أسباب وتداعيات إقالة البرلمان لنائب الرئيس الكيني
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
نيروبي- اضطر الرئيس الكيني وليام روتو إلى إلغاء مراسم أداء اليمين لنائبه المعين كيثوري كينديكي التي كانت مقررة، اليوم السبت، بعد قرار المحكمة العليا تعليقها حتى يتم الاستماع إلى القضية، التي رفعها الفريق القانوني لنائب الرئيس المعزول ريغاثي جاتشاغوا، يوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكان روتو قد عين، أمس الجمعة، وزير الداخلية كينديكي نائبا جديدا له بعد تصويت مجلس الشيوخ قبل يوم على عزل جاتشاغوا، رغم عدم قدرته على الدفاع عن نفسه إثر نقله إلى المستشفى أثناء الجلسة بسبب تعرضه لآلام شديدة في الصدر.
واعتبر محامو جاتشاغوا، في التماسهم إلى المحكمة العليا، أن قرار عزل موكلهم كان غير دستوري لعدم تمكنه من الدفاع عن نفسه. وبناء عليه، أصدر قاضي المحكمة قرارا بإيقاف تعيين كينديكي واعتبر أن الشكوى التي قدمها المحامون تثير "أسئلة جوهرية من وجهة نظر القانون والمصلحة العامة".
وكانت كينيا قد شهدت، الخميس الماضي، إقالة جاتشاغوا بعد موافقة مجلس الشيوخ على قرار عزله الذي أقره البرلمان في وقت سابق، وهو ما مثل سابقة تاريخية منذ تبني دستور كينيا الجديد في عام 2010، ويأتي في أعقاب سلسلة من الاتهامات الموجهة ضده والتي شملت مزاعم بالفساد، والتحريض على الكراهية العرقية، وتقويض سيادة القانون.
يرى الصحفي والمحلل السياسي الكيني داووتي كاهورا أن الأسباب الحقيقية لعزل جاتشاغوا سياسية بالأساس. وأن الرئيس روتو هو من حرض على ذلك لعدة أسباب، منها أن جاشاغوا لم يكن يجاريه في كل قراراته وكان يمثل عقبة أمام تنفيذ برامجه، لذا سعى إلى تغييره بأحد أكثر رجاله المخلصين.
ويضيف للجزيرة نت أن روتو استغل ريغاثي لكسب أصوات منطقة جبل كينيا إحدى أهم المناطق ذات التصويت الحاسم في الانتخابات الرئاسية 2022، ولمحاربة الرئيس السابق أوهورو كينياتا. و"بمجرد أن تم له ذلك، بدأ في التحرك للتخلص منه".
لكن حسب كاهورا، فالسبب الأهم والأعمق هو أن الإقالة كانت "مؤامرة فرعية لمخطط أكبر وهو تقسيم أصوات هذه المنطقة، إذ ليس من قبيل المصادفة أن البديل الذي اختاره روتو ليحل محل جاتشاغوا هو كينديكي الذي ينحدر أيضا منها".
من جانبها، تعتقد نجوكي واماي، الأستاذة المساعدة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة الولايات المتحدة الدولية-أفريقيا، أن "افتقار روتو ونائبه إلى أي أساس أيديولوجي جاد منذ البيان الانتخابي الأول، وعدم اشتراكهما في أي فكر سياسي، واجتماعهما كان فقط للاستيلاء على السلطة عبر حشد أصوات مجموعاتهما العرقية، أدوا إلى تفاقم الخلافات بينهما إثر وصولهما للسلطة، ليحصل الانفصال المحتوم".
تداعيات سياسية
أثار عزل نائب الرئيس الكيني وإيقاف المحكمة العليا أداء اليمين لخلفه الجديد، المخاوف بين الكينيين على مواقع التواصل الاجتماعي حول تداعياته السياسية والاجتماعية على البلاد.
وفي هذا الصدد، تقول واماي -للجزيرة نت- إن الإجراءات التي اتخذها البرلمان ومجلس الشيوخ، وتعليق مراسم أداء اليمين لكينديكي، ستؤدي إلى إضعاف المسار الديمقراطي في البلاد وإلى فقدان المواطن الكيني الثقة مستقبلا في المؤسسات المستقلة والمنتخبة مثل البرلمان.
من جهته، يتوقع المحلل كاهورا أن يفقد الرئيس روتو جزءا كبيرا من دعم منطقة جبل كينيا في انتخابات 2027، بعد توتر علاقاته مع الشخص الذي ساعده في الحصول على أكبر نسبة من الأصوات في البلاد.
