أجراس الرفض تدق فى المجمع المقدس
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
تسريب «بيان» كنسى يثير غبار «الغضب».. و«الأنبا بيمن» يكشف لـ«الوفد» قصة مناقشات الأساقفة على «واتساب»أسقف نقادة وقوص: اعتراضنا على وجود متحدثين مخالفين للتعاليم الكنسية خلال «سيمنار» المجمع المقبل «ظاهرة صحية»الأنبا رافائيل: لا توجد تكتلات ضد «البابا تواضروس».. ونثق فى حكمته لتدبير الأمورالأنبا بنيامين: نرفض حديث أشخاص لهم سمة «اللاطائفية».
دقت أجراس الرفض فى فضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أعقاب تداول قائمة منسوبة لنحو 17 أسقفًا من أساقفة المجمع المقدس، تضمنت رفضًا لعدد من المتحدثين المدرجين على جدول سيمنار المجمع المزمع عقده فى الفترة من 18 حتى 21 نوفمبر المقبل، بدير الأنبا بيشوى، بوادى النطرون.
وأرجع البيان الذى أحدث دويًا كبيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعى رفض المتحدثين المدرجين «د. جوزيف موريس فلتس»، و«د.سينوت ديلوار شنودة» إلى تعاليمهما الخاطئة، وانتماءاتهما العقدية المناهضة لإيمان، وعقائد الكنيسة الأرثوذكسية.
ويعد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الهيئة الأعلى برئاسة البابا تواضروس الثانى، وعضوية الأساقفة، والمطارنة، ورؤساء الأديرة.
عطفًا على القائمة غير الموقعة من جهة رسمية، ظهر الأنبا موسى أسقف عام الشباب فى مقطع فيديو قصير تداولته منصة فيس بوك، معربًا عن تقديره للأساقفة المعترضين على بعض المتحدثين خلال السيمنار المزمع انعقاده، والذين يقدمون -على حد قوله- تعاليم كنسية تخالف تعاليم الأرثوذكسية.
وحتى حينه لم يهدأ الجدل المثار حول أصوات الرفض العلنى داخل المجمع المقدس، والتى لم ينفها أساقفة أدرجت أسماؤهم فى القائمة غير الرسمية، فى حين أن الكنيسة لم تصدر بيانًا رسميًا حتى مثول الجريدة للطبع.
قصة القائمة المسربة كما وصفها الأنبا بيمن – أسقف نقادة، وقوص- ورئيس لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، بدأت على خلفية نقاش داخلى عبر تطبيق «واتساب» بين عدد من أساقفة المجمع فور إعلان جدول «سيمنار المجمع» المزمع انعقاده فى الفترة من 18 حتى 21 نوفمبر المقبل، على أن تخصص جلسته الأولى للاحتفال بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية.
بعدها بساعات نقل شخص ما مضمون النقاش إلى فضاء وسائل التواصل الاجتماعى، وذيّل بيانًا غير رسمى بتوقيعات عدد من الأساقفة المناقشين للأمر- على حد قوله.
ويتساءل الأنبا بيمن – الذى نفى صدور بيان رسمى بشأن رفض المتحدثين خلال السيمنار-: «هل الاعتراض على متحدث أثناء سيمنار المجمع يعد انقسامًا؟».
واعتبر «أسقف نقادة وقوص» نقاش أعضاء المجمع ظاهرة صحية تعكس مناخ الحرية داخل الكنيسة، وتعطى إشارة لمن يرتب الأمر وهم «سكرتارية المجمع المقدس».
لكن رئيس لجنة العلاقات العامة بالمجمع لم ينف طرح الأساقفة تقديم مذكرة رسمية موقعة لسكرتارية المجمع تنقل رفضهم للمتحدثين بالسيمنار، نظير مخالفتهم تعاليم الكنيسة، غير أن ردود أفعال الأقباط على منصات التواصل الاجتماعى فى أعقاب نشر القائمة حال دون ذلك، واعتبر البعض أن رسالة ما قد وصلت.
ورفض «بيمن» توصيف رفض الأساقفة لعدد من المتحدثين بالمعارضة، لافتًا إلى أن هناك بعض المغرضين استغلوا الحدث لترويج ما يسمى بـ«الانقسام».
واستطرد قائلًا: «كنا نود إرسال مذكرة رسمية بصورة قانونية، لولا حدوث هذا الجدل».
