الجزيرة:
2024-10-19@15:41:14 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

الخرطوم– بعد 18 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برز تحول في العمليات العسكرية في إقليم دارفور، فبعدما ظلت تتمحور حول مدينة الفاشر حاضرة الإقليم نحو 5 شهور، انتقلت إلى شمالها وغربها بتحرك القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويخشى مراقبون من تحول المواجهات العسكرية إلى صراع إثني بعد إحراق قرى وتهجير قسري ووقوع انتهاكات على أساس عرقي في ولاية شمال دارفور.

وسيطرت قوات الدعم السريع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غالب ولايات دارفور، عدا محليات روكرو وقولو ونيرتيي بوسط الإقليم، وشرق جبل مرة بجنوبه، والفاشر وكرنوي وأمبرو والطينة بشمال دارفور التي تنتشر فيها قوات الجيش والقوة المشتركة لحركات دارفور.

وتخلت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور منذ فبراير/شباط الماضي عن الحياد الذي التزمت به في بداية الحرب، ومنذ 10 مايو/أيار الماضي حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر للسيطرة عليها لأهميتها السياسية ورمزيتها التاريخية باعتبارها حاضرة الإقليم، لكنها لم تفلح في ذلك.

القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

منطقة أوم المحررة:
في صباح اليوم شنت مليشيات الدعم السريع على موقع القوة المشتركة بمنطقة اوم بولاية غرب دارفور التي حررتها المشتركة في الأسبوع محاولين استعادة السيطرة عليها وتم الهجوم بحوالي 70 عربة قتالية و حوالي 150 دراجة نارية وتمكنت… pic.twitter.com/VmCAUNGwXd

— الحساب الرسمي للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (@Jsamfdarfur) October 17, 2024

مرحلة جديدة

ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بدأت القوة المشتركة حملة عسكرية في ولاية شمال دارفور بمناطق الصياح وبئر مزة ودار السلام وأعلنت تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة، واستولت على مركبات قتالية وأسلحة وأسرت العشرات.

ويؤكد الناطق باسم القوة المشتركة في دارفور، الرائد أحمد حسين، أن قواتهم حققت تقدما في ولايتي شمال وغرب دارفور، بعدما صدت 146 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر، وكسرت شوكتها، وقضت على قوتها الصلبة ومعظم قياداتها الميدانية.

ويوضح في حديث للجزيرة نت أن القوة المشتركة بعد الحفاظ على الفاشر غيرت خطتها من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت أن تلحق بالدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في منطقة مدو وقاعدة بئر مزة في شمال دارفور، وجبل أوم وكلبس وصليعة وبئر سليبة في غرب دارفور.

ويكشف حسين أن القوة المشتركة أقرت خطة للهجوم على "مليشيا الدعم السريع" ليس في كل مدن ومحليات إقليم دارفور فقط، بل في كل المدن السودانية، وتقاتل حاليا في كل المحاور في ولاية الجزيرة ومحور الجيلي بالخرطوم بحري وفي أم درمان.

كما تم القضاء على كتيبتين للدعم السريع في بئر مزة وهي قاعده عسكرية مهمة، كما يقول الناطق باسم القوة المشتركة، وتم الاستيلاء على إمدادات لوجستية وعسكرية قادمة من ليبيا وتشاد. وقال "نحن قادرون على دك حصون المليشيات وسحق مرتزقتهم أينما وجدوا".

ونفى حسين مزاعم قوات الدعم السريع عن تعرض القوة المشتركة إلى انتكاسة في جبل أوم في غرب دارفور، وقال إنه "لا أساس له من الصحة ومحاولة للتغطية على هزائمهم المتتالية".

وكان الناطق باسم الدعم السريع، الفاتح قرشي، قال إنهم ألحقوا هزيمة قاسية بالقوات المشتركة، في منطقة جبل أوم وطاردتهم إلى خارج حدود البلاد، معلنا مقتل أكثر من 30 من عناصر القوة المشتركة وفرض سيطرتهم على المنطقة والاستيلاء على أسلحة وكميات من الذخائر والمعدات العسكرية.

وفي تصريح للجزيرة نت، يضيف مسؤول في إعلام قوات الدعم السريع أن الحديث عن انتصارات القوة المشتركة "دعاية سياسية"، ويقول المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن قواتهم كبدت القوة خسائر كبيرة في منطقتي المزروب والصياح في شمال دارفور وصدت هجماتهم في 3 مناطق بغرب دارفور.

إساءة تقدير

ويرى الخبير العسكري طه إسماعيل أن العمليات العسكرية التي تخوضها القوة المشتركة والجيش في شمال وغرب دارفور، تهدف إلى تخفيف الضغط على الفاشر وإنهاء حصار قوات الدعم السريع على المدينة وفتح الطرق إليها، والوصول إلى حدود ولاية غرب دارفور مع تشاد لقطع خطوط إمدادها.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير العسكري إن قوات الدعم السريع أساءت التقدير بانتشارها في الخرطوم ثم مناطق في ولايتي الجزيرة وسنار، مما حرمها من المرونة والقدرة على التحرك في مسرح واسع، وإسناد مواقع سيطرتها التي تتعرض إلى هجمات مما أضعف قدراتها.

