بوابة الوفد:
2024-11-23@21:32:11 GMT

«فوكو».. ومنهجه الفلسفي

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ولد "ميشيل فوكو" عام 1926م يمدينة بواتييه في فرنسا، ومن اهم أعماله "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" الذي نشر عام1961م وقد استهل مسيرته الفلسفية بدراسات نقدية متميزة عن هيوم ونيتشة ولاكان واسبينوزا وبرجسون، كما قام بدراسات أدبية أهما "بروست والعلامات" في عام 1970م، وقد رفض الاتجاه القائل بتجاوز الميتافيزيقا أو موت الفلسفة، لأن الفلسفة مازالت معنية بخلق المفاهيم، كما فصل المعرفة عن السلطة، واكتسبت الفلسفة معه معنًا جديدًا، وقد مات فوكو عام 1984م.

ومهما تكن اهمية دريدا وفوكو في الفكر المعاصر، فإن كلًا منهما قد اتخذ وجهة مختلفة في قراءة ديكارت، والأهم من ذلك أنهما في تبادل هذه القراءة في المناظرة التي دارت بينهما. يرجع اهتمام فوكو بالبحث عن الأصل أو اللوغوس باعتباره الموطن الأصلي لنشأة العقل الأوروبي، وذلك بإعطاء الكلمة للذات في التعبير عن نفسها، وفك شفرة هذه اللغة في تاريخ الفلسفة، إلا أنه يبقي أن تكن الديكارتية هي المصدر الأساسي في تكوين مشروعه. 

عزيزي القارئ كان الظن أن يهتم فوكو بالكشف عن الحلقات المتوسطة بين المراحل الانتقالية من عصر النهضة إلى العصر الكلاسيكي حتى القرن التاسع عشر، دون إقامة حواجز فاصلة بين هذه العصور، صحيح انه يرفض التواصل التاريخي بين العصور، ولكن من المؤكد أن استبعاد التاريخية يعني القضاء بالفشل على مجهوده العلمي باعتباره تدوينًا للتاريخ. كما يشير فوكو إلى أن الشك عند ديكارت يقضي على شهادة الحواس، كما يتجاوز صور الأحلام، معتمدًا على سرد الأشياء الحقيقة، إلا أنه يقصي (يُبعد) الجنون باسم الذات التي تشك، لذلك ترفض العودة إلى الجنون، إلا إذا توقفت عن التفكير.

لذلك نجد صديقي القارئ بعض النقاد يروا أن فوكو لا يقدم لنا سوي مجموعة من اللقطات أو المشاهد الفلسفية المنفصلة، دون أن يبين ما بينهما من روابط أو علاقات، حيث يرفض كل ماضي الفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، من خلال تلك المزاعم العرضية المتكررة عن وجود "قطيعة" لا يمكن عبورها بين العصور الثقافية المختلفة، والظاهر أن النسبية الثقافية التي أخذ بها فوكو، قد أفضت به إلى ضرب من "الخزي الفلسفي" وكأن من العار على المرء أن يكون فيلسوفًا.

وختامًا، إذ أمعنا النظر فيما يقول فوكو لوجدنا أن فكره يسير في اتجاه بلا فلسفة. كان من الضروري أن يضحي فوكو بالتاريخ لحساب البنية، وأن يقصي العقل من أجل بقاء النظام، ورفض كل ماضي للفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، بسبب وجود "قطيعة" لا يمكن عبروها بين العصور الثقافية المختلفة... وللحديث بقية في الأسبوع المقبل لمناقشة اهم إشكالية قدمها فوكو على طاولة البحث الفلسفي إن قدر لنا الله البقاء واللقاء.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

نقاشات حول دور مصر الفعال في تطوير الفلسفة ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي.. صور

شهد اليوم بيت الفسلفة بالفجيرة فعاليات اليوم الثاني من الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة، المقام هذا العام تحت شعار "النقد الفلسفى".
تضمن برنامج اليوم عدة محاضرات لأبرز أساتذة الفلسفة العرب والأفارقة، حيث تضمنت الجلسة الأولى التي أدارتها د. دعاء خليل محاضرتين، جاءت الأولى تحت عنوان "الأساس الفلسفي للنقد الأدبي" وطرحت فيها الناقدة الإماراتية د. مريم الهاشمي عدة تساؤلات عن فلسفة الفوضى وفلسفة الآلة، ومدى قدرة النقد على احتواء الفلسفة، وماذا تريد الفلسفة في الأساس من النص الإبداعي.

