موقع النيلين:
2024-10-19@17:22:08 GMT

هذه حكومتنا، نحن فقط من يتظاهر ضدها

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

السياسة السودانية فيها حاجات عجيبة ، تتكرر فيها المواقف بصورة دراماتيكية ساخرة ، حتي المقولة بتاعت ( التاريخ لا يعيد نفسه ) ما عندها مكان في السودان ، تتكرر الأحداث دون أن يعتبر أحد من النخبة ، في كل موقف يتأكد تمحور الطبقة السياسية حول مصالحها الذاتية الضيقة دون النظر للمصلحة العليا ، ويؤكد مجموع هذه المواقف فقر السودان من الرجال العظماء الذين تتوفر فيهم شروط قيادة النهضة وتحقيق الإزدهار .

.

لنفرأ معا شهادة الفريق إبراهيم عبود أمام لجنة التحقيق التي شكلت عام 1964 بعد سقوط حكومته ( قبل عشرة أيام من إفتتاح البرلمان زارني عبدالله خليل وعبر لي عن رأيه بأن الأوضاع السياسية في البلاد تتدهور بسرعة ، وقال إنه لا منقذ من حالة الفوضي التي نعيشها إلا الجيش ، وبعد أيام قليلة بعث لي برسالة مماثلة بواسطة زين العابدين صالح ، وبعد ثلاثة أيام جاءني عبدالله خليل مرة أخرى وفي هذه المرة قلت له إن ساعة الصفر ستكون قبل إفتتاح البرلمان ، فقال لي علي بركة الله) ..

كان عبدالله خليل يأمل أن يؤدي تدخل الجيش لبقائه في الحكومة ، ويتضح الدور الذي كان يرسمه للعسكريين في ملاحظات أبداها لبعض أصدقائه حيث قال ( لن يتغير شيء ، فإن السياسات ستكون كما هي ، وستسمعون من خلال المذياع غدا تشكيل حكومة جديدة ستضم ثمانية وزراء من حزب الأمة ، وربما أربعة من الحزب الوطني الإتحادي أو إثنين من حزب الشعب الديمقراطي ) ..

ولكن العسكريين قرروا أن يكون للجيش دور أكبر في العملية السياسية فأعلنوا عن تشكيل المجلس الأعلي للقوات المسلحة من ثلاثة عشر من كبار الضباط ، وإسناد سبع وزارات لكبار الضباط ..

المختصر المفيد أن القوي المدنية بجميع توجهاتها دائما بتفترض أنها ذكية بحيث توظف الجيش للقيام نيابة عنها بالإنقلاب ومن ثم يسلمها الحكم ، والقاعدة الثابتة كما تخبرنا عبرة التاريخ أن من بيده القوة والسلطة لن يتركها بي ( أخوي وأخوك ) لي ( ملكية كلامهم كتير ) ..
حتي قحت علي قلة حيلتها وجماهيريتها إعتقدت أنها يمكن أن تستخدم الجيش كحرس لسلطتها التي تريد أن تستفرد بها وحدها وتقول لمعارضيها وللجيش معا ( هزا خطأ ، نحن فقط من نحكم ) ..

ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عندما يتظاهر القاتل بالفضيلة

 

د. عبدالله الأشعل

ألقى بنيامين نتنياهو يوم 28 سبتمبر 2024، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم بعد انتهاء كلمته، قفل راجعًا إلى إسرائيل، وقال عند وصوله إلى إسرائيل إنِّه سافر للأمم المتحدة لكى يخدع "حزب الله"، وهو الذي صدّق على خطة "الموساد" لاغتيال الأمين العام لحزب الله، وأكد في كلمته أنَّ إسرائيل لكي تبقى وتظل مشروعه لا بُد من قمع وتهديد كل من يهاجمها.

بعد هزيمة الجيوش العربية وتحويلها إلى جيوش للدفاع عن نُظُم الحكم لا عن الدولة وأمنها القومي؛ فقد قرَّر نتنياهو أن يقضي على المُقاومة ضد إسرائيل عن طريق الاغتيالات، خاصة القيادات الكبرى السياسية والعسكرية، وبذلك فإنَّ نتنياهو قضى على قيادات حماس وحزب الله وهما الأساس في المقاومة. وترى إسرائيل أن الطريق بعد الاغتيالات قد انفتح لعملية برية واسعة فى لبنان لاحتلاله، وتبقى فيها بمباركة إقليمية، وأيضًا لكي تتمكن من إشعال الحرب الأهلية الطائفية في لبنان، وحتى يستطيع سكان شمال إسرائيل العودة إلى بيوتهم باطمئنان.

وكان حزب الله قبل اغتيال أمينه العام، قد أكد أنه يمكن إرجاع المستوطنين إلى أراضيهم فقط إذا قبلت إسرائيل الهدنة في فلسطين، وتحدى نتنياهو في هذه النقطة. ومما يذكر أن إسرائيل احتلت بيروت عام 1982، ثم طردت المقاومة الفلسطينية إلى خارج لبنان، حتى عاد ياسر عرفات إلى فلسطين عن طريق إعلان أوسلو عام 1993، علمًا بأنَّ اتفاق أوسلو كان من المحطات المُهمة للمشروع الصهيوني.

