الجزيرة:
2025-03-10@16:40:22 GMT

ظاهرة حياء التاج العجيبة حيّرت علماء النبات

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ظاهرة حياء التاج العجيبة حيّرت علماء النبات

إذا نظرت إلى قمم الأشجار في بعض الغابات، ربما تلاحظ ما يشبه القنوات بين الفروع الخارجية للأشجار فوق رأسك، وهي تتداخل معا فيما يشبه الأحجية الورقية، في ظاهرة طالما لفتت انتباه المصورين والعلماء على حد سواء، وسميت "حياء التاج".

ومنذ عشرينيات القرن الماضي، اهتم العلماء بتوثيق ودراسة هذه الظاهرة، لكن إلى الآن لا يوجد اتفاق حول أسباب حدوثها، لكن أهميتها بالنسبة لتلك الأشجار واضحة، حيث إن أحد أهم أهداف النباتات هو التعرض بأفضل شكل للشمس، وهو أمر بالغ الأهمية لعملية التمثيل الضوئي، وبذلك تمنع هذه الظاهرة أي تظليل محتمل للأشجار أو أجزاء منها.

الرياح الشديدة غالبًا ما تتسبب في احتكاك الأشجار ببعضها البعض (بيكسابي) تقليم المتبادل

ويعتقد فريق من الباحثين أن الرياح تتسبب في اصطدام الأغصان بجيرانها القريبين، مما يتسبب في تلف أوراقها وبراعمها، ونتيجة لذلك تحد الأشجار من نمو أطرافها في هذه المواقع لتجنب المزيد من الضرر، ويعني ذلك وجود "تقليم متبادل" بين الأشجار في الغابات.

وعام 1955، أجريت دراسة على أشجار الكينا شمال شرق أستراليا، حيث تتسبب الرياح الشديدة غالبًا في احتكاك الأشجار ببعضها، ويؤدي التآكل الناتج لموت أطراف الأشجار الحساسة النامية، مما يؤدي لتباعدها، لكن هذا لم يكن واضحًا في كل الأشجار.

وعام 1984 أظهرت أبحاث أخرى على أشجار المانغروف نتيجة قريبة، حيث ظهر للباحثين أن "حياء التاج" نتاج لمعركة بين الأطراف العليا للأشجار أثناء هبوب الرياح، فتقوم كل منها بتنظيف مساحة صغيرة محيطة بأطرافها، وفي النهاية ينشأ هذا الشكل البديع.

ويستشهد أنصار هذه الفرضية بأن ظاهرة "حياء التاج" ترصد بشكل خاص في الظروف المواتية لهذا التقليم، بما في ذلك الغابات العاصفة، ومجموعات الأشجار المرنة.

هذه الظاهرة تترك فجوات للضوء ليمر إلى الأسفل حيث النباتات الأصغر والحيوانات التي تحتاج الضوء (بيكسابي) ملوك الاستشعار

يفترض فريق آخر من العلماء أن الأمر أعقد من مجرد حركة لأطراف الأشجار، حيث يمكن لكل شجرة أن تستشعر النباتات القريبة من مسافة، وبذلك تنمو إلى الحد الذي لا يعرضها للتلامس مع أطراف الأشجار الأخرى، حتى لا تظللها وتمنع عنها الشمس أو تمنع نموها.

ويعتمد هذا الفريق على حقيقة أنه ثبت من قبل أن أوراق الأشجار يمكنها أن تستشعر الضوء البعيد الذي يرتد عليها بعد اصطدامه بالأشجار القريبة منها، كما أثبتت أبحاث أخرى أن الأشجار تمتلك نظام استشعار متخصصا للكشف عن المواد الكيميائية المنبعثة من الجيران القريبة، بمعنى أن النبات يستخدم هذه الوسائل لتحديد المسافة بينه وبين النبات القريب، ومن ثم ينمو إلى مستوى يمنع التلامس.

وتأكيدا على هذه الفرضية استنتج فريق من الباحثين الماليزيين، بعد دراسة نبات درايوبالانوبس أروماتيكا، أن أطراف النمو كانت حساسة لمستويات الضوء وتوقفت عن النمو عند الاقتراب من أوراق الشجر المجاورة بسبب الظل الذي نشأ عن اقترابها.

عالم الأشجار لا يختلف كثيرا عن عالم الحيوان أو عالمنا حيث تتنافس أفراده أو يتعاونون في سياقات مختلفة (بيكسابي) عالم الأشجار العجيب

لكن في النهاية يظهر أن لـ"حياء التاج" أهمية تكيفية كبيرة، فبجانب أن الظاهرة تسمح للأشجار المختلفة بالحصول على أفضل تعرض لضوء الشمس، فإنها كذلك تترك فجوات للضوء ليمر إلى الأسفل حيث النباتات الأصغر والحيوانات التي تحتاج الضوء.

وأضف إلى ذلك أن "حياء التاج" بشكل أو بآخر يشبه درجة من درجات التباعد الاجتماعي، حيث يمكن أن يسهم في تقليل انتشار الأمراض بين النباتات، خاصة حالات الأوبئة التي تنتشر بالغابات مثلما تنتشر بين جموع البشر.

