إسرائيل تعزز قواتها وسط تدهور صحي وغذائي حاد.. ماذا يحدث في شمال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية شمالي قطاع غزة، في ظل تقارير عن سقوط قتلى وانقطاع المواد الإغاثية والغذائية عن أكثر من 200 ألف فلسطيني في المنطقة.
وعزز الجيش الإسرائيلي من وجوده شمالي القطاع بقوات من لواء جعفاتي، وفق بيان للمتحدث الرسمي أفيخاي أدرعي، الذي قال إن الخطوة "جاءت لتوسيع العملية العسكرية في منطقة جباليا".
وأشار بيان، الجمعة، إلى أن "القوات وطائرات سلاح الجو قضت على عشرات الإرهابيين في اشتباكات وضربات جوية، ودمرت البنية التحتية الإرهابية في المنطقة".
فيما نقلت وكالة رويترز عن مسعفين في غزة، إن 33 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 85، إثر غارات إسرائيلية، الجمعة، على عدد من المنازل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، فيما قال سكان إن الدبابات "نسفت الطرق والمنازل" مع توغلها في المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، أن عدد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية قد يرتفع، بسبب وجود العديد من الأشخاص تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
كما أعلنت السلطات الصحية في غزة، أن غارات إسرائيلية أخرى قتلت 39 فلسطينيا على الأقل في أنحاء القطاع، الجمعة، منهم 20 في جباليا.
وصف مدير الإسعاف والطوارئ بالخدمات الطبيبة في شمال غزة، فارس عفانة، الوضع في المنطقة خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية، وقال: "يمكنك رؤية علامات الجوع على الناس في شمال غزة. تدمر القوات الإسرائيلية كل ما يمثل الحياة أو علامات الحياة".
وأضاف: "الكلاب الضالة الجائعة تلتهم جثثا في الشارع.. مما يجعل من الصعب علينا التعرف على هذه الجثث".
وأضاف عفانة أن هناك "آلاف الأطفال والنساء الحوامل عالقين في المنطقة المحاصرة"، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات جوية وبرية في 3 أحياء خلال الأيام الماضية.
ونقلت رويترز عن سكان من جباليا، أن الدبابات الإسرائيلية "وصلت إلى قلب المخيم بدعم قصف بري وجوي كثيف"، بعد توغلها في الأحياء والمناطق السكنية.
وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي "يدمر عشرات المنازل بشكل يومي، أحيانا من الجو والأرض وعبر زرع قنابل في المباني ثم تفجيرها عن بعد".
القطاع الصحي يعانيقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن القوات الإسرائيلية حاصرت، فجر السبت، مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، و"استهدفت كل من يتحرك في محيطه".
كما نقلت عن مصادر طبية، أن الدبابات "حاصرت المستشفى وأطلقت قذائفها نحو مرافقه. كما توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب إطلاق النار صوب المستشفى".
وكان المستشفى قد تعرض لهجمات مماثلة في نوفمبر 2023. وطالما قالت إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية ومخازن الأسلحة وعناصر حركة حماس التي تستخدم المستشفيات لأهداف عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
ونقلت "وفا" أن مستشفيات شمالي القطاع "باتت غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية بسبب كثرة الإصابات والقتلى"، لافتة إلى أن المستشفيات هناك "لم يعد فيها متسع، بينما يتم العمل بنظام الأولوية والمفاضلة".
كما أن أقسام الحضانة في المستشفيات ممتلئة ولا مكان لأي مولود أو أطفال خدّج جدد، وتم تأجيل بعض العمليات القيصرية.
وحذرت المصادر الطبية، من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات شمالي القطاع، مما يهدد حياة المواطنين هناك.
من جانبها، نقلت قناة "إيه بي سي" الأميركية، عن عيد صباح، مدير قسم التمريض في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، أن جناح الولادة مكتظ بالأطفال الذين تم نقلهم من وحدة العناية المركزة، لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى.
وتابع: "الإمدادات الطبية تتضاءل لتصل إلى لا شيء، خاصة الإمدادات المتعلقة بالجراحة والولادة والرعاية الحرجة".
وأضاف: "هذا أمر صعب وخطير للغاية. الأطقم الطبية منهكة ولا تستطيع استيعاب عدد المرضى بحالات حرجة، يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.. لا نملك طعامًا. الطاقم الطبي لا يستطيع الأكل، وعليهم رعاية المرضى المتألمين".
وقتل 19 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال قتلوا، الخميس، بعد أن أصابت غارة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمالي قطاع غزة.
