يمانيون/ تقارير بعد أن ضربت طائرة مُسيرة اُطلقت من لبنان منزل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الخاص في قيسارية اليوم السبت، وتسببت في انفجار قوي.. شنت وسائل إعلام العدو انتقادات واسعة على هذا الفشل الأمني الخطير مؤكدة أنه صدمة كبيرة هزت هذا الكيان الغاصب.

وفي أعقاب الانفجار مباشرة، ذكرت وسائل إعلام العدو أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على الموقع الدقيق لرئيس الوزراء وقت الضربة، وأدى هذا الغموض إلى تأجيج التكهنات، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن نتنياهو ربما كان في مكان مختلف غير مُعلن أثناء الهجوم.

وفي وقت لاحق من صباح اليوم، اعترف مكتب نتنياهو أن الطائرة بدون طيار التي أطلقت من لبنان استهدفت منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، شمال الكيان الغاصب.. قائلاً: إن رئيس الوزراء وعائلته لم يكونوا في المنزل وقت الهجوم.

وعلى الرغم من أن نتنياهو وزوجته لم يكونا حاضرين، إلا أن الانفجار أرسل موجات صدمة في جميع أنحاء الكيان المُحتل، ما مثل خرقًا كبيرًا في المجال الجوي والأمن الصهيوني.

وسارعت شرطة العدو الصهيوني إلى إغلاق الشوارع المحيطة بالحي المستهدف، ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من المنطقة، بينما هرعت الخدمات العسكرية والطوارئ إلى مكان الحادث لتقييم الأضرار.

وذكرت وسائل إعلام العدو، أن الطائرة بدون طيار حلقت لمسافة نحو 70 كيلومترا من لبنان قبل أن تضرب منزل نتنياهو مباشرة.. ورغم أن مروحيات جيش الإحتلال كانت تتعقب الطائرة بدون طيار أثناء اقترابها، إلا أن الدفاعات الجوية فشلت في اعتراضها، مما سمح لها بضرب هدفها بدقة، وفقًا لتقارير صهيونية.

وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا انفجارًا هائلاً، ووصلت شظايا الانفجار إلى المباني المجاورة، مما تسبب في أضرار إضافية.

ووصف مسؤولون عسكريون الحادث بأنه فشل أمني خطير، وأشارت التقارير الأولية إلى أن الطائرة بدون طيار حلقت فوق المنطقة لمدة ساعة تقريبًا قبل تسليم حمولتها.

وتزامنت هذه الضربة مع هجوم أوسع نطاقًا ومنسقًا من قبل حزب الله شمل طائرات بدون طيار متعددة وهجمات صاروخية استهدفت المدن والمستوطنات الصهيونية.

ويشار إلى أنه وفي محاولتين سابقتين، تم اكتشاف طائرات بدون طيار واعتراضها من قبل القوات الصهيونية، لكن الثالثة، في هذه الحالة، نجحت في التهرب من الكشف وضربت منزل نتنياهو.

وأثارت دقة الضربة المخاوف في كيان العدو الصهيوني بشأن قدرة حزب الله المتنامية في حرب الطائرات بدون طيار، مما قد يعقد استراتيجيات الدفاع الجوي الصهيوني.

وذكرت هيئة الإذاعة الصهيونية (كان) أن صفارات الإنذار انطلقت في شمال الكيان الصهيوني، بما في ذلك القواعد العسكرية بالقرب من “تل أبيب” المحتلة، بعد دخول الطائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الصهيوني.. ومع ذلك، في فشل غير مسبوق، لم يتم تنشيط نظام الإنذار الداخلي، المرتبط عادة بتطبيقات الهاتف المحمول، مما ترك المدنيين في “تل أبيب” غير مطلعين.

ويرى مراقبون أن هذه العملية أدت إلى حالة من الذعر على نطاق واسع، مع فرار أكثر من مليون مستوطن إلى الملاجئ في المستوطنات الشمالية، وامتدت إلى الجنوب حتى هود هشارون.

