مقال في بلومبيرغ: هل تندلع حرب عالمية جديدة انطلاقا من أفريقيا؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أوضح مقال نشره موقع بلومبيرغ الأميركي أن تداعيات الأحداث التي تتطور في النيجر، يمكن أن تكون كارثية على أمن واستقرار المنطقة والعالم، مضيفًا أن روسيا ومن خلال دعمها للانقلاب، تُثبت مرة أخرى أنها ترى مواجهتها للغرب حربًا عالمية لا ينقصها إلا الإعلان.
وقال الكاتب أندرياس كلوث، إن انقلاب النيجر محرج؛ لأنه لا القوة الاستعمارية السابقة "فرنسا"، ولا القوة العظمى "المتضائلة"، الولايات المتحدة، توقعت حدوث ذلك.
ووصف الكاتب الانقلاب بأنه "مشؤوم"؛ لأنه مكسب غير متوقع لروسيا والصين، كما وصفه بأنه "كارثي"؛ لأنه "نكسة" في الحملة ضد "الإرهاب" والهجرة غير المنظمة.
كما قال إنه سيكون انقلابًا مروّعا إذا كان سيقود إلى حرب عالمية.
انقلابات وفوضىوذكر الكاتب أنه كلما زاد البؤس والفوضى في منطقة الساحل؛ كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر سعادة، محذرًا من أن سيناريو بوركينا فاسو ومالي قد يتكرر في النيجر، فيطرد الجيش النيجري القوات الفرنسية والأميركية المتمركزة هناك، ويلقي بنفسه في أحضان بوتين ويفغيني بريغوجين زعيم "فاغنر"، على حد تعبيره.
وقال إنه حتى خلال انقلاب النيجر، كان بوتين يستضيف قادة أفارقة آخرين في سان بطرسبرغ، ويدفعهم إلى دعم حربه ضد أوكرانيا، أو على الأقل عدم معارضتها. كما ظهر بريغوجين في سان بطرسبرغ لالتقاط الصور مع قادة أفارقة.
وعلّق بأن ظهور بريغوجين قد يبدو مفاجئًا، حيث من المفترض أن يكون رئيس "فاغنر" في المنفى البيلاروسي، عقابًا على تمرده الذي لم يدُم طويلًا في يونيو/حزيران الماضي، لكن يبدو أن مصالح بوتين في منطقة الساحل تتفوق على مخاوفه بشأن بريغوجين.
صراع مع الغرب
وأضاف كلوث أن بوتين مثل نظيره الصيني شي جين بينغ، ينظر إلى منطقة الساحل على أنها مجرد خط أمامي آخر في صراعه ضد الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة، ومن الواضح أن هناك خطوطًا أخرى تمرّ عبر أوكرانيا، وآسيا، والقطب الشمالي، إذ أبحر في الأسبوع الماضي أسطول روسي وصيني مشترك بشكل استفزازي، بالقرب من ألاسكا الأميركية.
وذكر أن بوتين ينجذب بشكل خاص إلى منطقة الساحل؛ لأنها من الممكن أن تزعزع استقرار الغرب بطرق عديدة في وقت واحد، وقد أصبحت مركزًا عالميًا لـ "الإرهاب"، حيث تنتقل جماعات مسلحة إلى فراغات السلطة التي خلّفتها الانقلابات، والانتفاضات العرقية ومجموعة "فاغنر".
ومضى الكاتب يقول إن بوتين يحب ما يمكن أن يسبب المزيد من المعاناة، وهجرات أكبر شمالًا ونحو الاتحاد الأوروبي، "الذي يريد زعزعة استقراره"، مشيرًا إلى أن هذا يعدّ سببًا آخر لجعل بوتين يستخدم صفقة الحبوب الأوكرانية سلاحًا، مدركًا -تمامًا- أن حصاره يسبب الجوع في أماكن؛ مثل: أفريقيا.
وأظهر كلوث الاستقطاب الذي تسببت فيه أحداث النيجر، وقال إنه من غير المرجح أن تحمل الولايات المتحدة وفرنسا السلاح من أجل الرئيس النيجري المطاح به محمد بازوم، وشرح ذلك بقوله "إنهما تخشيان أن تكون النيجر هي العراق القادم، أو أفغانستان".
وحذّر من سيناريو أخطر يتمثّل في اشتعال حرب عالمية، إذا حدث احتكاك مسلح مع الروس.
إهمال المنطقةوعاد الكاتب ليقول إن ما جرى في النيجر وغيرها من انقلابات ضد الأنظمة الصديقة للغرب في الساحل، هو ردّ فعل على إهمال الولايات المتحدة وحلفائها للمنطقة لسنوات.
