الحرة:
2024-10-19@20:06:23 GMT

تحليل: مناورة السنوار الدموية انقلبت عليه

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

تحليل: مناورة السنوار الدموية انقلبت عليه

قالت  صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مناورة يحيى السنوار غيرت الشرق الأوسط ولكن ليس كما كان يتصور، فإسرائيل جُرحت لكنها لم تنحنِ، والدولة الفلسطينية باتت بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

وترى الصحيفة في تحليل أن زعيم حماس سعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بهجوم العام الماضي على إسرائيل، وجر إيران وحزب الله اللبناني وجزء كبير من المنطقة إلى ما توقع أنه سيكون معركة حاسمة تنتهي بزوال دولة إسرائيل.

وتشير الصحيفة إلى أن المنطقة تغيرت بالفعل بعد هجوم أكتوبر، لكن ليس كما كان يتمنى السنوار، حيث تسبب الرد الإسرائيلي في مقتل عشرات الآلاف في غزة ولبنان، بما في ذلك السنوار نفسه وزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان إلى جانب عدد لا يحصى من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.

و لأول مرة في تاريخها، تخوض إسرائيل الآن صراعا عسكريا مباشرا مع إيران.

ولكن، تماما مثل هجمات 11سبتمبر التي كان أسامة بن لادن يهدف فيها إلى تدمير القوة الأميركية في الشرق الأوسط وقيادة استيلاء المتشددين الإسلاميين على المنطقة، لم تسر مناورة السنوار الدموية كما هو مخطط لها. 

وعلى المدى القصير، ظهرت القوة العسكرية الإسرائيلية، وأبطلت "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وجعلت تطلعات تقرير المصير الفلسطيني بعيدة أكثر من أي وقت مضى. 

ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه بدلا من مواجهة هجوم منسق من أعدائها، تمكنت إسرائيل من ملاحقتهم بالتتابع.

والآن، وبدعم من الولايات المتحدة، يخطط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لشن ضربة على أهداف رئيسية في إيران، ردا على هجوم صاروخي باليستي إيراني.

والسؤال الآن هو كيف ستتحرك إسرائيل على المدى الطويل،  وسيعتمد ذلك على قدرتها في ترجمة نجاحاتها العسكرية الأخيرة إلى إنجازات سياسية دائمة.

وتقول نانسي عقيل، الرئيسة التنفيذية لمركز السياسة الدولية للصحيفة "حقق السنوار بالتأكيد هدفه المتمثل في جلب القضية الفلسطينية إلى مركز الجغرافيا السياسية"، وتضيف "لكن هذا جاء بتكلفة عالية جدا وفي الواقع لم يغير شيئا في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. وإذا لم تتغير سياسة الولايات المتحدة، فإن الوضع بالنسبة للفلسطينيين لن يتغير".

ويخلص التحليل إلى أنه في الوقت الحالي، نجت العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول العربية من تجارب العام الماضي، و اهتز سلام إسرائيل البارد مع الأردن ومصر لكنه لا يزال قائما، وكذلك الاتفاقات الدبلوماسية الأخيرة مع المغرب والبحرين.

ومع ذلك، فإن الصور من غزة ولبنان، بما في ذلك لقطات مقتل السنوار في المعركة، زادت من الضغط الشعبي على الحكومات العربية لاتخاذ موقف أكثر صرامة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

القبض عليه وإعدامه.. محاكمة السنوار التي حلمت بها إسرائيل

خلال حرب ضروس تجري في قطاع غزة، يتخيّل نتنياهو نصره المطلق كمشهد سينمائيّ يعرضه أمام العالم، فيرى نفسه جالسًا في منتصف الصورة، عن يمينه يجلس رئيس الشاباك، وبجانبه رئيس الموساد، وعن يساره غالانت وهرتسي هاليفي، ينظرون إلى شاشات مشوّشة، تعرض صورًا لجنود النخبة بوجوه مشوّهة، ثم يعطيهم نتنياهو الإشارة ليلقوا القبض على يحيى السنوار.

فلربما كان يحلم نتنياهو بصورة يمنتجها على هواه، بأن يلقي القبض على غريمه السنوار، ويزيّف مشهدًا لانتشاله من أحد الأنفاق، في مشهد مشابه للحظة إلقاء القبض على صدّام حسين، ومن ثمّ يقوم بمحاكمته على شاشات التلفزيون محاكمةً لربما تطول لأشهر أو ربما سنوات، يتم فيها إلقاء التهم ضد السنوار فيما يتعلق بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول وما بعده وربما أيضًا فيما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وهو ما يعيدنا كذلك إلى محاكمة (آيخمان)، النازي الذي اختطفه الموساد من الأرجنتين لتحاكمه مجازًا عن كل النازية في تل أبيب.

