انتخابات كردستان المفصلية.. تغييرات مرتقبة واهتزاز في الخريطة السياسية داخل الإقليم
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
بغداد اليوم – كردستان
توقع المحلل السياسي رياض الوحيلي، اليوم السبت (19 تشرين الأول 2024)، حصول تغيير في انتخابات برلمان كردستان، في ظل وجود ما أسماها "خيارات جديدة".
وقال الوحيلي في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "تغييرا حقيقيا سيحصل في هذه الانتخابات التي تعد مفصلية، وسيكون هناك انقلاب في موقف الكتل والأحزاب، وخاصة تلك التقليدية التي سيتراجع دورها".
وأضاف، أن "العلاقة مع بغداد ممكن أن تتحسن بعد الانتخابات، إذا ما انتجت هذه العملية الانتخابية برلمانا قويا، يكون هو المسؤول الأول عن القرارات داخل الإقليم، لأن تحسن العلاقة سينعكس على وضع المواطن من ناحية الخدمات والرواتب وغيرها".
وأنهى الاقليم أمس الجمعة (18 تشرين الأول 2024)، عملية التصويت الخاص لانتخابات برلمان كردستان في 165 مركزا بسبع محافظات وبمشاركة أكثر من 200 ألف ناخب.
وأكدت مفوضية الانتخابات الاتحادية، أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، فضلا عن استعدادها للتعامل مع كل الخروق وممارسات التزوير وإحالة المخالفين إلى القضاء. وتشرف المفوضية المستقلة على انتخابات الإقليم بطلب من الأحزاب السياسية بسبب فقدان الثقة بمفوضية الإقليم.
وتتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تفرزه انتخابات الإقليم البرلمانية من نتائج من شأنها إحداث اهتزاز في الخريطة السياسية داخل الإقليم، سواء في المحافظات التقليدية الثلاث (أربيل، دهوك، السليمانية)، أو في مناطق نفوذ متنازع عليها مثل كركوك ونينوى.
وبينما أكدت المفوضية عبر مؤتمر صحافي أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت 70 بالمئة، يتوقع مراقبون نسبة مشاركة منخفضة نسبيا خلال الانتخابات العامة التي ستجرى الأحد المقبل، رغم الحملات الانتخابية التي شهدت تصعيدا متبادلا وتبادل اتهامات.
ويتنافس 1091 مرشحا في إقليم كردستان من كلا الجنسين على 100 مقعد، منها خمسة "كوتا" للمكونات، بعد أن كانت 11 مقعدا، حيث جرى تقليصها بقرار من المحكمة الاتحادية العليا.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
سقوط نظام الأسد: بداية جديدة أم فوضى مرتقبة؟
بغداد اليوم - بغداد
بعد مضي أكثر من نصف قرن على حكم نظام الاسد، سقط الاخير خلال ساعات أمام تنظيمات مسلحة عدة تتقدمها هيئة تحرير الشام التي يقودها ابو محمد الجولاني المصنف على لائحة الارهاب الدولي ومنها الامريكي، في سيناريو اثار جدلا واسعا بسبب سرعة انهيار الجيش السوري رغم ما يملكه من قدرات كبيرة من الاسلحة والمعدات مع وجود حلفاء، أبرزهم روسيا.
لكن يبدو أن هيئة تحرير الشام باتت تمسك بقوة في زمام الامور في دمشق وهي من تقود سوريا الى المرحلة القادمة وسط حالة ترقب لكيفية ادارة شؤون البلاد ومنها تسهيل عودة ملايين النازحين من شتى بلدان العالم الى مناطقهم بعد فترة عصيبة مرت بها سوريا على مدار أكثر من 13 سنة من الاضطرابات والاشتباكات.
"بغداد اليوم" سعت الى لقاء بعض من النازحين السوريين ممن يعملون في مهن مختلفة في بعقوبة وباقي مدن ديالى من أجل الوقوف على طبيعة آرائهم حيال العودة الى ديارهم وإنهاء رحلة نزوح دامت سنوات.
محمد عبدة، خريج جامعي من ريف دمشق، قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "وصل إلى بغداد قبل ست سنوات وانتقل إلى محافظة ديالى حيث يعمل في شركة للتسويق الزراعي. محمد استقر في بعقوبة ويؤجل قرار عودته إلى بلاده بانتظار ما ستسفر عنه الأوضاع هناك. ويقول محمد: "لا يمكنني المقامرة بالعودة الآن، فقد نجحت في تكوين جزء من مستقبلي هنا وأعتني بأسرتي ولدي طفلان".
أما أحمد عمر، موظف من إدلب، تجاوز عمره 45 عامًا ويعمل في فرن كهربائي. وصل إلى العراق قبل نحو سبع سنوات وهو رب أسرة تتألف من سبعة أفراد. الحرب المأساوية في سوريا أفقدته شقيقه وأربعة من أبناء عمومته، إضافة إلى تدمير منزله. أحمد كان من المعارضين للنظام السابق لكنه لا يغامر بالعودة الآن بانتظار ما ستسفر عنه الأمور.
نبيل حمدي زعتر، ثلاثيني يعمل في مول تجاري، جاء إلى العراق قبل 10 سنوات تقريبًا وعمل في أربع محافظات عراقية. نبيل متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويؤكد أنه سيعود إلى بلده إذا ما فتحت الحدود وعادت الأوضاع إلى طبيعتها، لكنه يحتاج للانتظار بعض الوقت لإنهاء التزاماته.
عدنان التميمي المحلل السياسي العراقي فقد أشار في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى أن "استقرار دمشق مهم للعراق لأسباب كثيرة"، لافتا الى أن "الاحداث لاتزال في البداية ولا يمكن التكهن بالقادم في ظل ملفات معقدة ستواجه حكام سوريا الجدد".
وأضاف أن "عودة عشرات الالاف من السوريين في العراق وباقي الدول مرهون بالمقام الاول بطبيعة الاوضاع الامنية والاقتصادية وماهي توجهات الادارات الجديدة"، مشيرا الى أن "اغلب النازحين بنوا حياتهم بشكل معين في البلدان التي نزحوا اليها والاغلب سيؤجل بطبيعة الحال قرار العودة بانتظار الفرصة المناسبة".