الجزيرة:
2025-11-14@17:30:55 GMT

قيساريا قرية فلسطينية كنعانية بناها قيصر روماني

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

قيساريا قرية فلسطينية كنعانية بناها قيصر روماني

قرية قيساريا تتبع قضاء حيفا، وتطل على البحر الأبيض المتوسط غربا، وفيها أول ميناء لفلسطين، بناها الملك هيرودس الأول وسماها قيصرية نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس، وهي أول قرية دخلتها عصابات الهاغاناه وبدأت منها خطة طرد العرب من ساحل المتوسط عام 1948، وحينئذ احتلتها إسرائيل.

الموقع

تقع جنوب غرب حيفا وتبعد عنها نحو 37 كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 25 مترا، ولها أهمية إستراتيجية لإطلالها على البحر الأبيض المتوسط.

بنيت قيساريا سابقا على مساحة تبلغ نحو 28 دونما من مجمل مساحة تبلغ قرابة 31 ألفا و786 دونما، وتوسطت قرى وبلدات عدة، إذ تحدها قرية جسر الزرقاء شمالا، وقرية خربة البرج من الشمال الشرقي، وقرية كبارة وخربة الشونة والخضيرة شرقا، ومضارب عرب النفيعات جنوبا.

السكان

بلغ عدد سكان قرية قيساريا عام 2024 نحو 5343 نسمة حسب موقع "جيو داتا"، وقدّر عدد سكانها عام 1922 بـ346 شخصا، وارتفع عددهم عام 1945 إلى 1120، منهم 160 يهوديا و30 مسيحيا، ووصل تعدادهم عام 1998 إلى 6839 نسمة.

التاريخ

كانت قيساريا طوال تاريخها ميناء فلسطينيا مهما على شاطئ البحر المتوسط، خاصة لمتاخمتها قرى وبلدات حيفا، مما جعلها موقعا إستراتيجيا مهما خلال الحروب والمعارك التي دارت في المنطقة.

وكان أهل القرية ومن حولهم يعتمدون على مينائها وقواربها وسفنها للتنقل بين حيفا ويافا وغزة وبيروت وغيرها، وأيضا للتجارة والتصدير والاستيراد.

وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر في التاريخ، بناها الكنعانيون وسموها "برج ستراتو"، ثم سميت "سيزاريا" (تعني قيصرية) نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس، وتحور الاسم فيما بعد متأثرا باللهجة العامية الفلسطينية، فصارت تعرف بـ"قيساريا".

ازدهر ميناؤها في عهد الرومان، وبقيت على ازدهارها مع حكم البيزنطيين، وصارت في القرن الثالث للميلاد مركزا لعلماء مسيحيين، مثل عالم اللاهوت أوريجينس والمؤرخ والكاتب اللاهوتي المعروف بـ"أبو التاريخ الكنسي" يوسابيوس القيصري الذي كتب أول قائمة لأسماء مدن فلسطين وكان أحد أساقفتها.

قيساريا سميت "سيزاريا" (تعني قيصرية) نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس (أسوشيتد برس) الحكم الإسلامي

مع بداية عام 640 ميلادي تقريبا صارت قيساريا تحت الحكم الإسلامي، وحظيت بعناية خاصة واهتمام كبير، ويقول المؤرخ العربي أحمد اليعقوبي إنها كانت آخر مدينة فتحت خلال الفتح الإسلامي.

أفل نجمها مع إعادة الصليبيين احتلالها، ونهبوها وجعلوها مقرا لرئيس الأساقفة، إلى أن أخرجهم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس منها عام 1265 وهدم تحصيناتها العسكرية.

ضُمت إلى الدولة العثمانية عام 1517 ميلادي، وخلالها وطّن فيها العثمانيون البوشناق، وهم مسلمون وفدوا إليها من البوسنة والهرسك عام 1878 هربا من النمساويين، وعمّروها وأعادوا إليها نشاطها وحيويتها، ويقول المستشرق إدوارد أوليفانت أن البوشناق بنوا نحو 20 منزلا حجريا ومخازن للمؤن وأقبية حجرية.

أعمال تنقيب في قيساريا عام 1800 كشفت عن أرضية فسيفسائية عمرها 1800 عام (رويترز) الاحتلال

احتل البريطانيون قيساريا مع سائر فلسطين عام 1917، وحينها كانت تتبع إداريا لمدينة حيفا.

وفي عام 1948 احتلتها إسرائيل ودمرت منازلها فورا، وارتكبت وحدة البلماح التابعة لعصابات الهاغاناه مجزرة بحق سكانها ضمن عملية سمتها "تنظيف السهل الساحلي من العرب" يوم 15 فبراير/شباط من السنة نفسها.

وأصر 20 فلسطينيا من سكان قيساريا على عدم مغادرتها وملازمة بيوتهم مع دخول اليهود إليها، فجاء قرار هدمها على من فيها في 20 فبراير/شباط خلال اجتماع هيئة الأركان العامة للهاغاناه.

وعقب احتلالها بنى الإسرائيليون على أراضيها مستوطنات عدة، منها مستوطنة "سدوت يام" التي يقطنها يهود أوروبيون، ومستوطنة "موشاف" و"كيساريا"، إضافة إلى مصنع للإسمنت وغيرها.

توترات

اعتصمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الإسلامية في غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيساريا في يناير/كانون الثاني 2024، في محاولة للضغط عليه لإبرام صفقة تبادل مع المقاومة.

وكانت المقاومة الإسلامية في غزة قد أعلنت إطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشفت أنها أسرت أكثر من 200 إسرائيلي، بينهم ضباط وجنود.

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2024 ضربت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان منزل نتيناهو في قيساريا وأحدثت انفجارا كبيرا وأصابت المنزل بشكل مباشر رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها.

الاقتصاد

اعتمد أهالي قيساريا قبل تهجيرهم على الزراعة، وخصصوا 18 دونما لزراعة الموز والحمضيات و1020 دونما للحبوب، إضافة إلى 108 دونمات للري والبساتين.

بلدة قيساريا تعد من أقدم المناطق التي سكنها البشر في التاريخ (مواقع التواصل الاجتماعي) المعالم

تحفل القرية الكنعانية بكثير من المناطق والمعالم الأثرية الرومانية، منها تمثال للقيصر الروماني أغسطس وعدد من الجدران وميناء ومسرح روماني ومعبد.

وإضافة إلى معالم بيزنطية وإسلامية وصليبية، وكثير منها لا يزال يحافظ على رونقه التاريخي، وإن بعضا من الآثار الإسلامية والعربية تعمدت إسرائيل تشويهها وهدمها حتى أنها حولت مسجدا فيها إلى حانة ومقبرة ومراحيض عامة.

مسجد قيساريا الأموي

أحد أبرز المعالم الإسلامية في قيساريا مسجدها الأموي الذي حوّله الاحتلال إلى مطعم وخمارة، وسيطرت عليه شركة "تطوير قيساريا" التي تمنع المسلمين إقامة الصلاة حتى بمحاذاة المكان، وتتعامل معه على أنه صرح تاريخي وليس مكانا مقدسا.

وكان صوت الأذان ارتفع في المسجد للمرة الأولى منذ نكبة 1948 في 7 يناير/كانون الثاني 1993 بعدما نظمت "مؤسسة الأقصى" صلاة جمعة فيه كان خطيبها رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 رائد صلاح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الرومانی أغسطس الإسلامیة فی

إقرأ أيضاً:

روائيون عرب: الرواية تُعيد كتابة التاريخ وتُنصف الهامش

الشارقة (الاتحاد)
أكدت نخبة من الروائيين العرب أن الرواية تُعد أحد أهم الفنون القادرة على تفكيك البنى الاجتماعية والثقافية، وإعادة تشكيل الوعي الإنساني من خلال استحضار الأصوات المهمّشة والهويات المنسية في التاريخ والجغرافيا. جاء ذلك خلال ندوة فكرية بعنوان «الرواية كفضاء سردي لاستكشاف الهوية والهامش والتاريخ الإنساني»، أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، جمعت كلاً من الروائي الدكتور شكري المبخوت، الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد، والدكتورة مريم الهاشمي.
في مداخلته قدّم الدكتور شكري المبخوت الحائز على جائزة البوكر عام 2015 عن روايته «الطلياني»، قراءة عميقة لمفهوم الهامش وعلاقته بالتاريخ من خلال الرواية، موضحاً أن المشكلة في الهامش ليست في موقعه فقط، بل في قدرته على إعادة تشكيل السرد التاريخي نفسه، وقال المبخوت: «التاريخ في نهاية الأمر هو رواية، والرواية حين تتعامل مع التاريخ لا تكتفي بتكراره، بل تُعيد صياغة الحكاية التي نجدها فيه لتخلق حكاية ثانية، قد تكون مضادة أو مختلفة جذرياً عن السرد الرسمي».
وأشار المبخوت إلى أن موقع الهامش يبني معنى جديداً، إذ إن الرواية تفكك التاريخ وتسائله، وأضاف أن الرواية في جوهرها تنتصر للأصوات التي همّشها التاريخ، فهي تشتغل على الذاكرة الإنسانية أكثر مما تشتغل على الوقائع. وأكد في ختام حديثه أن «كل رواية حقيقية تُبنى على هامش ما».

