تحريض رسمي وإعلامي على الإخوان في الأردن بعد عملية البحر الميت.. لماذا؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
انبرت وسائل إعلام أردنية للتحريض على جماعة الإخوان المسلمين، بعد عملية البحر الميت التي نفذها شابان، أصابا خلالها جنديين إسرائيليين قبل استشهادهما صباح الجمعة.
بيان حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي قال فيه إن الشابين عامر قواس وحسام أبو غزالة من أبناء "الحركة الإسلامية"، تسبب بهجوم عنيف على الجماعة من قبل وسائل إعلام محسوبة على الحكومة.
ولاحقا، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا باركت فيه العملية، إلا أنها أكدت أن الشابين قاما بها بشكل فردي.
وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا في مقابلة تلفزيونية أن الشابين ليسا أعضاء مسجلين في الحزب.
وحرّضت صحف "الرأي" و"الدستور" و"الغد" على "الإخوان"، متهمة الجماعة بمحاولة "زعزعة استقرار الأردن"، وقالت "الدستور" في تقرير لها إن "من يجرّ الأردن إلى هذه الفوضى هو عدو للوطن وأمنه، مهما تزيّن بشعارات الوحدة والقضية".
وانبرى وزير الإعلام السابق سميح المعايطة لشيطنة "الإخوان"، ودعا الحكومة للتحقيق مع الجماعة بوجود فصيل مسلح لها داخل المملكة.
واكتملت فصول التحريض ببيان تلاه رئيس الوزراء الجديد جعفر حسان، اتهم فيها "الإخوان" دون تسمية الجماعة بـ"محاولة التجاوز على لقانون والمؤسسات الوطنية، واستغلال عواطف الناس لأهداف سياسية".
وأضاف "أمن الأردن واستقراره وسلامة شعبه فوق كل اعتبار، ومصلحتنا الوطنية أولوية لا يعلو عليها شيء ولن نقبل بالتحريض الذي يعرض أمن الوطن وسلامة المواطن للخطر".
وأردف حسان "لن نكون ساحة للفتنة أو المغامرة بمستقبل هذا البلد ولن نسمح لأي جهة كانت أن تستنسخ نماذج الفوضى والدمار التي حولنا إلى هذا الوطن".
واللافت للانتباه في حالة التحريض الرسمي والإعلامي الأردني على عملية البحر الميت أنها تأتي نقيضا للتعاطي مع عملية معبر "الكرامة" التي نفذها الشهيد ماهر الجازي مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث احتفى الإعلام الأردني بالعملية حينها.
رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم السبت: التعبير عن الدعم والتضامن مع أهلنا وإخواننا في فلسطين موقف كل الأردنيين كافة بدون استثناء، لكن التحريض الذي يعرّض أمن الوطن وسلامة المواطن للخطر موضوع مختلف تماماً، ولن نقبل ذلك بأي شكل من الأشكال ومن أي جهة كانت. pic.twitter.com/64OW3WvFMg
— Prime Ministry of Jordan (@PrimeMinistry) October 19, 2024على الإخوان المسلمين تقديم توضيحات للدولة الأردنية حول عملية البحر الميت وإذا كان القرار بإنشاء تنظيم مسلح فهذا تغيير جذري سيترتب عليه مسارات صعبة جدا حول علاقتهم بالدولة | وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة#الأردن #هنا_المملكة pic.twitter.com/YglxkNsFTh
— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) October 18, 2024#عاجل: "الجماعة" تعلن انتماء منفذي "عملية البحر الميت" إلى صفوفها: "الإخوان المسلمون".. حين تضيع البوصلة#الغدhttps://t.co/hNbG85YEef
— جريدة الغد (@AlghadNews) October 18, 2024ليس وقت المساس بأمن الوطن.. وأمنه واستقراره مقدّسانhttps://t.co/1rldZ0YY4v#الأردن #جريدة_الدستور_الاردنية pic.twitter.com/JscbTrUFEO
— جريدة الدستور - Addustour Newspaper (@AddustourNews) October 18, 2024الأردن... سيادة لا مساومة عليها وأمن لا مجال للمغامرة به https://t.co/GXTUPCRZi0
— جريدة الدستور - Addustour Newspaper (@AddustourNews) October 18, 2024#عاجل.. التل يتساءل: مصلحة "التنظيم".. أم مصلحة الدولة؟https://t.co/tKQvNSBJL7#صحيفة_الراي #الأردن #بلال_التل
— الرأي - أخبار الأردن (@alrai) October 19, 2024الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي للمملكة: لا صلة تنظيما للحزب بجماعة الإخوان المسلمين ومنفذا عملية البحر الميت ليسا عضوين في الحزب#الأردن #عاجل #هنا_المملكة pic.twitter.com/4BbzRkaHk2
— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) October 19, 2024المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإخوان البحر الميت فلسطين الاردن فلسطين الإخوان البحر الميت المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة البحر المیت الإخوان المسلمین pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تحريض المستوطنين في نابلس سياسة ممنهجة لطرد الفلسطينيين
نابلس- تعرض منزل عائلة الحاج عبد الغني زيادة لاقتحامات جنود الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين، 3 مرات خلال هذا الشهر فقط، بالإضافة إلى الاعتداء على أفراد العائلة والتنكيل المستمر بهم. ويزداد الخوف يوما عن آخر من "كارثة" كبرى يلحقها المستوطنون بالعائلة نفسها وبغيرها.
