بوابة الوفد:
2025-10-16@00:35:18 GMT

«فوكو».. ومنهجه الفلسفي

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ولد "ميشيل فوكو" عام 1926م يمدينة بواتييه في فرنسا، ومن اهم أعماله "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" الذي نشر عام1961م وقد استهل مسيرته الفلسفية بدراسات نقدية متميزة عن هيوم ونيتشة ولاكان واسبينوزا وبرجسون، كما قام بدراسات أدبية أهما "بروست والعلامات" في عام 1970م، وقد رفض الاتجاه القائل بتجاوز الميتافيزيقا أو موت الفلسفة، لأن الفلسفة مازالت معنية بخلق المفاهيم، كما فصل المعرفة عن السلطة، واكتسبت الفلسفة معه معنًا جديدًا، وقد مات فوكو عام 1984م.

ومهما تكن اهمية دريدا وفوكو في الفكر المعاصر، فإن كلًا منهما قد اتخذ وجهة مختلفة في قراءة ديكارت، والأهم من ذلك أنهما في تبادل هذه القراءة في المناظرة التي دارت بينهما. يرجع اهتمام فوكو بالبحث عن الأصل أو اللوغوس باعتباره الموطن الأصلي لنشأة العقل الأوروبي، وذلك بإعطاء الكلمة للذات في التعبير عن نفسها، وفك شفرة هذه اللغة في تاريخ الفلسفة، إلا أنه يبقي أن تكن الديكارتية هي المصدر الأساسي في تكوين مشروعه. 

عزيزي القارئ كان الظن أن يهتم فوكو بالكشف عن الحلقات المتوسطة بين المراحل الانتقالية من عصر النهضة إلى العصر الكلاسيكي حتى القرن التاسع عشر، دون إقامة حواجز فاصلة بين هذه العصور، صحيح انه يرفض التواصل التاريخي بين العصور، ولكن من المؤكد أن استبعاد التاريخية يعني القضاء بالفشل على مجهوده العلمي باعتباره تدوينًا للتاريخ. كما يشير فوكو إلى أن الشك عند ديكارت يقضي على شهادة الحواس، كما يتجاوز صور الأحلام، معتمدًا على سرد الأشياء الحقيقة، إلا أنه يقصي (يُبعد) الجنون باسم الذات التي تشك، لذلك ترفض العودة إلى الجنون، إلا إذا توقفت عن التفكير.

لذلك نجد صديقي القارئ بعض النقاد يروا أن فوكو لا يقدم لنا سوي مجموعة من اللقطات أو المشاهد الفلسفية المنفصلة، دون أن يبين ما بينهما من روابط أو علاقات، حيث يرفض كل ماضي الفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، من خلال تلك المزاعم العرضية المتكررة عن وجود "قطيعة" لا يمكن عبورها بين العصور الثقافية المختلفة، والظاهر أن النسبية الثقافية التي أخذ بها فوكو، قد أفضت به إلى ضرب من "الخزي الفلسفي" وكأن من العار على المرء أن يكون فيلسوفًا.

وختامًا، إذ أمعنا النظر فيما يقول فوكو لوجدنا أن فكره يسير في اتجاه بلا فلسفة. كان من الضروري أن يضحي فوكو بالتاريخ لحساب البنية، وأن يقصي العقل من أجل بقاء النظام، ورفض كل ماضي للفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، بسبب وجود "قطيعة" لا يمكن عبروها بين العصور الثقافية المختلفة... وللحديث بقية في الأسبوع المقبل لمناقشة اهم إشكالية قدمها فوكو على طاولة البحث الفلسفي إن قدر لنا الله البقاء واللقاء.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

كشف لغز "الجثة الخطأ" التي سلمتها حماس لإسرائيل.. لمن تعود؟

كشفت مصادر إسرائيلية، الأربعاء، هوية الجثة الرابعة التي سلمتها حركة حماس مساء الثلاثاء، واتضح أنها ليست لرهينة إسرائيلي.

وكانت حماس سلمت إسرائيل 4 جثث مساء الثلاثاء، إلا أن الفحوص أثبتت أن 3 منها فقط تعود لرهائن إسرائيليين.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الجثة الرابعة تعود لفلسطيني يشتبه في تعاونه مع الجيش الإسرائيلي، قتل العام الماضي في غزة.

وقال بيان صادر عن المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب، إن الجثة الرابعة التي تم استلامها "لا تطابق أي ملف لرهائن أو مفقودين إسرائيليين".

وأكد مسؤول أمني لاحقا لـ"يديعوت أحرنوت"، أن الجثمان يعود لشخص فلسطيني من سكان الضفة الغربية المحتلة، كان محتجزا سابقا لدى إسرائيل بتهم تتعلق بالأمن القومي.

ونشرت وسائل إعلام فلسطينية في غزة صورة للجثة، مشيرة إلى أنها تعود لشخص فلسطيني، إلى جانب صورة سلاح قالت إنه كان بحوزته.

وأوضح تحقيق استقصائي نشرته "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق هذا العام، أن القتيل "ليس جنديا، بل مدني فلسطيني كانت تحوم حوله شبهات التعاون مع إسرائيل".

وأكدت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أن الشخص المذكور كان قد اعتقل إداريا عام 2020 في سجن "عوفر" الإسرائيلي، على خلفية معلومات استخبارية سرية.

وذكر سكان من مخيم عقبة جبر في الضفة الغربية أنهم لم يروه منذ فترة طويلة، مشيرين إلى أنه ربما كان موجودا في غزة.

وقال أحد السكان: "رأينا صورته وتأكدت شكوك كثيرين هنا بأنه كان يعمل مع الجيش الإسرائيلي".

وطالب الجيش الإسرائيلي حماس بـ"بذل كافة الجهود" لإعادة جثث جميع الرهائن الذين لقوا حتفهم.

مقالات مشابهة

  • "هل نحيا خلف الأقنعة؟".. أمسية بفعاليات "الرواق الفلسفي" بمكتبة مصر الجديدة (الجمعة)
  • كشف لغز "الجثة الخطأ" التي سلمتها حماس لإسرائيل.. لمن تعود؟
  • التعلُّم من الدول والقيّادات التي تُغلب مصالِح شعوبها
  • الجيش الاسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس ليست لمحتجز
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع التي تسلمناها من حماس لا تخص أيا من الرهائن
  • أبرز فوائد اللوبيا.. ما الفيتامينات التي تتضمنها؟
  • مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية لـ «الأسبوع»: العلاقات المصرية الروسية جسر حضاري يمتد عبر العصور
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