وفي كل الأحوال، فإن عالم الأشجار لا يختلف كثيرا عن عالم الحيوان أو عالمنا نحن البشر، حيث تتنافس أفراده أو يتعاونون في سياقات مختلفة.

فمثلا، يمكن للأشجار من الأنواع المختلفة، أو حتى من نفس النوع، تبادل الكربون والنيتروجين والفوسفور من خلال شبكات الجذور، ويدعم هذا التعاون صحة الغابة ومرونتها ككل.

ومن خلال هذه الشبكات تحت الأرض، يمكن للأشجار أيضًا إرسال إشارات تحذيرية إلى أشجار أخرى حول التهديدات مثل الإصابة بالحشرات، مما يسمح للأشجار الأخرى بإعداد دفاعاتها من خلال إنتاج مواد كيميائية واقية.

ولكن الأمر ليس بهذه السلمية دائما، حيث تنشر أنواع من الأشجار جذورها بالأرض للتنافس مع جيرانها على المغذيات في التربة، وترتفع بعض الأشجار بسرعة لأعلى نقطة ممكنة بين مجموعة من الأشجار للحصول على ضوء الشمس، وتطلق بعض الأشجار -مثل الجوز الأسود- مواد كيميائية في التربة تمنع نمو النباتات القريبة مما يقلل من المنافسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

“ألفريد” تضرب أستراليا.. اقتلعت الأشجار وخطوط الكهرباء

المناطق_متابعات

ضربت العاصفة القوية ألفريد، السبت، مناطق في الساحل الشرقي لأستراليا ترافقها أمطار ورياح يُخشى أن تتسبب بفيضانات بعد أن أدت إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 330 ألف منزل وشركة.

وتسبب الإعصار المداري ألفريد الذي تم تصنيفه الآن منخفضا جويا، باقتلاع أشجار وخطوط كهرباء وألحق أضارا بمبان.

أخبار قد تهمك الأخضر تحت 20 عاماً يخسر نهائي كأس آسيا أمام أستراليا 1 مارس 2025 - 6:13 مساءً موعد مباراة السعودية وأستراليا في نهائي كأس آسيا للشباب 28 فبراير 2025 - 3:08 مساءً

وقال خبراء الأرصاد الحكوميون إن الإعصار لا يزال يتسبب في هطول أمطار غزيرة وبارتفاع منسوب الأنهار في أجزاء من الساحل الممتد مسافة 400 كيلومتر بين جنوب شرق كوينزلاند وشمال شرق نيو ساوث ويلز.

وأعلنت شركات مرافق عامة أن الكهرباء انقطعت عن 295 ألف عقار في جنوب شرق كوينزلاند و42600 عقار آخر في نيو ساوث ويلز، محذرة من أن الفيضانات قد تعيق أعمال التصليح.

وقال رئيس وزراء الولاية ديفيد كريسافولي إن “هذا أكبر انقطاع للكهرباء على الإطلاق بسبب كارثة طبيعية في تاريخ كوينزلاند”، مقدرًا أن حوالي 750 ألف شخص تأثروا منذ بدء انقطاع التيار الكهربائي.

ورغم أن المنخفض الجوي”توقف وبدأ يضعف” حذر مكتب الأرصاد الجوية من أن الأمطار الغزيرة وهبات الرياح المدمرة تشكل خطرا طيلة عطلة نهاية الأسبوع.

وقال المكتب في بيان “بدأت الأنهار تتأثر بالأمطار الغزيرة، مع وجود العديد من التحذيرات من فيضانات طفيفة وكبيرة”.

وعثر السبت على جثة رجل يبلغ 61 عاما بعد أن جرفت المياه شاحنته من فوق جسر إلى نهر في شمال نيو ساوث ويلز.

وقالت الشرطة إن الرجل خرج من السيارة وحاول دون جدوى التشبث بغصن شجرة في النهر قبل أن تسحبه المياه السريعة الجمعة ويُفقد أثره.

 

مقالات مشابهة

  • «سعود» يتوج بـ«الجولة الثانية» في «التاج الثلاثي»
  • النبات الراقص.. الظاهرة التي يعجز العلماء عن تفسيرها
  • “كاوست” توظف الذكاء الاصطناعي لتحسين حصاد النخيل
  • محمية الأحراش.. تحتوي علي أهم الأشجار والنباتات النادرة
  • كاوست توظف الذكاء الاصطناعي في تطوير نظام روبوتي لتحسين حصاد التمر
  • قريباً..طماطم وباذنجان بعصارة أكثر وحجم أكبر
  • العاصفة «ألفريد» تضرب أستراليا وتقتلع الأشجار وخطوط الكهرباء
  • رفع الإشغالات وتنفيذ أعمال النظافة والإنارة وتهذيب ورى للأشجار بمدن إدفو وأسوان
  • “ألفريد” تضرب أستراليا.. اقتلعت الأشجار وخطوط الكهرباء
  • «رصاصي» يطارد «الجولة الثانية» من «التاج الثلاثي العربي»