وذكر الإعلام الصهيوني، أن جيش الاحتلال يحقق الآن في فشل نظام صفارات الإنذار، بالإضافة إلى التحقيق في سبب عدم تمكن دفاعاته الجوية من اعتراض الطائرة بدون طيار قبل أن تضرب أحد أبرز الأهداف في البلاد.

في الوقت ذاته، عززت سلطات العدو التدابير الأمنية حول المنشآت الحكومية والعسكرية في جميع أنحاء البلاد حيث تستعد لمزيد من التصعيدات المحتملة.

ونقلت إذاعة “الجيش” الصهيوني عن مصدر عسكري، قوله: إنّ الأجهزة الأمنية “تحقّق في الثغرات الأمنية التي سمحت بوصول مسيّرة لمنزل نتنياهو في قيسارية”، حيث ترى أجهزة الأمن في وصول المسيّرة إلى قيسارية “فشلاً أمنياً خطيراً جداً”.

ورفعت سلطات العدو، حالة التأهب “حول كل مسؤولي السلطة في الكيان الغاصب عقب استهداف منزل نتنياهو بمسيّرة من لبنان”، وفق ما أكّدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية.

وأشار إعلام العدو إلى أنّ “المسيّرة ظلّت تتجوّل لساعة قبل أن تستهدف المبنى في قيسارية”.. واصفاً ما جرى بـ”الصباح القاسي”، بينما أغلقت الشرطة شوارع في مدينة قيسارية بعد الحادثة، ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من مكان سقوط المسيّرة، مع حديث عن تشويش حصل في نظام تحديد المواقع (GPS).

وقال مراسل شؤون عسكرية في قناة “كان” الصهيونية، إيتاي بلومنتال: إنّ “حزب الله يطوّر أسلوبه بإطلاق عدّة مسيّرات معاً لجعل الأمر صعباً على منظومات الاعتراض”.. مؤكداً أنّ “حزب الله يرتقي في عملياته درجة إضافية، وما جرى حادث دراماتيكي جداً”.

كما كتب بلومنتال، عبر صفحته في منصة “إكس”: “توثيق يثير الكثير من التساؤلات والشكوك هذا الصباح.. كيف تجاوزت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الصهيوني كانت تطاردها، حيث تمكنت إحدى المسيّرات إصابة المبنى في قيسارية بشكلٍ مباشر”.

وبعدما أكّد مكتب نتنياهو، أنّ المسيّرة التي أطلقت من لبنان وانفجرت في قيسارية صباح اليوم استهدفت منزل نتنياهو بصورة مباشرة، بدأ المعلقون العسكريون ووسائل الإعلام الصهيونية بانتقاد عمل منظومة الاعتراض التي لم تمنع مسيّرات حزب الله من الوصول إلى هدفها، وإقرارهم في المقابل على تطوير الحزب لعملياته بشكلٍ متزايد.

فيما أشار محلل الشؤون العسكرية في قناة كان، روعي شارون، إلى أن “التحقيقات لا تزال تبحث مسار الطائرة المسيّرة لحزب الله والتي أصابت منزل نتنياهو في قيسارية دون إنذار مسبق، وكيف تملّصت من منظومات الدفاع”، مع تأكيده إنه “لا يوجد لدى إسرائيل دفاع مطلق”.

مراسل قناة “كان” في الشمال، روبي همرشلاغ، أكّد أيضاً أنّ “حزب الله على الرغم من تلقيه ضربات قاسية جداً، إلا أنّه ينجح في الاستمرار وإيجاد وتيرة نيران”.. قائلاً: “يجب الحفاظ على اليقظة العالية فنحن داخل حرب، فكل ضربة هنا (في إسرائيل) وكل جندي يقتل و”إسرائيلي” يصاب أو مباني ومصالح تتضرر، هو بالطبع ضربة قاسية جداً ومؤلمة بالنسبة لنا”.