 


وتناولت "الهاشمى" خلال محاضرتها المراحل التي مر بها النقد مع التطور الإنسانى والفكرى حتى أصبح له منهجية واضحة.

 

 


بينما تحدث د. سليمان الضاهر أستاذ الفلسفة اليونانية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية عن "النقد وبداية التفلسف" من خلال طرح بعض النقاط في ورقة عمل اعتبرها ملخصا لأحد أبحاثه، فسلط الضوء على كيف انتقل الإنسان القديم خلال مرحلة الوعي الأسطورى التي كان يتقبل فيها الخلق دون نقد أو طرح أي سؤال - لأنه كان يتوافق مع رغباته الإنسانية - إلى مرحلة النقد الفسلفي.
وشرح "الضاهر" كيف انتقل الفكر الفلسفي من السؤال النظرى إلى مرحلة السؤال العملى التي جعلت النقد الفلسفي اكثر إلتصاقا بالإنسان.

 

 

 


وفي نفس السياق، جاءت الجلسة الثانية التى رأسها د. سليمان الضاهر، فجاءت المحاضرة الأولى تحت عنوان "الإنصات بوصفه شرطا أوليا للنقد" حيث تحدث فيها د. عبد الله المطيري عن العلاقة الوثيقة بين الإنصات والنقد، وكيف يسهم الإنصات في تطوير الحوار والفكر النقدي، كما أكد أن الإنصات هو النداء الذي تستجيب له اللغة لتلد حوارا.
تلى ذلك محاضرة بعنوان "النقد والسؤال" تحدث فيها د. عبد الله الجسمي عن طبيعة العلاقة بين النقد والسؤال على مستوى التقديم والتفكير وطبيعة الوظيفة النقدية للفلسفة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المنهج النقدي في المدارس الفلسفية التقليدية الذي كان مقيد بالمسلمات وخاضع لطبيعة الحقيقة الكلية التي يؤمن بها الفيلسوف.

وعلى صعيد آخر، جاءت الجلسة الثالثة والأخيرة التى قدمت باللغة الإنجليزية والتي رأسها د. مشهد العلاف، حيث حاضر في تلك الجلسة الناقد الأفريقي د. إيدوين إيتييبو بعنوان "الخطاب الفلسفي العربي والإفريقي ودوره في تجاوز المركزية الأوروبية" والذي أكد على أن تطور الفلسفة الغربية اعتمد في الأساس على نظريات وفلاسفة العرب، بالرغم من أنهم يعتبرون تاريخ الفلسفة الأوروبية وكأنه هو التاريخ الوحيد والأساسى في جميع أنحاء العالم.
مشيرا إلى رفضه لتهميش دور الفلسفة العربية والأفريقية رغم تميزها وتفردها، خاصة الفلاسفة الإسلاميين الذين أحدثوا تطورا كبيرا في هذا المجال، وانتقلت أفكارهم من خلال الترجمات من العربية إلى اللغات المختلفة، كما ضرب أيضا مجموعة من الأمثلة على وجود فلاسفة في مصر أسهموا بكثير من الدراسات في مجال الفلسفة منذ العصور الفرعونية القديمة، وكان أغلبهم يجمعون بين الفلسفة والطب والعلوم.
جديرا بالذكر أن هذا المؤتمر يقام بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة، ومن المقرر أن تختتم أعمال تلك الدورة غدا السبت باجتماع حلقة الفجيرة الفلسفية ورؤساء الجمعيات الفلسفية العربية، بجانب عرض نتائج دراسة حالة "أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس"، ثم توقيع اتفاقية تعاون بين "بيت الفلسفة" بالإمارات وجامعة بارى ألدو مورو.

مقالات مشابهة

  • وليّ عهد الفُجيرة يتسلم وسام الشَرف من جامعةِ "باري ألدو مورو" الإيطالية
  • مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يختتم فعاليات دورته الرابعة
  • الأجزاء المحذوفة من منهج الفلسفة والمنطق لطلاب الصف الأول الثانوي
  • النزعة الإنسانية
  • "دور مصر الفعال في تطوير الفلسفة" محاضرة بـ ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي
  • نقاشات حول دور مصر الفعال في تطوير الفلسفة ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي.. صور
  • كاتبة صحفية: موقف المؤسسات الدينية من الطلاق الشفهي مرفوض
  • سفير تونس يؤكد عمق العلاقات مصر وتونس على مر العصور
  • انطلاق الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة.. الليلة
  • «اليونسكو» تحيي اليوم العالمي للفلسفة