כלי טיס של חיל האוויר תקף לפני זמן קצר, באופן ממוקד ומדויק ובהכוונה מודיעינית של אמ״ן, שב״כ ופיקוד הדרום, נקודות ריכוז של מחבלים רבים מארגוני הטרור חמאס וגא״פ שפעלו במתחם פיקוד ושליטה שהוקם ברחבה ששימשה בעבר כרחבת בית הספר ״אבו חסן״ בצפון רצועת עזה>> pic.twitter.com/MuTn0bc29g
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 17, 2024وقال الجيش الإسرائيلي حينها، إنه نفذ غارة "دقيقة" على نقطة تجمع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي داخل مجمع كان يستخدم في السابق كمدرسة شمالي قطاع غزة.
وتابع الجيش أن "عشرات المسلحين كانوا في الموقع"، كاشفا عن أسماء "12 مسلحا" كانوا موجودين في المدرسة، مضيفا أنهم شاركوا في إطلاق الصواريخ على إسرائيل وهجمات على القوات.
وقال إنه اتخذ خطوات للحد من الأذى الذي قد يلحق بالمدنيين في الضربة. من جانبها، نفت حركة حماس استخدام "مدرسة أبو حسين في جباليا لأغراض قتالية".المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی غارات إسرائیلیة شمالی قطاع غزة شمالی القطاع فی المنطقة على الأقل فی جبالیا
إقرأ أيضاً:
الهند تستعد للحرب.. ماذا يحدث في كشمير المسلمة؟
في الأسبوع الماضي، قُتل ستة وعشرون شخصًا في هجوم وقع في باهالغام، في كشمير المحتلّة من قبل الهند. وباستثناء رجل كشميري واحد، كان جميع الضحايا من السائحين الهنود الذكور. وعلى الفور تقريبًا، زعمت الحكومة الهندية أن الهجوم نفّذته جماعة مسلحة مدعومة من باكستان تعمل في كشمير.
وقد وُجهت أصابع الاتهام على وجه الخصوص إلى جماعة تُدعى "جبهة المقاومة"، التي تأسست في عام 2019 في كشمير كرد فعل على قرار الهند بإلغاء الوضع شبه الذاتي لكشمير، بأنها هي التي نفّذت الهجوم.
غير أنّ هذه الجماعة نفت ذلك في بيان صدر عنها بعد عدّة أيام، موضحة أن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تعرّضت للاختراق السيبراني.
ومن جانبها، نفت الحكومة الباكستانية بشدة أي دور لها في هذا الهجوم، وادّعت أنه مجرد "عملية خداع" (عملية زائفة تُدبرها الحكومات لإلصاق التهمة بجهة أخرى) دبّرتها الحكومة الهندية لتشويه حركة تحرير كشمير.
في منطقة محتلة مثقلة بالتوترات السياسية ككشمير، غالبًا ما تكون الحقيقة أولى ضحايا النزاع. وقد لا نعرف أبدًا من يقف وراء هجوم باهالغام. ولكن ما نعرفه يقينًا هو أن سكان كشمير، كعادتهم، هم من سيتحمّلون تبعات هذه الكارثة.
إعلانخلال الأسبوع الماضي، شنّت الحكومة الهندية حملة قمعية اعتقلت خلالها نحو 1900 كشميري. وفي بلدة كوبوارا، قُتل رجل كشميري خلال مداهمة منزله.
وفي حادثة أخرى، قُتل شقيق أحد المسلحين في مواجهة مفبركة. كما تم تدمير ما يقرب من عشرة منازل، بزعم أن أصحابها من المسلحين. وبذلك، فقدت عائلات بأكملها كل شيء، وانهار عالمهم بالكامل.
وإلى جانب ذلك، تصاعدت أعمال العنف ضد الكشميريين المقيمين في الهند. وتواترت التقارير عن تعرّضهم للضرب والمضايقات والانتقام الجماعي.
وقد اضطر كثير من الكشميريين المقيمين في الهند لأغراض العمل أو الدراسة إلى العودة لوطنهم. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الهندية، ظهرت دعوات لتطبيق "حل إسرائيلي" في كشمير، كما تصاعد الخطاب الإبادي ضد السكان، مع مطالبات بأن تُعامل كشمير كما تُعامل غزة. ولم تقتصر التهديدات على ذلك، بل تعدّتها إلى تهديدات بالعنف الجنسيّ ضد النّساء الكشميريات.
