ساموراي فلسطين.. السنوار كما رآه مغردون يابانيون
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
فاح عبق الشهادة في الآفاق، وملأت نواحي الأرض صورة ملثم قاتل وحيدا حتى الرمق الأخير دون أن يرفع راية بيضاء، وغدا سيد الطوفان يحيى السنوار بطلا ملهما أسطوريا عابرا للزمان والمكان، إذ كانت لحظة الموت هي البداية له لا الفناء.
رثاه ملايين البشر في أصقاع الأرض، واستحضر كل قوم أجمل معاني البطولة وأسبغوها عليه، وتمثلوا صور الفضيلة فجمعت له، فقد كانت بداياته تنبئ عن النهاية، وكانت تلك الخاتمة هي الحلم الذي راوده طوال حياته.
لم يغب اليابانيون عن جلال المشهد، وكتبوا في سجله حروفا من مخيالهم الجمعي الزاخر بمعاني العظمة، كأن الرجل عاد بهم إلى زمن المحاربين القدامى "الساموراي" الذين تمتعوا بالفضيلة والتضحية والشجاعة الأبدية.
The honor of a samurai does not lie in merely dying in battle, but in sparing his life for the sake of righteousness. Mr. Sinwar gave his life for the very cause of Palestine. We Japanese admire those who die fighting for righteousness to the end. He is truly a samurai.
— 未歩川 犀 Mihokawa Sei@断易と九星気学 (@vespertine1023) October 18, 2024
اعتبر بعضهم السنوار من قماشة هؤلاء الأبطال الخالدين في ذاكرتهم، الذين أصبحوا حسب تعاليم البوشيدو مثلا أعلى في الصدق والاستقامة والفضائل والأخلاق الرفيعة.
هؤلاء المحاربون يتصفون بالإخلاص والولاء لقضاياهم، ويجمعون بين الصلابة في ميدان القتال والأدب والبساطة والتواضع مع الآخرين، وهم الأسخياء الزاهدون في حياتهم العادية، الذين لم تغرهم قوتهم في أن يتعالوا على أبناء جلدتهم.
تفرض تعاليم البوشيدو على المحارب أن يتخذ قرارات حاسمة، خصوصا إذا تعارضت بعض هذه المبادئ فيما بينها كالواجب والولاء مثلا، وقد يضطر إلى رفض الامتثال للسلطة والواقع إذا كان الواجب يحتم عليه القيام بشيء آخر.
Sinwar was wearing the keffiyeh when he was fighting to the last drop of blood. https://t.co/SjgzisM0O1 pic.twitter.com/8AIZ9zyJnz
— ????????????????Thoton Akimoto (@AkimotoThn) October 17, 2024
تفاعل مع استشهاد السنوارزخرت كثير من الحسابات اليابانية على مواقع التواصل الاجتماعي بالإشارة إلى استشهاد السنوار، بعضها نقل الواقعة كما نقلتها وكالات الأنباء، بينما توقف كثيرون عند تلك اللحظات وكيف كان تأثيرها عليهم.
فهذا الناشط الياباني ثوتون أكميتو يعلق في سلسلة تغريدات عن استشهاد السنوار، فيقول "لقد قاتل السنوار بشجاعة مثل محارب الساموراي للدفاع عن غزة التي تشبه هيروشيما"، ويتابع "وفقًا لتعاليم البوشيدو، فإن الطريقة التي يموت فيها الساموراي خلال القتال تعدّ شرفا له".
وفي تغريدة أخرى، يقول أكميتو "عندما تنفد ذخيرته يستخدم الحربة، وعندما تنكسر حربته يستخدم عصا أو حجرًا، وإذا لم يتمكن من العثور على أي شيء يمكن استخدامه كسلاح فإنه يقاتل بقبضته؛ هذا ما يعنيه أن تكون محاربا".
أما المعالج الروحاني ميهيكاوا سي فيقول "إن شرف الساموراي لا يكمن في مجرد الموت في المعركة، بل في التضحية بحياته من أجل الحق. لقد ضحى السيد السنوار بحياته من أجل قضية فلسطين ذاتها، ونحن اليابانيين نعجب بأولئك الذين يموتون وهم يقاتلون من أجل الحق حتى النهاية. إنه ساموراي حقيقي".