شهادة إبداعية 
من جانبه قدم الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد، شهادة إبداعية تربط تجربته الخاصة بأسئلة الندوة حول الهامش والهوية وخطاب ما بعد الحداثة، فقد انطلق حاج أحمد من تساؤل جوهري: هل الهامش ظاهرة جديدة؟ ليؤكد أن الأدب العربي القديم كان حافلاً بصور الهامش منذ شعر الصعاليك، مروراً بقصص الترحال والشتات مثل السندباد وغيره. وقال: «الإشكال الكبير أننا قرأنا أدبنا العربي في ضوء السرديات الغربية، فأهملنا خصوصيتنا، والتاريخ حين يُدمج بالهامش والهوية يصبح قلقاً، لكنه حين يُقرأ عبر الذاكرة الإنسانية، يستعيد عمقه الحقيقي».
وتحدّث الحاج أحمد عن تجربته الروائية عبر ثلاث مراحل أساسية، ففي روايته «مملكة الزيوان» تناول الهامش الصحراوي، أما في روايته «كاماراد» فانشغلت بالهامش الأفريقي. ويرى الحاج أحمد أن روايته مهدتْ الطريق أمام الرواية العربية لدخول عوالم أفريقيا المتشابكة ثقافياً وإنسانياً.

الهوية والتاريخ
من جانبها ركّزت الدكتورة مريم الهاشمي على البعد الفلسفي لمفهومي الهوية والتاريخ في بنية الرواية، معتبرةً أن الرواية هي الكائن الأدبي الأكثر قدرة على احتواء تعقيدات الحياة الإنسانية، ورأت أن هذا الجنس الأدبي يحمل بطبيعته إشكاليات الهوية وحضور التاريخ في الكتابة، لأنه كائن حي دائم التحول، يتفاعل مع المجتمع ويتغذى من أسئلته.
وتحدثت الهاشمي عن الهوية بوصفها مفهوماً متعدّد الدلالات لا يمكن حصره في تعريف واحد، إذ يحمل الفرد داخله هويات متعددة تتشكّل وفق السياق والزمن والتجربة، ومن هنا جاءت الرواية لتكون مساحة للإجابة عن سؤال الذات: من أنا؟، وأضافت: «الرواية ليست فقط تعبيراً عن الهوية، بل هي أيضاً بحث دائم عنها، لأن الذات حين تكتب تحاول أن تفهم نفسها والعالم من حولها».
ودعت إلى مساءلة التاريخ أدبياً، بقولها: «الإبداع الروائي هو وسيلة لإعادة التفكير في ذواتنا وهوياتنا، وأن مساءلة التاريخ ليست رفضاً له، بل سبيلاً لإغنائه وإعادة كتابته من منظور إنساني متجدد».

أخبار ذات صلة «الخماسي الحديث» يبدأ مشوار «الآسيوية» «المسابقات المصرية» تعاقب الأهلي والزمالك بسبب «سوبر أبوظبي»

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطينية بنيران مسيّرة للعدو الاسرائيلي شمال غرب مدينة غزة
  • براك: زيارة أحمد الشرع واشنطن تاريخية.. وإلغاء قانون قيصر قريبا
  • بعد تعليق قيصر.. ما الفوائد التي سيجنيها الاقتصاد السوري؟
  • سيدة فلسطينية تُصاب بحجارة المستوطنين.. وأمر عسكري بالسطو على 38 دونما
  •  منتدى مسك العالمي.. التاريخ يسطر من جديد بـ” إبداع الشباب”
  • روائيون عرب: الرواية تُعيد كتابة التاريخ وتُنصف الهامش
  • العدو الاسرائيلي يستولي على 38 دونما من أراضي الفلسطينيين شمال الخليل
  • الاحتلال يستولي على 38 دونما في بيت أمر شمال الخليل
  • الشهراني: «التوسعة السعودية الثالثة» الأكبر من نوعها في التاريخ
  • دفاعا عن التاريخ والمستقبل