لجريدة عمان:
2024-10-19@19:52:03 GMT

«أبو حميد ورفاقه»

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

لعله بات من العسير أن تضحك ملء قلبك بسبب مشهد درامي أُرسل عبر هاتفك النقال أو وأنت تتابع فيلمًا سينمائيًا أو عملًا تلفزيونيًا أو مسرحيًا، رغم الكم الهائل من الأعمال الدرامية التي تُبث عبر المواقع والشاشات أو تُطرح في صالات العرض سنويًا.

ربما يعود ذلك إلى تناسل القبائح والمنغصات التي أصبحت سمة العصر وتطول كل جزئية من جزئيات الحياة، أو ربما لقلة كُتّاب النصوص الكوميدية الحقيقيين القادرين على انتزاع الضحك من القلوب، أو بسبب الإصرار على الكتابة في موضوعات تراجيدية لا تخرج عن «صراع الإخوة على الميراث» و«الخيانة الزوجية» و«قصص الحب الفاشلة»، أو تلك التي تدور حول «استغلال المناصب» في الشركات الخاصة والمؤسسات العامة.

وإذا حدث أي تغيير، يعمد كاتب السيناريو إلى استجلاب موضوعات غير واقعية لا تمثل المجتمعات العربية أو المحافظة، كما يحدث مع أفكار النصوص المنقولة عن الدراما الغربية أو حتى التركية.

ووسط زخم الأعمال الكئيبة التي تبثها القنوات الفضائية، والتي غالبًا ما تدفع المشاهد إلى السقوط في بؤر من الحزن والسلبية، يُقدمُ شباب مجتهدون من محافظة الظاهرة أنفسهم كصناع ابتسامة فطرية عبر قناة يوتيوبية تبث مقاطع تمثيلية تمكنت بامتياز من انتشال الإنسان من سأم يومه رغم إمكاناتهم الفنية المحدودة.

تُذكر كوميديا عبدالله الغافري «أبو حميد» ورفاقه عبدالله السكيتي وعادل الجساسي وعمرو وأسعد اليعقوبي ومسعود الجساسي الهادفة والتي عبرت حدود الوطن وتتكئ على لهجة أهلنا بمحافظة الظاهرة ولا تخلو بالطبع من فكرة.. تُذكر بزمن الكوميديا البيضاء.. بمشاهد لا تُنسى من أفلام لإسماعيل ياسين وحسن فايق وفؤاد المهندس وفؤاد خليل وبمن جاء بعدهم من الأجيال المبدعة.

والأمر اللافت أن مقاطع أبي حميد وعبدالله وعادل ورفاقهم تحقق فعليًا نسب مشاهدات عالية جدًا على منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب ولا يعود ذلك إلى اللهجة المشتركة فقط إنما بسبب توفر عوامل أخرى كالوحدة الموضوعية وبساطة وتلقائية الأداء وواقعية الطرح وملامسته للواقع الأمر الذي يُحتم الاستفادة من عوامل قوة كهذه حين التفكير في إنتاج أي عمل درامي محلي يُراد له النجاح والتسويق.

وأرى أنه ولتحقيق النجاح المطلوب، يمكن للجهات المسؤولة عن الدراما أن تقوم بإسناد عمل درامي واحد كل عام إلى محافظة من المحافظات، تتكفل هذه الجهات بدعمه وتسويقه، ويُبث خلال شهر رمضان المبارك أو في أي فترات أخرى.

إن من أهم مكاسب تجربة القيام بإسناد الأعمال الدرامية إلى المحافظات «بالتناوب» ضمان نجاح تسويقها والاستفادة من المواهب العُمانية وتحقيق التناغم في الأداء عبر تجاوز إشكال تباين اللهجات الذي عادة ما يُفقد الأعمال الدرامية مصداقيتها، وهي فرصة كذلك لنشر هذه اللهجات محليًا وخارجيًا وتجديد محتوى الدراما واكتشاف كتّاب جدد، وفي جانب آخر مهم استعادة زمن الابتسامة المفقودة.

لقد ظهر الممثلان عبدالله الغافري «أبو حميد» وعادل الجساسي في أعمال درامية أنتجتها وزارة الإعلام، إلا أن ذلك الظهور لم يكن لافتًا ولم يتمكن من ترك بصمة واضحة، ربما لطبيعة الموضوعات المطروحة ومحدودية الأدوار واختلاف اللهجات، وهو ما يؤكد أهمية تبني فكرة إسناد الأعمال الدرامية لتقوم بها المحافظات مستفيدة من فرق التمثيل التابعة للأندية.

النقطة الأخيرة..

«الابتسامة تعبير معدٍ يمكن أن

يضيء يوم شخص ما» مقولة إنجليزية.