كما تحدث الكاتب السياسي الصهيوني في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، عن معضلة المسيّرات وما تسببه من أضرار، قائلاً: “صحيح أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت مئات الطائرات المسيّرة، ولكن في المقابل مئات أخرى اخترقت الأجواء وتسببت بمقتل الجنود والمستوطنين، وهذه نقطة ضعف”.

وفي هذا السياق أيضاً أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية، أنّ “قدرات الدفاع الجوي الصهيوني قصيرة المدى تعاني من بعض أوجه القصور الخطيرة”.

وادعت قوات العدو الصهيوني أن “ثلاث مسيرات عبرت من لبنان إلى أجواء فلسطين المحتلة تم اعتراض اثنتين والثالثة أصابت مبنى في قيسارية”.

وقالت قوات العدو: إن صفارات الإنذار دوت في قواعد عسكرية في “غليلوت” شمال “تل أبيب” بعد تسلل المسيرة من لبنان.. لافتة إلى أنه للمرة الأولى يتم تفعيل صفارات الإنذار في “تل أبيب” دون تفعيلها على تطبيق الجبهة الداخلية على الهواتف.

كما عرضت وسائل إعلام صهيونية طائرة بدون طيار تحلّق بجانب مروحية لقوات العدو بينما كانت الأخيرة تبحث عنها في ضواحي حيفا.

ويتساءل مراقبون ماذا سيقول نتنياهو؟ وهو الذي وعد بإعادة المستوطنين إلى مغتصبات شمال فلسطين المحتلة، واليوم هو عاجز عن حماية منزله، بل أن مكتبه يرفض الإفصاح عن مكانه الذي يختبئ فيه.

إلى ذلك، اعترف إعلام العدو بسقوط صواريخ في منطقة “الكريوت” شمال حيفا.. مؤكدا أن الصواريخ أوقعت إصابات مباشرة لمبان في حيفا إثر الرشقة الصاروخية التي أطلقت من لبنان.

كما ذكر إعلام العدو أن صفارات الإنذار دوت في نحو 20 بلدة ومدينة في الجليل، وفي حيفا ومحيطها وفي شمال حيفا.. كما أفاد إعلام العدو بسقوط إصابات جراء انفجار صاروخ في منطقة “كريات آتا” و”شلومي بالجيل الغربي”، فيما وردت أنباء عن وقوع إصابات.

ويشار إلى أن منزل قيسارية شمال “تل أبيب” المحتلة عادةً ما يقضي نتنياهو وعائلته عطلة يوم السبت فيه، إلا أن تقارير إخبارية قالت: إن نتنياهو وزوجته لم يكونا في المنزل وقت وقوع الانفجار، في المقابل سارعت الرقابة العسكرية الصهيونية إلى حظر نشر تفاصيل استهداف منزل نتنياهو.

ويذكر أن هذه المسيرة جاءت بعد أن ضربت مسيرة أخرى مدينة بنيامينا جنوب حيفا الأسبوع الماضي، وأدت إلى مصرع أربعة جنود وإصابة العشرات من لواء غولاني أثناء وجودهم في معسكر تدريب جنوب حيفا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الطائرة بدون طیار صفارات الإنذار منزل نتنیاهو وسائل إعلام إعلام العدو فی قیساریة حزب الله من لبنان تل أبیب إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

رغم تصاعد دعوات المقاطعة وجرائم العدوان على غزة.. 3669 منتجاً عربياً تغزو أسواق كيان الاحتلال الصهيوني

يمانيون../
في مؤشر خطير يكشف عن حجم التناقض بين الخطاب السياسي الرسمي العربي ومواقف الشارع، أظهرت بيانات رسمية أن حجم التبادل التجاري بين خمس دول عربية مطبّعة وكيان الاحتلال الصهيوني بلغ 6.1 مليار دولار خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025، أي في أوج العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.