وقد أطلق نتنياهو خلال كلمته أمام الأمم المتحدة مجموعة من الأكاذيب والتمنيات، علمًا بأن مواقف إسرائيل وسلوكها يُشير إلى عزم إسرائيل على إخضاع دول المنطقة بالقوة؛ إذ تعتقد إسرائيل أنها أصبحت اللاعب الوحيد في المنطقة، وكان آخرها شن حملة نفسية في العالم العربي ضد إيران، وهي فى الواقع تُخطِّط مع واشنطن لغزو إيران، حتى تقطع رأس المقاومة، ما دامت قد اغتالت قيادات المقاومة. ومن الواضح أن إسرائيل والولايات المتحدة تخططان لغزو إيران وتجريدها من صناعاتها الحربية، ومحاولة إسقاط النظام، باعتبار أن إيران المُهدِّد الأول والأساسي للصهيونية واللصوصية الإسرائيلية، وما لم تملك ايران سلاحًا نوويًا فإن المُخطَّط يمكن أن ينجح، ولو كان العراق لديه أسلحة دمار شامل لما كانت امريكا وبريطانيا قد جرؤتا على غزوه. لذلك اتضحت لعبة إسرائيل والولايات المتحدة للوقيعة بين إيران والمقاومة؛ حيث روَّج الموساد مجموعة من السموم في العالم العربي؛ أولها أن إيران تخلّت عن المقاومة وأن المقاومة أصبحت هدفًا سهلًا لإسرائيل. وثانيها أن إيران تُريد توظيف المقاومة فى مشروعها الإقليمي. ثالثها أن إيران لديها أولويات تجعلها تُضحِّي بالمقاومة، وهي أن الملف النووي والعقوبات أهم من المقاومة. ويبدو أن خطة الخديعة الغربية لا تزال قائمة أمام إيران؛ فالغرب مثل إسرائيل ليس له أمان.

وقد أثار نتنياهو في كلمته الأممية، عددًا من القضايا أهمها ثلاثة:

القضية الأولى: معاداة الأمم المتحدة بسبب تحاملها على إسرائيل، وكاد نتنياهو في التعبير عن ضيقه بالأمم المتحدة أن يُعلن انسحاب إسرائيل من المنظمة الدولية!

القضية الثانية أنه هاجم بشدة وبمرارة الدول التي شكَّكت في عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، واتهم الجميع بتهمة معاداة السامية، ونسي نتنياهو أن معاداة السامية لم تعد تنطلي على شعوب العالم؛ لأنها بلا معنى؛ بل إن الأمم المتحدة ترفَّقت بإسرائيل عندما قسَّمت فلسطين، ثم قَبِلَت إسرائيل عضوًا فيها، ثم أصدرت مئات القرارات التي تدين إسرائيل دون أن تُنفِّذ شيئًا، وقد مكَّنتها الولايات المتحدة من أن تكون فوق القانون؛ فهي ليست دولة وليست مُحبة للسلام ولا راغبة فيه، وكان واضحًا منذ البداية، أمران: الأول أن إسرائيل تتستر باليهودية وتُسيء بجرائمها إلى اليهودية كديانة. الثاني: أن إسرائيل قامت بسرقة الوطن العربى وتسعى لإبادة العرب، وموقف الأمم المتحدة عام 1975، أكبر دليل على سلوك إسرائيل، عندما ساوت الأمم المتحدة بين الصهيونية والعنصرية.

أما في ملحمة غزة، فإنها كشفت أنها شرطى العالم وأسقطت كافة المبررات التى حاول الغرب أن يبتلعها العرب، يُضاف إلى ذلك أنَّ واشنطن تُشجِّعُها على انتهاك القانون الدولي، علمًا بأن العالم كله ضد أعمال الابادة الصهيونية، خاصة وأن إسرائيل تنسب هذه الجرائم إلى التوراة وهي من إسرائيل براء.

القضية الثالثة، هي الإلحاح على التطبيع مع السعودية ومع كل العالم العربي، من منطق أنَّ التطبيع مكافأة لإسرائيل القوية الباطشة، وأنها تريد السيطرة على العرب نتيجة ضعفهم، ولن ينس نتنياهو أن يشكر الولايات المتحدة التي جعلته فوق الجميع!

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عندما يتظاهر القاتل بالفضيلة
  • بالخريطة التفاعلية.. أبرز الهجمات التي تلقتها إسرائيل في ثالث أيام عيد العرش
  • الجيش اليمني: الأصوات التي تغرد خارج سرب الوحدة والسيادة عميلة ومرتهنة
  • محمد شريف يواصل الغياب عن تشكيل الخليج.. وتوني يقود هجوم أهلي جدة
  • أفعاله غير مرغوب فيها.. "الموسيقيين" تحذر حمو بيكا
  • البنتاغون: الجيش الأميركي ليس ضالعا بالعملية التي قتل فيها السنوار
  • مصدران إسرائيليان يكشفان تفاصيل حول العملية التي قُتل فيها شخص يُعتقد أنه السنوار
  • عاجل : الجيش الأمريكي يعلن عن المواقع التي استهدفها في صنعاء وصعدة ولأول مرة بقاذفات ”بي2”
  • عمرو خليل: إسرائيل في مأزق بسبب فقدان الثقة في الجيش والحكومة