صورة للساموراي نشرتها مجلة اليابان على موقع إكس بعد إعلان استشهاد السنوار نهاية أكثر من بطوليةوبينما كتبت مجلة اليابان "إنه رمز لشرف الساموراي الحقيقي"، علق على هذه التغريدة ناشط آخر بقوله "هذا صحيح! لكن آخر ما شاهدناه بالأمس كان أكثر من بطولي، الجميع يعرف ذلك، حتى اليابانيين الذين شبهوه بالساموراي".
وكتب مارو معلقا على مشاهد اللحظات الأخيرة لمواجهة السنوار مع جيش الاحتلال التي بثتها القنوات الإسرائيلية "لقد تأثرت بالمشهد الأخير لهذا المحارب البطل الذي لا بد أن مثله كان موجودا في يوم من الأيام في اليابان".
وكتب معلق آخر "إن الصورة الأخير للسنوار ستظل ملهمة لقرون قادمة"، ليرد آخر بقوله "إن مقتل السنوار سيفضح أكاذيب الغرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات استشهاد السنوار
إقرأ أيضاً:
سبعون عاما من التعاون.. أبرز محطات التعاون الإنمائي بين مصر و اليابان
تعد اليابان من أهم شركاء التنمية الآسيويين في مصر، حيث تدعم حاليا حوالي 18 مشروع تنموي بما يدعم خطة الحكومة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعتبر العام الجاري هو الذكرى السبعون على تدشين علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
يستعرض "صدى البلد" أبرز محطات التعاون الإنمائي بين مصر و اليابان خلال 70 عاما من التعاون، خلال هذا التقرير..
التعاون المصري اليابانيبدأ التعاون بين مصر واليابان ببرامج التعاون الفني في عام ١٩٥٤، ثم المنح في عام ١٩٧٣، والتمويلات الميسرة في عام ١٩٧٤، وقد أنشئ مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر "جايكا" عام ١٩٧٧ لتصبح الجهة المنوطة بالإشراف على التعاون بين البلدين.
ترفيع مستوى العلاقات
ازدهرت العلاقات المصرية اليابانية بعد تبادل الزيارات رفيعة المستوى على مدى السنوات القليلة الماضية، فقد زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليابان ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية، كما قام فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان السابق، بزيارة مصر في 30 أبريل 2023 ، وخلال هذه الزيارة اتفق الزعيمان على ترفيع العلاقات الثنائية إلى "شراكة استراتيجية"، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية التي تشمل "الاستثمار في البشر" من خلال قطاعي التعليم والصحة، و"النمو المستدام" من خلال التحول الأخضر وتطوير البنية التحتية الجيدة.
ويتعاون الجانبان المصري و الياباني في عدة مجالات تعكس تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية بين البلدين: التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، التحول الأخضر والطاقة المتجددة، والتعليم وتنمية رأس المال البشري، النمو الجيد والإدماج الاجتماعي والمرونة، تطوير البنية التحتية، إشراك القطاع الخاص، بالإضافة إلى مشروعات التعاون الفني لبناء القدرات في مجالات مختلفة وتعزيز التعليم الفني وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة.
و وصلت قيمة المنح و برامج التعاون الفني اليابانية منذ بداية العلاقات التعاون الثنائي، إلى 2.4 مليار دولار بينما بلغ إجمالي التمويلات الميسرة المقدمة لمصر حتى الآن حوالي 7,2 مليار دولار وذلك في مجالات الطاقة المتجددة والكهرباء والنقل الطيران المدني، الآثار، الري والتعليم والصحة ودعم الموازنة .
ومن الجدير بالذكر أن أبرز المشروعات الرائدة في إطار الشراكة بين مصر واليابان، مشروع "المتحف المصري الكبير"، ودعم التعليم الفني من خلال مشروع "مصر-اليابان EJ-KOSEN بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجايكا، والجامعة المصرية اليابانية، وتطوير مستشفى أبو الريش للأطفال، ومشروع إنشاء قناطر ديروط، ومشروع المرحلة الأولى والثانية من خط مترو القاهرة الرابع، ومشروع تحديث وتوسعة مطار برج العرب الدولي.