الجزيرة:
2025-07-03@02:37:33 GMT

قيساريا قرية فلسطينية كنعانية بناها قيصر روماني

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

قيساريا قرية فلسطينية كنعانية بناها قيصر روماني

قرية قيساريا تتبع قضاء حيفا، وتطل على البحر الأبيض المتوسط غربا، وفيها أول ميناء لفلسطين، بناها الملك هيرودس الأول وسماها قيصرية نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس، وهي أول قرية دخلتها عصابات الهاغاناه وبدأت منها خطة طرد العرب من ساحل المتوسط عام 1948، وحينئذ احتلتها إسرائيل.

الموقع

تقع جنوب غرب حيفا وتبعد عنها نحو 37 كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 25 مترا، ولها أهمية إستراتيجية لإطلالها على البحر الأبيض المتوسط.

بنيت قيساريا سابقا على مساحة تبلغ نحو 28 دونما من مجمل مساحة تبلغ قرابة 31 ألفا و786 دونما، وتوسطت قرى وبلدات عدة، إذ تحدها قرية جسر الزرقاء شمالا، وقرية خربة البرج من الشمال الشرقي، وقرية كبارة وخربة الشونة والخضيرة شرقا، ومضارب عرب النفيعات جنوبا.

السكان

بلغ عدد سكان قرية قيساريا عام 2024 نحو 5343 نسمة حسب موقع "جيو داتا"، وقدّر عدد سكانها عام 1922 بـ346 شخصا، وارتفع عددهم عام 1945 إلى 1120، منهم 160 يهوديا و30 مسيحيا، ووصل تعدادهم عام 1998 إلى 6839 نسمة.

التاريخ

كانت قيساريا طوال تاريخها ميناء فلسطينيا مهما على شاطئ البحر المتوسط، خاصة لمتاخمتها قرى وبلدات حيفا، مما جعلها موقعا إستراتيجيا مهما خلال الحروب والمعارك التي دارت في المنطقة.

وكان أهل القرية ومن حولهم يعتمدون على مينائها وقواربها وسفنها للتنقل بين حيفا ويافا وغزة وبيروت وغيرها، وأيضا للتجارة والتصدير والاستيراد.

وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر في التاريخ، بناها الكنعانيون وسموها "برج ستراتو"، ثم سميت "سيزاريا" (تعني قيصرية) نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس، وتحور الاسم فيما بعد متأثرا باللهجة العامية الفلسطينية، فصارت تعرف بـ"قيساريا".

ازدهر ميناؤها في عهد الرومان، وبقيت على ازدهارها مع حكم البيزنطيين، وصارت في القرن الثالث للميلاد مركزا لعلماء مسيحيين، مثل عالم اللاهوت أوريجينس والمؤرخ والكاتب اللاهوتي المعروف بـ"أبو التاريخ الكنسي" يوسابيوس القيصري الذي كتب أول قائمة لأسماء مدن فلسطين وكان أحد أساقفتها.

قيساريا سميت "سيزاريا" (تعني قيصرية) نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس (أسوشيتد برس) الحكم الإسلامي

مع بداية عام 640 ميلادي تقريبا صارت قيساريا تحت الحكم الإسلامي، وحظيت بعناية خاصة واهتمام كبير، ويقول المؤرخ العربي أحمد اليعقوبي إنها كانت آخر مدينة فتحت خلال الفتح الإسلامي.

أفل نجمها مع إعادة الصليبيين احتلالها، ونهبوها وجعلوها مقرا لرئيس الأساقفة، إلى أن أخرجهم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس منها عام 1265 وهدم تحصيناتها العسكرية.

ضُمت إلى الدولة العثمانية عام 1517 ميلادي، وخلالها وطّن فيها العثمانيون البوشناق، وهم مسلمون وفدوا إليها من البوسنة والهرسك عام 1878 هربا من النمساويين، وعمّروها وأعادوا إليها نشاطها وحيويتها، ويقول المستشرق إدوارد أوليفانت أن البوشناق بنوا نحو 20 منزلا حجريا ومخازن للمؤن وأقبية حجرية.

أعمال تنقيب في قيساريا عام 1800 كشفت عن أرضية فسيفسائية عمرها 1800 عام (رويترز) الاحتلال

احتل البريطانيون قيساريا مع سائر فلسطين عام 1917، وحينها كانت تتبع إداريا لمدينة حيفا.

وفي عام 1948 احتلتها إسرائيل ودمرت منازلها فورا، وارتكبت وحدة البلماح التابعة لعصابات الهاغاناه مجزرة بحق سكانها ضمن عملية سمتها "تنظيف السهل الساحلي من العرب" يوم 15 فبراير/شباط من السنة نفسها.