وحول ظهور الأنبا موسى أسقف عام الشباب فى مقطع فيديو علنى يدعم من خلاله أساقفة رفض المتحدثين خلال «سيمنار المجمع»، قال «رئيس لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس»: إننى تواصلت مع الأنبا موسى، وشرحت له الموقف كاملًا، وقلت نصًا: «لم نصدر بيانًا رسميًا، هذا مجرد نقاش، وسنصل إلى نتيجة».
بمحاذاة ذلك أصدر الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس السابق بيانًا رسميًا عقب تصاعد الجدل بشأن قائمة «الرفض» المتداولة، والتى ضمت نحو 17 أسقفًا، وانضم إليها آخرون، ينفى خلاله معرفته بهذه القائمة، ويؤكد احترام الأساقفة لقداسة البابا تواضروس الثانى.
ويضيف «رافائيل» أية ملاحظات حول المتكلمين نرسلها مباشرة لـ«البابا تواضروس الثانى»، وسكرتارية المجمع المقدس، دون حاجة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، مع ثقتنا فى حكمة البطريرك.
لقاء ذلك وصف الأنبا بيمن بيان الأنبا رافائيل بأنه «الكلام النهائى» فى القضية المثارة، نافيًا وجود أية تكتلات داخل المجمع المقدس ضد البابا تواضروس، كما أن الطرق القانونية هى السبيل الوحيد للنقاش داخل المجمع.
وحتى حينه لم تصدر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا بشأن أصوات الرفض داخل المجمع المقدس للمتحدثين خلال السيمنار، ولم يعقب الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس على جدول المتحدثين.
ويتزامن سيمنار المجمع المقدس مع ذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى على الكرسى المرقسى فى 19 نوفمبر 2012.
وسبق أن عقد الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة لقاءً مصورًا مع د. جوزيف موريس فلتس حول كتابه المترجم عن اليونانية «تجسد الكلمة»، وتضمن النقاش ضرورة تعميم قراءة الكتاب فى أوساط الكهنة، والخدام لما يتضمنه من فوائد عديدة.
لكن ذلك لم يمنع الأنبا بيمن من إعلان بعض المآخذ على «د. جوزيف فلتس» فى سياق التعاليم الكنسية.
على الصعيد ذاته قال «دياكون ديسقورس»: إن تطور الفكر لدى «د. جوزيف فلتس» أظهر أخطاءه التعليمية، وذلك لا ينفى أن عددا من ترجماته مفيد للغاية.
ونحو تفضيل النقاش الداخلى مع «المتحدثين» -محل الرفض- دون إعلان الأمر للعامة، أضاف «ديسقورس» أن النقاش الداخلى هو دور لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، والتى من شأنها استدعاء الشخص المخالف، ومناقشته فى تعاليمه.
وحاولت «الوفد» التواصل مع د. جوزيف موريس فلتس - الذى تحدث باسم الكنيسة فى أكثر من موضع خلال فترة البابا شنودة- بأكثر من وسيلة، دون جدوى.
ويرى «ديسقورس» أن وجود «د. جوزيف فلتس» متحدثًا خلال السيمنار سيمنحه شرعية لإعادة تقديم تعاليمه المخالفة فى أكثر من مكان.
أما عن «د. سينوت دلوار» – الذى يشغل منصب أمين عام خدمة مدارس الأحد بكنيسة ماريوحنا المعمدان بالمعادى- فيقول «الأنبا بيمن»: إنه يعمل معى فى لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، ويقدم أطروحات هامة فى موضوعات المواطنة، والمشاركة المجتمعية.
ويتساءل «بيمن»: «هل الإشادة به فى هذا السياق يستلزم الإشادة به فى كل المواضع؟».
ويستطرد قائلًا: «نحن فى النهاية أمام حالة صحية داخل المجمع، ومن المفترض أن يشهد الجميع لرجال الكنيسة أنهم قادرون على التعاطى، والأخذ، والرد طبقًا لتعاليم الإنجيل، ولا يوجد ثمة أهواء شخصية إطلاقًا، وأعتقد أن الرسالة وصلت للجميع».
فى سياق متصل وصف الأنبا بنيامين مطران المنوفية الرفض المصاحب لجدول المتحدثين بـ«سيمنار المجمع المقدس» المرتقب بأنه اختلاف طبيعى فى الآراء، دون مساس بثوابت المحبة.
