كيف خدع يحيى السنوار استخبارات الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
اغتال الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيمها يحيى السنوار، بعد معركة دارت بين الشهيد وقوة مدرعة من الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان جنوبي قطاع غزة، دون أن تدري قوات الاحتلال الموجودة في المنطقة أن من يقاتلهم هو «زعيم حماس».
وخلال سنوات طويلة مضت، فشلت إسرائيل في الوصول إلى «السنوار»، لكن ذلك ليس الفشل الوحيد للاحتلال الإسرائيلي المتعلق باسم يحيى السنوار.
كان يحيى السنوار مسجونًا لدى الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من عقدين من الزمان، وتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى الشهيرة مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، التي عُرفت بصفقة «تبادل الأحرار»، لكن كيف باع «السنوار» الوهم لإسرائيل لسنوات طويلة وأقنعهم أنه «يمكن السيطرة عليه».
خبرة 40 عاما في التعامل مع يحيى السنوارقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن إسرائيل تمتعت بخبرة تقترب من 40 عامًا في التعامل مع «السنوار»، ووصفته الصحيفة البريطانية بأنه الرجل العنيف القوي البنية ذو الشعر القصير.
كيف خدع «السنوار» إسرائيل؟هذه المعرفة المتراكمة في السنوات الأخيرة لم تكن سوى خداع رؤساء الأمن والاستخبارات الإسرائيلية وإدخالهم في شعور زائف بالرضا عن الذات، فكيف ذلك؟
كيف رأت إسرائيل شخصية يحيى السنوار؟خلال فترة السجن، سعت الاستخبارات الإسرائيلية إلى التعرف على شخصية «السنوار»، ووصفته بأنه «قاسٍ ومؤثر، ومقبول من قِبَل أصدقائه، ويتمتع بقدرات غير عادية من التحمل، وماكر، ويرضى بالقليل، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين، ولديه القدرة على تجميع الحشود».
ووصف المسؤولون الإسرائيليون الذين قضوا بعض الوقت مع «السنوار» بأنه رجل كاريزمي قليل الكلام، سريع الغضب ذو حضور مهيمن.
يمكن السيطرة عليهقبل عدوان السابع من أكتوبر، نظرت إسرائيل إلى «السنوار» باعتباره خطيرًا لكنه يمكن السيطرة عليه، ويبدو أن سوء فهم إسرائيل لشخصية يحيى السنوار كان بمثابة مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، كما يرى البعض أنه نجح في خداع إسرائيل، بحسب «فايننشال تايمز».
واعترف ضباط مخابرات إسرائيليون سابقون وحاليون بأنهم فهموا يحيى السنوار بشكل خاطئ، إذ خدعهم وأوهمهم أنه لا يرغب في القتال ضد إسرائيل.
وبسبب قضاء يحيى السنوار سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اعتقدت إسرائيل أن «السنوار» بإمكانه أن يكون تابعًا لهم، كما اعتقدت أيضًا أن بإمكانها السيطرة عليه، وأنه لا خوف من إطلاق سراحه، وهو ما حاول فعله خلال سنوات سجنه، فخدع الإسرائيليين، و«باع لهم الوهم»، وبعد خروجه قاد حركة حماس ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مخطط طوفان الأقصىوقاد يحيى السنوار العديد من العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي كبدتهم خسائر فادحة، كان آخرها عملية «طوفان الأقصى»، إذ كان العقل المدبر والمخطط لها، والتي وقعت يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، واستهدفت مستوطنات غلاف غزة، وكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، كما أسر العديد من الجنود والإسرائيليين.
ونعت «حماس» زعيمها الشهيد، قائلة: يحيى السنوار، الملقب بـ«أبو إبراهيم»، هو قائد معركة طوفان الأقصى، وهي أقوى عملية عسكرية تعرضت لها إسرائيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل غزة يحيى السنوار اغتيال يحيى السنوار الاستخبارات الإسرائيلية الاحتلال الإسرائیلی یحیى السنوار السیطرة علیه
إقرأ أيضاً:
وسط مشاورات دولية مكثفة.. إسرائيل تقترب من صفقة جديدة مع حماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.. وزير دفاع الاحتلال: الاتفاق أقرب من أي وقت مضى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يوم الاثنين، بأن إسرائيل "أقرب من أي وقت مضى" لإبرام صفقة مع حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت أكدت فيه وسائل إعلام عربية وجود تفاؤل كبير بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة.
متي يتم وقف إطلاق النار في غزةإسرائيل تعمل بلا توقفأشار كاتس، وفقًا لتقارير الصحف العبرية، إلى أن "إسرائيل تعمل بلا توقف لإعادة الرهائن"، مضيفًا أن "قلة الكلام أفضل لتحقيق النجاح". جاءت تصريحاته بعد اتصال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث ناقشا الجهود الجارية للإفراج عن المختطفين.
وأضاف كاتس أن الصفقة المقترحة لن تشمل وقفًا مفتوحًا للأعمال القتالية، وهو ما تسعى إليه حماس لكن تعارضه الحكومة اليمينية المتشددة في إسرائيل. وأكد على وجود "مرونة" من الجانب الآخر، مشيرًا إلى أنهم "يفهمون أننا لن ننهي الحرب".
المفاوضات متعثرةومع ذلك، لا تزال المفاوضات متعثرة حول عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في الصفقة الجزئية.
وفقًا لتقارير قناتي 12 و13 الإسرائيليتين، ترفض حماس الإفراج عن العدد المطلوب من الرهائن، بينما ترفض إسرائيل التنازل عن مطالبها.
في الوقت نفسه، أكد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن حماس وافقت على مطلب إسرائيلي يقضي ببقاء الجيش الإسرائيلي مؤقتًا في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة الرهائن، بعد رفضها السابق الإفراج عن المزيد من الرهائن دون انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع.
مرونة كبيرةمن جهتها، قالت وسائل إعلام عربية إن حركة حماس أبدت "مرونة كبيرة" في اقتراح جديد، يتضمن وقفًا تدريجيًا للأعمال القتالية وجدولًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى عودة النازحين الفلسطينيين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وبحسب استطلاع لقناة 13، أظهرت النتائج أن 65% من الإسرائيليين يدعمون إعطاء الأولوية لإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن. وتشير تقارير إلى أن الصفقة قد تُستكمل بحلول عيد "حانوكا" الذي يبدأ مساء 25 ديسمبر.
لا تزال المفاوضات جارية، وسط جهود دولية مكثفة يقودها وسطاء من مصر والسعودية والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سريع يعالج قضية الرهائن ويخفف حدة التصعيد في غزة.