السنوار.. أيقونة الطوفان
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
"الآن جاء الموعد يا أُمّاه، فلقد رأيتُ نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد. ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك، مرحى بك!" من رواية "الشوك والقرنفل" للشهيد يحيى السنوار.
التحمت مجموعة من فصائل "كتائب عز الدين القسام" في تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة بالكتيبة 99 من جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث كانت المعارك مُشتعلة ولم يدُر في خلد الجنود الإسرائيليين لبُرهة، أن يحيى السنوار هو ذلك الرجل الذي كان يُقاتلهم مع رفاقه، وهو الذي ألقى عليهم القنابل، ثم تلثّم ليُخفي شخصيته، ولمَّا نفدت منه الذخائر أخذ العصا بيده وقذفها باتجاه الطائرة المُسيَّرة التي دخلت المبنى، للتأكُّد من عدد المُقاتلين الذين لا يزالون مُتحصِّنين.
وبعد أن قذفت الدبابة قنابلها وتحطم المبنى، اكتشف الجيش الإسرائيلي بعدها بالصدفة المحضة أنَّ القائد يحيى السنوار كان من بين الذين استشهدوا في هذه المعركة، وأنَّه مع من كانوا يقاتلونهم، وهو من ألقى عليهم القنابل، وكانت مُفاجأة لهم؛ حيث كانوا يخططون لاغتياله لكن في مكان آخر!
لم يتسنَ لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولا لرئيس وزرائه أن يزيفوا قصة خيالية ينسبون فيها بطولة لهم، أو أنهم نفذوا عملية مُعقدة لاستهداف السنوار، فقد نشر جنود الاحتلال الصور وانتشرت شرقًا وغربًا. رحم الله أبا إبراهيم، فقد أتعبهم وأرهقهم بصموده وشموخه حيًا وميتًا، كان رجلًا مجاهدًا فوق الأرض، ولم يكن مُختبئًا كما كانوا ينشرون الشائعات، ويروجون عنه. لقد عُرِض عليه الكثير من الفرص والمُغريات خلال المفاوضات، لكنه أبى إلّا الحصول على الجائزة الكبرى التي كان يسأل الله أن ينالها.. إنها الشهادة. ولقد حصل عليها في ميدان المعركة، فجسَّد بذلك أسطورة السنوار التي كانت ولا تزال تؤرق الكيان الإسرائيلي، لكن هذا الكيان لم يتوقع أن يكون السنوار في مُقدمة المقاتلين في خان يونس وفي رفح، وفي كل مكان، منذ السابع من أكتوبر 2023.
هنيئًا لك أبا إبراهيم الشهادة لقد كنت مُتفرِّدًا في كل شيء، حتى في استشهادك، لقد تفرَّدت عن إخوانك القادة الذين سبقوك؛ حيث نلت الشهادة وأنت في ساحة الميدان تُقاتل جنبًا إلى جنب مع إخوانك من مُقاتلي القسام، واقفًا بكل صمود مانعًا جيش الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى منطقة تل السلطان في رفح.
استشهاد السنوار بطولة يُجسِّدها كل مقاوم فلسطيني حيثما كان في فلسطين، فقد ضرب السنوار أفضل الأمثال في ذلك.
وللحديث بقية...
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
يمانيون../ أعلن نادي الأسير الفلسطيني ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 49، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، وذلك بعد اعتقال الصحفي علي السمودي من جنين، صباح اليوم.
وقال النادي في بيان، أن المعتقلين الصحفيين الـ49، هم من بين (177) صحفيًا وصحفية تعرضوا للاعتقال والاحتجاز منذ بدء الإبادة، استنادًا إلى عمليات التوثيق والرصد التي أجرتها المؤسسات.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تواصل تصعيد استهداف الصحفيين الفلسطينيين عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، إلى جانب عمليات الاستهداف اليومي خلال أداء عملهم.
وأشار إلى استمرار عمليات اغتيال الصحفيين في غزة في مرحلة هي الأكثر دموية بحق الصحفيين، وذلك في محاولة مستمرة لاستهداف الحقيقة والرواية الفلسطينية.
وأكد أن سلطات الاحتلال في الضفة تستهدف الصحفيين عبر عمليات الاعتقال الإداري أي تحت ذريعة وجود (ملف سري)، وعددهم من بين إجمالي الصحفيين المعتقلين (19). كان آخر من أُصدر بحقهما أوامر اعتقال الإداري الصحفيان سامر خويرة، وإبراهيم أبو صفية.
وأضاف أن الاحتلال يستهدفهم عبر الاعتقال على خلفية ما يسميه الاحتلال (التحريض)، أي معتقلين على خلفية حرية الرأي والتعبير، إذ تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى أداة لقمع الصحفيين، وفرض المزيد من السيطرة والرقابة على عملهم.
ولفت إلى أن الصحفيين يتعرضون لكل الجرائم الممنهجة التي يواجهها المعتقلون، ومنها جرائم التجويع، والجرائم الطبية، وجرائم التعذيب، إلى جانب العديد من عمليات التنكيل.
وجدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، باستعادة دورها الحقيقي واللازم، وإنهاء حالة العجز الممنهجة التي ألقت بظلالها على المنظومة الإنسانية منذ بدء الإبادة، وأحد أوجها الجرائم التي تُرتكب بحق المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته.
ودعا إلى ضمان حماية الصحفيين، وعملهم الذي شكل أبرز الأدوات التي ساهمت في الكشف عن مستوى جرائم الإبادة.
ونوه إلى أن حالات الاعتقال تشمل من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقًا.
يذكر أن العشرات من صحفيي غزة يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم من خلال قانون (المقاتل غير الشرعي)، ومنهم من لا يزال رهن الإخفاء القسري.