الجزيرة:
2024-10-19@16:21:40 GMT

ظاهرة حياء التاج العجيبة حيّرت علماء النبات

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

ظاهرة حياء التاج العجيبة حيّرت علماء النبات

إذا نظرت إلى قمم الأشجار في بعض الغابات، ربما تلاحظ ما يشبه القنوات بين الفروع الخارجية للأشجار فوق رأسك، وهي تتداخل معا فيما يشبه الأحجية الورقية، في ظاهرة طالما لفتت انتباه المصورين والعلماء على حد سواء، وسميت "حياء التاج".

ومنذ عشرينيات القرن الماضي، اهتم العلماء بتوثيق ودراسة هذه الظاهرة، لكن إلى الآن لا يوجد اتفاق حول أسباب حدوثها، لكن أهميتها بالنسبة لتلك الأشجار واضحة، حيث إن أحد أهم أهداف النباتات هو التعرض بأفضل شكل للشمس، وهو أمر بالغ الأهمية لعملية التمثيل الضوئي، وبذلك تمنع هذه الظاهرة أي تظليل محتمل للأشجار أو أجزاء منها.

الرياح الشديدة غالبًا ما تتسبب في احتكاك الأشجار ببعضها البعض (بيكسابي) تقليم المتبادل

ويعتقد فريق من الباحثين أن الرياح تتسبب في اصطدام الأغصان بجيرانها القريبين، مما يتسبب في تلف أوراقها وبراعمها، ونتيجة لذلك تحد الأشجار من نمو أطرافها في هذه المواقع لتجنب المزيد من الضرر، ويعني ذلك وجود "تقليم متبادل" بين الأشجار في الغابات.

وعام 1955، أجريت دراسة على أشجار الكينا شمال شرق أستراليا، حيث تتسبب الرياح الشديدة غالبًا في احتكاك الأشجار ببعضها، ويؤدي التآكل الناتج لموت أطراف الأشجار الحساسة النامية، مما يؤدي لتباعدها، لكن هذا لم يكن واضحًا في كل الأشجار.

وعام 1984 أظهرت أبحاث أخرى على أشجار المانغروف نتيجة قريبة، حيث ظهر للباحثين أن "حياء التاج" نتاج لمعركة بين الأطراف العليا للأشجار أثناء هبوب الرياح، فتقوم كل منها بتنظيف مساحة صغيرة محيطة بأطرافها، وفي النهاية ينشأ هذا الشكل البديع.

ويستشهد أنصار هذه الفرضية بأن ظاهرة "حياء التاج" ترصد بشكل خاص في الظروف المواتية لهذا التقليم، بما في ذلك الغابات العاصفة، ومجموعات الأشجار المرنة.

هذه الظاهرة تترك فجوات للضوء ليمر إلى الأسفل حيث النباتات الأصغر والحيوانات التي تحتاج الضوء (بيكسابي) ملوك الاستشعار

يفترض فريق آخر من العلماء أن الأمر أعقد من مجرد حركة لأطراف الأشجار، حيث يمكن لكل شجرة أن تستشعر النباتات القريبة من مسافة، وبذلك تنمو إلى الحد الذي لا يعرضها للتلامس مع أطراف الأشجار الأخرى، حتى لا تظللها وتمنع عنها الشمس أو تمنع نموها.

ويعتمد هذا الفريق على حقيقة أنه ثبت من قبل أن أوراق الأشجار يمكنها أن تستشعر الضوء البعيد الذي يرتد عليها بعد اصطدامه بالأشجار القريبة منها، كما أثبتت أبحاث أخرى أن الأشجار تمتلك نظام استشعار متخصصا للكشف عن المواد الكيميائية المنبعثة من الجيران القريبة، بمعنى أن النبات يستخدم هذه الوسائل لتحديد المسافة بينه وبين النبات القريب، ومن ثم ينمو إلى مستوى يمنع التلامس.

وتأكيدا على هذه الفرضية استنتج فريق من الباحثين الماليزيين، بعد دراسة نبات درايوبالانوبس أروماتيكا، أن أطراف النمو كانت حساسة لمستويات الضوء وتوقفت عن النمو عند الاقتراب من أوراق الشجر المجاورة بسبب الظل الذي نشأ عن اقترابها.

عالم الأشجار لا يختلف كثيرا عن عالم الحيوان أو عالمنا حيث تتنافس أفراده أو يتعاونون في سياقات مختلفة (بيكسابي) عالم الأشجار العجيب

لكن في النهاية يظهر أن لـ"حياء التاج" أهمية تكيفية كبيرة، فبجانب أن الظاهرة تسمح للأشجار المختلفة بالحصول على أفضل تعرض لضوء الشمس، فإنها كذلك تترك فجوات للضوء ليمر إلى الأسفل حيث النباتات الأصغر والحيوانات التي تحتاج الضوء.

