بوابة الوفد:
2024-10-19@19:55:14 GMT

ارحمونا... مش عارفين نعيش!

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

الحكومة أعطت الضوء الأخضر للتجار بذبح المواطنين ناظر مدرسة: اضطررت للعمل كفرد أمن.. والمرتب لا يكفى العيش الحاف طالب طب: أعمل سائق«توك توك» لمساعدة أبى على أعباء الحياةخبير اقتصادى: الحكومة تنفذ تعليمات «صندوق النقد الدولى» ولا عزاء للمواطنين

مع توالى موجات الغلاء المتلاحقة تعالت صرخات المواطنين من صعوبة الحياة، بينما الحكومة «ودن من طين وودن من عجين».

آهات تتردد أصداؤها فى جميع أنحاء البلاد من جميع الفئات، الكل يعانى بطريقته، أصحاب الدخول المحدودة والمرتفعة والموظفين والأرزقية الذين ينتظرون قوت يومهم. الأسواق مضطربة فى ظل غياب الرقابة، أنياب التجار تفترس المواطنين بلا رحمة، ارتفاع الأسعار طال كل شىء، بدءا من الخضروات والفاكهة واللحوم والمواصلات فضلا عن الفواتير المشتعلة بدون توقف.

 فمنذ إعلان رفع أسعار الوقود تنافس التجار والحكومة على ما بقى فى جيوب الناس، حيث بدأت الحكومة برفع أسعار تعريفة ركوب أتوبيسات هيئة النقل العام، كأنها تعطى تصريحا غير مباشر للتجار برفع الأسعار والذين قاموا بمهمتهم على أكمل وجه، وأصبح المواطنون ضحايا يصرخون فى كل مكان «مش عارفين نعيش».

قامت «الوفد» فى جولة ميدانية على الأسواق وفى الشارع لتنقل نبض المواطنين الذين تعالت صرخاتهم من ارتفاع الأسعار، خاصة بعد إعلان تعريفة الوقود الجديدة،  وقالت «زينب. م» بائعة خضار، إن الطماطم عاودت الارتفاع مجددا بعدما سعدنا بانخفاضها نهاية الأسبوع الماضى لتصل إلى 20 جنيها، ولكن بعد زيادة أسعار الوقود وصلت إلى 30 جنيها.

وأضافت بائعة الخضروات، أن الأسعار كل يوم فى زيادة، فمثلا الباذنجان كان سعره 15 جنيها، ولكنه سجل أمس السبت 20 جنيها، وكذلك وصل سعر كيلو الخيار إلى 20 جنيها، بينما عاود البصل الصعود مرة أخرى ليسجل سعره 30 جنيها للبصل الأبيض و25 جنيها للأحمر، بزيادة خمسة جنيهات عن أسعاره قبل رفع سعر الوقود.

وتابعت أن سعر الخضروات والفاكهة، كل يوم فى زيادة بسبب البنزين والسولار، بجانب استغلال أصحاب الشوادر بحجة ارتفاع قيمة وسائل النقل التى تقوم بنقل المنتجات من منطقة لأخرى، والتى تختلف حسب المسافة، بالإضافة لتأثير المناخ على المنتجات الزراعية وتكاليف زراعتها حتى وصولها للأسواق.

ومن جانبها، قالت «سعاد. ي» مواطنة: «البنزين والسولار رفع الأسعار كلها، غذاء ومواصلات وكهرباء ومياه، وفى ظل تلك الارتفاعات يجب أن يدبر كل شخص حياته ويسعى لتوفير المصاريف قدر الإمكان لكى يعيش يومه بصحة وخير»، مشيرة إلى أن الدولة أعطت الضوء الأخضر للسائقين لرفع الأجرة كيفما يشاءون «دون رقابة» عندما رفعت سعر السولار جنيهين مرة واحدة.

