رغم الأسلحة الغربية الحديثة التي تتدفق على أوكرانيا من أجل مساعدة كييف على استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو، إلا أن الجيش الأوكراني متمسك باستخدام أسلحة قديمة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وفق تقرير لصحيفة وول سريت جورنال.

ومن أهم مظاهر الاعتماد على أسلحة الحقبة السوفيتية، وفق التقرير، صواريخ "غراد" المستمرة في الخدمة منذ 60 عاما، وهي للمفارقة لاتزال الدعامة الأساسية لترسانتي الأسلحة في كلا الجانبين المتصارعين

ويقول محللون إن صواريخ "غراد" ظهرت في جميع النزاعات المسلحة تقريبا، منذ حرب فيتنام التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي.

وأرسلت الحكومات الغربية عددا من أكثر الأسلحة تطورا في العالم إلى أوكرانيا، لكن قائد سرية المدفعية في اللواء الـ60 الأوكراني، فولوديمير سوخيلوف، يستخدم قاذفة الصواريخ السوفيتية "غراد" التي يبلغ عمرها 60 عاما.

ويقول تقرير الصحيفة إن صواريخ ومدافع "هاوتزر" وأسلحة أخرى بقيمة مليارات الدولارات أرسلت إلى أوكرانيا، ومع ذلك يقدر مارك كانسيان، مستشار برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن حوالي ثلثي المدفعية الأوكرانية لاتزال من الطراز السوفيتي.

ويشير التقرير إلى استخدام راجمة الصواريخ "غراد بي أم-21"، التي  دخلت الخدمة عام 1963 وتستطيع إطلاق  40 صاروخا من مؤخرة شاحنة. 

وكانت الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا 38 منظومة "هيمارس"، راجمة الصواريخ المتنقلة التي كان لها تأثير كبير على ساحة المعركة، لكن مع ذلك، استخدم الأوكرانيون نحو 260 راجمة "غراد"، وفقا لـ"جينز"، مجموعة الاستخبارات الدفاعية.

لمواجهة روسيا.. أكثر 5 أسلحة فتكا قدمها الغرب لأوكرانيا تعكس عمليات تسليم الأسلحة والذخائر المتطورة لأوكرانيا مدى قدرة الغرب على مساعدة كييف في إحداث الفرق في ساحة المعركة، ليس فقط لصد الغزو الروسي للبلاد، بل للمساهمة كذلك في استعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو بعد فبراير 2022.

ومنظومة "هيمارس"، التي يزيد مداها عن 80 كلم، يتم تركيبها على مدرعات خفيفة، وتُطلق ستة صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يمكنها من تنفيذ ضربات دقيقة.

ويقول كبير الباحثين في مؤسسة "راند" للبحوث والتحليل، بين كايفز، إنه بالنظر لتثبيت الصواريخ على ظهر شاحنة، فإن نظام "هيمارس" مرن جدا ويمكن أن يتكيف مع تكتيكات الحرب المتغيرة.

وتقول وول ستريت جورنال إن "هيمارس" وغيرها من قاذفات الصواريخ الحديثة تستطيع توجيه نيرانها إلى هدف باستخدام "جي بي أس" ، بينما يقوم مشغلو "غراد" بإدخال الإحداثيات يدويا ووضع السلاح بأنفسهم.

ورغم هذه القيود، فإن مشغلي "غراد" يحتفون بـ"علاقة مودة" تجاه السلاح الذي يسمونه "الجدة" "grandma"، من بين ألقاب أخرى.

ويعتقدون أنها لاتزال فعالة في التعامل مع القوات الروسية، من ناحية إطلاق عدد كبير من الصواريخ، ورغم الأعطال الفنية العديدة التي تصيبها، إلا أنهم قادرون على إصلاحها.

وفي حين أن الأسلحة الأحدث يمكن أن تضرب بدقة ، إلا أن "غراد" يمكن أن تضرب حقلا كاملا.

ويقول سوخيلوف في اللواء الـ60: "في وقت قصير يمكننا إطلاق الكثير من الصواريخ على العدو". 

ويقول سونيل ناير ، المحلل في "جينز": "تخيل 40 صاروخا تسقط على منطقة الهدف خلال 20 ثانية". 

لكن بحسب هيومن رايتس ووتش، فإن هذا القصف العشوائي يجعل هذه الصواريخ شديدة الخطورة على المدنيين، مشيرة إلى قدرتها على ضرب منطقة بحجم ما يقرب من 10 ملاعب كرة قدم.

وعلى عكس قاذفات الصواريخ المحمولة الحديثة، فإن "غراد" لا توفر الحماية الكافية لمشغليها.