في المقابل، استبعد كاهورا أن تشهد البلاد أي اضطرابات كبيرة مثل المظاهرات أو أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة نيروبي وبعض مناطق كينيا في يونيو/حزيران الماضي، "خاصة وأن هذه المنطقة ليست معروفة تاريخيا بإثارة الاحتجاجات الاجتماعية".
مستقبل جاتشاغواأفادت عدة تقارير صحفية بأنه من المرجح أن يواجه نائب الرئيس الكيني المعزول محاكمات قضائية على خلفية التهم الموجهة إليه، خاصة تلك المتعلقة بالفساد وغسيل الأموال، في صورة إقرار المحكمة العليا قرار مجلس الشيوخ بعزله، وهو ما قد يهدد مستقبله السياسي.
لكن الأستاذة واماي لا تعتقد أن حياة ريغاثي جاتشاغوا السياسية ستنتهي بقرار عزله، في حالة إقراره. إذ تتوقع أن يبدأ في حشد الأصوات القبلية التي ينتمي إليها لضمان عدم إعادة انتخاب الرئيس روتو لولاية جديدة في 2027.
من جانبه، يرى المحلل كاهورا أنه يجب انتظار يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول القادم للتعرف على مستقبل ريغاثي السياسي، عندما تنظر المحكمة في الطعن الذي تقدم به لإلغاء قرار عزله، و"هو القرار الذي سيحسم نهائيا مستقبله السياسي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المحکمة العلیا الرئیس الکینی قرار عزل
إقرأ أيضاً:
مناوشات تعطل جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في إقالة رئيس الشاباك
علق رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الاثنين جلسة النظر في التماس ضد قرار الحكومة الشهر الماضي بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس المحكمة العليا أوقف الجلسة بسبب مناوشات في القاعة، وقال "لا توجد محكمة في العالم توافق على إدارة جلسة على هذا النحو.. ما يحدث خطير وسيادة القانون تتطلب عقد جلسة دون تهديد".
وقرر القاضي لاحقا استئناف الجلسة دون جمهور.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المناوشات دارت بين مؤيدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصار رئيس الشاباك.
وأخرج أمن المحكمة عضو الكنيست عن حزب الليكود طالي غوطليب بعد صراخها في القاعة.
ووصل رئيس الشاباك السابق يورام كوهن وقادة أجهزة أمنية سابقين إلى المحكمة لدعم رونين بار.
رفض وتأييدوقال وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين إن "الصراخ داخل المحكمة العليا يعكس صرخات من انتزع منهم قرارهم من قبل قضاة متغطرسين"، فيما اعتبر وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي إلياهو أن " المشاهد الواردة من المحكمة العليا صعبة وهي نتيجة لنشاط قضائي يتزايد منذ سنوات عدة".
واتهمت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف قضاة المحكمة العليا بـ"دعم المتظاهرين العنيفين الذين يعطلون مناقشات الكنيست"، وقالت إن " النفاق خط واضح في نهج عمل المحكمة العليا".
إعلانفي المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "حكومة نتنياهو الإجرامية تمس سيادة القانون عبر إثارة الشغب في المحكمة العليا".
وطعن سياسيون معارضون وجمعيات غير ربحية في إقالة بار فيما انتقدت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا القرار معتبرة أنه "يشوبه تضارب مصالح شخصية" من جانب نتنياهو.
ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا إلى مرافعات عما إذا كان نتنياهو قد اتبع القانون في إقالة رئيس الشاباك وسط فضيحة سياسية أثارت موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال نتنياهو الشهر الماضي إنه فقد الثقة في رونين بار بسبب فشل الجهاز في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن المحكمة العليا أصدرت أمرا مؤقتا يعارض قرار إقالته.
وأثارت خطوة نتنياهو بإقالة بار ردود فعل غاضبة من معارضين، وأذكت زخم احتجاجات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الإسرائيليين الذين يتهمون نتنياهو بتقويض مؤسسات الدولة الرئيسية وتعريض أسس الديمقراطية الإسرائيلية للخطر.
وقال بار في رسائل إلى الحكومة والمحكمة العليا إن إقالته لم تتم على أسس مهنية ويشوبها تضارب المصالح وتبعث برسالة إلى منفذي القانون مفادها أنه من المتوقع أن يظهروا ولاءهم الشخصي لرئيس الوزراء لا للدولة.