وأصر 20 فلسطينيا من سكان قيساريا على عدم مغادرتها وملازمة بيوتهم مع دخول اليهود إليها، فجاء قرار هدمها على من فيها في 20 فبراير/شباط خلال اجتماع هيئة الأركان العامة للهاغاناه.

وعقب احتلالها بنى الإسرائيليون على أراضيها مستوطنات عدة، منها مستوطنة "سدوت يام" التي يقطنها يهود أوروبيون، ومستوطنة "موشاف" و"كيساريا"، إضافة إلى مصنع للإسمنت وغيرها.

توترات

اعتصمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الإسلامية في غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيساريا في يناير/كانون الثاني 2024، في محاولة للضغط عليه لإبرام صفقة تبادل مع المقاومة.

وكانت المقاومة الإسلامية في غزة قد أعلنت إطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشفت أنها أسرت أكثر من 200 إسرائيلي، بينهم ضباط وجنود.

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2024 ضربت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان منزل نتيناهو في قيساريا وأحدثت انفجارا كبيرا وأصابت المنزل بشكل مباشر رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها.

الاقتصاد

اعتمد أهالي قيساريا قبل تهجيرهم على الزراعة، وخصصوا 18 دونما لزراعة الموز والحمضيات و1020 دونما للحبوب، إضافة إلى 108 دونمات للري والبساتين.

بلدة قيساريا تعد من أقدم المناطق التي سكنها البشر في التاريخ (مواقع التواصل الاجتماعي) المعالم

تحفل القرية الكنعانية بكثير من المناطق والمعالم الأثرية الرومانية، منها تمثال للقيصر الروماني أغسطس وعدد من الجدران وميناء ومسرح روماني ومعبد.

وإضافة إلى معالم بيزنطية وإسلامية وصليبية، وكثير منها لا يزال يحافظ على رونقه التاريخي، وإن بعضا من الآثار الإسلامية والعربية تعمدت إسرائيل تشويهها وهدمها حتى أنها حولت مسجدا فيها إلى حانة ومقبرة ومراحيض عامة.

مسجد قيساريا الأموي

أحد أبرز المعالم الإسلامية في قيساريا مسجدها الأموي الذي حوّله الاحتلال إلى مطعم وخمارة، وسيطرت عليه شركة "تطوير قيساريا" التي تمنع المسلمين إقامة الصلاة حتى بمحاذاة المكان، وتتعامل معه على أنه صرح تاريخي وليس مكانا مقدسا.

وكان صوت الأذان ارتفع في المسجد للمرة الأولى منذ نكبة 1948 في 7 يناير/كانون الثاني 1993 بعدما نظمت "مؤسسة الأقصى" صلاة جمعة فيه كان خطيبها رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 رائد صلاح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الرومانی أغسطس الإسلامیة فی

إقرأ أيضاً:

مادلين كُلّاب صيادة فلسطينية سميت عليها سفينة من أسطول الحرية

فلسطينية من قطاع غزة عُرفت بكونها أول امرأة تمتهن مهنة صيد الأسماك في فلسطين، متحدية الأعراف السائدة في سبيل إعالة أسرتها وسط الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية في القطاع المحاصر. وسرعان ما أصبحت وجها مألوفا بين الصيادين. أُطلق اسمها على السفينة رقم 36 ضمن "تحالف أسطول الحرية"، الذي يسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007.

المولد والنشأة

وُلدت مادلين محمد محمود كلاب يوم 21 مايو/أيار 1994، في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، ونشأت في كنف أسرة مكوّنة من 4 أفراد، هي أكبرهم.

تنحدر عائلتها من قرية حمامة الواقعة في فلسطين التاريخية، والتي هجّرت إسرائيل سكانها قسرا عام 1948. ومنذ ذلك الحين، تنقّلت الأسرة بين عدد من مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة، حتى استقر بها الحال في مخيم الشاطئ.

في عام 1990 أُصيب والد مادلين بشلل ناتج عن مرض في المفاصل نتيجة عمله في البحر، مما اضطره إلى ترك مهنة الصيد التي كانت مصدر رزق العائلة، وقد استشهد لاحقا أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2023.

في عام 2018 تزوجت مادلين من صياد تعرّفت إليه أثناء عملها في البحر، ورُزقا 4 أطفال.

مادلين تزوجت عام 2018 من صياد تعرّفت إليه أثناء عملها في البحر ورُزقا 4 أطفال (الأناضول) الدراسة والتكوين العلمي

تلقت مادلين تعليمها في مدارس مدينة غزة، وأنهت المرحلة الثانوية في مدرسة بشير الريس للبنات. واصلت دراستها الجامعية وحصلت على دبلوم في تصميم الأزياء من اتحاد الكنائس في غزة.