في قرية مادما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث تعيش عائلة المواطن الفلسطيني زيادة، أضحت الاقتحامات يومية، وهو حال تعيشه القرى والمدن الفلسطينية يوميا، ويرافقها كل أشكال الاعتداءات والتنكيل من جنود الاحتلال والمستوطنين على السواء.
بادعاءات كاذبة وتحريض المستوطنين المستمر ضد الأهالي تتواصل الاعتداءات التي فاق عددها أيام الحرب الإسرائيلية على غزة مرة ونصف مقارنة بما قبل الحرب.
ومع كل اقتحام تعيش عائلة زيادة كوابيس مرعبة، فالكبار يتم التنكيل بهم وضربهم واحتجازهم والتحقيق معهم ميدانيا، والصغار أصيبوا بحالة خوف وهلع مستمرة وتفاقمت أوضاعهم الصحية والنفسية، وأصيب بعض أفراد العائلة برصاص الجنود فيما اعتقل آخرون لأشهر وسنوات.
جانب من قرية مادما جنوب نابلس وطريق مستوطنة يتسهار الالتفافي (الجزيرة) مكر المستوطنينوتخشى العائلة خطرا أكبر و"كارثة"، كما يقول نجلها بهجت زيادة، بسبب مكر المستوطنين وترصدهم بالمنزل الذي يقطنه 25 شخصا لارتكاب جريمتهم التي اعتادوا فعلها بأكثر من موقع، وتحريضهم المستمر عليه وعلى المنازل القريبة منه بفعل محاذاتها للشارع الاستيطاني المعروف بـ"التفافي يتسهار" والذي يقطع أراضي القرية ويصادر جزءا كبيرا منها.
ويضيف زيادة للجزيرة نت أنهم لجؤوا، وفي محاولة لحماية أنفسهم، لاتخاذ تحصينات، كتشييد السياج الشائك بمحيط المنزل، ونصب الإنارة، وتركيب بوابة حديدية ضخمة، والحرص على وجودهم باستمرار داخل المنزل والتناوب على حراسته، ومع ذلك تتصاعد هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي حوَّل المنزل لهدف له بكل اقتحام.
يقوم المستوطنون خاصة في الآونة الأخيرة بدور أكبر من مهاجمة المواطنين، ويمارسون التحريض على الفلسطينيين كسياسة ممنهجة، بما يشمل منع وصولهم لأراضيهم ومراقبة بنائهم وهدمه بأيديهم إن تطلب الأمر، وتجييش الجنود الإسرائيليين واستخدامهم كأداة تنفيذ بيد المستوطنين.
ويُقلق الأهالي الذين تتاخم منازلهم شارع "يتسهار"، والتي تزيد على 30 منزلا، النوايا المبطنة والخطط التي لا يخفيها الاحتلال والهادفة للتضييق عليهم وتهجيرهم من منازلهم، لا سيما في تهديداته للأهالي بأنه سيقتلع أشجار زيتونهم من طرف الشارع ويجرف الأرض ويشيد جدارا بمحاذاة الطريق ليحاصر المنازل أكثر ويعرقل خروج المواطنين.
عبد الله زيادة، رئيس المجلس القروي في مادما، أكد أن ما يجري ضد قريته "انتقام" يقوم به جيش الاحتلال والمستوطنون "المجندون أصلا" حسب وصفه.