ولم يكن هذا مستغربًا، إذ لطالما اعتبرت الحكومة الهندية إسرائيل نموذجًا يُحتذى به. فالهند تعدّ أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية، كما أن الحكومتين: الهندية والإسرائيلية تتعاونان تعاونًا وثيقًا في مجموعة واسعة من السياسات الدفاعية، ومكافحة التمرد، والتي تُستخدم بالأساس ضد الفلسطينيين والكشميريين.
وفي مثل هذه اللحظات، تملأ أخبار الهند وباكستان عناوين الصحف العالمية، بينما يتم تجاهل معاناة شعب كشمير وحركته الطويلة من أجل تقرير المصير، إضافةً إلى القمع الهائل الذي يتعرّض له يوميًا.
منذ عام 2019، تعيش المنطقة تحت حصار خانق. فمن خلال إلغاء الحكم الذاتي لكشمير، سعت الهند إلى تغيير جوهري في طبيعة النزاع الكشميري. وتسعى حاليًا إلى تنفيذ تغيير ديمغرافي في الإقليم ذي الغالبية المسلمة لصالح الهندوس؛ بهدف القضاء على حركة تقرير المصير المستمرّة التي تنادي بإنهاء الحكم الاستعماريّ الهندي.
إعلانوتتم هذه المحاولة عبر وسيلتين رئيسيتين: أولاهما الاستيلاء على الأراضي، مما يؤدي إلى تجريد الكشميريين من أراضيهم ومعاشهم وممتلكاتهم.
أما الوسيلة الثانية، فهي الهندسة الديمغرافية؛ إذ تم إصدار أكثر من 83 ألف شهادة "إقامة" لغير الكشميريين (مواطنين هنود) منذ عام 2022، مما منحهم حقوق الإقامة التي كانت حكرًا على مواطني كشمير الأصليين.
وهذا يعني أن هؤلاء الحاصلين على الإقامة الجديدة بات بإمكانهم التصويت، وشراء الممتلكات، والعمل في كشمير. ومع مرور الوقت، سيزداد عدد الهنود الذين يحملون شهادة الإقامة، مما سيحوّل الكشميريين إلى أقلية في أرضهم.
وإلى جانب هذه التحولات الجذرية ذات التبعات طويلة الأمد، شهدت مرحلة ما بعد 2019 أيضًا قمعًا تامًا للمجتمع المدني في كشمير. إذ لا يزال المدافعان عن حقوق الإنسان، خُرّام برويز وإرفان مهراج، من "ائتلاف المجتمع المدني في جامو وكشمير"، يقبعان في السجون الهندية بتهم زائفة تتعلق بدعم الإرهاب.
وتشمل قائمة السجناء السياسيين أيضًا ياسين مالك، وآسية أندرابي (ناشطة كشميرية تعاني من تدهور في حالتها الصحية في سجن تيهار سيئ السمعة في نيودلهي). وقد طال النسيان معاناة سجناء كشمير.
وعلاوة على ذلك، أصبح من الصعب جدًا على الكشميريين التعبير عن أنفسهم. إذ يتعرض الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والأوساط الأكاديمية والمنظمات الأخرى لقمع شديد.
يمكن لأي شخص أن يُتهم بموجب قانون مكافحة الأنشطة غير المشروعة (UAPA) – وهو قانون مكافحة الإرهاب سيئ الصيت في الهند، الذي يسمح بتصنيف الأفراد كإرهابيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة – لمجرد كتابة مقال أو التظاهر ضد فظائع الدولة.
كما تم تقييد حركة آخرين من خلال تعليق جوازات السفر، أو إدراج أسمائهم في قوائم حظر السفر. يعيش الناس في خوف دائم، حتى من بعضهم البعض، مما دفع الكثيرين إلى ممارسة الرقابة الذاتية. والواقع أن معظم الكشميريين كانوا يعيشون في وضعية "البقاء على قيد الحياة" حتى قبل وقوع هذا الهجوم.
إعلانلقد شجّعت الإبادة الجماعية في غزة دولًا مثل الهند، التي رأت ما استطاعت إسرائيل الإفلات به خلال العام ونصف العام الماضيين. وبذريعة هجوم باهالغام، تستطيع الهند أن تفعل أي شيء بالكشميريين، وتزيد من قمعهم وتصعيد العنف ضدهم.
غير أن هذا العنف لن يحظى بعناوين رئيسية في وسائل الإعلام الدولية، ولن يتلقى إدانة من "المجتمع الدولي". وحتى يتم التركيز على شعب كشمير وتطلعاته عند الحديث عن التوترات بين الهند وباكستان، لن يكون هناك أمل في تحقيق أي استقرار في هذه المنطقة الأوسع.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline