انتقلت الحرب الإسرائيلية من غزة إلي لبنان، وتتمحور أهدافها حول حقل كاريش للنفط والغاز الطبيعي في المياه الإقليمية بحوض البحر الأبيض المتوسط ويبعد 100 كلم عن السواحل الإسرائيلية وحوالي 75 كيلو من ساحل حيفا وهناك حقل " قانا " الذي يقع شمال حقل كاريش وهناك حقول أخري في ذلك المربع الجغرافي، بجانب نهر الليطاني اكبر انهار لبنان بطول 170 كلم من منبعه شرقا شمال سهل البقاع إلي مصبه غربًا في البحر الأبيض المتوسط وتبلغ سعته 750 مليون متر مكعب سنويًا، وهنا ستضع إسرائيل يدها علي الغاز والنفط، والماء تلك الأهداف الخفية للحرب، بجانب الأهداف العلنية المصنوعة سلفًا والمتمثلة في القضاء علي حزب الله.
والسؤال المطروح أين ستمتد الحرب بعد ذلك؟ العام الماضي أعلنت العراق في مؤتمر ببغداد علي لسان رئيس وزرائها وبحضور ممثلين عن 10 من دول الجيران، عن مشروع " طريق التنمية " سيشمل خط سكك حديدية يربط ميناء الفاو الكبير جنوبي البصرة بالحدود الشمالية مع تركيا، ذلك الطريق سيكون حلقة وصل وسلاسل إمداد تجاري وأنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط، بل وبين الصين والهند ودول القارة العجوز، وسيكون هذا الطريق أحد روافد طريق الحرير الصيني في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك ستخطط إسرائيل للوصول إلي ميناء الفاو والاستيلاء عليه لما يمثله من أهمية جغرافية وتجارية ولما يحتويه من آبار غاز ونفط، وسيمنح إسرائيل حصار إيران والتواجد علي حدودها الجغرافية.
أما بخصوص سوريا، قد وقعت مع الصين مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في إطار " طريق الحرير الصيني أو " الحزام والطريق " فسوريا تمثل ممرا بريا حيويا للطريق نحو أوروبا، بجانب أن سوريا ستمثل نقطة الربط والتوزيع للطريق ما بين أسيا وأفريقيا وأهم نقاط الطريق والذي تعمل على تجهيزه سوريا الآن طريق (شرق -غرب) من طرطوس حتى الحدود العراقية، بالطبع ستتحرك إسرائيل وتربط ما بين تواجدها بين تلك المنطقة والفاو.
وبناء على خطة الجنرالات الإسرائيلية ومن قبلها ما تم تسريبه عن وثائق استخبارات إسرائيلية، بنقل سكان غزة إلى سيناء حتى تستطيع استكمال أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد والمتمثل في مرتكزة اللوجستي والملاحي في قطاع شمال غزة، وأمام رفض القيادة المصرية وصعوبة الدخول مع مصر في صدام عسكري ستكون عواقبه وخيمة ليس على المخطط بل على وجود دولة إسرائيل نفسها، هنا بدأ التفكير في مكان بديل وحسب بعض المقترحات ستكون الأراضي اليمنية هي المكان المناسب بسبب سهولة التهجير بدون أي مقاومة، وربما يحدث ذلك بالاتفاق مع الحوثيين مقابل عدم استهداف قادتهم أو ضرب معاقلهم والقضاء عليهم مثلما ما حدث مع حماس وحزب الله، أو سيكون هذا بالعمل العسكري أن تطلب الأمر، وهناك أيضا جزر سقطرى التابعة لإقليم حضرموت ستكون هدف إسرائيل الهام في المنطقة، وتتكون من 6 جزر علي المحيط الهندي وتمثل مرتكزا بحريا هام لطريق الحرير الصيني، وتشكل حلقة للوصول إلى البر الآسيوي )الجزيرة العربية( وإلى البر الإفريقي بالإضافة إلى وقوعها على طريق هام لنقل النفط العالمي عن طريق باب المندب وقناة السويس، وهي من اهم المواقع الجغرافية في المنطقة بعد موقع مصر.
فهل ستنجح تحركات إسرائيل لإتمام باقي المخطط؟ وهل هناك اتفاق بين القوي العالمية ودول المنطقة علي تشكيل قطب شرق أوسطي يتبادل المصالح والمنفعة للجميع دون صراع عالمي؟ أم ستظهر بعض القوى العالمية في المشهد في الوقت المناسب لمنع تحرك إسرائيل؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لبنان جمال رشدي غزة طوفان الأقصى الحرب الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل
لبنان – أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، امس السبت، إن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر لتحقيق وقف النار في لبنان.
وأضاف بري أنه “يمكن القول هذه المرة إن التفاؤل أكبر وحظوظ التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار تتجاوز 50%”.
وقال إن “الأمريكيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للموفد الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين بحسب ما قال الأمريكيون، يريدون إنهاء الحرب”.
وأكد بري أن الرد على مسودة الاتفاق سيكون خلال 3 أيام أي بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.
وكان مسؤولون لبنانيون، أفادوا يوم الجمعة، بأن بيروت تدرس مقترحا أمريكيا للتوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وقال مسؤول لبناني كبير لوكالة فرانس برس إن السفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون عرضت على رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة، تنص بشكل خاص على هدنة لمدة 60 يوما وانتشارا للجيش في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن نبيه بري طلب تأجيلا لمدة ثلاثة أيام، مبينا في السياق أن إسرائيل لم تقدم ردا بعد.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن مصدرا حكوميا لبنانيا ثانيا أكد أن الاقتراح قيد الدراسة.
هذا، وأكد بري في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، يوم الجمعة، أنه تسلم مقترحا أمريكيا، ونفى “أن يكون المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان”.
وقال: “إن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه في المبدأ وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا”، كما نفى بري “أن يكون المقترح متضمنا نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان”.
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصا “غير مقبول لبنانيا” وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عددا من الدول الغربية، حيث قال “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها”.
وأشار بري إلى أن “قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
المصدر: RT