الأمة كلمة تعبر عن مفهوم متحرك. تكوين بشري، يتخلق في مسيرة الزمن الطويل المتغير. تبدع عوامل قوتها، بما لها من إمكانات بشرية، ومصادر طبيعية فوق وتحت أرضها. لكن قدرات العقل هي القوة الفاعلة، التي تبدع وتصنع وتبني، وتحقق التقدم. منذ انطلاق عصر النهضة في أوروبا، إلى الثورة الصناعية الكبرى، كان العلم هو القاطرة التي صنعت قوة أمم، في حين تخلفت أمم أخرى، وصارت طرائد هزيلة، يلاحقها ويستولي عليها ويستعمرها ويحكمها من حاز قوة العلم.
الولايات المتحدة الأميركية، التي قامت في القرن التاسع عشر، بقيادة نخبة من أصول أوروبية، وتدفق إليها ملايين الباحثين عن حياة جديدة في مجتمع جديد، من جميع أنحاء العالم، كان العلم قوتها الضاربة، التي تفوقت بها على غيرها من الأمم. في الحربين العالميتين الأولى والثانية، صنعت الولايات المتحدة الأميركية سلم رقيها إلى سدة سيادة العالم، بعد غروب شمس الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية. القنبلة الذرية، التي أنهت بها الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، كانت السلاح الرهيب الذي صُنع في معمل العلم، انتهى خطر الفاشية والنازية، وولد عالم جديد تقوده قوتان، شيوعية ديكتاتورية ورأسمالية ديمقراطية. العلم هو السلاح الذي يصنع القوة في دنيا جديدة، تغيرت فيها أدوات الإنتاج، وحجم ونوعية الاستهلاك.
ناقوس ضخم هزّ صوته الحاد أرجاء الولايات المتحدة، في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي. نبّه البلاد القارة القوية إلى خطر حقيقي يحدق بها، اكتشفت أميركا بكل ما تملكه من مال وسلاح أنها «أمة في خطر»، كانت الصدمة واسعة، ليس للنخبة فحسب، بل لكل الأميركيين، قامت المؤسسات المتخصصة بإجراء امتحانات للطلاب في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية. كان متوسط النتائج أقل من 40 في المائة في المواد العلمية والرياضيات، و50 في المائة في اللغة الإنجليزية، أجري امتحان لتلاميذ في سن السابعة عشرة في مادة الرياضيات، وكانت النتيجة أن عدداً قليلاً جداً منهم له القدرة على حل مسائل الامتحان، أما الامتحان في اللغة الإنجليزية فقد تبين أن 5 في المائة فقط من الممتحنين لهم قدرة على الكتابة بلغة صحيحة، كانت هذه النتائج صادمة بلا حدود، أصدر الخبراء الذين قاموا بالاختبار بياناً بعنوان «أمة في خطر»، صار هذا البيان شبه العسكري قضية الساعة في كل أنحاء البلاد، صدر قرار بتشكيل لجنة من 18 خبيراً في مجال التعليم، ومن بينهم شباب يمثلون الجيل الجديد، قد تكون المفاجأة أن اثنين من ممثلي الجيل الجديد ترأسا البلاد في ما بعد، وهما جون إف كيندي وجورج بوش الابن، قامت اللجنة، ومعها فريق كبير من المساعدين المتخصصين، بدراسة واسعة وعميقة لأسباب الخطر الذي يواجه الدولة الأقوى في العالم. ضربة عنيفة مثّلت تحدياً علمياً للولايات المتحدة، عندما انطلق صاروخ سبوتنك السوفياتي إلى الفضاء عام 1957 ودار حول الأرض لمدة 3 أسابيع. أُعلن شبه حالة طوارئ علمية في أميركا، كانت وسائل الإعلام الأميركية تصف الاتحاد السوفياتي بدولة الجهل والتخلف، لكن هذه الدولة غزت الفضاء بعلمها، ولم تجد وسائل الإعلام الأميركية بداً من متابعة ذلك الحدث غير المسبوق في التاريخ البشري، وشد انتباه عقل أهل الأرض كافة، وأعلن تفوق الاتحاد السوفياتي علمياً، على غيره من دول العالم.
بدأت تعبئة واسعة في الولايات المتحدة لتنفيذ المخرجات التي أوصت بها لجنة الثمانية عشر خبيراً، وهي وضع منهج جديد للغة الإنجليزية، وأن تدرّس على مدى 4 سنوات في المدارس، لأن اللغة هي الوعاء الذي يحمل كل العلوم إلى عقول الناشئة. التركيز على تدريس مادتي العلوم والرياضيات، مدة 4 سنوات لكل منهما، وشدّدت التوصيات على جعل وظيفة التدريس مهنة تندفع نحوها نخبة المجتمع، وأن يكون راتب المدرس من أعلى الرواتب في البلاد، وأن يجري إعداد المدرسين وفقاً لبرامج مكثفة بشكل مستمر، وإجراء اختبارات مستمرة لهم، للتأكد من قدرتهم على تحقيق الأهداف المحددة للعملية التعليمية، ورفع قدرات المدرّس الثقافية، وشخصيته من حيث الهندام والسلوك والمعاملة، بحيث يكون النموذج والمثل الأعلى لتلاميذه، والاستغناء عمن يثبت تدني كفاءته، ولا تتوفر فيه المواصفات المحددة.
