الثورة نت/..

بينما كان كيان العدو الصهيوني يتوهم أنه قادر على السيطرة على الوضع في الجنوب اللبناني، جاءت عملية قصف مقر إقامة رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو في مدينة قيساريا المحتلة اليوم السبت بطائرة مسيرة، لتؤكد أن مصطلح الاستسلام ورفع الراية البيضاء ليس موجودا في قاموس حزب الله وأن إيلام العدو الصهيوني، ليس مجرد شعار، بل هو واقع يتحقق على الأرض.

فأمام عجز وفشل المنظومات الأمنية والاستخباراتية والدفاعية الصهيونية في التصدي للمسيرات التي يطلقها حزب الله جاءت عملية استهداف حزب الله لمنزل بنيامين نتنياهو بشكل مباشر، لتنسف حديث قادة العدو الصهيوني عن القضاء على قدرات الحزب العسكرية وتدمير بنيته التحتية.

وهذا الحدث دفع بالكثير من المحللين العسكريين للتأكيد أن حزب الله لا زال على قوته الميدانية وأنه قادر على أن يوجه الضربات المؤلمة للعدو وأن يقلب المعادلات رأسا على عقب.

وفي هذا السياق اعتبر العميد الركن بالجيش اللبناني سابقا نضال زهوي، أن استهداف حزب الله مقر إقامة بنيامين نتنياهو اليوم بطائرة مسيرة، بغض النظر عن الأضرار التي خلفها الانفجار، يُعد نجاحا للمقاومة في اختراق المنظومات الأمنية والاستخباراتية والدفاعية الصهيونية، ويؤشر الى استعادة منظومة القيادة والسيطرة في حزب الله عافيتها بالكامل بعد الضربات المؤلمة التي واجهتها خصوصا باستشهاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

واكد زهوي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام لبنانية، أن استهداف مقر إقامة نتنياهو يأتي في سياق الوعد الذي أطلقه نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم منذ أقل من يومين الذي أعلن أن المقاومة ستمضي في إيلام العدو.. مشيراً إلى أن المقاومة دخلت اليوم مرحلة جديدة في صد العدوان.

وقال زهوي: إن عملية استهداف منزل نتنياهو من قبل حزب الله سلبت الأمان من رأس هرم السلطة في الكيان المحتل، وسلبت الأمان أيضا من كافة المستوطنين الصهاينة في مدينة يافا الفلسطينية المحتلة التي يسميها العدو اليوم “تل أبيب”.

وأوضح زهوي أن الصراع العربي الصهيوني دخل اليوم منتصف مرحلة عض الأصابع.. مشيرًا إلى أن ما فعله العدو الصهيوني في لبنان حتى الآن هو أقصى ما يمكن أن يفعله باستهدافه المدنيين والمباني الفارغة، ويعجز في الدخول الى الأراضي اللبنانية، ودخل اليوم في ما يعرف عسكرياً بالحدة التراجعية في وقت تتمدد فيه المقاومة الإسلامية وتستعيد قوتها الطبيعية ليكون الألم في الداخل الصهيوني وليس في لبنان.

ورجح زهوي أن يتوجه حزب الله في استراتيجية إيلام العدو في المرحلة المقبلة الى استهداف منطقة غوش دان الاقتصادية قرب مدينة يافا، وتنفيذ عمليات في أهداف بحرية، فضلا عن استهداف سياسيين صهاينة.

وعن تطورات ما جرى يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء واصف عريقات أن العملية تكشف تفوق حزب الله الوضح في الحرب الأمنية والاستخبارية على العدو الصهيوني وكل منظومته الدفاعية والرادارية.. مشيرًا إلى أن هذا الاستهداف سيجبر قيادة العدو على إعادة كل حساباتها.

وأوضح عريقات لموقع “فلسطين أون لاين”، أن هذه حرب إثبات قدرات أن لدى حزب الله ما يمكنه من التصدي للعدو الصهيوني بل وردعه، وأن يجبر رئيس وزراء العدو وكل القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية على النزول إلى الملاجئ.

وذكر عريقات أن الكيان الصهيوني مرعوب بسبب الطائرات المسيرة، خاصة أن هناك بنك أهداف أعلن عنه حزب الله خلال “فيديوهات الهدهد 1 و2 و3 و4” والتي تضمنت استطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية صهيونية، وهذه الأهداف ممكن أن تكون ضمن بنك الأهداف القادم.

ورأى الخبير العسكري، أن لدى حزب الله الكثير من المجهول الذي لا يعرفه الكيان الصهيوني وخاصة في مجال الطائرات المسيرة.

وفي وقت سابق اليوم أكد ديوان رئيس وزراء العدو أن طائرة مسيرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيسارية.. ولاحقا أعلن جيش العدو أنه فتح تحقيقا في فشل منظومة الدفاع الجوي في اعتراض الطائرة المسيرة التي استهدفت مقر إقامة نتنياهو، وعدم تفعيل صافرات الإنذار.

