للمعهد العربي للتخطيط، وعدد من الشخصيات البارزة، إذ سلم سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شهادات الدبلوم لـ50 شابا وشابة من المشاركين في المبادرة، كما فازت 4 مشاريع بمنحة تدريبية للمعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت الشقيقة والتي تكفل بها المعهد لتقديم الدعم الفني للفائزين لاستكمال مشاريعهم وهي مبادرة «ليث»، مبادرة «ديل»، مبادرة «عندنا»، مبادرة «عين». وأضاف سموه: «أن المبادرة إعداد تهدف في المقام الأول إلى تأهيل الشباب البحريني للقيادة، وإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولي المسؤولية المجتمعية، والإدارية، وكذلك القيادية، وتمكينهم في مختلف المجالات بواسطة أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي واختبار قدراتهم على تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية لتكوين نواة حقيقية لمجتمع يفكر، ويتعلم، ويبتكر». وأشار سموه إلى أن المبادرة تمكنت على مدار 3 أعوام من تحقيق أهدافها المرجوة، المتمثلة في خلق نموذج مبتكر من القادة الشباب يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية ويسهم في حل المشكلات التنموية برؤى جديدة، فقد أسهمت بتخريج 210 من خيرة الكوادر الشبابية على مستوى المملكة، كما أثمرت في ابتكار 34 مبادرة شملت قطاعات صحية وتعليمية واجتماعية، وتكنولوجية، وثقافية، وغيرها. ونوه سموه بضرورة تكثيف الجهود وتعزيز الدور التكاملي مع منظمات المجتمع المدني لدعم الشباب ومساندتهم، وتوفير أفضل الخدمات والإمكانيات لتنمية قدراتهم في مختلف القطاعات، ليسهموا بشكل إيجابي وفعال في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنهضة بالوطن، وإعطاء المدلول الحقيقي للمجتمع المتميز والمتقدم. من جانبه، أوضح حسن بوهزاع رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطيبة أن مبادرة إعداد القادة الشباب في مملكة البحرين التي تقام برعاية سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة هي واحدة من أهم المبادرات التي تعكس قدرة منظمات المجتمع المدني على الاضطلاع بدور أكبر في تطوير قدرات الشباب البحريني في مختلف المجالات. وأعرب بوهزاع عن فخره بهذه المبادرة التي دشنها سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في حفل توزيع جائزة سموه للعمل التطوعي في سبتمبر من العام 2019، وهو ما يؤكد حرص سموه على مساندة مبادرات تطوير الشباب البحريني في شتى المجالات من أجل خدمة وطنهم في القطاعين العام والخاص، وهو ما يعزز تصدر مملكة البحرين للدول العربية على مستوى الاستثمار في رأس المال البشري، مشيرا إلى أن الشباب البحريني يمتلك طاقات إبداعية تساعده على معالجة التحديات القائمة برؤى وأساليب ابتكارية. من جانبه، ثمن الدكتور بدر عثمان مال الله المدير العام للمعهد العربي للتخطيط الرعاية الكريمة والمتواصلة من سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة، ودعم سموه الدائم للمبادرات الشبابية المتميزة التي لها آثار إيجابية على المجتمع والوطن، لافتا إلى أهمية تبني مثل هذه المبادرات التي تسهم في توسيع نطاق مشاركة الشباب في خدمة القضايا الإنمائية، والارتقاء بخدمات رعايتهم وتنمية معارفهم ومهاراتهم بما يمكنهم من التعامل مع مستجدات العصر وتحدياته بكفاءة وفاعلية، وتحسين السياسات المستخدمة في تطوير قدراتهم الكامنة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الشباب البحرینی

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • سمو الأمير عبدالعزيز بن عيّاف: مبادرة سمو ولي العهد تؤكد الخطى الثابتة للقيادة بتحويل الأقوال إلى أفعال
  • سمو الأمير ابن عيّاف: مبادرة سمو ولي العهد تؤكد الخطى الثابتة للقيادة بتحويل الأقوال إلى أفعال
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تُنفّذها أمانة المنطقة
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • الشيخ الباحث والأمانة التاريخية
  • التعليم العالي تطلق ملتقى قادة الاتحادات الطلابية لتعزيز مهارات الشباب الجامعي
  • التعليم العالي يطلق فعاليات الملتقى القمي الثاني لقادة الاتحادات الطلابية