غوارديولا: ما يحدث في العالم من حروب لاعتقادنا الخاطئ أننا الأفضل
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
قال الإسباني بيب غوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي إن ما يحدث في العالم اليوم من حروب يعود في المقام الأول "لاعتقادنا أننا أفضل من الآخرين، وهذا ليس حقيقيا".
وعلق غوارديولا على الحروب القائمة في العالم خلال مؤتمر صحفي قبل مباراة فريقه أمام ولفرهامبتون، غدا الأحد، في الدوري الإنجليزي الممتاز قائلا: "في الوقت الحاضر هناك أشخاص يعتقدون أنهم أفضل بالنظر للمكان الذي ولدوا فيه، والعالم كبير للغاية، ويجب أن تكون منفتح الذهن".
وأضاف: "ما يحدث في روسيا، وإسرائيل، وأوكرانيا، وغزة، وكل هذه الأماكن في أفريقيا، هو أمر فظيع، كل ما يحدث هو أننا نعتقد أننا أفضل من الآخرين، لكننا لسنا كذلك".
وردا على سؤال حول الجدل القائم بشأن اختيار مدرب أجنبي هو الألماني توماس توخيل، لقيادة منتخب إنجلترا، قال غوارديولا: "لقد تم اختيار توخيل، لذا تهانينا، إنها وظيفة رائعة، وبعد 9 سنوات هنا، لا يسعني إلا أن أتمنى الأفضل لإنجلترا، أنا مدرب السيتي، وقد تم تعيين توخيل بالفعل، والباقي لا يهم".
وأضاف: "هناك شيء واحد لا يستطيع أحد أن يفعل أي شيء حياله، وهو اختيار المكان الذي يولد فيه، لم أقرر أن أكون كتالونيا، ولم يقرر أحد أن يكون إنجليزيا".
وتابع غوارديولا: "أنا أفهم أن الناس يفضلون مدربا إنجليزيا، ولكن إذا كان أداء المنتخب الوطني سيئا مع مدرب إنجليزي فسوف يتعرض لانتقادات شديدة".
واستطرد: "لقد اختار الاتحاد مدربا أجنبيا يتمتع بسجل جيد وموهوب ومعترف به، أتمنى له الأفضل، إنه يستحق الدعم لأنه سيحاول بذل قصارى جهده، إذا فاز فسوف يحصل على الثناء، وإذا خسر فسيتم انتقاده، بغض النظر عن جنسيته".
ويحل مانشستر سيتي، وصيف جدول الترتيب برصيد 18 نقطة متخلفا بفارق نقطة عن ليفربول المتصدر، ضيفا على ولفرهامبتون، الأحد، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حروب البحار.. والإرث الإنساني
بعيداً عما يحدث اليوم من صراعات وحروب في البحار والمحيطات، خاصة في البحر الأحمر وباب المندب، فإن التراث الإنساني المشترك الخاص "بثقافة البحر وقصصه" يعدّ مدخلاً لمعرفة علاقة الشعوب والدول حين كان الصراع على الكسب والسيادة بين الدول في البحر، لأجل تأمين حياة من هُمْ على اليابسة، بغض النظر عن الشعارات التي حملها المختلفون، أو الأهداف التي عملوا من أجل تحقيقها.
علينا تعريف البحر باعتبارهِ مجتمعاً يلتقي فيه الإنسان مع الطبيعة
الصراع المقصود هنا ـ وهو عسكري بحري ـ غالباً ما انتهى بتحقيق مكاسب متعدّدة للمنتصر، هي في الغالب نتاج فضاء الأيديولوجيات، والمعتقدات، والانتماءات، والتزامات التاريخ.
والبحث في الإنساني المشترك من خلال ثقافة وحكايات البحر، يأتي محمّلاً بسرد تاريخي، وبقراءة تراثيَّة، وبعمق حضاري للعلاقة بين المُخْتلفِين ـ دينياً، وثقافياً ولغويّاً ـ حيث الانجذاب نحو الآخر أو النفور منه بما يقتضيه التعايش، أو تفرضه شروط الوجود والبقاء، وكل هذا يتحكم في مساره أو يؤثر فيه "البحر" من حيث هو عبور، وملجأ، وساحة للفعل البشري زمن وقوعه، وما بعده، من خلال اعتراف بحقيقة أن البحر أطول عمراً من البشر، والوارث لهم وجوداً وثقافة، وأن تأثيره في حياتهم واضح في كل العصور.
إن البحث في تجارب البشر عبر علاقتهم الثقافيّة والإبداعيّة مع البحر، سيستند هنا إلى ضرب أمثلة كثيرة، لم تعدْ قائمة في الثقافة العسكرية اليوم، منها: تحول البعض إلى قادة فاعلين ومساهمين في صناعة التاريخ، وأبطال لحكايات حُفظت في الكتب والسّجلات، وأخرى تُروى شفاهة، شكّلتَا معاً علامات دالَّة لمن أدركته حرفة الكتابة حول البحر وحكاياته، سواء أكانت فكرية أو أدبية، أو حتى علمية.
وبناءً عليه، علينا تعريف البحر باعتبارهِ مجتمعاً يلتقي فيه الإنسان مع الطبيعة أوّلاً، ومع مخلوقات أخرى مختلفة عنه ثانياً، والكتابة عنه كونه مجتمعاً أكبر وأهم من مجتمعاتنا على اليابسة، تفرض علينا فهماً خاصة لعلاماته الدالة، وهذا الفهم لن يكون نتاجاً للحروب فقط من حيث التذكير به كما هو واقع الآن في منطقتنا البحرية.
كما أن فهمه لن يكون نتاجاً لقراءة عابرة أو متعمقة من خلال السرد في عملية مقصودة لاستحضار التجارب السابقة، بغض النظر عن الهدف من ذلك، وإنما يأتي من قراءات كثيرة، يتم تطويعها اليوم لتقديم إجابات حول تاريخ البحر وثقافته وحكاياته، والعمل من أجل أن يكون منطقة آمنة، تجمع بين البشر ولا تفرقهم إلا قليلاً.القراءات المنتظرة والمعوّل عليها عديدة ومتنوعة ومختلفة، لكنها ـ بلا ريب ـ ستسهم في وعي الناس، بل قد تكون بصائر لهم، ومنها سيعرفون أهمية البحر في حياة البشر، حيث الإلهام منه، والشوق إليه، مع خوف من غضبه، خاصة عندما يتم الذهاب مع أمواجه المتلاطمة في لحظة تغيّر فعله، نتيجة لتغير الظروف المناخية، ما يعني التعامل معه باعتباره الآخر، الظاهر والخفي، الآمن والمخيف، المفرح والمحزن، والأكثر من ذلك كله الآخر الاجتماعي المختلف.
تبعاً لما سبق، تبدو الصفة الاجتماعية للبحر في بعْدها البشري حاضرة حتى لو تعلَّقت بالحديث عن ظواهر الطبيعة ذات الصلة به، أو تركزت حول مخلوقاته الحقيقيّة والوهميَّة، ما يعني"أنسنة" بقصد أو من دونه لعوالم البحر بما كلّ ما فيها، لذلك لا غروَ حين يغدو البحر ــ من خلال أفعال البشر ـ ساحة للصراع من أجل الرزق، مع أن خيراته أولى بالسَّعْي إليها، وهذا أمر مشروع، كما أنه لا عجب أن ينتج عن تلك الأفعال تصورات لعلاقات جديدة بين البشر خاصة تلك النابعة من الهزائم والانتصارات، وهو ما سننتهي إليه بعد أن تضع حرب منطقتنا أوزارها.