وبحسب تحقيق استقصائي نشره موقع “عربي بوست” نقلاً عن الجهاز المركزي للإحصاء التابع للكيان الصهيوني، فقد بلغت صادرات الدول الخمس – وهي الإمارات، مصر، الأردن، المغرب، والبحرين – إلى أسواق الاحتلال 4.57 مليار دولار، بينما بلغت قيمة وارداتها منه 1.57 مليار دولار.

الإمارات في صدارة التطبيع التجاري
التحقيق كشف أن الإمارات وحدها استحوذت على قرابة ثلثي حجم التبادل التجاري مع كيان الاحتلال خلال فترة الحرب، بقيمة تجاوزت 4.3 مليار دولار، متفوقة بذلك على مجمل التبادل التجاري لبقية الدول الأربع مجتمعة. وتلتها مصر في المرتبة الثانية، ثم الأردن والمغرب والبحرين.

ورغم تصاعد الغضب الشعبي العربي والدعوات الواسعة لمقاطعة الكيان الصهيوني، بيّنت البيانات أن حجم التبادل التجاري بين هذه الدول والاحتلال شهد ارتفاعاً بنسبة 12% مقارنةً بالفترة نفسها من العامين السابقين، حيث ارتفع من 4.56 مليار دولار (أكتوبر 2022 – نوفمبر 2023) إلى 5.13 مليار دولار (أكتوبر 2023 – نوفمبر 2024).

آلاف المنتجات العربية تغرق الأسواق الصهيونية
وأظهر التحقيق أن الدول العربية الخمس قامت خلال تلك الفترة بتصدير ما لا يقل عن 3669 صنفاً من المنتجات إلى الكيان الصهيوني، شملت مواد غذائية، وخضروات وفواكه، وملابس، وألماس، وقطن، وأسمدة، ومنتجات طبية، إلى جانب مواد تدخل في البناء والتشييد مثل الإسمنت، والخشب، والحديد.

في المقابل، استوردت تلك الدول من كيان الاحتلال 1671 صنفاً من السلع، من أبرزها منتجات غذائية، وألبسة، وأسمدة، وألماس.

تناقض فجّ بين الموقف الشعبي والسياسات الرسمية
البيانات تكشف بوضوح حجم الفجوة بين الشعوب الرافضة للتطبيع والداعية لمقاطعة كيان الاحتلال، وبين الأنظمة الرسمية التي تواصل توسيع علاقاتها الاقتصادية معه حتى في ذروة عدوانه الوحشي على غزة، ما يطرح تساؤلات جدية حول أولويات هذه الأنظمة ومدى انسجامها مع نبض الشارع العربي.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حملات المقاطعة الشعبية في عدد من الدول العربية، تواصل حكومات التطبيع ضخ مئات الملايين من الدولارات في شراكات تجارية مع العدو، متجاهلة الجرائم اليومية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، ما يعكس سقوطاً أخلاقياً مدوياً.

مقالات مشابهة

  • الاستهداف اليمني لمطار “بن غوريون” يشل السياحة الصهيونية ويدفع شركات طيران أجنبية للانسحاب
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 26 لاستئناف العدوان الصهيوني على غزة
  • “اليونسكو” تعتمد قراراً بشأن آثار العدوان الصهيوني على غزة
  • العدو الصهيوني يصدر “أوامر إخلاء” جديدة للمواطنين الفلسطينيين في عدة مناطق بمدينة غزة
  • رغم تصاعد دعوات المقاطعة وجرائم العدوان على غزة.. 3669 منتجاً عربياً تغزو أسواق كيان الاحتلال الصهيوني
  • إصابة طفلة رضيعة بقصف العدو الصهيوني منزلها شرق غزة
  • استمرار ارتفاع أسعار الشحن إلى كيان العدو الصهيوني وتأخير البضائع بسبب الحصار البحري اليمني
  • ضبط المديرة المسئولة عن كيان تعليمي "بدون ترخيص" بالشرقية
  • الأمن يضبط كيانًا تعليميًا بدون ترخيص بمدينة نصر
  • 950 طيار احتياط يرفضون الخدمة احتجاجا على حكومة نتنياهو