وثمة مخاوف من تحول المواجهات العسكرية في شمال دارفور إلى صراع إثني مسلح، بعدما قامت قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية متحالفة معها، بحسب إسماعيل، بإحراق 13 قرية في شمال غرب الولاية، مما دفع آلافا من السكان للجوء إلى تشاد، كما ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات حول منطقة الصياح وهجرت أهلها ونهبت ماشيتهم، وفقا للمتحدث.

ويتوقع الخبير العسكري أن تستغل القوة المشتركة انشغال قوات الدعم السريع بالعملية العسكرية للجيش في الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار، وتراجع عدد قواتها في دارفور، مرجحا عمليات كر وفر في الإقليم على طول خطوط الإمداد وصعوبة الاحتفاظ بالأرض في مساحات واسعة.

أما الكاتب والباحث في شؤون دارفور، علي منصور حسب الله، فيقول إن القوة المشتركة للحركات المسلحة عقب تخليها عن الحياد استطاعت تغيير الأوضاع على الأرض، وألحقت هزائم متتالية بقوات الدعم السريع أفقدتها أبرز قادتها الميدانيين مثل اللواء علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور، واللواء جدو عبد الرحمن أبنشوك، قائد قطاع شمال دارفور، ومحمدو هبيلا وبشارة حجو ومحمود دريسة ومسؤول الإعلام الرائد الشيخ سعيد حسين وآخرين.

وبحسب ما أفاد علي منصور للجزيرة نت، فإن موازين القوة تمضي لصالح القوة المشتركة بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية أبزرها قاعدة بئر مزة بجانب كلبس وجبل مون، ومشيرا إلى عقد اجتماعات في نيالا ورهيد البردي في جنوب دارفور لقيادات من الدعم السريع مع رموز قبلية لمناقشة التعامل مع الواقع العسكري الجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع القوة المشترکة شمال دارفور غرب دارفور للجزیرة نت فی شمال

إقرأ أيضاً:

السودان.. انتهاكات ميليشيات الدعم السريع مستمرة في شمال الخرطوم

أفادت وسائل إعلام سودانية بأن سكان المناطق الواقعة شمال الخرطوم بحري والتي لا تزال خارج سيطرة الجيش السوداني، يواجهون وضعًا مزريًا، مع ورود تقارير عن تجدد أعمال العنف من قبل ميليشيات الدعم السريع، ونقص حاد في الغذاء، وتفشي مميت للأمراض.

وقالت صحيفة سودان تريبيون السودانية نقلا عن مصادر محلية، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، إن ميليشيات الدعم السريع عادوا إلى ضاحية حلفايا، حيث يقومون بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل، واحتجاز وضرب وإذلال المدنيين المتهمين بالتعاون مع الجيش بشكل تعسفي.

يأتي هذا بعد أن أعلن الجيش السوداني أنه سيطر على حلفايا والمناطق المحيطة بها في كادرو والزرقاب في هجوم في أواخر سبتمبر ومع ذلك، أصدرت ميليشيات الدعم السريع لاحقًا مقاطع فيديو تُظهر استمرار وجودها في الجزء الجنوبي من حلفايا، الذي يحد حي شمبات.

وفرضت الميليشيات حصارًا على جنوب حلفايا وحي السامراب، مما أدى إلى قطع الوصول إلى الإمدادات الأساسية مما أدى إلى انتشار الجوع على نطاق واسع وإضافة إلى المعاناة، سمح الافتقار إلى الرعاية الطبية بانتشار حمى مجهولة الهوية بسرعة، مما أدى إلى إزهاق أرواح، بما في ذلك أسرة بأكملها - أب وأم وطفلان - في السامراب.

وقال أحد سكان السامراب لـ"سودان تربيون": "يموت الناس هنا من الحمى، لا يوجد دواء، ولا توجد طريقة للحصول على المساعدة".

وفي الوقت نفسه، أعادت ميليشيات الدعم السريع في شمبات إنشاء نقاط تفتيش، مما أدى إلى تقييد الحركة بشدة ولا يستطيع السكان الوصول إلى السوق المركزي لشراء الطعام أو عبور جسر حلفايا إلى بر الأمان في أم درمان ويعتمد الباقون على المساعدات من المطابخ المجتمعية ويخشون الوقوع في مرمى النيران المتبادلة بينما يحاول الجيش التقدم جنوبًا.

مقالات مشابهة

  • السودان.. انتهاكات ميليشيات الدعم السريع مستمرة في شمال الخرطوم
  • فرار 40 ألف سوداني من دارفور إلى التشاد بعد هجوم قوات الدعم السريع
  • ما تأثير قرارات الدعم السريع الإقتصادية على السودان ومصر؟
  • القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: تمكنا من صد هجوم فاشل شنته مليشيات الدعم السريع بحوالي 70 عربة قتالية و حوالي 150 دراجة نارية
  • نقابة الصحفيين السودانيين تستنكر مصادرة الدعم السريع لمنزل صحفي بجنوب دارفور
  • مقابة الصحفيين السودانيين تستنكر مصادرة الدعم السريع لمنزل صحفي بجنوب دارفور
  • الخرطوم تشتعل من جديد بمواجهات الجيش والدعم السريع
  • ياسر العطا: بنات السودان يتم بيعهِن حالياً في أسواق دارفور و دول أفريقية
  • «أطباء بلا حدود» تتهم الدعم السريع باحتجاز شاحنة مساعدات تابعة لها