الحرة:
2025-03-04@05:44:34 GMT

لبنان.. خسائر هائلة لقطاع السياحة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

لبنان.. خسائر هائلة لقطاع السياحة

مع تصاعد الحرب على لبنان وتفاقم الأزمات السياسيّة والأمنيّة، يجد القطاع السياحي نفسه في قلب العاصفة. الحرب لم تؤثّر فقط على الأوضاع الأمنيّة، لكنّها ضربت عصب الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أساسًا من أزمة ماليّة واجتماعيّة مستمرّة منذ سنوات. السياحة، التي كانت دائمًا متنفّسًا حيويًا لهذا البلد الصغير، باتت اليوم تكافح من أجل البقاء وسط مشهد اقتصادي متدهور وحالة عدم يقين مع استمرار الحرب.

نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان طوني الرامي قال في حديث لموقع "الحرة" إنّ "الحديث اليوم عن القطاع السياحي لم يعد مجرّد موضوع ترفيهي، بل هو حديث اقتصادي واجتماعي ومصيري بحت".

وأكّد أنّ "الانحدار الدراماتيكي في القطاع يهدّد قدرة العاملين فيه على الصمود. وأضاف: "نحن في أزمة مستمرّة منذ خمس سنوات، وأموالنا محتجزة في المصارف، ونعاني من أزمة مالية واقتصادية إلى جانب الأزمات السياسية والأمنية التي تحوّلت إلى حرب مفتوحة على لبنان".

وأشار الرامي إلى "أنّ القطاع السياحي، رغم صموده في وجه الأزمات السابقة، يواجه الآن ضربة كبيرة جدًا تهدّد بفقدان الكوادر المهنية والخسارة الكبرى للوطن والبلد، مع العلم أنّه في عامي 2022 و2023، تمكّن لبنان من استعادة 20 ألف فرصة عمل من الخليج إلى لبنان، بعدما خسر عددًا كبيرًا من الكوادر بسبب تدهور قيمة الليرة اللبنانية، وقطاع السياحة كان من أوائل القطاعات التي اعتمدت "الدولرة"، حيث أعيدت رواتب الموظفين إلى الدولار الأميركي بدل الليرة اللبنانية، بهدف الحفاظ على رأس المال البشري والفكري".

وأضاف "أنّ أصحاب المؤسّسات قد يتمكّنون من تحمّل تكاليف الرواتب لشهر أو شهرين كحدّ أقصى بسبب ظروف الحرب، لكنّ بعض الموظفين قد يواجهون تخفيضات في رواتبهم تصل إلى النصف أو حتى إلى الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين أو الذهاب إلى الإقفال التام للمؤسسة،" وأعرب عن خشيته على مستقبل المؤسسات والكوادر المهنية في ظل هذه الظروف القاسية.

وأكد الرامي "أن نحو 70 إلى 80% من مطاعم بيروت الكبرى قد أغلقت أبوابها، وأن حركة التوصيل انخفضت بنسبة 50%، مشيرًا إلى أن القدرة الشرائية للمواطنين أصبحت معدومة، وهو ما يتضح من خلال انخفاض الفواتير إلى النصف.

وأضاف "أن المناطق الآمنة التي لم تتأثّر بالقصف، مثل بيروت وجبل لبنان والشمال، وهي تشهد حركة أفضل نسبيًا، بينما تشهد المناطق السياحية كبرمانا والبترون زيادة في النشاط خلال العطلات، إلا أن حركة السهر في المناطق الأخرى معدومة تمامًا.

وشدّد الرامي على "أن النقابة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الكوادر المهنية خلال الشهرين المقبلين، خصوصًا مع تزايد الطلب عليهم في دول الخليج"، إلا أنه "حذر من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى خسائر كبيرة على المستوى المهني والاقتصادي، مضيفًا "أنّ الوضع الحالي يتطلب "نفسًا طويلًا" وإدارة دقيقة للأزمة داخل المؤسسات لضمان استمراريتها".

وختم الراعي بأنّ "الخسائر التي تكبّدها القطاع السياحي هائلة، حيث كان الدخل السياحي عام 2022 يتجاوز 6 مليارات دولار، أما في هذه السنة فقد لا تتجاوز المبيعات 2 مليار دولار، ما يعني خسائر تقارب 4 مليارات دولار".

أما نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، فأشار في حديث لموقع "الحرة" إلى "أنّ المناطق الآمنة شهدت زيادة في الطلب على الفنادق بسبب النازحين الذين يبحثون عن أماكن آمنة، إلا أن معظمهم لا يبقى سوى لعدّة أيّام قبل أن يجدوا شققًا للإيجار بتكاليف أقل، أو يستخدمون الفنادق كحلّ مؤقّت قبل مغادرة البلاد".

وأكّد الأشقر "أنّ حركة الفنادق غير مستقرّة، حيث تكون ممتلئة في بعض الأيام وشبه خالية في أيام أخرى، وذلك وفقًا للأحداث وشدّة القصف في بعض المناطق. وأضاف "أن الفنادق ذات النجمتين أو الثلاث نجوم في المناطق الآمنة مثل المتن وكسروان وجبيل في جبل لبنان وبيروت شهدت زيادة في الحجوزات بنسبة 30% بسبب الحرب".

