سعره متقلب.. هل يحدد برميل نفط السعودية مصير استثمارات الرياضة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
باستثماراتها الضخمة في رياضات عديدة، تسعى السعودية إلى تحقيق حزمة أهداف بينها جذب السياح وتوفير فرص عمل، لكن في حال انخفضت أسعار النفط، فربما يتراجع اهتمام المملكة بتلك الاستثمارات لصالح أولويات أعلى.
تلك القراءة تضمنها تقرير لبول ماكينيس، في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى استثمارات الرياض في كرة القدم والمصارعة والتنس والكريكيت والملاكمة والجولف وسباقات السيارات والخيل والرياضات القتالية والمائية والشاطئية والشتوية والشطرنج.
وعادة ما تواجه السعودية اتهامات بممارسة "الغسل الرياضي"، أي محاولة تحسين صورتها دوليا، في ظل انتهاكات لحقوق الإنسان والحرب المستمرة في جارها اليمن منذ عام 2014، وهو ما تنفي المملكة صحته.
وعبر استثماراتها في قطاعات متنوعة، أبرزها الرياضة والسياحة والثقافة والفنون، تهدف السعودية، ضمن استراتيجية رؤية 2030 التنموية، إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
وقال أندريا سارتوري، وهو مستشار رياضي ساهم في تطوير استراتيجية قطر الرياضية: "إنها فرصة للسعودية، بتكلفة منخفضة نسبيا، لتعيد وضع نفسها بسرعة في السوق الدولية".
سارتوري تابع: "إنهم يحاولون الدفع من أجل تطوير صناعة السياحة، وهي صناعة يمكنهم من خلالها بسهولة نسبيا تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط والغاز الطبيعي، وأعتقد أنها استراتيجية ذكية للغاية".
اقرأ أيضاً
موسم كروي مرصع بالنجوم.. فوز الدوري السعودي يحسمه المشاهدون
سعر النفط
ووفقا لبحث أجرته "ذا جارديان" مؤخرا، أنفقت السعودية أكثر من 6.3 مليار دولار على مشاريع متعلقة بالرياضة منذ أوائل 2021.
لكن "لا يجب أن تنظر فقط إلى الأموال المستثمرة، بل إلى السرعة التي تتغير بها آراء الناس.. في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة سيغيرون طريقة تفكيرنا وتصورنا للبلد (السعودية)، وهو شيء استغرق الآخرون عقودا لتحقيقه"، كما قال سارتوري.
وأردف: "نعم، ربما أنفقوا 20 مليار دولار، 30 مليار دولار (على الرياضة). لكن ما هذا في ميزانية المملكة؟ إنه لا شيء".
واستدرك: "لكن هناك خطر، فإذا انخفض سعر النفط، ربما يمكن أن يتغير مزاج ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) ويمكن أن تصبح الاستراتيجية أكثر تحفظا. أقول هذا لأنني رأيت ذلك يحدث في قطر قبل 10 سنوات. يمكن أن يتضاءل الحماس تجاه الرياضة لأن لديهم أشياء أكبر تدعو للقلق".
وفي 2022 سجل اقتصاد السعودية نموا بلغ 8.7٪ وهو الأسرع بين دول مجموعة العشرين، وحققت الرياض أول فائض في الميزانية منذ نحو 10 سنوات بفضل ارتفاع أسعار النفط إلى متوسط 100.94 دولارا للبرميل.
لكن من المتوقع أن تقلص تخفيضات إنتاج النفط الطوعية التي تتبناها المملكة من نمو اقتصادها إلى 2.1٪ في 2023. ومنذ 7 أسابيع يستقر سعر النفط الخام فوق 80 دولارا للبرميل، وهي أطول فترة ارتفاع منذ أكثر من عام، مع صعود بنحو 20٪ منذ أواخر يونيو/ حزيران الماضي.