«بنيامين» الذى طرح رؤيته إعلاميًا خلال مقابلة متلفزة بقناة «مى سات» الكنسية فى المتحدثين المرفوضين مجمعيًا، أضاف - فى بيان رسمى صادر عن مطرانيته- أن «المتحدثين» المرفوضين لهما صفة «اللاطائفية»، بما يعنى عدم التخصص فى الإيمان الأرثوذكسى الذى نحتاج إلى الحديث فيه خلال لقاء الآباء القادة للكنيسة، معربًا عن تقديره لهما، وحاجة الكنيسة لهما فى أمور كثيرة تمس تخصصاتهما الاجتماعية.
يشار إلى أن «سيمنار المجمع المقدس» يعقد سنويًا تزامنًا مع احتفال الكنيسة بذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى على الكرسى المرقسى، ويختتم بجلسات المجمع المقدس لمناقشة أهم القضايا التى تمس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويأتى سيمنار هذا العام وسط أجواء احتفالية تزامنًا مع «ذكرى مرور 17 قرنًا على مجمع نيقية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البابا تواضروس الثانى القبطیة الأرثوذکسیة التواصل الاجتماعى بالمجمع المقدس الأنبا رافائیل المجمع المقدس الأنبا بیمن داخل المجمع
إقرأ أيضاً:
علوم بيت المقدس.. مشروع معرفي وصل 25 دولة
عمان- على مدار أكثر من 15 عاما، نجح مشروع "علوم بيت المقدس" في تعزيز مكانته، كأحد أبرز المشاريع المعرفية المتخصصة في تاريخ القدس والمسجد الأقصى المبارك وواقعهما، مستقطبا أكثر من 5 آلاف مشارك من 25 دولة حول العالم.
وانطلق المشروع الذي يرفع شعار "علم في طريق التحرير" من الأردن ويعتبره كثيرون نموذجا معرفيا يسهم في بناء وعي عميق بالقضية الفلسطينية، اعتمادا على المناهج العلمية والتدريب التفاعلي حيث يُعد "علوم بيت المقدس" أول برنامج تدريبي متكامل في مجال الدراسات المقدسية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول الدكتور محمد البزور رئيس الهيئة الإدارية لملتقى القدس الثقافي (الجهة صاحبة المشروع) إن البرنامج "بشكل أساسي يهدف إلى بناء قاعدة معرفية علمية دقيقة في مجال علوم بيت المقدس والذي يشمل 3 محاور: المنظور الإسلامي لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، التاريخ وواقع المدينة المقدسة، ويشتمل البرنامج مستوى عاما وآخر متقدما".
وعن التطبيقات العملية، يوضح البزور أن المشارك ينتقل من المعرفة إلى العمل عن طريق المبادرات الميدانية الفردية في مجتمعه أو الجماعية التي يتبناها الملتقى، كما يمكن للمشارك بعد اجتياز مستوى متقدّم أن يصبح مدربا لبرنامج "الأقصى كل السور" الخاص بمعلمي المدارس أو مدربا في المشروع ذاته، أو ينتقل للجانب البحثي في دبلوم دراسات القدس التي تحمل اسم السياسي التربوي الدكتور إسحاق الفرحان (1934-2018).
ويقول عاصم الأشقر، أحد المدربين في المشروع بالأردن، إن دوراته تمتاز بالمعرفة العلمية المحكمة والمكثفة في وقت محدود نسبيا، ليشمل المفاهيم المتعلقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس وأبرز الوقفات التاريخية والمفصلية التي مرت بها، بالإضافة إلى دراسة واقعها الحالي بما تتعرض له من عمليات تهويدية مكثفة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي وبالأخص في البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك جوهر الصراع وأصله.
إعلانويضيف متحدثا للجزيرة نت "يشمل المشروع أيضا دراسات استشرافية لمستقبل المدينة التي تتعرض لاستهداف على جميع الأصعدة، وتعتمد دورات المشروع أفضل الأساليب التفاعلية لكي يمتلك فيها المشاركون الحد الأدنى من العلوم والمعارف التي تمكنهم من تفسير الأحداث اليومية المتسارعة في القدس يوما بعد يوم".
وأشار إلى أنه كان لهذه الدورات "أثر واضح على المشاركين بها بحملهم هم مدينة القدس ومحاولة تعزيز صمود أهلها أمام الاحتلال الإسرائيلي بالطرق العلمية الصحيحة، كما ساهمت في تعميق صلة الشعب الأردني بقضيته المركزية عبر مجموعة من المبادرات".