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأعمال الدرامیة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " إحترام الذات " !!



شئ لا يجب أن ننساه ويجب أن نغرسه في أبنائنا وبناتنا – سواء في المنزل أو المدرسة أو حتى علي المستوي الجامعي – فهناك من لم يستطيع أن يتعلم في حياته بأن أحترام ذاته – هو المكون الأساسي لكرامته !! وأن الإحترام لا يتجزأ عن الشخصية وكيفية بنائها – وتركيبتها النفسية – فإحترام الذات هي صفة في الجينات – ولكن يجب تنميتها مثل تنمية المهارات لدي الإنسان.. الإحترام للذات – ليس تعالي علي الأخرين – أو إنكماش عن المجتمع وليس أيضًا – الإحساس بالتميز أو العنصرية الذاتية – ولكن إحترام الذات في رأيي أن يكون الشاب أو الشابة – مقدرًا لدوره في مجتمعه ومحاولًا ألا يستدعي الرغبات الشخصية قبل العامة – ومراعيًا لحقوق الغير كحقوقه ولا يفضل لغيره ما لا يفضله لنفسه !!
الإحساس بالإندماج في المجتمع – والعمل علي رقيه – والسعي للمساعدة وتقديم الخدمات للغير – وبالخاصة لغير القادر – ومراعاة مشاعر الأخرين وعدم التزايد في إظهار ما نمتلكة أمام من لا يمتلكون شيئًا!!
هناك حياة تحتاج لإحترام الذات من الفرد – ومن الجماعة – ومن الوطن نفسه – هناك مجموعات تحترم ذاتها وتحترم نفسها – ولا تقبل الإهانة أو أن تهين أحدًا – وتتعامل برفق ومودة مع جماعات أخري تعيش معها... أما علي مستوي أسرة أو مؤسسة أو حتى تجمعات وبنية مختلفة العقائد والمذاهب !!
الإحترام المتبادل – هو إحترام للذات وما ينطبق علي الجماعة ينطبق علي الأوطان – فلا يوجد وطن لا يحترم ذاته إلا وهانت عليه الأمور – وصعبت له سبل الحياة بين الأمم – بل تجد شعوبًا فقيرة – مذلولة – مسكينة – تظهر أحوالها السيئة علي شاشات الفضائيات – تعاني من حروب أهلية – مجاعات – وفساد وضياع الحقوق بين أفرادها وجماعاتها ويتناحر سادتها علي حكمها – وعلي تولي السلطة فيها – وتعاني أوصال تلك الأوطان من ضعف علي شكل فقر في البنية الأساسية للوطن !!ورغم أن الله يحبوا أهل الأرض بأرزاق متنوعة – من حياة أو أراضي أو مناخ أو مناجم أو ثروات حيوانية أو زراعية أو جيولوجية.
فقد قسم الله الرزق بين البشر بالعدل – وهذا من تحليلات علمية في مؤسسات عالمية ومتحضرة – إلا أن إحترام الذات هو المنبع للتقدم – إحترام الذات يولد قدرة علي قوة الإدارة والإرادة لدي الشعوب – إحترام الذات هو المثبت لقواعد العدل – والعدالة الإجتماعية – إحترام الذات – هو التصدي للعيب في مهده والقضاء علي الفساد – والرخوة في اتخاذ القرارات المصيرية !!    
إحترام الذات واجب أسرى ومجتمعى ووطنى – إحترام الذات – يجب أن يكون نواه صغيرة تنشأ مع الطفل فى تربيته فى المنزل وفى تعليمه بالمدرسة – وتنمية الإحترام فى المراحل العليا من التعليم سواء المتوسط أو الجامعى، وإحترام الذات – مكون أساسى للشخصية المعتدلة المحترمة المتقدمة – المتقدة – المتميزة – السوية – نحن نفتقد كثيراَ خاصية إحترام الذات !!


  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد

مقالات مشابهة

  • عبدالله: الشكر لباكستان على وقوفها إلى جانب لبنان
  • مبعوث الصين للشرق الأوسط: نعارض الأعمال التي تنتهك سيادة لبنان
  • مبعوث الصين: نعارض الأعمال التي تنتهك سيادة لبنان وأمنه
  • عبدالله الرويشد يعود إلى الكويت
  • بسبب القطار السريع.. تحويلات مرورية بعد غلق نفق محمد نجيب أسفل الدائرى الأوسطى
  • بلدية برج البراجنة نعت كحيل ورفاقه
  • راشد بن حميد يعتمد مشروع أكبر مركز بيانات محسن بالذكاء الاصطناعي
  • ماجد عبدالله للاعبي النصر: اجتهدوا ولا تيأسوا.. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: " إحترام الذات " !!