وأضف إلى ذلك أن "حياء التاج" بشكل أو بآخر يشبه درجة من درجات التباعد الاجتماعي، حيث يمكن أن يسهم في تقليل انتشار الأمراض بين النباتات، خاصة حالات الأوبئة التي تنتشر بالغابات مثلما تنتشر بين جموع البشر.

وفي كل الأحوال، فإن عالم الأشجار لا يختلف كثيرا عن عالم الحيوان أو عالمنا نحن البشر، حيث تتنافس أفراده أو يتعاونون في سياقات مختلفة.

فمثلا، يمكن للأشجار من الأنواع المختلفة، أو حتى من نفس النوع، تبادل الكربون والنيتروجين والفوسفور من خلال شبكات الجذور، ويدعم هذا التعاون صحة الغابة ومرونتها ككل.

ومن خلال هذه الشبكات تحت الأرض، يمكن للأشجار أيضًا إرسال إشارات تحذيرية إلى أشجار أخرى حول التهديدات مثل الإصابة بالحشرات، مما يسمح للأشجار الأخرى بإعداد دفاعاتها من خلال إنتاج مواد كيميائية واقية.

ولكن الأمر ليس بهذه السلمية دائما، حيث تنشر أنواع من الأشجار جذورها بالأرض للتنافس مع جيرانها على المغذيات في التربة، وترتفع بعض الأشجار بسرعة لأعلى نقطة ممكنة بين مجموعة من الأشجار للحصول على ضوء الشمس، وتطلق بعض الأشجار -مثل الجوز الأسود- مواد كيميائية في التربة تمنع نمو النباتات القريبة مما يقلل من المنافسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

رئيس حي غرب الإسكندرية تتابع أعمال النظافة وتقليم الأشجار ورفع كفاءة الإضاءة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كلفت المهندسة نهي خليفة، رئيس حي غرب الإسكندرية، برفع كفاءة النظافة والإضاءة وتقليم الاشجار وإزالة الإشغالات بنطاق الحي، وفقاً لتوجيهات الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الاسكندرية.

وتابعت رئيس الحي حالة النظافة وقيام شركة نهضة مصر باعمال  الكنس اليدوي ورفع تجمعات القمامة ورفع كفاءة النظافة امام منطقة آثار كوم الشقافة والشوارع الجانبية

كما تابعت رئيس الحي قيام ادارة الحدائق بالحي بأعمال تقليم ٥ أشجار خلف آثار عامود السواري  وجمع ورفع مخلفات التقليم.

وفي سياق متصل تابعت رئيس الحي قيام ادارة الكهرباء بالحي باعمال الصيانة والانارة لعدد ٣ عامود بشارع عامود السواري وتم زراعة عامود بالشارع كما تم  دهان ٧ اعمدة بشوارع  عامود السواري والخديوي بجوار مدرسة السادات وامام مدرسة راس التين الاعدادية ، وذلك بوجود المتابعة الميدانية والمرافق واشغال الطريق والحدائق والرصد البيئي والطرق بالحي ومسئولي نهضه مصر.

من جانبها شددت رئيس الحي على تكثيف حملات النظافة والمتابعة المستمرة والمنتظمة علي رفع القمامة وكذا الرفع الفوري لمراكز تجمعات القمامة والكنس اليدوي بالشوارع.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: تنفيذ 1327 نشاطا إرشاديا لـ31 ألف مزارع في 228 مركزا إرشاديا
  • رئيس حي غرب الإسكندرية تتابع أعمال النظافة وتقليم الأشجار ورفع كفاءة الإضاءة
  • «بيئة أبوظبي» تستخدم بذور النباتات البرية في إعادة تأهيل الموائل الطبيعية
  • وزارة الزراعة والري تنفذ حملة لمكافحة دودة الجيش الإفريقية في لحج
  • في السعودية.. هذا ليس قطا عاديا.. إليكم ما رُصد بالمملكة
  • زراعة 100 شتلة متنوعة بمركزي مطاي وبني مزار ضمن المبادرة الرئاسية “بداية” من أجل بيئة صحية
  • زراعة 100 شتلة متنوعة بالمنيا لبيئة صحية
  • زراعة شتلات بمركزي مطاي وبني مزار ضمن المبادرة الرئاسية بداية في المنيا
  • عميد علوم المنصورة يحث المعيدين الجدد على الاهتمام بالبحث العلمي