الجزيرة:
2025-03-15@09:24:12 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

الخرطوم– بعد 18 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برز تحول في العمليات العسكرية في إقليم دارفور، فبعدما ظلت تتمحور حول مدينة الفاشر حاضرة الإقليم نحو 5 شهور، انتقلت إلى شمالها وغربها بتحرك القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويخشى مراقبون من تحول المواجهات العسكرية إلى صراع إثني بعد إحراق قرى وتهجير قسري ووقوع انتهاكات على أساس عرقي في ولاية شمال دارفور.

وسيطرت قوات الدعم السريع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غالب ولايات دارفور، عدا محليات روكرو وقولو ونيرتيي بوسط الإقليم، وشرق جبل مرة بجنوبه، والفاشر وكرنوي وأمبرو والطينة بشمال دارفور التي تنتشر فيها قوات الجيش والقوة المشتركة لحركات دارفور.

وتخلت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور منذ فبراير/شباط الماضي عن الحياد الذي التزمت به في بداية الحرب، ومنذ 10 مايو/أيار الماضي حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر للسيطرة عليها لأهميتها السياسية ورمزيتها التاريخية باعتبارها حاضرة الإقليم، لكنها لم تفلح في ذلك.

القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

منطقة أوم المحررة:
في صباح اليوم شنت مليشيات الدعم السريع على موقع القوة المشتركة بمنطقة اوم بولاية غرب دارفور التي حررتها المشتركة في الأسبوع محاولين استعادة السيطرة عليها وتم الهجوم بحوالي 70 عربة قتالية و حوالي 150 دراجة نارية وتمكنت… pic.twitter.com/VmCAUNGwXd

— الحساب الرسمي للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (@Jsamfdarfur) October 17, 2024

مرحلة جديدة

ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بدأت القوة المشتركة حملة عسكرية في ولاية شمال دارفور بمناطق الصياح وبئر مزة ودار السلام وأعلنت تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة، واستولت على مركبات قتالية وأسلحة وأسرت العشرات.

ويؤكد الناطق باسم القوة المشتركة في دارفور، الرائد أحمد حسين، أن قواتهم حققت تقدما في ولايتي شمال وغرب دارفور، بعدما صدت 146 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر، وكسرت شوكتها، وقضت على قوتها الصلبة ومعظم قياداتها الميدانية.

ويوضح في حديث للجزيرة نت أن القوة المشتركة بعد الحفاظ على الفاشر غيرت خطتها من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت أن تلحق بالدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في منطقة مدو وقاعدة بئر مزة في شمال دارفور، وجبل أوم وكلبس وصليعة وبئر سليبة في غرب دارفور.

ويكشف حسين أن القوة المشتركة أقرت خطة للهجوم على "مليشيا الدعم السريع" ليس في كل مدن ومحليات إقليم دارفور فقط، بل في كل المدن السودانية، وتقاتل حاليا في كل المحاور في ولاية الجزيرة ومحور الجيلي بالخرطوم بحري وفي أم درمان.

كما تم القضاء على كتيبتين للدعم السريع في بئر مزة وهي قاعده عسكرية مهمة، كما يقول الناطق باسم القوة المشتركة، وتم الاستيلاء على إمدادات لوجستية وعسكرية قادمة من ليبيا وتشاد. وقال "نحن قادرون على دك حصون المليشيات وسحق مرتزقتهم أينما وجدوا".

ونفى حسين مزاعم قوات الدعم السريع عن تعرض القوة المشتركة إلى انتكاسة في جبل أوم في غرب دارفور، وقال إنه "لا أساس له من الصحة ومحاولة للتغطية على هزائمهم المتتالية".

وكان الناطق باسم الدعم السريع، الفاتح قرشي، قال إنهم ألحقوا هزيمة قاسية بالقوات المشتركة، في منطقة جبل أوم وطاردتهم إلى خارج حدود البلاد، معلنا مقتل أكثر من 30 من عناصر القوة المشتركة وفرض سيطرتهم على المنطقة والاستيلاء على أسلحة وكميات من الذخائر والمعدات العسكرية.

وفي تصريح للجزيرة نت، يضيف مسؤول في إعلام قوات الدعم السريع أن الحديث عن انتصارات القوة المشتركة "دعاية سياسية"، ويقول المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن قواتهم كبدت القوة خسائر كبيرة في منطقتي المزروب والصياح في شمال دارفور وصدت هجماتهم في 3 مناطق بغرب دارفور.