في ظلّ الحرب والضغوط المتزايدة، يبقى مستقبل القطاع السياحي في لبنان غامضًا وغير مؤكّد. وبينما يبذل أصحاب المؤسّسات جهودًا جبّارة للحفاظ على استمراريّة مؤسّساتهم، فإنّ استدامة هذا الصمود تعتمد على تطوّرات الأوضاع الأمنيّة والسياسيّة في البلاد.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القطاع السیاحی

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟

قال الكاتب الإسرائيلي، يونا جيريمي بوب، إن الشرق الأوسط يشهد عصراً جديداً متوحشاً، مع نشر الجيش الإسرائيلي قوات في 3 مناطق لا تتمتع تل أبيب بالسيادة عليها، في سوريا وغزة ولبنان، وفي الضفة الغربية تم نشر القوات لفترة طويلة.

 وتحدث جيريمي في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عما تعنيه تلك المواقع العسكرية للمستقبل، وتحدث عن سوريا، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أي خطة للتواجد في سوريا، عندما كان الرئيس بشار الاسد في الحكم.
وأضاف جيريمي، وهو كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات في "جيروزالم بوست"، أن تحرك إسرائيل إلى سوريا في السابع والثامن من ديسمبر (كانون الأول)، كان تحركاً عفوياً لقطع الطريق أمام إمكانية "غزو مفاجئ" من  سوريا.
وتابع: "حدث شيء مضحك بعد ذلك.  اعتقد الكثيرون في الأصل أنه لن يستمر سوى بضعة أشهر، وأخبرت إدارة دونالد ترامب إسرائيل أنها لا تهتم ببقاء الجيش الإسرائيلي هناك، وأن الحكومة السورية الجديدة استغرقت وقتاً أطول من المتوقع لترتيب شؤونها، وبالتالي فإن الضغط على تل أبيب للمغادرة كان ضئيلاً مقارنة بالتوقعات". 

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  هل تتجه إسرائيل نحو وجود غير محدد في غزة؟

وبشأن غزة، يقول الكاتب إن إسرائيل وحماس وافقتا على صفقة من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، ولكن بدعم من إدارة ترامب، تسعى تل أبيب إلى طرد حماس من غزة قبل أن تنفذ الانسحاب الكامل، وهذا قد يعني أن إسرائيل ستحتفظ بمحيط أمني يبلغ طوله 700 إلى 1100 متر في غزة، معتبراً أن هذا يوفر قدراً أكبر بكثير من الأمن لمجتمعات غلاف غزة.
ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إنه إذا بدأ سكان غزة في المسيرات أو الاحتجاج على الوجود الإسرائيلي في القطاع دون إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، فإن أي ضحايا ناجمة عن صد مثل هذه التظاهرات سيكون من الصعب الدفاع عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف الكاتب أن الوجود غير المحدد في غزة دون أي نوع من الاعتراف من الأمم المتحدة قد يعرض الجنود العاديين لحظر السفر في حوالي 125 دوالة تشكل جزءاً من المحكمة الجنائية الدولية.

مقتل قيادي بارز في حزب الله جرّاء غارة إسرائيليةhttps://t.co/EdlijvXg5e

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  حزب الله لم يعد التهديد الأكثر إلحاحاً

وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن حزب الله كان يشكل أسوأ تهديد مباشر لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن الواقع قد تبدل، ويبدو أن وجود إسرائيل في 5 مواقع صغيرة على بعد مئات  الأمتار داخل لبنان هو الوجود الأقل تفجراً بين النقاط الثلاث التي تثير مشكلة، مؤكداً أن لحزب الله ما يخسره من حرب متجددة مع إسرائيل أكثر من أي جهة أخرى، وعلى عكس حماس، ليس لديه رهائن للضغط على إسرائيل للامتناع عن ذلك، كما أن بصمة المواقع الخمسة ضئيلة مقارنة بالمساحات الكبيرة التي احتلها الجيش الإسرائيلي في سوريا وغزة.
وأوضح أن حزب الله ضعيف للغاية ولا يستجيب حتى عندما يغتال الجيش الإسرائيلي بعض قادته الذين يحاولون تهريب الأسلحة إلى لبنان، ولكن في المستقبل، قد تنمو ثقة التنظيم مرة أخرى، وقد تكون المواقع الخمسة "نعمة تردع الغزو، ونقمة كأساس جديد للحرب".

مقالات مشابهة

  • الجيش الاوكراني يعترف بتكبده خسائر فادحة في الحرب ضد روسيا
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • رويترز تنشر تفاصيل خطة مصرية لقطاع غزة قبيل قمة القاهرة
  • نتنياهو يهدد باستئناف الحرب في غزة ومواصلة تدمير قوة حركة حماس
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • توقف صرف إعانة الطوارئ للعاملين بـ الفنادق
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • العميد طارق يناقش خطط إنعاش السياحة في المناطق المحررة
  • السياحة والآثار تطلق استبيان لتحديد فجوة المهارات في القطاع