مثلت قضية التعليم، أو لنقل الخطر الذي يواجه الأمة الأميركية، تحدياً قومياً حقيقياً، سيطر على اهتمام رؤساء البلاد المتعاقبين، الرئيسان رونالد ريغان وباراك أوباما هما أبرز الذين كانت القضية حاضرة في مدة حكمهم، النتيجة كانت تحقيق قفزة كبيرة في مجال العلم والبحث العلمي، حافظت على مكان أميركا ومكانتها. اليابان أبدعت برنامجاً تربوياً وتعليمياً فريداً، من الروضة إلى الجامعة، جعلها في مقدمة الأمم، اقتصادياً وثقافياً. سنغافورة البلد الصغير الفقير، حوّله العلم إلى حلم بشري.
كم من أمة تسبح في دياجير الجهل، وتلوك لذائذ تخلفها، تحتفي بالسحر والرقية، وتهمش علماءها، وتدمر مؤسساتها العلمية، ويعاني الأساتذة والمدرسون الفقر والتهميش، وتباع الدرجات العلمية العليا في أسواق الفساد. تلك أمم قد هوت، من دون أن تعلم أنها تعيش في جوف الخطر.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
احتجاجات دعم إمام أوغلو تمتد إلى الولايات المتحدة
أنقرة (زمان التركية) – تجمعت الجالية التركية أمام القنصلية العامة التركية في لوس أنجلوس للاحتجاج على اعتقال عمدة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورفعوا لافتات معارضة لحكومة الرئيس التركس، رجب طيب أردوغان.
ووصف البيان الذي أصدره المتظاهرون، اعتقال إمام أوغلو بأنه وصمة عار كبيرة في جبين العدالة والقانون والديمقراطية، وقال: “من غير المقبول على الإطلاق محاولة إسكات رئيس بلدية ومرشح رئاسي انتُخب ثلاث مرات بإرادة الشعب، لأسباب سياسية”.
وجاء في البيان: “ما يحدث اليوم ليس مجرد ظلم تجاه إمام أوغلو؛ بل هو أيضًا جزء من القمع المنهجي الذي يسعى إلى إسكات كل صوت معارض، من الصحفيين إلى الأكاديميين، ومن الفنانين إلى ممثلي المجتمع المدني”.
كما أكد البيان أن “تحويل القانون بشكل تعسفي إلى وسيلة انتقام يُقوّض الثقة بين الدولة والمواطن بشكل جذري. فإذا سُحبت شهادة شخص ما اليوم، فقد تكون جميع الممتلكات والجنسيات والحقوق في العمل والتقاعد، بل وحتى الماضي، في خطر غدًا”.
وجاء في ختام البيان: “تركيا دولة يحكمها القانون، ويجب أن يُطبّق القانون على الجميع، وليس على فئات مُحدّدة فقط. نريد الحقوق والقانون والعدالة. يجب إطلاق سراح أكرم إمام أوغلو فورًا، وجميع السجناء السياسيين. يجب أن تُحكم تركيا بالقيم الديمقراطية، لا بالعقوبات التعسفية. نحن ندعم إرادة الشعب والديمقراطية”.
Dünya
Eylemler ABD’ye sıçradı
İBB Başkanı İmamoğlu’nun tutuklanması, ABD’nin Los Angeles kentinde de protestolarla karşılandı. Los Angeles’taki Türkiye Konsolosluğu önünde toplanan protestocular, İmamoğlu’nun serbest bırakılmasını istedi.
ANKA
24 Mart 2025 12:33
–
Son Güncelleme: 24 Mart 2025 12:40
A
+
A
–
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 1
İstanbul Büyükşehir Belediye (İBB) Başkanı Ekrem İmamoğlu’nun tutuklanmasını protesto etmek için Türkiye’nin Los Angeles Başkonsolosluğu önünde bir araya gelen Türk toplumu, “Kurtuluş yok tek başına, ya hep beraber ya hiçbirimiz” yazılı pankart açtı.
1
9
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 2
Yapılan açıklamada, İmamoğlu’nun tutuklanması adalet, hukuk ve demokrasi adına büyük bir kara leke olarak nitelendirilerek, “Halkın iradesiyle üç kez seçilmiş bir belediye başkanının ve Cumhurbaşkanı adayının siyasi hesaplarla susturulmaya çalışılması asla kabul edilemez” dendi.
2
9
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 3
Açıklamada, “Bugün yaşananlar yalnızca İmamoğlu’na yönelik haksızlık değil; gazetecilerden akademisyenlere, sanatçılardan sivil toplum temsilcilerine kadar muhalif her sesi susturmaya çalışan sistematik baskının bir parçasıdır” diye belirtildi.
3
9
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 4
“Hukukun keyfi bir intikam aracına dönüştürülmesi, devlet ile vatandaş arasındaki güveni temelden sarsmaktadır. Bugün bir kişinin diploması iptal edilebiliyorsa, yarın hepimizin mülkiyeti, vatandaşlığı, çalışma hakkı, emekliliği ya da geçmişi dahi tehlike altına girebilir” vurgusu yapılan açıklamada Türkiye’nin hukuk devleti olduğu hatırlatıldı: “Türkiye bir hukuk devletidir ve hukukun üstünlüğü yalnızca belli kesimlere değil, herkes için geçerli olmalıdır.”
4
9
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 5
Açıklamanın devamında “Hak, hukuk, adalet istiyoruz. Ekrem İmamoğlu derhal serbest bırakılmalı, tüm siyasi tutuklular özgürlüğüne kavuşmalıdır. Türkiye, keyfi cezalarla değil, demokratik değerlerle yönetilmelidir. Halkın iradesine ve demokrasiye sahip çıkıyoruz” diye belirtildi.
5
9
Eylemler ABD’ye sıçradı – Resim: 6
Açılan pankartlar arasında “Erdoğan diplomanı göster,” “Hakkına demokrasine sahip çık. O gün bugün. Los Angeles sizinle” yazıldığı görüldü. Bazı protestocular İmamoğlu maskesi taktı.
Tags: أمريكاإمام أوغلوواشنطن