بوابة الوفد:
2025-04-07@08:02:55 GMT

«فوكو».. ومنهجه الفلسفي

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ولد "ميشيل فوكو" عام 1926م يمدينة بواتييه في فرنسا، ومن اهم أعماله "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" الذي نشر عام1961م وقد استهل مسيرته الفلسفية بدراسات نقدية متميزة عن هيوم ونيتشة ولاكان واسبينوزا وبرجسون، كما قام بدراسات أدبية أهما "بروست والعلامات" في عام 1970م، وقد رفض الاتجاه القائل بتجاوز الميتافيزيقا أو موت الفلسفة، لأن الفلسفة مازالت معنية بخلق المفاهيم، كما فصل المعرفة عن السلطة، واكتسبت الفلسفة معه معنًا جديدًا، وقد مات فوكو عام 1984م.

ومهما تكن اهمية دريدا وفوكو في الفكر المعاصر، فإن كلًا منهما قد اتخذ وجهة مختلفة في قراءة ديكارت، والأهم من ذلك أنهما في تبادل هذه القراءة في المناظرة التي دارت بينهما. يرجع اهتمام فوكو بالبحث عن الأصل أو اللوغوس باعتباره الموطن الأصلي لنشأة العقل الأوروبي، وذلك بإعطاء الكلمة للذات في التعبير عن نفسها، وفك شفرة هذه اللغة في تاريخ الفلسفة، إلا أنه يبقي أن تكن الديكارتية هي المصدر الأساسي في تكوين مشروعه. 

عزيزي القارئ كان الظن أن يهتم فوكو بالكشف عن الحلقات المتوسطة بين المراحل الانتقالية من عصر النهضة إلى العصر الكلاسيكي حتى القرن التاسع عشر، دون إقامة حواجز فاصلة بين هذه العصور، صحيح انه يرفض التواصل التاريخي بين العصور، ولكن من المؤكد أن استبعاد التاريخية يعني القضاء بالفشل على مجهوده العلمي باعتباره تدوينًا للتاريخ. كما يشير فوكو إلى أن الشك عند ديكارت يقضي على شهادة الحواس، كما يتجاوز صور الأحلام، معتمدًا على سرد الأشياء الحقيقة، إلا أنه يقصي (يُبعد) الجنون باسم الذات التي تشك، لذلك ترفض العودة إلى الجنون، إلا إذا توقفت عن التفكير.

لذلك نجد صديقي القارئ بعض النقاد يروا أن فوكو لا يقدم لنا سوي مجموعة من اللقطات أو المشاهد الفلسفية المنفصلة، دون أن يبين ما بينهما من روابط أو علاقات، حيث يرفض كل ماضي الفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، من خلال تلك المزاعم العرضية المتكررة عن وجود "قطيعة" لا يمكن عبورها بين العصور الثقافية المختلفة، والظاهر أن النسبية الثقافية التي أخذ بها فوكو، قد أفضت به إلى ضرب من "الخزي الفلسفي" وكأن من العار على المرء أن يكون فيلسوفًا.

وختامًا، إذ أمعنا النظر فيما يقول فوكو لوجدنا أن فكره يسير في اتجاه بلا فلسفة. كان من الضروري أن يضحي فوكو بالتاريخ لحساب البنية، وأن يقصي العقل من أجل بقاء النظام، ورفض كل ماضي للفلسفة، وقطع كل صلة بتاريخ الفكر، بسبب وجود "قطيعة" لا يمكن عبروها بين العصور الثقافية المختلفة... وللحديث بقية في الأسبوع المقبل لمناقشة اهم إشكالية قدمها فوكو على طاولة البحث الفلسفي إن قدر لنا الله البقاء واللقاء.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رغم الهزة التي ضربت الأسواق.. ترامب يؤكد: "التعريفات الجمركية تسير بشكل رائع"

رغم الهزة التي ضربت الأسواق.. ترامب يؤكد: "التعريفات الجمركية تسير بشكل رائع"

مقالات مشابهة

  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • تعرف على ابتهال أبو سعد المهندسة التي هاجمت مايكروسوفت
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • التربية تعلق بشأن الاستحقاقات التي تخص الملاكات التعليمية
  • تطور النقد الأدبي عبر العصور
  • المرأة اليمنية.. صمود وثبات على مر العصور
  • مليشيا آل دقلو الدرب راح ليهم فی أَلْمِی !!
  • رغم الهزة التي ضربت الأسواق.. ترامب يؤكد: "التعريفات الجمركية تسير بشكل رائع"
  • جناح المملكة في بولونيا يقدم ندوة “التفكير الفلسفي في السعودية”