موقع النيلين:
2025-04-28@04:15:30 GMT

هذه حكومتنا، نحن فقط من يتظاهر ضدها

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

السياسة السودانية فيها حاجات عجيبة ، تتكرر فيها المواقف بصورة دراماتيكية ساخرة ، حتي المقولة بتاعت ( التاريخ لا يعيد نفسه ) ما عندها مكان في السودان ، تتكرر الأحداث دون أن يعتبر أحد من النخبة ، في كل موقف يتأكد تمحور الطبقة السياسية حول مصالحها الذاتية الضيقة دون النظر للمصلحة العليا ، ويؤكد مجموع هذه المواقف فقر السودان من الرجال العظماء الذين تتوفر فيهم شروط قيادة النهضة وتحقيق الإزدهار .

.

لنفرأ معا شهادة الفريق إبراهيم عبود أمام لجنة التحقيق التي شكلت عام 1964 بعد سقوط حكومته ( قبل عشرة أيام من إفتتاح البرلمان زارني عبدالله خليل وعبر لي عن رأيه بأن الأوضاع السياسية في البلاد تتدهور بسرعة ، وقال إنه لا منقذ من حالة الفوضي التي نعيشها إلا الجيش ، وبعد أيام قليلة بعث لي برسالة مماثلة بواسطة زين العابدين صالح ، وبعد ثلاثة أيام جاءني عبدالله خليل مرة أخرى وفي هذه المرة قلت له إن ساعة الصفر ستكون قبل إفتتاح البرلمان ، فقال لي علي بركة الله) ..

كان عبدالله خليل يأمل أن يؤدي تدخل الجيش لبقائه في الحكومة ، ويتضح الدور الذي كان يرسمه للعسكريين في ملاحظات أبداها لبعض أصدقائه حيث قال ( لن يتغير شيء ، فإن السياسات ستكون كما هي ، وستسمعون من خلال المذياع غدا تشكيل حكومة جديدة ستضم ثمانية وزراء من حزب الأمة ، وربما أربعة من الحزب الوطني الإتحادي أو إثنين من حزب الشعب الديمقراطي ) ..

ولكن العسكريين قرروا أن يكون للجيش دور أكبر في العملية السياسية فأعلنوا عن تشكيل المجلس الأعلي للقوات المسلحة من ثلاثة عشر من كبار الضباط ، وإسناد سبع وزارات لكبار الضباط ..

المختصر المفيد أن القوي المدنية بجميع توجهاتها دائما بتفترض أنها ذكية بحيث توظف الجيش للقيام نيابة عنها بالإنقلاب ومن ثم يسلمها الحكم ، والقاعدة الثابتة كما تخبرنا عبرة التاريخ أن من بيده القوة والسلطة لن يتركها بي ( أخوي وأخوك ) لي ( ملكية كلامهم كتير ) ..
حتي قحت علي قلة حيلتها وجماهيريتها إعتقدت أنها يمكن أن تستخدم الجيش كحرس لسلطتها التي تريد أن تستفرد بها وحدها وتقول لمعارضيها وللجيش معا ( هزا خطأ ، نحن فقط من نحكم ) ..

ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تطبيع سوريا مع إسرائيل.. فكّر فيها

نشرت عدّة مواقع إخبارية أجنبية الأسبوع المنصرم تقارير تحدّثت عن نيّة الحكومة السورية الجديدة التطبيع مع إسرائيل. وسرعان ما انتشرت هذه التقارير انتشار النار في الهشيم لاسيما في المواقع العربية مع تركيز على نيّة الرئيس السوري أحمد الشرع المبادرة بتطبيع العلاقات مع تل أبيب كوسيلة للمساعدة على رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.

لكن اللافت للنظر أنّ هذه التقارير لم تأت على لسان الشرع نفسه وإنما على لسان بعض الشخصيات الغربيّة التي زارت دمشق وقيل أنّها التقته، وهي عضو الكونغرس الأمريكي كوري ميلز، وعضو الكونغرس الأمريكي مارلين ستوتزمان، والدبلوماسي البريطاني السابق كريغ موراي.

هذه الشخصيات تناولت موضوع التطبيع في سياقات مختلفة، إذ ذكر التقرير المتعلق بكوري ميلز، وهو التعليق الأحدث أنّ  الرئيس السوري عبّر عن "اهتمام محتمل" بالانضمام إلى الإتفاقات الإبراهيمية تحت "ظروف مناسبة".

أمّا التقرير المتعلق بمارلين ستوتزمان فقد أشار إلى وجود شروط سوريّة تشمل من بين ما تشمل الحفاظ على وحدة سوريا وعلى سيادتها، أي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي السورية. أمّا التقرير المتعلق بالنائب البريطاني، والذي يعود إلى منتصف شهر أبريل، فقد أشار إلى أنّ الرئيس الشرع أكّد بشكل خاص أنّه سيقوم بتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل وبتبادل السفراء نهاية عام 2026.

من الناحية التحليلية، يمكن ملاحظة أنّ التفاصيل المتعلّقة بهذه التصريحات ليست متطابقة أو منسجمة مع بعضها البعض، وهو ما يتناقض مع الإفتراض القائل أنّ الشرع فاتحهم بالتطبيع. فإذا كان موقف الشرع التطبيع، فإنّ روايته على الأقل ستكون واحدة. لكن خلفية الشخصيات المشار إليها وسياق التصريحات تشير على الأرجح إلى أن طرح موضوع التطبيع كان بمبادرة منهم وأنّ الجواب عليه يرتبط بهم أكثر مما يرتبط بموقف مبدئي.