وأضافت أن بعض السائقين يستغلون الزيادة الجديدة فى أسعار البنزين والسولار، ويقررون  تقسيم المسافة إلى عدة محطات وهو ما يواجه بغضب من المواطنين، ويتسبب فى حدوث مشاجرات بينهم وبين السائقين، بالإضافة إلى استغلال التجار للأزمات فى ظل الموجات المتتالية للغلاء، والذى اصبح كارثة تعانى منها جميع فئات الشعب المصرى بغض النظر عن دخولهم وقدراتهم المادية بسبب زيادة الأعباء الأسرية والاحتياجات اليومية عليهم.

وفيما يخص أسعار اللحوم والدواجن وبيض المائدة، قال «محمد. ع»، إن سعر كيلو الدواجن البيضاء وصل إلى 90 جنيها بعد ساعات من بعد ارتفاع أسعار البنزين والسولار، وهناك مؤشرات بارتفاعات أخرى خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدى إلى قلة الطلب وهو ما يؤثر على هامش الربح للتاجر.

وذكر سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة الجيزة التجارية، أن ارتفاع أسعار الوقود لم تؤثر حتى الآن بشكل مباشر على أسعار منتجات الدواجن اللحوم والأسماك، ولكن ربما قد يحدث ذلك فى الفترة المقبلة ونتمنى ألا يحدث خاصة أن الارتفاعات الجديدة فى أسعار الوقود ليست كبيرة بالشكل التى يؤثر بشكل سلبى على الأسواق.

وأضاف السيد فى تصريحات لـ«الوفد»، أن سعر كيلو الدواجن البيضاء وصل إلى 90 جنيها فى الأسواق، بينما سعره فى المزرعة 75 جنيها، وكان يجب ألا يزيد سعر البيع للمستهلك عن 85 جنيها، بينما سجل سعر طبق بيض المائدة 185 جنيها فى السوبر ماركت والأسواق، بينما سعره فى منافذ وزارة الزراعة مستقرة على مستوى الجمهورية عند 150 جنيها للطبق الواحد، وهو سعر مناسب مع دخل ومرتبات المواطن البسيط فى ظل الظروف التى تمر بها الدولة - وفقا لتصريحات السيد.

 

مسار إجبارى

«من فات قديمه تاه» بهذا المثل واجه أهالى قرية العزيزية من طلبة وعمال وموظفين، جشع سائقى الـ«توك توك»، الذين بلغ بهم الأمر فرض تعريفة ركوب «على المزاج» بــ«8 جنيهات» فى مسافة أقل من واحد كيلو.

 وتفاجأ سائقو الـ«توك توك»، بعزوف الأهالى عن الركوب معهم، وخروج العمال والموظفين والطلبة وهم مستقلون «دراجات» بديلا الـ«توك توك»، ودفع تعريفة «الركوب» ضعف ما حددها مجلس مدينة البدرشين وهى أربعة جنيهات وخمسون قرشا. 

يستقل الأهالى الدراجات من بيوتهم فى الصباح الباكر، متوجهون إلى أعمالهم وأشغالهم فى ضواحى محافظة الجيزة والقاهرة، وعند كوبري مشاة مستشفى الحوامدية العامة، يربطون دراجاتهم بالسلاسل على أسوار الكوبرى لحين رجوعهم. 

وبالحديث مع سائقى التكاتك عند محطة كوبرى مستشفى الحوامدية العام، حول عدم التزامهم بالتعريفة التى حددها مجلس المدينة، قالوا: «ليس لنا علاقة بالمجلس، اشتكوا للحكومة، قولوا للدولة تُوقف تحريك أسعار الوقود كل يوم والثانى، الارتفاع على الكل لستم وحدكم من تُعانون من ارتفاع تعريفة المواصلات والأسعار عموما». 