وصرح قائلًا "إننا بالفعل في الحرب العالمية القادمة، حتى لو لم يعلن بوتين وشي جين بينغ عنها".
وأوضح بأنه على الولايات المتحدة وأوروبا والغرب أن يدعموا أفريقيا، بل وجنوب الكرة الأرضية بأكمله، ليس الآن فحسب، بل من الآن فصاعدًا، وعليهم مواجهة الانقلابات العسكرية، وكذلك مقاومة الجانب المظلم في الجغرافيا السياسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة منطقة الساحل
إقرأ أيضاً:
ترامب يذعن لشروط بوتين في أوكرانيا
في سياق الحملات الانتخابية الرئاسية لعامي 2016 و2024، أعلن دونالد ترامب مراراً أن الأمريكيين سيشعرون بالملل من انتصارهم المستمر، مشيراً إلى أن "الأمريكيين يحبون الفائز ولن يتسامحوا مع الخاسر".
الأمريكيين يحبون الفائز ولن يتسامحوا مع الخاسر
وكتب جوناثان سويت ومارك توث في مجلة ذا هيل الأمريكية، أنه بالرغم من الوعود بالفوز المستمر، تبدو الأمور مختلفة الآن في السياسة الأمريكية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصراع في أوكرانيا، ففي الوقت الذي تفرض فيه روسيا شروطها على الولايات المتحدة، يبدو أن إدارة ترامب بدأت تخسر أمام الرئيس فلاديمير بوتين.
ولم يكد يمر شهر واحد فقط على ولاية ترامب الثانية، حتى عمدت إدارته إلى قبول 3 مطالب لبوتين وهي:
منع عضوية أوكرانيا في حلف الناتو. تقويض شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. الاحتفاظ بـ 4 مناطق أوكرانية ضمتها بشكل غير قانوني وهي: دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة القرم.‘Society is exhausted’: Ukraine is losing on the battlefield in the east of the country and President Volodymyr Zelenskyy is under growing pressure from western partners https://t.co/7Q3TAQnYkc pic.twitter.com/8521ZakcTy
— Financial Times (@FT) October 1, 2024 التنازلات غير الحكيمةويقول الكاتبان، إن هذه التنازلات تعتبر خسارة واستسلاماً لإدارة ترامب، مضيفين أن التنازلات "غير الحكيمة" أصبحت، لسبب غير مفهوم، العقلية السائدة في البيت الأبيض.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في 12 فبراير (شباط) ببروكسل: "يتعين علينا أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هدف غير واقعي… لا تعتقد الولايات المتحدة أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي هي نتيجة واقعية لتسوية من طريق التفاوض… لن تكون هناك قوات أمريكية منتشرة في أوكرانيا”.
وشعر بوتين فعلاً بأن ثمة فرصة سانحة. وخلال مقابلة في 28 يناير (كانون الثاني) مع قناة روسيا 1 التلفزيونية الحكومية، كرر الرئيس الروسي ادعاءه بأن زيلينسكي "غير شرعي"، وقال إنه لا يحق له توقيع أي وثائق في مفاوضات السلام المحتملة.
واستطرد قائلاً: "يمكن إجراء المفاوضات مع أي شخص، ولكن بسبب عدم شرعية زيلينسكي، فإنه ليس لديه الحق في توقيع أي شيء".
Tired of winning? Good, because Trump is losing in Ukraine. https://t.co/mGmsyo5DxX
— Andrew Kosmowski (@BroAJK) February 20, 2025وأيضاً في 15 فبراير (شباط)، ومع شعورها بالضعف في واشنطن، كررت موسكو هذا الموقف خلال مقابلة أجرتها وكالة تاس مع البرلماني الأوكراني السابق الموالي لبوتين فيكتور ميدفيدتشوك.
وفي اليوم التالي، كرر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذه الرسالة قائلاً: "تفتقر أوكرانيا إلى السيادة".
فرض الشروطوأجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز والمبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اجتماعات ثنائية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويوري أوشاكوف مستشار الرئيس الروسي في الرياض الثلاثاء. والهدف هو إنهاء الحرب في أوكرانيا. لكن غاب عن الاجتماعات زيلينسكي وأوروبا والناتو.
وتطرح المفاوضات الحالية تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في فرض مصالحها، وفرض الشروط على حلفائها.
ويختم الكاتبان "في هذه الأوقات الصعبة، تظهر الحاجة الماسة إلى تعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان تحقيق السلام دون التفريط في الحقوق أو المصالح الوطنية".