بمعنى آخر، إذا طرح الزائر سؤال التطبيع، فهذا إما لأنّه يبحث عن لعب دور متعلق فيه، وإمّا لأنّه يبحث عن شهرة، وإنما لانّه يبحث عن مشكلة. بالنسبة إلى الشخص الذي يتم توجيه السؤال له، فإنّ السؤال قد يكون بمثابة فخ يجب تفاديه بأقل الأضرار الممكنة.

لا يوجد لدي أدنى شك أنّ الإدارة الأمريكية والعديد من المسؤولين فيها قد يرغبون برؤية عملية تطبيع بين سورية وإسرائيل كما فعلوا سابقا بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. ولا شك كذلك أنّ الظروف تسمح لهم لممارسة ضغوطات على الحكومة السورية في ظل حاجة الأخيرة إلى رفع العقوبات.لكن لتفترض جدلاً أنّ الشرع يريد التطبيع فعلاً بمبادرة منه، هناك الكثير من المعطيات التي تشير إلى أنّ إمكانية تحقيق ذلك صعب جداً. هل سيكون بالإمكان إجراء تطبيع وإسرائيل تحتل أراضي سورية وتخترق أجواءها بشكل شبه يومي وتقصف أراضيها؟ هل تعتقد أنّ نتنياهو سينسحب من سورية مقابل تطبيع مع الحكومة السورية؟ هل ستلتزم إسرائيل بأي تعهدات ستقطعها؟ ماذا عن شرعية الرئيس السوري داخلياً؟ هل سينسجم هذا الموقف مع غالبية الشوريين حتى ولو كان شرطاً لرفع العقوبات؟ من جهة أخرى، ماذا عن تجربة من طبّعوا بشكل سابق خلال الأعوام القليلة الماضية؟ وأين أصبح تطبيعهم اليوم؟ لا بل ماذا عن الدول التي لديها اتفاقيات سلام مع إسرائيل؟ كيف هو حال العلاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن؟

القصد من طرح هذه الأسئلة الإشارة إلى أنّ الحديث عن التطبيع سهل بغض النظر عن المصدر التي يتحدث عنه، لكن تطبيقه حتى لو افترضنا وجود نية لذلك غير ممكن في الظروف الحالية، وغير ممكن لأنّ إسرائيل هي إسرائيل. علينا أن نفرّق أيضاً بين تصريحات الشرع الواضحة والمباشرة والتي ذكر فيها انّ الجانب السوري لا يريد التصادم مع إسرائيل وأنّه ملتزم بالاتفاقات الدولية وقرارات مجلس الأمن التي أنشات المنطقة العازلة، وبين الحديث عن تطبيع. فالشق الأوّل يتعلق بعملية تجنّب الصراع أو الصدام بينما يتعلق الشق الثاني بالسعي إلى الإعتراف والتطبيع والتمثيل، وسيكون من الخطأ خلط المعنى والهدف والغاية المتعلقة بالطرح الأوّل بالمعنى والهدف والغاية من الطرح الثاني.

لا يوجد لدي أدنى شك أنّ الإدارة الأمريكية والعديد من المسؤولين فيها قد يرغبون برؤية عملية تطبيع بين سورية وإسرائيل كما فعلوا سابقا بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. ولا شك كذلك أنّ الظروف تسمح لهم لممارسة ضغوطات على الحكومة السورية في ظل حاجة الأخيرة إلى رفع العقوبات. والأمر نفسه قد ينطبق على بعض المسؤولين الإسرائيليين. لكن حتى لو نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر إسرائيلية، هل هناك من يعتقد أنّ إسرائيل نتنياهو ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلّتها مؤخراً، وستقوم بإنهاء احتلالها للجولان وتفكيك المشاريع والمستوطنات هناك، وستتوقف عن الخروقات، وعن استهداف العمق السوري، وعن عمليات التوغل، وعن التدخل في الشؤن الداخلية السورية من أجل تطبيع مع حكومة سورية مؤقتة؟ لا أعتقد ذلك.

الخلاصة هو أنّه يجب ألاّ ننجر بشكل عاطفي إلى بالونات الاختبار التي يتم إطلاقها هنا وهناك أو الأخبار التي تأتي من خلف البحار. نظرياً التطبيع قد يحصل في أي مكان، لكن عملياً هل سيحصل ذلك؟ علينا أن نفكّر بمصالح مختلف الأطراف والظروف الداخلية والسياق الإقليمي، وهذه كلّها لا تشجّع الآن على حصول مثل هذا الأمر. لكن حتى لو افترضنا جدلاً مرّة أخرى أنّ هذا التحليل قد أثبت عدم صحته، وأنّ هناك اتجاه حقيقي لدى الحكومة السورية للتطبيع مع إسرائيل، فماذا سيكسب الشرع أو سورية من عملية التطبيع؟ رفع العقوبات ليس بمثابة عصا موسى، وعليه فإنّ التطبيع سيكون في هذه الحالة خطأ كبيراً في الحسابات.   

مقالات مشابهة

  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • وزارة الدفاع تبدأ استقبال طلبات المنشقين عن النظام البائد من الأفراد وصف الضباط
  • من هي .. ” أركنو ” ترد على الحملات ضدها وتكشف أهدافها وقدراتها
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • تطبيع سوريا مع إسرائيل.. فكّر فيها
  • رسالة سورية لطمأنة واشنطن.. ماذا جاء فيها؟
  • تفاصيل معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي
  • عادل العمدة: الاستعداد واليقظة أمران مهمان لمصر لمواجهة التحديات ضدها
  • خليل حرفوش قرر عدم الترشح الى الانتخابات البلدية إيماناً مني بمبدأ المداورة