واعترف جيش العدو الصهيوني بانفجار طائرة مسيرة لحزب الله فشلت الدفاعات الجوية بالتصدي لها، وسقطت على مبنى بمدينة قيسارية جنوب حيفا شمال فلسطين المحتلة.

وتعليقاً على استهداف منزل نتنياهو، قال الإعلام الصهيوني: إنّ “حزب الله يطوّر أسلوبه بإطلاق عدّة مسيّرات معاً لجعل الأمر صعباً على منظومات الاعتراض”.. مؤكداً أنّ “حزب الله يرتقي في عملياته درجة إضافية، وما جرى حادث دراماتيكي جداً”.

وأوضح أنّ “المسيّرة حلّقت مسافة 70 كلم من لبنان، وأصابت المبنى في قيسارية، وهذا المبنى يتواجد فيه أحياناً نتنياهو”.. معتبراً هذا الحدث بـ “المقلق” لأنّ “هذه المسيّرة قطعت مسافة طويلة نسبياً، وأصابت المبنى بصورة مباشرة”.

كم أكّد أنّ “حزب الله على الرغم من تلقيه ضربات قاسية جداً، إلا أنّه ينجح في الاستمرار وإيجاد وتيرة نيران”.. مضيفاً “يجب الحفاظ على اليقظة العالية فنحن داخل حرب، فكل ضربة هنا “في إسرائيل” وكل جندي يقتل وصهيوني يصاب أو مباني ومصالح تتضرر، هو بالطبع ضربة قاسية جداً ومؤلمة بالنسبة لنا”.

كما أشارت العديد من وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن المسّيرة التي استهدفت منزل نتنياهو في قيسارية هي من نفس طراز تلك التي هاجمت قاعدة “غولاني” قرب بنيامينا.. مؤكدةً أن “استهداف منزل نتنياهو شكل صدمة للقيادة العسكرية والسياسية كما حدث حين استهداف قاعدة غولاني”.

ولفت مسؤولون أمنيون صهاينة إلى أن الهجوم يمثلٌ “فشلاً أمنيًا كبيرًا للوحدة 730 في جهاز الشاباك، ولسلاح الجو أيضًا”، وفقًا لما نشرت صحيفة “معاريف” الصهيونية.

وعلى وقع الهجوم الدقيق الذي نفذته طائرة مسيّرة لحزب الله لمقر إقامة نتنياهو أكدت لجان المقاومة الفلسطينية على، أن “هذه العملية بددت كل أوهام الصهاينة بالأمن”.

وقالت اللجان في بيان لها، أن “هذه العملية تشكل علامة فارقة ومفصلية ستسجل في تاريخ الصراع مع هذا الكيان وقادته”.

ولفتت إلى أن “المسيّرات الانقضاضية التي ضربت منزل المجرم نتنياهو بددت كل أوهام الصهاينة بالأمن وبصورة النصر والتفوق”.

وتابعت: “المسيّرات الانقضاضية التي ضربت منزل المجرم نتنياهو، تؤكد أن الشهيد القائد السيد نصر الله أعد جيشًا ورجالًا يضحون بكل ما يملكون من أجل رفعة أمتهم وقهر عدوهم”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو العدو الصهیونی منزل نتنیاهو إیلام العدو مقر إقامة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الضاحية الجنوبية تحت النار.. كيف يريد الاحتلال فرض واقع جديد في لبنان؟

ناقشت الصحف اللبنانية تداعيات الغارة الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي زعم جيش الاحتلال أنها استهدفت مستودعا للأسلحة يتبع لحزب الله.

واتفقت صحف لبنانية على أن توقيت الضربة الإسرائيلية على الضاحية (الثالثة منذ الهدنة)، مدروس، ويحمل في طياته أهدافا سياسية، لا سيما أنه لم يأتي باعتراف الاحتلال "ردا على استفزازات" كما تروج تل أبيب بعد كل ضربة على لبنان بأنها جاءت ردا على إطلاق صواريخ من الجنوب.

بحسب صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، فإن توقيت الضربة تأتي استمراراً للاستراتيجية الأمريكية - الإسرائيلية المتّبعة منذ ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتصعيداً جديداً وفق أكثر من معيار، بالاستناد إلى حسابات سياسية تشمل المتغيّرات الداخلية وانعكاسها على طاولة التقدير السياسي والأمني في كل من تل أبيب وواشنطن.

وأوضحت الصحيفة في تحليل نشرته أن العدوان على الضاحية والذي يأتي أيضا ضمن تصعيد إسرائيلي أمريكي كبير في المنطقة، يشمل قطاع غزة وسوريا واليمن، يتزامن أيضا مع حملات سياسية وإعلامية وتهويلية داخلية تهدف إلى تخلي حزب الله عن سلاحه.

