بوابة الوفد:
2024-10-19@16:32:46 GMT

ليت «الرقيب» يعود يوماً!!

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

 

كم من مرة جلست لأتابع مسلسلاً درامياً أزجى به وقت الفراغ، فوجَّهتنى «بوصلة البحث» نحو الدراما الأجنبية بعد أن لم أعثر على مبتغاى فى «العربية» منها، إذ تفتقد فى أغلبها إلى جدة الفكرة، بل قد تثير الملل بالمط والتطويل، إلا ما رحم ربي، وبالفعل وجدت ما أريد فى أحد المسلسلات اسمه «from»؛ فالبرومو الدعائى شائق، والفكرة تبدو جذابة جديدة تثير ذلك الشغف العقلى المثير.

يحكى المسلسل عن منطقة فى إحدى الضواحى الأمريكية النائية تقع تحت لعنة ما تأسر من يمرون بها ليقعوا فى متاهة مرعبة مكانية زمانية تحاصرهم ولا يملكون فراراً، لذا فهم يسعون بشتى الطرق لفهم طبيعة هذا المكان والبحث عن طريق النجاة، وبينما أستمتع بمشاهدة الحلقات وما فيها من روعة الإخراج ودقة التصوير وما تطرحه من أفكار، إذ فجأة اصطدمت عيناى بمشهد جنسى -شاذ- محا كل أثر للشغف لديّ، بل ملأه بالغثيان والدهشة، ومثار الدهشة هنا هو: لماذا تغرس مثل هذه المشاهد الجنسية -الشاذة- التى لا تخدم السياق الدرامى لهذا المسلسل أو ذاك قيد أنملة، بل إنها ببساطة إذا حُذفت -أو لم توجد من الأساس- ما كانت لتضر ببنية العمل الدرامى مطلقاً.

وحقيقة، فإن الأمر لا يقتصر على هذا المسلسل فقط، بل إنه سادر فى أعمال درامية هوليوودية كثيرة فيما يشبه «المنهج المكرر» الذى يصر على تغذيتها بمثل هذه العلاقات الشائهة، حيث ثمة هامش منها لا بد منه فى تلك المسلسلات التي تدخل بيوتنا جميعًا بما يشبه دس «السم فى العسل».

 نعم، قد تجد فكرة المسلسل جاذبة وأداء الممثلين قد يكون فائقاً ولكن دس الشذوذ ومشاهد الجنس فى الأعمال الدرامية بهذا الشكل وتقبلها كأمر طبيعي بما يتناقض بالتأكيد مع العقائد والأعراف لدينا هو أمر غير مقبول على الإطلاق، بل إنه شديد الخطورة كذلك، حيث إن الدراما -كانت ولا تزال- ذات تأثير مهم فى تشكيل الوعى لدى أفراد الأسرة جميعاً، فيما يعد أبرز عناصر «القوى الناعمة» التى تعتمد عليها الدول فى غرس قيم وأفكار معينة فيما يشبه «الغزو العقلى».

هى إذن حرب جديدة تفوق فى شراستها الحروب التقليدية فى عصرنا هذا ذي الفضاءات المفتوحة، وقد يرى أحدهم بأن الحل يتمثل في مقاطعة الدراما الغربية، ولكن قطعاً «الممنوع مرغوب»، فما تمنع أولادك من مشاهدته أمام ناظريك قد يثير الفضول لديهم، فيشاهدونه من وراء ظهرك فى هذا العصر الفضائى المرعب الذى يتسع لكل ما هو غريب ومختلف عن ثقافاتنا، والذى يرتع بمنأى عن «مقص الرقيب»، الذى رغم اختلافنا معه فى جوانب كثيرة، فإنه كان يمثل درع الأمان فى مواجهة كل ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا الأخلاقية.

 بالطبع نحن نتوق جميعاً إلى دراما جديدة تتفق مع قيمنا، دراما نلتف حولها جميعاً ولا نخجل من مشاهدتها مع وجود مشهد ساخن هنا أو آخر شاذ هناك، دراما جاذبة غير مملة، تحترم عقل المشاهد العربى وتمنحه البديل الذى يليق به إزاء دراما الغرب التى رغم ما تحمله من تشويق وإثارة وروعة التصوير فإنها تحمل بذور الفساد وترسخ أخلاقيات فاسدة لم نعهدها من قبل.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

فى صالون الوفد ببورسعيد: لا مساس بـ "قبة" قناة السويس

فى صالون الوفد ببورسعيد : لا مساس بـ "قبة" قناة السويس أمل رمزى : سنكون أول من يدافع عن تراث وتاريخ المدينة الباسلة صفوت عبد الحميد : نثق فى القيادة السياسية بعدم المساس بـ "الكوبانية" مريم رجب : الحفاظ على الأمن القومى المصرى فى الموقع الحيوى والهام

 

بورسعيد – عبد الرحمن بصلة :

 

أصدر "صالون الوفد" الذى عقد أحد لقاءاته بمقر الوفد الرئيسى ببورسعيد العديد من التوصيات والتى أعلنتها مريم رجب مشرفة الصالون ونائب رئيس لجنة الوفد العامة ببورسعيد كانت أهمها : الإستجابة للرأى العام البورسعيدى بكل إنتماءاته بعدم المساس بمبنى القبة كهدف إستثمارى وإلغاء فكرة تحويله لفندق عالمى ، وأيضا كافة المبانى التراثية والتاريخية ، والحفاظ على الأمن القومى المصرى فى هذا المكان الحيوى والهام وبما يضمن عدم وجود جنسيات متعددة على شريان أهم مجرى ملاحى فى العالم ، والحفاظ على مبنى هيئة قناة السويس "الكوبانية" التاريخى والأثرى ، وعدم المساس بشكله الجمالى الفريد الذى صمم به وترميم المبنى من الداخل والخارج بالطرق العلمية السليمة ومن المتخصصين بالتراث والآثار حتى لا يتعرض المبنى للتشويه والدمار ، ودراسة تحويل مبنى القبة كمتحف تاريخى يحكى كل ما يتعلق بقناة السويس بداية من فكرة الحفر وماواجهته من صعاب وتضحيات مرورا بما مرت به من أزمات حروب وغلق وإعادة إفتتاحها أمام التجارة العالمية ، وإعادة تخطيط الشوارع المؤدية لمبنى القبة وما يشملها من مبان أثرية حتى رصيف ديليسبس على المدخل الشمالى لقناة السويس ، ومراجعة وإعادة دراسة النهج الإستثمارى لهيئة قناة السويس بما يحافظ على المنشآت التاريخية بمدن القناة ، والحفاظ على هوية بورسعيد التاريخية لكافة منشآتها التراثية والمعمارية المتميزة ، وتوجيه أعمال التطوير والتجميل والحفاظ على التراث لمبانى الفنار والبيت الإيطالى وممشى ديليسبس وكافة المبانى المطلة على المجرى الملاحى لقناة السويس . .

 

بيان لأحزاب المعارضة

أصدرت أحزاب  الوفد والتجمع والناصرى والعمل بيانا عقب نهاية الصالون أكدت فيه التالى " تابعت الأحزاب والقوى السياسية فى بورسعيد بقلق بالغ مشروع تحويل قبة هيئة قناة السويس ببورسعيد على الضفة الغربية  للممر المائى الملاحى للقناة إلى  نشاط فندق سياحى تتولى إدارته إحدى شركات السياحة وإذ  تعرب هذه الأحزاب عن رفضها الكامل والمطلق لهذا المشروع الذى يمثل إهانة باللغة وإعتداء على رمزية المبنى التاريخية التى تجسد كفاح الشعب المصرى -- وتطالب القوى الحزبية والسياسية بإستئناف إستكمال ترميم مبنى قبة الهيئة بمعرفة وزارة الآثار المصرية وإعادة تشغيل المبنى طبقا للعرض الذى خصص من أجله فى تنظيم عبور السفن لقناة السويس . 

   أحزاب : الوفد / التجمع  الناصرى / العمل

 

وكان "صالون الوفد" والذى يعقد بشكل دورى لمناقشة القضايا والمشكلات التى تواجه الشارع البورسعيدى قد عقد لقاءه الأخير بالمقر الرئيسى للحزب بحضور النائبة أمل رمزى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ وعضو الهيئه العليا بحزب الوفد والمستشار صفوت عبد الحميد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة بورسعيد وجمال شحاتة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وسكرتير عام لجنة بورسعيد ، والنائب أحمد فرغلى عضو مجلس النواب وعضو اللجنة الإقتصادية بالمجلس ، وقيادات وأعضاء حزب الوفد وأمناء أحزاب التجمع والناصرى والعمل ببورسعيد ونقباء التجاريين والعلميين وإتحاد إتحاد نقابات عمال بورسعيد وعددا كبيرا من المتخصصين فى التراث والآثار وقيادات ورموز العمل الوطنى والتيارات السياسية والشعبية ببورسعيد .

أكدت مريم رجب مشرفة الصالون فى كلمتها أن الحوار المجتمعى البناء الذى يحرص عليه حزب الوفد والمشاركة الفعالة التى تهم الرأى العام ، ومايدور من أحداث وفعاليات وقضايا تهم المجتمع البورسعيدى ، فإن صالون الوفد الذى بدأت فكرته منذ سنوات وناقشنا فيه مجموعة كبيرة من المشكلات التى تشغل أهل أهل بورسعيد ، ونفتح ملف من أهم الملفات الهامة ومن أخطر القضايا التى حركت الرأى العام فى بورسعيد من جميع طوائفه وفئاته .. 

( الكوبانية ) يعرفها كل بورسعيدى عبر الأجيال الماضية منذ نشأة بورسعيد وحتى الآن ، فهى تاريخ بورسعيد وتمثل الرمز والتراث وهى الماضى والحاضر والمستقبل وعلامة بارزة يقصدها كل زائر يركب المعديات لتكون هى الخلفية التى تؤكد أنه فى بورسعيد ... وكانت البداية عندما أعلنت إحدى الشركات الأجنبية عن توقيعها عقد يتيح لها إستغلال مبنى هيئة قناة السويس المطل على القناة وتحويله لفندق يجذب إليه السائحين من كل بلدان العالم دون إعتبار لأهمية المكان وخطورته وما يمثله من أمن قومى للبلاد وأيضا كونه رمزا لمدينة ضحت بدماء أبنائها فداءا للوطن كما أنه أثرا تاريخيا يمثل حقبة من الزمان وشاهد عيان على أحداث تاريخية ستظل خالدة .. 

ووجهت النائبة أمل رمزى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد فى كلمتها الشكر لصالون الوفد وللجنة بورسعيد التى ناقشت وتبنت التصدى لما يحدث فى المساس برمز من رموز مصر وهو فعلا رمزا لبورسعيد .. نعرف بورسعيد منه ، ولكن علينا أن نأخذ الموضوع بأكثر هدوءا خاصة أن هيئة قناة السويس لم تعلن رسميا عن إستغلال المبنى فى تحويله لفندق إنما الإعلان جاء من جانب الشركة فقط ، وما أعلنه رئيس الهيئة أن الفكرة ما زالت تحت الدراسة فعلينا جميعا أن ننتظر حتى نبدأ فى إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ولكن ما يحدث هو مجرد إنذار مبكر لإعادة النظر فى أية مشروعات تمس هذا لرمز التاريخى ، وأن المبنى هو ملك لهيئة قناة السويس والترميم هو مسئولية وزارة الآثار وعليها أن تعود من جديد لإستكمال ما بدأته من أعمال ترميم حفاظا على المبنى حتى لا يتأثر بما حدث فيه حاليا من أعمال ، ولكن ما أعرفه أن المشروع الإستثمارى ما زال تحت الدراسة ، وسنكون أول من يدافع عنه أمام كل الجهات وعلى كل المستويات لأنه تاريخ يمثل مدينة ورمزا لها وبورسعيد ضحت من أجل مصر وكل الشعب المصرى يقدرها ، ولا بد أن تأخذ حقها من الإهتمام بإعتبارها بوابة مصر الشمالية ، وسنكون أول من يدافع عن تراثها وآثارها .

كما أكد صفوت عبد الحميد عضو الهيئة العليا ورئيس لجنة بورسعيد : أن هذه القضية الهامة هى متعددة الجوانب وتهم كل مواطن مصرى وليس بورسعيدى فقط ، فهذا المبنى قد واجه نيران العدوان الثلاثى وأيضا جميع الحروب الخارجية التى شهدتها المنطقة ، كما أنه يمثل الرمز لمدينة بورسعيد ، ولكن يبدو هذه المرة أن الحرب الذى يتعرض لها هذا المبنى هى حرب من الداخل ، ولكننا نثق فى القيادة السياسية أنها لن تسمح لأية جهات أن تعبث بهذا المبنى لما يمثله من تاريخ وأثر ورمز ، وجاء الهجوم بداية من تشكيل إدارة لإقليم القناة ثم صندوق خاص بهيئة قناة السويس أعطى لها حق العبث وتشويه التاريخ ، وهو ما نرفضه جميعا ويرفضه كل مصرى غيور على وطنه وأمنه وسلامته ، وصدور بيان من رئيس الهيئة يؤكد فيه إعادة النظر فى المشروع الإستثمارى هى خطوة يجب أن تأخذ الطريق الصحيح بعدم المساس به فى أية مشروعات إستثمارية ولكن يجب أن يكون الهدف هو ترميمه وصيانته والحفاظ عليه ، وأن تكون هناك شفافية وإعلان مباشر عن نية الهيئة فى عدم تعريض المبنى لأية محاولات تؤثر عليه ، وعليها أن تسكمل مابدأته وزارة الآثار فى ترميم المبنى وتجهيزه ليكون متحفا أو رمزا من رموز الهيئة وبورسعيد وعدم تسليمه لأية شركات تهدف من وراءه الإستثمار فى تحويله لفندق أو غيره .

ودارت مناقشات طويلة لجميع الحضور ركزت جميعها على ضرورة الحفاظ على المبنى التاريخى والأثرى الذى يمثل ركزا لبورسعيد ، وأن مبنى "الكوبانية" شاهد عيان على كثير من الأحداث التى شهدتها مصر منها : الحربين العالميتين الأولى والثانية وأحداث مابعد تأميم قناة السويس عندما إنطلق منه المرشدون المصريون لمواجهة إنسحاب المرشدين الفرنسيين والبريطانيين ردا على قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية فى 26 يوليو 1956 وضرب المرشدون المصريين أروع صفحات الكفاءة والتحدى وإستطاع قطاع ضباط القوات البحرية إدارة حركة الملاحة بالقناة بالتعاون مع المرشدين اليونانيين ، وجلاء الإنجليز عن مصر وخروج آخر جندى محتل من المدينة الباسلة يوم 23 ديسمبر عام 1956 ، وشهد زيارة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1957 ورفع العلم المصري بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر وإعلان إستقلال مصر وإستعادتها لكامل سيادتها على القناة وأرضيها ، كما كان المبنى شاهدا على هجوم الطيران الفرنسى والإنجليزى على مدينة بورسعيد وفترة العدوان الثلاثى عام 1956 ، ثم حرب 1967 وقصف الطيران الإسرائيلى لبورسعيد وإغلاق القناة فى 5 يونيو عام 1967 وإعادة إفتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية فى 5 يونيه عام 1975 بحضور الرئيس أنور السادات عقب إنتصار أكتوبر وتطهيرها من الألغام والسفن الغارقة بالمجرى الملاحى .

 

مقالات مشابهة

  • حنان أبوالضياء تكتب عن: سينما صدمات ما بعد الحرب
  • نعم  للمدرب المصري
  • ياسمين عبد العزيز تفجّر مفاجأة عن مسلسلها في رمضان
  • فى صالون الوفد ببورسعيد: لا مساس بـ "قبة" قناة السويس
  • بدعم موسم الرياض.. يوسف الشريف يعود للدراما بعد غياب
  • التراجيديا اللبنانية
  • إيران.. كلمة السر
  • الاقتصاد الذى نريده!
  • عادل حمودة يكتب: لعبة الأمم فى السودان