اقتحامات متكررةويقول رئيس مجلس مادما للجزيرة نت إن هذا الانتقام يظهر في توقيف أهالي القرية لدى مرورهم عبر الحواجز والتنكيل بهم، إضافة لحجم وطريقة الاقتحام، سواء من حيث أعداد الجنود الضخمة التي تصل أحيانا لنحو 300 جندي في الهجوم الواحد، أو الآليات المستخدمة وما يرافق ذلك من عمليات تجريف وإغلاق لطرق القرية، فضلا عن حماية المستوطنين وتأمين هجومهم على القرية.
يضاف إلى ذلك، بحسب زيادة، تحويل منازل المواطنين التي اقتحم الاحتلال أكثر من 80% منها لثكنات عسكرية ومراكز تحقيق ميداني، ومحاصرة القرية لساعات طويلة وفرض طوق عسكري عليها.
ويضيف المسؤول القروي "يمارس الاحتلال كل هذا الإرهاب للتضييق على الناس وطردهم من أرضهم".
ويعمل الاحتلال على تهويد قرية مادما (2600 نسمة) بالكامل، ومن حوالي 3500 دونم (الدونم يساوي ألف مترمربع) يحرم المواطنين الوصول إلى 1500 دونم منها بالرغم من كونها أراضي مصنفة "بي" أي تحت إدارة السلطة الفلسطينية، ويصنف الجيش الإسرائيلي 1000 دونم بأنها "سي" ويخضعها لسيطرته الكاملة.
وتجثم على جزء كبير من أراضي القرية مستوطنة "يتسهار"، ويقيم الاحتلال نقطتين عسكريتين تزيدان في حصار القرية وشارعا استيطانيا يهددها على الدوام.
ويلفت رئيس المجلس القروي زيادة إلى أن "الاقتحامات الإسرائيلية للقرية تجاوزت 600 منذ الحرب على غزة وبأشكال متعددة، ويصاحب ذلك إطلاق النار بكل أشكاله والغاز المدمع وإغلاق القرية وشل حركتها وترهيب السكان، وكأنهم يخططون لشيء أكثر خطورة".
وتشير معطيات هيئة الجدار والاستيطان (جهة رسمية) وفق آخر إحصاء نشر مطلع الشهر الجاري، إلى أن الاحتلال نفذ ومنذ الحرب على غزة 689 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس لمنازل مأهولة ومنشآت زراعية واقتصادية وغيرها، ووزعت أكثر من 630 إخطارا، فيما شن جيش الاحتلال والمستوطنون أكثر من 16 ألفا و663 اعتداء ضد الفلسطينيين.
هدم الحلموفي منطقة نابلس الجديدة جنوب المدينة، وحيث لا تقل المسألة خطرا عما تواجهه القرى والسكان من اقتحامات واعتداءات، ارتفعت وبشكل غير مسبوق وتيرة الهدم وإخطار عشرات المنازل بوقف البناء في المكان ذاته في تهديد واضح للمنطقة.
وفي وقت قصير، ومنذ أقل من شهرين، صعّد الاحتلال تهديده للمنطقة وهدم عددا من المنازل والمنشآت السكنية وأخطر نحو 45 منزلا بوقف البناء والهدم، آخرها كان قبل أيام، بادعاء أنها مناطق "سي" ولا تملك التراخيص اللازمة، وهي ذريعته التي بات يسوقها لكل هدم يقوم به.
وكان منزل الحاج عبد الرؤوف الخليلي (أبو معروف) أحدها، ومن قريب عمَّر جزءا منه وسكن فيه أحد أبنائه محاولا تحقيق حلم طالما راوده بأن يكون له ولعائلته منزل خاص بهم.
ويقول أبو معروف، مطلعا الجزيرة نت على معاناته بفعل إخطارات الاحتلال، "قضيت في سجون الاحتلال 20 عاما، وادخرت ما أملك في شراء الأرض والبناء فوقها، وأسكنت ابني لحين إنهاء تجهيز المنزل بالكامل ولتثبيته بالأرض أكثر، ولعدم توفر مسكن آخر في الوقت نفسه".
وأمام هول الإجراء الإسرائيلي وعنصريته، يؤكد أبو معروف أن الاحتلال يهدف إلى "تفريغ المنطقة من السكان وتهجيرهم منها، لكن هذا لن يكون، ولن نسمح لأحد بخطف حلمنا منا"، وهذا لسان حال الفلسطينيين عموما.