اقرأ أيضاً
كارنيجي: فورة الرياضة والترفيه بالسعودية.. برامج سلطوية بلا رقابة شعبية لتغيير نمط حياة المواطنين
تعزيز الاستثمار
تيرينس بيرنز، وهو مستشار رياضي رائد عمل في عدد من ملفات طلب الاستضافة الناجحة في الألعاب الأولمبية من بكين إلى لوس أنجلوس، قال إن "السعودية، كما هو متوقع، ارتبطت باستضافة الأولمبياد وكأس العالم ربما بداية من 2030، وهي تتبع ما فعلته الدول الغربية".
وزاد بأن "دول مثل السعودية لم يكن لديها الوسائل أو القدرة منذ 20 عاما على استثمار هذا القدر الكبير من الأموال في الرياضة، إذ كانوا يبنون اقتصاداتهم، والآن لديهم المال، والرياضة استثمار كبير إذا تم القيام بالأمر بشكل صحيح".
برينز أردف أن "الاستثمار في الأحداث والبطولات يفعل شيئين: يجذب السياحة ويوفر فرص عمل، كما أن البنية التحتية التجارية التي تدعم الرياضة تعود بالفائدة على البلاد".
غير أنه شدد على أن "مثل هذا الاستثمار يتطلب تعزيزا ثابتا كي تستمر آثاره على المدى الطويل. ومثلما تدفقت الأموال إلى الرياضة على مدى السنوات الخمس الماضية، يمكن أن يتوقف بذلك".
و"الأمر بسيط جدا بالنسبة لي: بمجرد أن لا تحقق هذه الاستثمارات العائد المتوقع، فإنها ستتوقف.. إنه عمل، وفي اللحظة التي لا يحصلون فيها على عائد من الاستثمار فسيتوقف"، كما ختم بيرنز.
اقرأ أيضاً
استقطاب نجوم وخصخصة أندية.. غسيل رياضي أم تنمية سعودية؟
المصدر | بول ماكينيس/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الرياضة استثمارات النفط أسعار
إقرأ أيضاً:
المركز الليبي للاستشعار عن بعد يحدد موعد بداية شهر رمضان فلكيًا
ليبيا – تقرير فلكي حول بداية شهر رمضان 1446 هـالبداية الفلكية لشهر رمضان
أصدر المركز الليبي للاستشعار عن بعد تقريرًا علميًا يوضح موعد بداية شهر رمضان المبارك للسنة الهجرية 1446، وذلك بناءً على الحسابات الفلكية.
ووفقًا للتقرير الذي اطلعت “المرصد” على نسخة منه، فإن الاقتران الفلكي (المحاق) لشهر رمضان سيحدث فجر يوم الجمعة الموافق 28 فبراير 2025، في تمام الساعة الثانية و45 دقيقة فجراً (2:45) بتوقيت ليبيا المحلي. وأوضح المركز أن هذه اللحظة تُعرف بالبداية الفلكية للشهر، وهي موحدة في جميع دول العالم وفق التوقيت العالمي، بغض النظر عن الموقع الجغرافي.
ظروف رؤية الهلالوأشار التقرير إلى أن رؤية الهلال ستتأثر بزمن وزوايا غروب الشمس والقمر، بالإضافة إلى عوامل مثل مدة مكث القمر بعد الغروب، والعمر الزمني للهلال، وارتفاعه عن الأفق عند الغروب.
وأكد المركز أن الهلال سيكون فوق الأفق مساء الجمعة، مما يجعله مرئيًا بالعين المجردة في أغلب المدن الليبية والإسلامية، الأمر الذي يعزز إمكانية الإعلان عن دخول شهر رمضان في نفس الليلة وفق المعايير الفلكية.
ويُذكر أن تحديد بداية الشهر الهجري يعتمد رسميًا في معظم الدول الإسلامية على الرؤية الشرعية، إلا أن الحسابات الفلكية توفر بيانات دقيقة حول موعد ولادة الهلال وإمكانية رؤيته في مناطق مختلفة من العالم.