د. أحمد بن بخيت الشنفري
drahmedbalshanfari@gmail.com
طالعنا جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة بتقرير ملخص المجتمع لعام 2023، وقد أبرز التقرير عدة محتويات وكانت الإحصائيات والأرقام أعلى بكثير من التقارير للأعوام الماضية وخاصة فيما يتعلق بحجم المبالغ المستحقة التي تم تحصيلها واستردادها للدولة والتي بلغت 177.
وأهم ما يثير الاهتمام هو دور الجهاز في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وقد تضمن هذا التقرير رصد الجهاز لعدد 115 قضية من قضايا الأموال العامة؛ سواء كانت مؤشرات اشتباه أو جرائم جنائية، وقد تم نشر نماذج لعدد من القضايا الجنائية التي صدرت بها الأحكام الجزائية بإدانة المتهمين في عدد من الجرائم الجنائية وأهمها جريمة غسل الأموال واختلاس الأموال والتزوير، وقد كان من بدأ الشفافية هو أنه في هذه القضايا تم ذكر منصب الموظف المُخالف، والجهة التي يعمل بها، ولعلَّ هذا يُعد تقدمًا في نشر المعلومات عن الموظفين المتورطين في هذه الجرائم سواء بصفتهم الوظيفية أو جهة عملهم، وهذا لم يذكر من قبل في التقارير السابقة.
لعل هذه الخطوة المُتقدِّمة من الجهاز تهدف إلى توفير الردع العام والتوعية لكل من تسول له نفسه الإساءة أو استغلال وظيفته بهدف تحقيق نفع غير مشروع لنفعه أو لغيره للعبث بممتلكات وأموال الدولة، ولعل التقارير القادمة من الجهات المختصة سوف تتضمن مزيداً من المعلومات عن هؤلاء المتهمين أو المشتبه بهم في جرائم الأموال العامة والذي ستيواكب مع فرض عقوبات شديدة ورادعة وبانتظار المزيد من ذلك في قادم الوقت.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صواريخ روسية استخدمها حزب الله.. كيف وصلت إليها إسرائيل؟
كشفت تقارير إعلامية أميركية، عن استخدام حزب الله لأسلحة روسية في جنوب لبنان خلال المواجهات الحالية. وأشارت التقارير إلى أن هذه الأسلحة تم تهريبها من سوريا إلى لبنان ووُجدت في مخازن تابعة للحزب، مما أثار قلقاً عميقاً لدى تل أبيب.وفيما تتجاهل موسكو هذه التقارير، دعا مسؤولون إسرائيليون إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع روسيا، للتعبير عن رفض تل أبيب لأي تورط روسي في دعم حزب الله بالأسلحة. واعتبروا أن أي دعم روسي لحزب الله يشكل تهديداً لأمن إسرائيل الداخلي، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
فكيف وجدت إسرائيل الأسلحة الروسية في لبنان؟ وكيف استدلت على مكان صنعها؟
قالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، إن إسرائيل عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة الروسية في مخازن السلاح التابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
وقال مسؤولون أمنيون سوريون ومسؤول عربي للصحيفة الأميركية إن بعض الأسلحة تحمل تاريخ تصنيع حديث يعود إلى عام 2020، تم إرسالها إلى جنوب لبنان في السنوات القليلة الماضية.
وأشار المسؤولون إلى أن الأسلحة الروسية وصلت إلى لبنان بعد نقلها من مخزون السلاح الروسي في الأراضي السورية، إذ يستعمل الجيش السوري نفس النوع من الأسلحة المضبوطة.
وذكر التقرير أن الأسلحة الروسية التي عثر عليها في لبنان، أكثر مما توقع المحللون العسكريون قبل بدء حرب إسرائيل على حزب الله.
وأكد المسؤولون أن الأسلحة الروسية المضبوطة عززت من قدرات حزب الله الهجومية والدفاعية.
وأثار اكتشاف الأسلحة الروسية مخاوف في إسرائيل، حول كون موسكو تعمل على توطيد علاقتها بحزب الله، وتقديم الدعم العسكري له، رغم تأكيدات موسكو بأنها لا تنحاز إلى أي طرف في صراعات إسرائيل مع جيرانها في المنطقة.
ويشير محللون إلى تغيير الموقف الروسي في الشرق الأوسط بعد حرب أوكرانيا التي بدأت عام 2022، إذ بدت أكثر عدوانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وعلق السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا، أركادي ميلمان: "يجب على إسرائيل أن تدافع عن مصالحها بحزم أكبر، يتعين علينا شرح الموقف لروسيا وإخبارهم أننا لن نسمح بعد الآن بأي مساعدات عسكرية لحزب الله، وكذلك لإيران".
وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر عن تحركات روسيا لمساعدات الجماعة المسلحة ونفوذها عليهم، وقال إن على موسكو أن تدعم اتفاق نزع سلاح حزب الله من خلال منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الأسلحة التي عثر عليها لدى حزب الله من الصنع الروسي تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وأبرزها كورنيت وساغر.
وتستخدم آلية كورنيت أحدث نسخة من صواريخ ساغر المضادة للدبابات، شعاع الليزر للتوجيه الذاتي، ويتكون القاذف الأساسي من حامل ثلاثي القوائم وجهاز يشبه التلسكوب الفضائي لتوجيه شعاع الليزر حيث ينطلق الصاروخ بدقة بالغة.
ويمكن لصاروخ كورنيت اختراق الصفائح الفولاذية، ويبلغ مداه ما بين 5 إلى 8 كيلومترات، ما يمكنه من اختراق الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة والفولاذ بسمك متر واحد. (بلينكس)