وأضافت أنه "بالمقارنة مع محطات سابقة، يُلاحظ أن هذا العدوان يأتي في سياق مسار بدأ بعد اتفاق تشرين الثاني الماضي، كان التركيز فيه ابتداءً على سياسة التنكيل والتدمير التي اعتمدها جيش العدو في قرى الحافة الأمامية، وانتقل لاحقاً إلى تكثيف اعتداءاته شمال نهر الليطاني، وصولاً إلى البقاع. ومن ثم استهداف العاصمة، متذرّعاً بصواريخ لم تكن للحزب علاقة بها كما بيّنت التحقيقات، وبالتوازي مع استمرار الاغتيالات والاعتداءات في مناطق أخرى".

كما لفتت إلى أن الاحتلال يريد ضرب عصفورين بحجر من خلال استهداف الضاحية، أولهما "جرّ المقاومة في لبنان، والتي لا تزال حتى الآن تلتزم سياسة ضبط النفس، إلى حرب جديدة، على وقع تعاظم الحديث الداخلي عن نزع السلاح وشنّ حملات تتهم الدولة بالتقاعس عن تنفيذ المهمة المطلوبة منها".

والهدف الثاني هو "دفع الولايات المتحدة إلى التصعيد ضد إيران وتعليق المسار الدبلوماسي" وذلك قبيل أسبوع من انطلاق جولة مباحثات جديدة بين طهران وواشنطن.

محاولة أخرى بعد فشل الضغط
يؤشّر العدوان بحسب "الأخبار" في بعده الجغرافي وسياقه وتوقيته وكونه ابتدائياً، إلى أنه أتى ترجمة لقرار سياسي من حيث أصل الاعتداء وتوقيته ونطاقه وحجمه، أكثر من كونه مرتبطاً بسياق أمني، بهدف رفع مستوى الضغوط السياسية والنفسية على المقاومة وبيئتها، بعدما تبيّن أن الضغط والتهويل سابقاً لم يحقّقا النتائج المؤمّلة. كذلك يهدف للقول إن هذا الاعتداء هو محطة في سياق متواصل.

ومن أهم ما يستند إليه الاحتلال في هذا المستوى من الضربات هو أن رهانه على مفاعيلها يرتبط أيضاً بملاقاتها للضغوط الداخلية، وأن من سيقوم بمهمة تزخيم مفاعيلها السياسية والنفسية، قوى وشخصيات وأجهزة إعلام لبنانية تتبنّى علناً مطلب نزع سلاح المقاومة، وتراهن على العدو الإسرائيلي في مواصلة اعتداءاته، بحسب "الأخبار".

ولفتت إلى أن "العدو أصبح يدرك أهمية الوقت في ما يتعلق بإمكانية تحقيق الأهداف السياسية الاستراتيجية من الحرب. ولذلك يبدو مع واشنطن في عجلة من أمرهما، إدراكاً وتقديراًَ منهما بأن حزب الله يستغلّ هذا الوقت لاستكمال عملية النهوض والترميم، وهو أمر ليس خافياً ولا سرياً. بل هو من أهم مزايا نهج الحزب في كل المحطات السابقة التي واجهها".

الهدف: سحب السلاح
في سياق متصل، نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر قريبة من حزب الله وحركة أمل، قولها إن التصعيد الإسرائيلي يواكب حملة داخلية تدفع باتجاه تحديد مهل لسحب سلاح حزب الله، مرجحة أن تتزايد الضغوط في الأيام القليلة المقبلة على كل الجبهات، سياسيا وميدانيا وإعلاميا.

وأوضحت الصحيفة أن ربط حزب الله وأمل تسليم السلاح بشروط بينها انسحاب الاحتلال من الأراضي التي لا تزال محتلة جنوبا، ووقف خرق اتفاق الهدنة، وتحرير الأسرى، دفعت بالاحتلال الإسرائيلي إلى التصعيد.

موقف لبنان الرسمي

على الصعيد الرسمي، دان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام استهداف الضاحية.

واعتبر عون أن "على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما، ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها"، منبها إلى أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات، ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".

من جهته، طالب سلام "الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات، وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية".

كما أكد أن "لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، وان الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية، لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها".

كذلك دعت وزارة الخارجية اللبنانية الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلـى "الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليميين وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية".

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل 50 موظفاً في وكالة الأونروا منذ بدء العدوان على غزة
  • العدو الصهيوني يفرج عن عشرة أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
  • العدو الصهيوني يفرج عن 10 أسرى من غزة
  • العدو الصهيوني يعتقل 22 مواطناً فلسطينيا على الأقل من الضّفة
  • عَميدُ الشُهَداء
  • العدو الصهيوني يبدأ بإقامة جدار فاصل حول بلدة سنجل
  • حصاد اليوم الـ 42 .. تصعيد العدوان الصهيوني على غزة واستمرار الإبادة
  • الضاحية الجنوبية تحت النار.. كيف يريد الاحتلال فرض واقع جديد في لبنان؟
  • طائرات العدو الصهيوني تقصف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله