برلين.. تحذيرات من تسارع تبعات ظاهرة «التغير المناخي»
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةهل بات علينا أن نقول وداعاً للطقس المعتدل خلال فصل الصيف؟ سؤال هيمن على أذهان الكثير من الألمان خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن اجتاحت بلادهم، موجة غير مسبوقة من الحر الشديد، بدت نذيراً بانتقال البشرية، من مرحلة «الاحترار المناخي»، إلى حقبة «الغليان العالمي»، كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
ووسط تحذيرات خبراء المناخ في برلين، من إمكانية تكرار هذه الموجة الأسابيع المقبلة، بفعل تسارع وتيرة تبعات ظاهرة «التغير المناخي»، شرعت السلطات الألمانية في وضع خطط لحماية أرواح مواطنيها، خاصة بعد مقتل قرابة 1600 ألماني، خلال العام الجاري، جراء ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤكد الخبراء، أن تسجيل هذا العدد من الوفيات لم يكن مفاجئاً، على ضوء محدودية استعدادات الألمان، للتعامل مع الحر الشديد، فالتقديرات تفيد بأن أجهزة تكييف الهواء، لا تتوافر سوى لدى 10% فقط من مواطني هذا البلد الأوروبي، كما أن أعمار 60% من سكان ألمانيا تزيد على 60 عاماً، ما يُعرِّضهم لمخاطر صحية أكبر، حال ارتفاع درجات الحرارة.
فضلاً عن ذلك، لم يتم تصميم المدن الألمانية، على نحو يتلاءم مع الطقس الحار بشكل متزايد في عالمنا الآن.
فالقليل من هذه المدن، أولى اهتمامه لزراعة عدد أكبر من الأشجار، كما أن المصممين المعماريين، يتجهون لإقامة المزيد من المباني الزجاجية، ويستخدمون كميات كبيرة من الخرسانة، في تعبيد أرضيات الميادين الرئيسة.
وأدت هذه العوامل مجتمعة، إلى أن تحتل ألمانيا في العام الماضي، المركز الثالث أوروبيا، في تسجِيل حالات وفاة بسبب الحر الشديد، كما قاد الطقس الحار العام الجاري إلى موجة جفاف في العديد من المقاطعات الألمانية، ما جعلها تعاني من أجل توفير احتياجاتها من المياه، سواء للشرب أو للأغراض الزراعية والصناعية.
ويتوقع خبراء المناخ الألمان، أن يؤدي استمرار «التغير المناخي» بوتيرتها الراهنة، إلى مشكلات أكبر خلال العقود المقبلة. فوفقاً لحساباتهم، قد يفضي تواصل هذه الظاهرة، إلى جعل مناخ مدينة كفرانكفورت بحلول عام 2050، مماثلاً في شدة حرارته، لنظيره في محيط تولوز الفرنسية حالياً، وأن يصبح الطقس في برلين بنهاية القرن الجاري، مشابهاً للأجواء الأشد سخونة السائدة في الوقت الحاضر، في وسط إيطاليا.
ولتجنب مثل هذه السيناريوهات المفزعة، أُقِرَ في ألمانيا الشهر الماضي، قانون ينص على جعل البنى التحتية في البلاد، أكثر قدرة على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، سواء عند تصميم المباني الجديدة، أو فيما يتعلق بتعديل تصميمات نظيرتها القديمة.
كما يبحث المسؤولون المحليون، تبني مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات الرامية لتقليل درجات الحرارة في المدن الألمانية، ومن بينها توسيع رقعة المساحات الخضراء، وزيادة عدد المناطق المُظللة أسفل المباني، لتمكين المارة من الاحتماء بها، من أشعة الشمس.
وقد بدأ بالفعل تفعيل عدد من المقترحات المطروحة في هذا الإطار، فقد جرى في بعض المناطق الألمانية، الاستعاضة عن أحجار قاتمة اللون كانت مُستخدمة لرصف الشوارع، بأخرى فاتحة كي تعكس قدراً أكبر من أشعة الشمس، بدلا من امتصاصها،
حسبما أفاد تقرير لوكالة «بلومبرج».
بجانب ذلك، يقترح باحثون ألمان، أن تُدخل تغييرات على نمط الحياة والعمل في بلادهم، بغرض التكيف بشكل أفضل مع الطبيعة الحالية للظروف المناخية. ومن بين البدائل التي يطرحها هؤلاء الباحثون، حصول المواطنين الألمان على فترات راحة أطول في منتصف اليوم، على أن يتم تعويضها بساعات عمل إضافية خلال فترة المساء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: برلين التغير المناخي الصيف الاحترار المناخي الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
مفاجأة بشأن حالة الطقس خلال شهر رمضان الكريم
أكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن هناك انخفاض كبير في درجات الحرارة خلال الفترة الحالية، وهناك موجة باردة خلال ساعات النهار وستكون شديدة البرودة خلال ساعات الليل، موضحًا أن السبب في انخفاض درجات الحرارة هو أن هناك كتل هوائية قادمة من المناطق الشمالية والبحر المتوسط.
وأشار محمود القياتي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة"، مع الإعلامية كريمة عوض، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، إلى أن درجة الحرارة تصل لـ16 درجة مئوية خلال ساعات النهار وتنخفض درجة الحرارة لـ5 درجات خلال ساعات الليل والصباح.
ولفت القياتي، إلى أن درجة الحرارة في شهر رمضان ستكون معتدلة، ودرجات الحرارة أعلى من 20 درجة وتنخفض لـ13 درجة في ساعات الليل والصباح الباكر، كما أن فرص الشبورة ضعيفة في ظل نشاط الرياح الكبير ونشاط الرياح هو السبب الرئيسي في الإحساس بانخفاض.
وتابع: "رمضان هذا العام يشهد اعتدال الطقس نهارا، توقعات مبدئية باعتدال حالة الطقس في الأسبوع الأول من شهر رمضان"، ناصحًا المواطنين بمتابعة نشرات الأحوال الجوية وارتداء الملابس الشتوية الثقيلة.