ومن ثمّ يتم إعدامه ومن ثم حرق جثته وإلقاء رماده في البحر!

ولكن، يشاء القدر أن يَكتب سيناريو مختلفًا عن أحلام نتنياهو، فيتم اغتيال السنوار في غزة، إذ لم يهرب الأخير من قطاع غزة كما كانت تروّج إسرائيل، ولم يكن مختبئًا في أحد الأنفاق محاطًا بالأسرى الإسرائيليين كما زعمت الحكومة الإسرائيلية. بل كان المشهد الحقيقي يظهر أن السنوار التحم مع بضعة جنود، بل وقد جرى ذلك صدفةً ودون تخطيط من الجيش ولا معلومات من أجهزة الاستخبارات، حتى إن أولئك الجنود لم يكونوا من القوات الخاصة كوحدة الكوماندوز مثلًا، وقد خلط هذا المشهد المفاجئ وغير المخطط له كل أوراق بنيامين نتنياهو وبعثرها في الهواء!
لطالما كان نتنياهو يدير التوقيت حسب ما يريده ويحقق مآربه السياسية والعسكرية والإستراتيجية، حيث إنه لا يختار الوقت الذي ينفذ فيه اغتيالاته أو يصدر فيه قراراته بشكل عشوائي أو عبثي، فلم يكن عبثًا أن يصرح باعتبار قطاع غزة منطقة قتال ثانوية قبل أسبوعين.

بل كان يهدف من وراء ذلك إلى تبييت الحالة في قطاع غزة، واعتبارها حالة أمنية خطيرة إسرائيليًا فيستغلها في إحياء البارانويا الإسرائيلية، ولكن ضمن وتيرة معينة، تتلخص في أن يعمل على إضعاف صدى القضية الفلسطينية عن طريق افتعال أزمة أخرى بذات الزخم. وهذه الأزمة المفتعلة يعتبرها ملاذًا بالنسبة له، وهذا ما نراه من خلال تعامله مع الجبهة اللبنانية!

ولكن تباغته الجبهة التي لم تكن من ضمن حسابات نتنياهو في الوقت الحالي، الجبهة الإيرانية، بل والأكثر من ذلك، أن نتنياهو لا يستطيع التغاضي عنها باعتبارها ذات أهمية جيوسياسية في المنطقة. حيث كان يرمي في كتاباته إلى رغبته بقتل القضية الفلسطينية في داخل الجبهة الإيرانية، فلطالما كان يختزل القضية الفلسطينية بالبعد الإيراني لا غير.

فهو يرى أن القضاء على إيران يعني بالضرورة القضاء على كل ما له علاقة بفلسطين، سواء المقاومة الفلسطينية أو التحرير أو حتى العودة، فقام نتنياهو باختصار القضية الفلسطينية في شخص حماس، وحماس في ظلّ إيران، ولهذا يرى أن التخلص من إيران أو الشر الأكبر، حسب قوله، يعني موت القضية الفلسطينية والمقاومة المتمثلة في حماس. لذا صحيح أنه كان يريد أن يزحف إلى طهران باعتبارها مركزًا لمحور المقاومة ومعسكرها الأكبر بالنسبة إليه، لكنه لم يكن يريد الهرولة إليها.

لقد كان ينوي نتنياهو أن يستغل ضبابية الحرب لشيطنة الشرق الأوسط وإعادة ترتيبه لنظام إقليمي جديد وفق تصور أشار إليه في عدة مناسبات، ومن ثم ترتيب أوراق إسرائيل الداخلية، ومن ضمنها إعادة النظر في القوانين القضائية وتعديلها، وبالتالي يحتكر اليمين الحكم في إسرائيل بكل ما للكلمة من معنى!

وليقيم كل مشاريعه تلك، فإنّ عليه أن يضمن استمرار الحرب، ولاستمرار الحرب فإنه يحتاج إلى ذرائع، وإن كانت ذرائع إسرائيل دائمًا ما تختلف عن أهدافها، حيث تقوم بتشخيص الحالة بشكل خاطئ ومتعمّد، لكي تعالجها بشكل يلائم تصوراتها ومصالحها.

فمثلًا، تتذرع إسرائيل في حربها على قطاع غزة بهدفها بالقضاء على حكم حماس وإضعافها عسكريًا وسياسيًا، وهذا الهدف بات محققًا بالنسبة لإسرائيل، خصوصًا بعد عمليات الاغتيال الكبيرة التي قامت بها، إضافة إلى أن قدرات حماس الصاروخية باتت أضعف من ذي قبل ولم تعد تشكل خطرًا على أمن إسرائيل.