ويعتمد المشروع في مستواه العام كتاب "العالم في مدينة.. القدس كما لم تعرفها من قبل" الذي أعدّه أكاديميون متخصصون في شؤون القدس ليكون منهاجا شاملا حيث يحتوي على محاور التاريخ والجغرافيا والمفاهيم والأسس التي تشكّل شعور المشارك ومسؤوليته تجاه المدينة المقدسة.
ملتقى القدس الثقافي يفتتح الانعقاد الرابع لبرنامج "رواد الأقصى كل السور"
رابط الخبر على موقعنا الإلكتروني: https://t.co/X5U2og2JaU pic.twitter.com/h1BQGfsr4C
— ملتقى القدس الثقافي – الأردن (@multaqaqudsjo) January 11, 2025
فرق إيجابيبدورها، تقول عائشة البقاعي، إحدى مشرفات المشروع في لبنان، إن هناك فئة كبيرة من الناس في المجتمع اللبناني غير مدركين لأهمية المسجد الأقصى ومدينة القدس كمحور صراع بيننا وبين العدو.
وأوضحت "كنت أحرص في ختام الحصص على أخذ تغذية راجعة من المشاركين حول الجديد الذي أضافته لهم الدورة، فيأتي الجواب في كثير من الأحيان منهم بعدم معرفتهم مسبقا بمعظم هذا الأمور، لا سيما الحرب الديموغرافية والاقتصادية أو الجدار العازل وتأثيره على الأحياء الفلسطينية أو الوصاية والمسؤولية القانونية عن المسجد".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت "ربما تندهش عند معرفتك أن كثيرا من الناس لا يعرفون على وجه الدقة أساسا علاقتنا بالمسجد الأقصى وعلاقة الأنبياء فيه، بالتالي زاد المشروع وعيهم في هذه المفاهيم، وانعكس ذلك على نشرهم المعلومات التي تلقوها إما على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال نقاشاتهم مع الناس حيث ساهم المشروع بإحداث فرق إيجابي".
إعلانأمّا "سارة" إحدى المتخرجات من المشروع، فتصف كيف ساهمت المعارف التي تلقتها في "تكوين تصوّر أعمق لديها لأهمية بذل كل ما يمكن تقديمه في قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك" مشيرة إلى أنه كان للدورة الفضل بإلمامها بجوانب غائبة عنها بما يتعلق بالقدس وتاريخها والمخاطر التي تهددها وكيفية توظيف الإمكانيات للتصدي لذلك.
ولم يمض وقت طويل على إتمام "عبد الرحمن" للمستوى العام، لكنه يصف كيف تغيرت كثيرا من المفاهيم لديه على الرغم من كونه ناشطا في العمل العام الخاص بالقدس وفلسطين قائلا: "كلما تعمقت بالموضوع أكثر أدركت مدى أهميته وامتلكت الدافعية".
تدريب "الأقصى كل السور" ينبض من جديد في مدارسنا
نظّم ملتقى القدس الثقافي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تدريبًا بعنوان "الأقصى كل السور" يوم السبت 25 كانون الثاني في مدرسة قيساريا الأساسية للبنات، بمشاركة 60 معلماً. استكمل المعلمون تدريبهم إلكترونياً عبر منصة تدريب المعلمين. pic.twitter.com/1EEXY8fTSj
— ملتقى القدس الثقافي – الأردن (@multaqaqudsjo) January 29, 2025
من طالب إلى مدربولا يقتصر المشروع على فئة بعينها، بل يشمل جميع الفئات بدءا من طلاب المدارس بعمر 16 عامًا، مرورا بطلاب الجامعات، وأمهات الأسر، وصولا إلى أكاديميين ومتخصصين في الدراسات الإسلامية والتاريخ والجغرافيا والإعلام.
كما يمتد الإنجاز إلى تأهيل جيل جديد من المدربين القادرين على تقديم الدورات ونقل المعرفة المقدسية حيث تم تخريج أكثر من 50 مدربا متخصصا، بعد اجتيازهم برنامج تأهيل المدربين ضمن ملتقى القدس الثقافي.
ويمتاز الأردن بوجود عمل شعبي مؤسسي متنوّع يولي اهتماما بالقدس والمسجد الأقصى المبارك في جوانب مختلفة سواء على المستوى المعرفي أو العملي الميداني وتثبيت صمود المقدسيين عبر حملات تبرع سنوية، إضافة للعمل في الجامعات التي تحوي ما يزيد على 30 لجنة مختصة في شؤون المقدسي تهدف لإبقاء قضية القدس حاضرة لدى جيل الشباب والطلاب.
إعلان