إساءة تقدير

ويرى الخبير العسكري طه إسماعيل أن العمليات العسكرية التي تخوضها القوة المشتركة والجيش في شمال وغرب دارفور، تهدف إلى تخفيف الضغط على الفاشر وإنهاء حصار قوات الدعم السريع على المدينة وفتح الطرق إليها، والوصول إلى حدود ولاية غرب دارفور مع تشاد لقطع خطوط إمدادها.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير العسكري إن قوات الدعم السريع أساءت التقدير بانتشارها في الخرطوم ثم مناطق في ولايتي الجزيرة وسنار، مما حرمها من المرونة والقدرة على التحرك في مسرح واسع، وإسناد مواقع سيطرتها التي تتعرض إلى هجمات مما أضعف قدراتها.

وثمة مخاوف من تحول المواجهات العسكرية في شمال دارفور إلى صراع إثني مسلح، بعدما قامت قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية متحالفة معها، بحسب إسماعيل، بإحراق 13 قرية في شمال غرب الولاية، مما دفع آلافا من السكان للجوء إلى تشاد، كما ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات حول منطقة الصياح وهجرت أهلها ونهبت ماشيتهم، وفقا للمتحدث.

ويتوقع الخبير العسكري أن تستغل القوة المشتركة انشغال قوات الدعم السريع بالعملية العسكرية للجيش في الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار، وتراجع عدد قواتها في دارفور، مرجحا عمليات كر وفر في الإقليم على طول خطوط الإمداد وصعوبة الاحتفاظ بالأرض في مساحات واسعة.

أما الكاتب والباحث في شؤون دارفور، علي منصور حسب الله، فيقول إن القوة المشتركة للحركات المسلحة عقب تخليها عن الحياد استطاعت تغيير الأوضاع على الأرض، وألحقت هزائم متتالية بقوات الدعم السريع أفقدتها أبرز قادتها الميدانيين مثل اللواء علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور، واللواء جدو عبد الرحمن أبنشوك، قائد قطاع شمال دارفور، ومحمدو هبيلا وبشارة حجو ومحمود دريسة ومسؤول الإعلام الرائد الشيخ سعيد حسين وآخرين.

وبحسب ما أفاد علي منصور للجزيرة نت، فإن موازين القوة تمضي لصالح القوة المشتركة بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية أبزرها قاعدة بئر مزة بجانب كلبس وجبل مون، ومشيرا إلى عقد اجتماعات في نيالا ورهيد البردي في جنوب دارفور لقيادات من الدعم السريع مع رموز قبلية لمناقشة التعامل مع الواقع العسكري الجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع القوة المشترکة شمال دارفور غرب دارفور للجزیرة نت فی شمال

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يدين سلوك الدعم السريع ويطالب بإعادة المنهوبات

متابعات ـ تاق برس  أدان  مجلس الأمن الدولي  بشدة استيلاء قوات الدعم السريع على إمدادات وقود مخصصة لقوات حفظ السلام  المؤقتة لادارية أبيي (يونيسفا). واوضح بيان المجلس  ،ان قوات الدعم السريع، احتجزت فى  الثامن والعشرين من فبراير المنصرم، اكثر من 60 عنصرًا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى اختطاف ثمانية موظفين مدنيين ونهب قافلة لوجستية تضم ثماني مركبات و280 ألف لتر من الوقود، وذلك بعد عملية تسليم روتينية للوقود إلى بعثة التحقق من الحدود المشتركة (JBVMM) في كادوقلي ـ جنوب كردفان. وأعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق تجاه المخاطر التي تهدد سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة، وشدد على إدانة جميع أشكال العنف ضدهم، بما في ذلك عمليات الاختطاف. وطالب الامن الدولي، بضرورة إعادة الشاحنات والوقود فورًا، والسماح لقوة يونيسفا بأداء مهامها دون أي عوائق. وامتدح  مجلس الأم جهود القائم بأعمال رئيس البعثة وقائد القوة، والتي ساهمت في ضمان عودة جميع المحتجزين بسلام، مؤكدًا على ضرورة احترام القوانين الدولية وضمان حماية قوات حفظ السلام والعاملين في المجال الإنساني. الدعم السريعمجلس الأمن

مقالات مشابهة

  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • الدعم السريع تختطف طبيب من شمال كردفان
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • الجيش السوداني: مقتل 5 أطفال برصاص "الدعم السريع" في الفاشر ‎
  • السودان.. مقتل طفلتين وإصابة 8 بجروح خطيرة بقصف الدعم السريع في مدينة الأبيض
  • مجلس الأمن يدين سلوك الدعم السريع ويطالب بإعادة المنهوبات
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع إستراتيجية في الفاشر