وبعد تحقيق هذين الهدفين، وخصوصًا بعد اغتيال السنوار، لم يعد هناك مجال لنتنياهو لتجاهل ملف الأسرى، وهو الهدف الثالث الذي أعلنه منذ بداية الحرب، ولكن تكمن المشكلة لدى نتنياهو أن إتمام صفقة إعادة الأسرى سيعني إنهاء الحرب في غزة، وإنهاء الحرب في غزة يعني انتهاءها في الجبهات الأخرى، وهذا ما لا يريده.

فانتهاء الحرب يعني أن على إسرائيل العودة إلى يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وتحقق في كل تداعياته والأسباب التي أدت إليه، ومحاسبة المسؤولين عنه، وهذا ما سيلغي مشروعه وربما ينهي مستقبله السياسي!

إن اغتيال السنوار قد وضع نتنياهو بين خيارين، وهما ما صرح به ليلة أمس بايدن وسموتريتش، حيث يريد منه بايدن إنهاء الحرب والذهاب نحو صفقة تبادل، بينما يريد سموتريتش منه الاستمرار في هذه الحرب لأهداف استيطانية، فمشروع سموتريتش يهدف إلى السيطرة والاستيطان من البحر إلى النهر، وهذا ما يؤيده نتنياهو، وبالتالي عليه أن يختار، لكنه صرح منذ البداية أنها حرب الوجود وحرب القيامة.

لذا فقد يبدو أنه سيستمر في حربه حتى تحقيق مآربه ومشروعه الإقليمي والاستيطاني، ولكن السؤال، كيف سيهرب من الضغط الأميركي لإنهاء الحرب، إضافة إلى ضغط أهالي الأسرى والمعارضة الإسرائيلية للاتجاه نحو صفقة؟

بالطبع سيكون ذلك من خلال القفز إلى الجبهة الإيرانية، وهذه الضربة ستكون بالنسبة له الورقة الرابحة، لذا سيضعها على الطاولة لثلاثة أسباب، أولها تحييد الرأي العام الإسرائيلي، والثاني إعادة القطاع إلى خانة الجبهة الثانوية، أما السبب الثالث فهو استغلال مقتل السنوار، والذي يعتبره مشهد نصر، لإضافة مشهد انتصاري آخر!

ومن هنا نعود إلى مشاهد نتنياهو، ومخيلته الجامحة نحو منتجة مشاهد انتصارات لحظية، حيث كان حدث اغتيال السنوار بعيدًا عما كان يخطط له. لا يمكن الإنكار بأن مقتله يعد انتصارًا لإسرائيل، ولكنه انتصار بمحض الصدفة، وهو ما قد تحاول إسرائيل أن تتنصل منه فيما بعد، وإظهار الأمر على أنه عملية بطولية، خصوصًا أن مشهد موت السنوار كان مشهدًا يؤكد رواية المقاومة وينسف الرواية الإسرائيلية بحقه.

ولكن، بغض النظر عن طبيعة المشهد، فإن الحقيقة تكمن في أن السنوار لم يعد موجودًا، أي لم يعد هناك من يعلق عليه نتنياهو أسباب عرقلة الصفقة واستمرار الحرب وتهديد أمن إسرائيل، وفرصته الوحيدة الآن هي الهروب إلى إيران من خلال توجيه ضربة لها، وربما نشهد ذلك في الساعات القادمة!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قلق أمريكي من تسريبات حول هجوم الاحتلال على إيران.. ما تأثير استشهاد السنوار؟
  • فيدان: إسرائيل تحاول جر إيران إلى الحرب
  • قبل هجوم إسرائيل المنتظر..تركيا تؤيد اتخاذ إيران خطوات مشروعة للرد عليها
  • تفاصيل استهداف منزل نتنياهو.. إسرائيل تتهم إيران بالتنفيذ وتصف الحدث بالخطير.. وإصابة 9 إثر هجوم صاروخي على كريات آتا
  • عراقجي يرد على بايدن..سنحاسب كل من يعلم بموعد هجوم إسرائيل على إيران
  • القبض عليه وإعدامه.. محاكمة السنوار التي حلمت بها إسرائيل
  • عاجل- إسرائيل تؤكد اغتيال يحيى السنوار وتنشر نتائج تحليل DNA وصور
  • إسرائيل: تحليل الحمض النووي يؤكد مقتل السنوار
  • بعد ضرب الحوثيين بأغلي ما تمتلك.. ما هي رسالة الولايات المتحدة لإيران؟ تحليل