فى إحدى محطات مترو الأنفاق قابلنا عامل أمن فى الخمسين من عمره، أنيق المظهر ذا ثياب مهندم، فهالنى لبرهة ووقفت أُطالع مظهره، وسألته، حضرتك فرد أمن هنا؟، فتنهد قائلا: «الظروف تحكم»، وأكمل حديثه: «أعمل ناظر مدرسة اعدادى بمحافظة القليوبية، ولكن الراتب لم يعُد يكفى لأكل العيش الحاف، ولدى بنات على وش جواز، وبعد الانتهاء من عمل المدرسة، آتى إلى المحطة ليلا لأمارس عملى كفرد أمن». 

 

موظف و«سائق توك توك»

لفت نظرنا هيئة سائق «توك توك» بمدينة البدرشين، هو رجل مسن بدأ يشكو موجات الغلاء التى لا ترحم. 

قال: «أنا مدير مخازن بوزارة الصحة على المعاش، ومعاشى بدأ ب1500 جنيه.. الحمد لله زوجت بناتى وانا فى الوظيفة، والابن اتخرج وشغال ربنا يعينه على أحلامه فى هذا الزمن، واصبحت عاجزا أمام تكاليف علاج زوجتى، الذى تضاعفت أسعاره 5 مرات خلال عام واحد ومسؤوليات بيتى جعلتنى اشعر بالعجز فاضطررت إلى شراء توك توك مستعمل، أعمل عليه ليل نهار لتوفير مستلزمات بيتى وعلاج زوجتى».

وفى قرية العزيزية بالجيزة قابلت طالبا فى كلية طب جامعة القاهرة وأكد لى أنه يعمل «سائق توك توك» لتوفير نفقات الجامعة، لرفع المعاناة عن كاهل أبيه «عامل البناء ومزارع»، خاصة أنه لديه أربعة أشقاء فى مراحل التعليم المختلفة، مؤكدا: «أنه لا يخجل من العمل لتحقيق حلمه، حتى يصبح طبيبا للقلب، متخذا البروفيسور مجدى يعقوب، قدوته ومثله الأعلى».

 

أمر متوقع

وتعليقا على ذلك قال الدكتور عبدالنبى عبدالمطلب، المحلل الاقتصادى، إن رفع أسعار الوقود أمر متوقع، فمنذ فترة أعلن رئيس الوزراء أن هناك ارتفاعات متتالية فى أسعار الوقود حتى نهاية عام 2025، لافتًا إلى أن أسعار السلع الآن مرتفعة، والمواطن يشكو مر الشكوى من الارتفاعات المتتالية فى أسعار السلع الأساسية، وعدم قدرته على توفير احتياجاته الأساسية، وأيضًا فى موسم الشتاء المعروف بالبرد ومشاكله، والمصاريف المدرسية والدروس الخصوصية، وهو ما يؤدى إلى زيادة المشاكل داخل البيت المصرى، لذلك فارتفاع الأسعار أكثر مما هى عليه يعد ضربة قاصمة للمواطن المصري.

وتابع «عبدالمطلب»: فى اعتقادى لن تنجو أى سلعة من رفع الأسعار، ناهيك عن أنه سيكون هناك مجموعة من المشاكل الخاصة بالشركات نفسها وقطاع الأعمال بوجه عام، فالسلع التى تقوم على الشحن، والتسويق الإلكترونى والتسليم «الدليفري»، كل هذه الخدمات سوف ترتفع أسعارها، وهذا سيجعلها تسلك أحد الاتجاهين وكلاهما مر، وهما إما أن تستغنى عن العمالة ومن هنا سترتفع نسبة البطالة، أو أن تخفض أجور العمالة، وهنا سندخل فى مشاكل أكبر، وتحديات أكبر ستزيد من معاناة المواطنين، مضيفًا: أنه سيكون هناك ارتفاع فى كل أسعار الخضروات، وبرغم من الآمال فى تراجع أسعار الطماطم مع دخول شهر نوفمبر، إلا أننى أعتقد أن رفع أسعار الوقود، بدد هذا الأمل تماما.

