بوابة الوفد:
2024-10-19@14:16:54 GMT

وصايا الرسول.. الصداقة وأحق الناس بصحبتك

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن ما أمر به سيدنا رسول الله ﷺ حسن الصحبة يقول ﷺ : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».

علي جمعة يكشف سبب المشكلات التي تُحيط بنا من كل جانب جمعة يوضح لمحات من حياة المدينة المنورة سابقًا وحاليًا

وتابع جمعة أن رسول الله  أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا ؛ فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك ، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك ، ومن الأمثال الشعبية الشهيرة : "الصاحب ساحب".

الجليس الصالح والجليس السوء

وأضاف أن الصاحب مهمٌ في الحياة والنبي ﷺ يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله ﷺ: «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه» كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة ، وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية ، وإما أن تبتاع منه وكذلك الجليس الصالح ؛ فالجليس الصالح إما أن ينصحك وإما أن تسمع منه الكلام الطيب وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك، أما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإما أن يأمرك بالمنكر وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى والنبي ﷺ يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم».

 النصيحة هي الدين

ووضح جمعة أن النصيحة هي الدين ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم الخير وحقائق الحياة ، تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء تعلمهم أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير، الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا، «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة ولذلك كان النبي ﷺ يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم ، وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا ومصرنا.

واختتم جمعة حديثه أنه علينا أن نراقب أبناءنا وأن نتدخل في حسن الصحبة، النبي ﷺ لما وصل إلى المدينة آخى بين الأنصار وبين المهاجرين آخى بينهم فجعل لكل رجلٍ من المهاجرين أخًا من الأنصار ؛ هذه الأخوة جعلت غربة المهاجرين في المدينة سهلة وجعلت المدينة فيها صحبة طيبة وأخوة راقية وقلوبٌ رقيقة لذكر الله سبحانه وتعالى ، فنشأت الجماعة الإسلامية الأولى على الحب وعلى الرحمة وعلى الأخوة وعلى الصحبة الطيبة ، والنبي ﷺ أسمى من حوله من المؤمنين بـ"الصحابة" لأنه صاحبهم في حضرهم وفي سفرهم في قيامهم وجلوسهم في جهادهم وسلامهم في علمهم وحياتهم فسموا بـ"الصحابة الكرام" لحسن الصحبة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله النبي جمعة علي جمعة رسول الله وإما أن

إقرأ أيضاً:

العبادات والعادات

من الخطأ الفادح الخلط بين العبادات والعادات، والأخطر هو إلباس بعض العادات ثوب العبادات أو إنزالها منزلتها والإصرار غير المبرر على ذلك.
ففى مجال العبادات ينبغى التفرقة أولا بين أداء الفرائض وأداء السنن، فقد سأل رجل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «خَمْسُ صَلَواتٍ فى اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ»، فَقَالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : «وَصِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ»، قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ«  قَالَ : وَذَكَرَ لَهُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ» فَأدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أنْقُصُ، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ».
ثم يجب أن نفرق بوضوح  بين ما هو من سنن العبادات وما هو من   العادات، فحثه (صلى الله عليه وسلم) على صيام عرفة أو عاشوراء أمر تعبدى يدخل فى سنن العبادات، أما ما يتصل باللباس ووسائل السفر ونحو ذلك، فمن باب العادات.
وكما لا يمكن لعاقل أن يقول : لن أركب السيارة أو الطائرة اليوم وسأسافر بالجمل كما كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يفعل، فإنه ليس من المعقول أيضًا أن يقول أحد: لا تلبسوا هذا اللباس لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يلبسه، فقد لبس النبى صلى الله عليه وسلم من جنس ما لبس منه قومه وما كان متاحا فى عهده صلى الله عليه وسلم.
فمرجع الأمور الحياتية العصرية المستجدة إلى العرف والعادة وما يراه أصحاب الذوق السليم ملائمًا لعصرهم وبيئاتهم، ما لم يخالف ثابت الشرع الشريف.
ويجب أن نفهم ما ورد من آراء بعض العلماء فى ضوء عادات قومهم  وزمانهم ومكانهم، فإذا كان الإمام الشافعى (رحمه الله) قد عدَّ غطاء الرأس من لوازم المروءة فإنه راعى ظروف بيئته وعصره، وقد رأينا فى بعض البيئات من يعُد عدم غطاء الرأس مخلاًّ بالمروءة، لأن عادة القوم جرت به، أما أن نجعل ذلك دينًا وعلامة من علامات الصلاح والتقوى ومن يخالف ذلك يتهم فى دينه، أو أن نلزم به الناس باعتباره دينًا أو سنة أو كلام فقيه واجب الاتباع فهذا عين الجمود وعدم الفهم.

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • ما المقصود من قول النبي ﷺ "المرء على دين خليله".. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة يكشف سبب المشكلات التي تُحيط بنا من كل جانب
  • متى صلى الرسول أول صلاة جمعة وماذا قال فيها؟.. أمور يغفل عنها الكثيرون
  • الرسول يعبر قناة السويس.. قصة رؤيا الشيخ عبدالحليم محمود بنصر أكتوبر
  • العبادات والعادات
  • الطرق الصوفية تنشر 7 وصايا للسيد البدوي في ليلته الختامية
  • فرصة لتكون من أحباب الرسول وأعظم درجة من السابقين.. اغتنمها
  • علي جمعة: لم يعرف التاريخ رجلا كالنبي محمد أتباعه أقوام بهذه الكثرة
  • دعاء الزواج في صلاة الفجر.. اغتنمي 8 كلمات يرزقك الله بالزوج الصالح