الصين تسجل أبطأ نمو اقتصادي في 18 شهرا
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أعلنت الصين أبطأ معدل نمو اقتصادي خلال 18 شهرًا الأخيرة، في وقت تحاول فيه جاهدة العمل على استقرار اقتصاد يعاني من ضعف الإنفاق الاستهلاكي وتحديات متواصلة في قطاع العقارات، على ما ذكره تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت الهيئة الوطنية للإحصاء في الصين (NBS) إن الاقتصاد سجل نموا بنسبة 4.6% على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2024، مقارنة بنسبة 4.
وعلى الرغم من ذلك، كانت هذه النسبة أفضل بقليل من توقعات المحللين الذين استطلعت آراءهم وكالة الأنباء الفرنسية، والذين توقعوا نموًّا بنسبة 4.5%.
ويأتي هذا التباطؤ في ظل جهود الحكومة الصينية لتحقيق هدف النمو السنوي الرسمي البالغ 5%. ولكن التفاؤل الذي أطلقته السوق في الأسابيع الأخيرة بسبب التوقعات المتعلقة "بالتحفيز الكبير" بدأ يتلاشى، إذ امتنعت السلطات عن تقديم رقم محدد أو تفاصيل عن التعهدات المالية.
وعززت السلطات الصينية بشكل حاد إجراءات التحفيز منذ أواخر سبتمبر/أيلول، لكن الأسواق تنتظر مزيدا من التفاصيل عن حجم حزمة التحفيز وخارطة طريق أكثر وضوحا لاستعادة متانة الاقتصاد في الأمد البعيد.
وعبر المسؤولون الصينيون، في مؤتمر صحفي، بعد نشر البيانات، عن ثقتهم بقدرة الاقتصاد على تحقيق هدف النمو الحكومي للعام بأكمله، عبر مزيد من السياسات الداعمة وخفض آخر للاحتياطيات التي يمكن أن تحتفظ بها البنوك.
تحديات إنفاق المستهلكينإضافة إلى ذلك، يستمر ضعف الإنفاق المحلي في التأثير سلبا على النمو الاقتصادي، ليزيد من مخاوف الانزلاق نحو الانكماش. وفي هذا السياق، لم يحقق مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر/أيلول الماضي -وهو مقياس رئيسي للتضخم– التوقعات المرجوة، وذلك يعكس استمرار الطلب الضعيف.
ورغم سلسلة الإجراءات التي كشفت عنها السلطات الصينية أخيرا، كتخفيضات أسعار الفائدة وتخفيف القيود على شراء المنازل، فإن المستثمرين يطالبون بمزيد من الوضوح حول الخطط المالية وكيفية تحول الاقتصاد الصيني إلى نموذج قائم على الاستهلاك المستدام.
وقال زهيوي زانغ، كبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت أسيت مانجمنت"، "نحن ننتظر مزيدا من الوضوح بشأن التحفيز المالي، وقد نضطر إلى الانتظار حتى نوفمبر/كانون الثاني لمعرفة التفاصيل".
وفي السياق نفسه، قالت الحكومة الصينية إنها ملتزمة بتحقيق هدف النمو السنوي، لكن الخبراء يرون أن هناك حاجة إلى مزيد من التحفيز المالي المباشر لإحياء النشاط الاقتصادي واستعادة الثقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أعلى زيادة في 5 سنوات | 678.1 مليار جنيه لأجور الموظفين .. خبير اقتصادي يكشف الأثر والتداعيات
في خطوة تُعد الأبرز خلال السنوات الأخيرة، كشفت الحكومة المصرية عن زيادة كبيرة في مخصصات الأجور وتعويضات العاملين ضمن مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد 2025/2026، حيث بلغت هذه المخصصات 679 مليارًا و110 ملايين جنيه، مسجلة بذلك أعلى معدل زيادة خلال الأعوام المالية الخمسة الماضية.
تطور مخصصات الأجور عبر السنواتعند النظر في مسار تطور مخصصات الأجور خلال السنوات الخمس الأخيرة، نجد أن الزيادة كانت تدريجية لكنها بلغت ذروتها هذا العام. وفيما يلي مقارنة بالأرقام:
2025/2026: 679 مليارًا و110 ملايين جنيه
2024/2025: 575 مليار جنيه
2023/2024: 512 مليارًا و694 مليون جنيه
2022/2023: 412 مليارًا و463 مليون جنيه
2021/2022: 358 مليارًا و735 مليون جنيه
هذه الأرقام تعكس سياسة واضحة نحو دعم الموظفين الحكوميين، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.
خطوة إيجابية تحتاج لاستراتيجية متكاملةعلّق الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، على هذه الزيادة قائلًا إنها خطوة إيجابية لتحسين أوضاع الموظفين وتنفيذ قرارات رفع الحد الأدنى للأجور، إلا أنه شدد على ضرورة دمجها ضمن استراتيجية اقتصادية شاملة تشمل تعزيز الإنتاجية وتحفيز القطاع الخاص، لضمان الاستدامة الاقتصادية وتحقيق التوازن المالي.
تأثيرات متوقعة على الاقتصاد والأسرة المصريةوتوقع الدكتور معن أن تُسهم هذه الزيادات في تخفيف الأعباء الناتجة عن التضخم وغلاء الأسعار، وبالتالي تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، مما سينعكس بدوره على تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الاستهلاك والطلب الداخلي.
أشار إلى أن رفع الأجور قد يكون حافزًا لتحسين الأداء وزيادة الكفاءة داخل المؤسسات الحكومية، إلى جانب مساهمته في جذب الكفاءات للقطاع الحكومي وتقليل معدلات الهجرة بحثًا عن فرص عمل ذات دخل أعلى.
ثقة المستثمرين وتحفيز السوقمن ناحية أخرى، يرى الدكتور معن أن إنفاق الحكومة المتزايد على الأجور يُعد مؤشرًا على التزامها بتحفيز الاقتصاد، وهو ما قد يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب ويشجع على ضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية.
تعكس الزيادة الملحوظة في مخصصات الأجور لعام 2025/2026 توجهًا حكوميًا نحو تحسين الوضع المعيشي للموظفين وتعزيز العدالة الاجتماعية، لكنها في الوقت ذاته تضع أمام صانعي القرار تحدي الحفاظ على التوازن بين الإنفاق العام والنمو الاقتصادي المستدام.