وتابع المحلل الاقتصادى، «إننى شخصيًا ليس لدى نصائح تقدم للمواطن المصرى فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، حيث إنه يعيش تحت خط الفقر بمراحل، فقد تنازل عن أبسط متطلبات الحياة، فأغلب المصريين حاليًا يعملون فى أكثر من وظيفة لسد الاحتياجات الأساسية للأسرة المصرية مثل غول الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الأدوية والمستشفيات والخدمات الصحية، جعلت كل المصريين يتنازلون عن كل الخدمات الصحية، والعيش والحياة فى أضيق نطاق للحياة الصحية، وأبسط مثال عند صرف مواطن مصرى لروشتة علاجية فى ظل هذا الغلاء تتخطى مئات الجنيهات.

كما طالب من الحكومة بأن توفر مظلة حماية لكل مواطن تضرر من توالى رفع الأسعار، وهو ما يشترطه صندوق النقد الدولى، وبرغم مطالبته الحكومة بتحرير أسعار الوقود وإلغاء الدعم، إلا أنه فى المقابل طالب بتوفير مظلة دعم وحماية للمواطنين الذين يتضررون من سياسات الإصلاح الاقتصادى وتطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، لذا وجب على الحكومة تخفيف الأعباء عن كاهل المواطن المصرى، خاصة فى ظل الظروف الحالية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موجات الغلاء صعوبة الحياة ارتفاع الأسعار جيوب الناس التجار والحكومة البنزین والسولار أسعار الوقود رفع الأسعار رفع أسعار فى أسعار توک توک وهو ما

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الأسماك والجمبري في الأسواق المصرية - 18 أكتوبر 2024

ارتفاع أسعار الأسماك والجمبري في الأسواق المصرية - 18 أكتوبر 2024.. شهدت أسعار الأسماك والجمبري في الأسواق المصرية تباينًا ملحوظًا اليوم، حيث تزايدت عمليات البحث عن أسعار هذه المأكولات البحرية. وفقًا لآخر تحديث من بوابة الأسعار التابعة لمجلس الوزراء، إليكم متوسط أسعار بعض الأصناف:

ارتفاع أسعار الأسماك والجمبري في الأسواق المصرية - 18 أكتوبر 2024

جمبري وسط: 275 جنيه

ماكريل مجمد: 124.74 جنيه

مكرونة سويسي: 114.44 جنيه

سردين مجمد: 106.97 جنيه

شعور: 234.29 جنيه

جمبري جامبو: 425.85 جنيه

حدادي: 80.62 جنيه

مرجان وسط: 120.59 جنيه

كابوريا: 129.67 جنيه

سبيط: 317.62 جنيه


أسعار السمك البلطي اليوم:

بلطي صغير: 64.74 جنيه

بلطي أسواني: 89.79 جنيه

فيليه بلطي: 176.67 جنيه

بلطي ممتاز: 93.73 جنيه


تستمر الأسعار في التغير، مما يعكس حالة السوق والمنافسة بين التجار.

مقالات مشابهة

  • اﻷﺳﻮاق ﻓﻰ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺘﺠﺎر.. واﻷﻫﺎﻟﻰ »اﻟﻌﻴﺸﺔ ﻧﺎر«
  • مدبولي عن أسعار الوقود: لا زيادة جديدة لمدة 6 أشهر
  • قرار هام من رئيس الوزراء للحد من ارتفاعات الأسعار
  • نعي صعوبة الوضع|الحكومة ترد على ما تم تداوله بشأن رفع أسعار الوقود
  • بعد ساعتين.. ارتفاع 30 جنيها في أسعار الذهب
  • عاجل: موجة ارتفاع أسعار الأسماك والجمبري في مصر.. بين الطلب والعرض
  • ارتفاع أسعار الأسماك والجمبري في الأسواق المصرية - 18 أكتوبر 2024
  • عاجل: ارتفاع أسعار الوقود.. البنزين والسولار يشهدان زيادات جديدة
  • ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب بمصر: القفزات الجديدة تشعل السوق