لاحقا التحقت بدبلوم السكرتاريا التنفيذية في كلية بيت المقدس للعلوم التقنية، لكنها لم تتمكن من استكماله بسبب ظروفها المادية الصعبة.

فوق أمواج البحر

بدأت علاقة مادلين بالبحر منذ طفولتها، لكونه لا يبعد سوى أمتار عن منزلها في مخيم الشاطئ، فكانت تزوره بشكل شبه يومي.

واعتادت مساعدة والدها في نصب شباك الصيد وغزلها، وتعلّمت مبكرا ركوب القارب الصغير المعروف بـ"الحسكة" والتجديف، وسرعان ما تحوّل ذلك إلى مهنة تحت وطأة الحاجة. وبعد إصابة والدها بالشلل وغياب المعيل، اضطرت مادلين إلى خوض غمار الصيد في سن الثالثة عشرة.

تحمّلت مادلين المسؤولية مبكرا، وأصبحت العمود الفقري لعائلتها توفر لها قوت يومها ومستلزمات الحياة الأساسية، بمشاركة إخوتها الذين عملوا إلى جانبها. وتقول إنها تشعر بالفخر لكونها سندا لعائلتها في غياب أي مصدر دخل آخر.

كانت مادلين تُبحر يوميا حتى حدود الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة، وتصيد الأسماك وتبيعها في الأسواق لتأمين لقمة العيش، إلا أن مراكب الاحتلال الحربية لم تتركها وشأنها؛ ففي عام 2016، اعترضت زوارق الاحتلال قاربها وصادرته، وسرقت منها شباك الصيد أكثر من مرة، في اعتداءات متكررة.

مادلين ولدت في مخيم الشاطئ لأسرة تنحدر من قرية حمامة الواقعة في فلسطين التاريخية (الأناضول)

وبعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقدت مادلين مصدر رزقها الوحيد، وأُجبرت وعائلتها على ترك منزلهم في مخيم الشاطئ، والنزوح إلى عدد من المناطق في غزة أولها مستشفى الشفاء الطبي ثم مدينة خان يونس فرفح ثم إلى دير البلح فمخيم النصيرات.

إعلان قوارب مدمرة

في 9 فبراير/شباط 2025، عادت مادلين إلى منزلها في مدينة غزة، بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المدينة ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ولكن مع استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع في مارس/آذار 2025، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية قوارب مادلين وزوجها، ودمرت مستودعا كانا يستخدمانه لتخزين معدات وأدوات الصيد، وبذلك خسرت مورد رزقها من جديد.

تواجه مادلين جملة من التحديات المعقدة؛ أبرزها استهداف الاحتلال المتكرر للصيادين الفلسطينيين، ما اضطرها إلى التوقف عن النزول إلى البحر في فترات الحرب، ومن ثم فقدت مصدر دخلها الوحيد. يُضاف إلى ذلك النظرة المجتمعية السلبية التي تُحيط بالنساء العاملات في مهن تُعتبر حكرا على الرجال، ومنها الصيد البحري.

سفينة مادلين

أطلق اسم مادلين على السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.

أبحرت السفينة مطلع يونيو/حزيران 2025 من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع، وكانت تحمل على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية، قبل أن تستولي عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر التاسع من يونيو/حزيران بينما كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة.

وعلمت مادلين عن السفينة من إحدى صديقاتها الناشطات في أيرلندا، التي أخبرتها بأن الهدف من الرحلة هو إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، متحدية بذلك الحصار الإسرائيلي، وقد تأثر النشطاء بقصتها، وقرروا إطلاق اسمها على السفينة تكريما لصمودها ونضالها، كما تواصل معها ناشط كندي، وأخبرها أنهم يريدون إطلاق اسمها على مركب آخر منطلق إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الزمالك يقتنص جوهرة فلسطينية من الملاعب الهولندية.. من هو آدم كايد؟
  • مادلين كُلّاب صيادة فلسطينية سميت عليها سفينة من أسطول الحرية
  • مباركة فلسطينية للعملية اليمنية بعمق الكيان
  • فلسطينية تفجع باستشهاد طفلها في قصف إسرائيلي على غزة
  • رئيس «الشؤون الإسلامية» يتفقد الخدمات بمساجد الظفرة
  • فورين بوليسي: هل ترامب حقا قيصر أميركي يشبه أباطرة الرومان القدماء؟
  • “بازان” الإسرائيلية: مصافي حيفا لن تعود للعمل الكامل قبل أكتوبر المقبل
  • الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل تقتل عائلات فلسطينية بأكملها
  • مباحثات مصرية فلسطينية بشأن جهود استئناف وقف إطلاق النار بغزة
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية جنوبي غرب جنين