مخاطر

وتثير "غراد" مخاطر اعتماد أوكرانيا على معدات الحقبة السوفيتية، فالسلاح غير دقيق كما أن إمدادات البلاد منها آخذة في النفاد، وفقا لمحللين وبعض مشغليها.

وقال أندري تشيرنياك، مسؤول الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إن مخزون الذخيرة لجميع الأسلحة السوفيتية سينفد في النهاية، بالنظر إلى أن أوكرانيا في حالة حرب مع روسيا منذ عام 2014 (حين أعلنت موسكو ضم شبه جزيرة القرم).

وقال تشيرنياك إن أوكرانيا تحاول تجديد مخزونها من أماكن أخرى، لكن الطلب كبير.

الجدير بالذكر أنه بعد شهور من التقدم البطيء، تحرز القوات الأوكرانية تقدما أكبر نسبيا على طول خطين رئيسيين للهجوم، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين أوكرانيين ومحللين.

ويقول المحللون العسكريون إنه "على الرغم من صغر مساحة الأراضي المستعادة نسبيا، فإن التقدم الأوكراني يجبر موسكو على تحويل قواتها إلى أجزاء أخرى من خط المواجهة".

أوكرانيا تتقدم.. استراتيجية جديدة بهدف "فصل القرم" بعد شهور من التقدم البطيء في حقول الألغام والقرى والسهوب المفتوحة في قتال شرس، تحرز القوات الأوكرانية تقدما نسبي أكبر على طول خطين رئيسيين للهجوم، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ومسؤولين أوكرانيين ومحللين.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباكستاني وإسلام آباد تندد

أعلنت الخارجية الأميركية عن فرض عقوبات جديدة على برنامج باكستان الصاروخي، الأمر الذي نددت به إسلام آباد.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر أمس الأربعاء إن الإجراءات التي تفرض على مجمع التنمية الوطنية الباكستاني -الذي يشرف على البرنامج الصاروخي- و3 شركات تعاونت معه تأتي بموجب أمر تنفيذي يستهدف "منتجي أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها".

وتجمد العقوبات أي ممتلكات في الولايات المتحدة خاصة بالكيانات المستهدفة كما تمنع الأميركيين من إجراء أعمال تجارية معها.

في المقابل، وصفت الخارجية الباكستانية الإجراء الأميركي بالمؤسف والمنحاز وقالت إنه سيضر بالاستقرار الإقليمي من خلال "السعي إلى إبراز التفاوت العسكري"، في إشارة واضحة إلى التنافس بين باكستان والهند، وهما قوتان نوويتان في آسيا.

وذكرت وثيقة صادرة عن الخارجية الأميركية أن مجمع التنمية الوطنية الذي يقع مقره في إسلام آباد سعى إلى الحصول على مكونات لبرنامج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى ومعدات اختبار الصواريخ.

وجاء في الوثيقة أن مجمع التنمية الوطنية مسؤول عن تطوير صواريخ باكستان الباليستية، بما في ذلك صواريخ "شاهين". وتقول منظمة "نشرة علماء الذرة" إن صواريخ شاهين قادرة على حمل أسلحة نووية.

إعلان

وأجرت باكستان أول اختبار للأسلحة النووية في عام 1998، لتصبح سابع دولة تقوم بذلك، وتقدر منظمة نشرة علماء الذرة أن ترسانة إسلام آباد النووية تحتوي على حوالي 170 رأسا.

وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على 4 كيانات تجارية أجنبية تتهمها بالارتباط ببرنامج الصواريخ الباليستية الباكستانية.

وحينها، نددت باكستان بالعقوبات الأميركية، وقالت إنها تندرج ضمن سياسات من شأنها أن تؤدي إلى تراكم الأسلحة وإبراز التباينات الإقليمية، وتقويض أهداف عدم الانتشار والسلام والأمن الإقليميين والعالميين.

مقالات مشابهة

  • عقوبات أمريكية على 4 كيانات تُدعم برنامج الصواريخ الباليستية الباكستاني
  • بسبب برنامج الصواريخ الباليستية.. عقوبات أمريكية إضافية على باكستان
  • واشنطن تفرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباكستاني وإسلام آباد تندد
  • شاهد | إرباك داخل كيان العدو الصهيوني نتيجة الصواريخ اليمنية
  • خبير أمريكي: أوكرانيا ستعاني من وصول ترامب إلى السلطة
  • اتفاق بين موسكو وواشنطن بشأن إطلاق الصواريخ العابرة للقارات
  • سويسرا تشدد شروط تصدير الاسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكرانيا
  • الغرب يدفعنا إلى الخطوط الحمراء.. بوتين يلمح إلى رفع القيود على نشر الصواريخ
  • وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا فقدت قدرتها على إنتاج الأسلحة والذخيرة
  • الهلال يتمسك بمدافعه علي البليهي حتى 2027