لا شك أن وفاة يحيى السنوار، أحد العقول المدبرة وراء الهجوم الذي شنته حركة حماس  في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، هي لحظة مهمة بلا شك ولحظة فارقة في تاريخ الصراع الذي استمر عامًا علي قطاع غزة ومازال … ولكن هل هي نقطة تحول؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقتل السنوار - وهو هدف رئيسي طويل الأمد لقوات الدفاع الإسرائيلية - من شأنه أن يشير إلى "بداية النهاية" للحرب،  لكنه أوضح أن الحرب لم تنته بعد.

إن وفاة السنوار تغير على الأقل جانباً واحداً من الحرب، لقد كان شخصية رمزية، كان يُنظر إليه باعتباره شخصاً ينقل المعركة إلى إسرائيل، ومع بقاء السنوار على قيد الحياة ورد حماس على حرب إسرائيل في غزة، كانت الحركة في الواقع تتزايد في شعبيتها.

إن وفاة السنوار تغير وجه حماس، وقد تكون نقطة تحول رئيسية إذا كانت حماس غير قادرة على استبداله بزعيم قوي مثله، أحد الأسماء التي تتم مناقشتها هو خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس والذي لا يزال مؤثراً في المنظمة.

هذه اللحظة تقدم فرصة لزعيم حماس الجديد للسعي إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل وإنهاء الظروف المروعة، التي يعيش فيها سكان غزة، ولكن لا يزال هناك سؤال حول ما إذا كان موت "السنوار" يحقق أهداف الحرب الإسرائيلية؟؟

 

ولكن.. ما الذي قد يشكل انتصاراً لنتنياهو؟.. القضية الرئيسية هي أن أهداف حرب نتنياهو لم تتحقق بعد لأنها تتمثل في:

1- القضاء على حماس كقوة مقاتلة وخطر على إسرائيل.

2- تحرير حوالي 100 رهينة إسرائيلي يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في غزة، وقد يكون نصفهم الآن قد ماتوا.

3- إعادة إرساء الردع مع حزب الله في لبنان للسماح ل 60 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل بالعودة إلى ديارهم.

ولكن،  الجنود الإسرائيليين ما زالوا يواجهون بعض المشاكل المهمة للغاية، على مدار العام الماضي، تحولت حماس من قوة قتالية منظمة إلى وضع حرب العصابات، مما يجعل القضاء على مقاتليها بالكامل أكثر صعوبة.

المنهجية الكلاسيكية للتعامل مع قوة حرب العصابات هي "التطهير، والتمسك، والبناء"، إن هذا يعني أنك تقوم بتطهير منطقة ما من العدو، وتضع قوات للسيطرة على المنطقة، ثم تبني بيئة لا يستطيع العدو أن يعيد تأسيس نفسه فيها.

إن إسرائيل قادرة بالتأكيد على "التطهير" و"السيطرة"، ولكنها لم تتمكن من بناء بيئة لا تستطيع حماس أن تعمل فيها، وقد أشار الصحافيون الإسرائيليون الذين كانوا برفقة القوات الإسرائيلية إلى أن عناصر حماس، يعودون إلى المناطق التي طهرها الجيش الإسرائيلي في السابق، ويرجع هذا جزئياً إلى شبكة الأنفاق الواسعة التي تمتلكها الحركة.


وهناك قضية أخرى تواجه نتنياهو، وهي أن أعضاء اليمين في حكومته هددوا بالاستقالة من ائتلافه الحاكم إذا وافق على وقف إطلاق النار، قبل تدمير حماس كقوة مقاتلة، وهم يعتقدون أن حماس قد تستخدم وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفها وإعادة تأهيل نفسها كتهديد خطير لإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، يواجه نتنياهو أيضاً ضغوطاً متزايدة بشأن مصير الرهائن، وإذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإجراء مفاوضات لإطلاق سراحهم، فإن أسرهم وأنصارهم سوف يستمرون في المظاهرات الضخمة، التي نظموها في إسرائيل في الأشهر الأخيرة، إنهم يائسون لاستعادة أي رهائن قد يكونون على قيد الحياة ورفات القتلى.

لا يزال نتنياهو يزن أيضًا الرد الإسرائيلي الموعود ضد إيران على هجومها الصاروخي على إسرائيل في أوائل أكتوبر 2024، وإذا شنت إسرائيل ضربة كبيرة، فماذا ستفعل إيران ردًا على ذلك؟

تكمن مشكلة إيران في أنها اعتمدت دائمًا على حزب الله القوي في لبنان لتكون قادرة على الرد على إسرائيل عسكريًا نيابة عنها، والآن يبدو أنها فقدت ذلك حيث ضعف حزب الله بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.

هناك جانب آخر، بالطبع، يتعلق بموقف الولايات المتحدة من هذا، أوضحت الولايات المتحدة أنها ترى أن وفاة "السنوار"،  كانت بمثابة مخرج لإسرائيل في غزة - يمكنها أن تدعي انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا وتوافق بشكل أساسي على وقف إطلاق النار.

في الأسابيع الأخيرة، وجهت الولايات المتحدة أيضا إنذارا نهائيا إلى إسرائيل، قائلة: إنه إذا لم يحدث تحسن في كمية المساعدات الإنسانية، التي تذهب إلى غزة بحلول نهاية نوفمبر 2024،  فسوف تقطع بعض المساعدات العسكرية عن إسرائيل.

يريد الديمقراطيون أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، لأنها على الرغم من أنها تتصدر الصفحات الأولى من الصحف الأمريكية، فإنها تقسم الحزب وقد تشجع بعض الناخبين على عدم الخروج والتصويت في الانتخابات الرئاسية.

لكن المشكلة هي أن نتنياهو أظهر في الماضي أنه مستعد للذهاب ضد رغبات الولايات المتحدة متى كان ذلك يناسبه؟ ووقف إطلاق النار لا يناسب أغراضه في هذه المرحلة، ونظرا للدعم الثابت الذي يقدمه المرشح الجمهوري دونالد ترامب لنتنياهو، فإن نتنياهو سيكون أكثر من سعيد برؤيته يعود إلى البيت الأبيض.

لذا في هذه المرحلة، يبدو من المرجح أن تستمر الحرب حتى يتمكن نتنياهو من القول إن حماس دمرت كقوة مقاتلة،  وهذا هو ما تطالب به حكومته لتحقيق أهداف الحرب التي تسعى إليها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار على إسرائیل إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

الحوثيون: استشهاد السنوار سيكون الوقود التي يصطلي الصهاينة بنارها

أكدت جماعة الحوثي، الجمعة، أن استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار، ودمائه الطاهرة الزكية ستكون الوقود التي يصطلي الصهاينة بنارها.

 

جاء ذلك في بيان نعي لما يسمى بـ "المجلس السياسي"، بإستشهاد يحيى السنوار، بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء.

 

وقال بيان النعي إن الشهيد البطل قد رفع راية الجهاد ووقف بفاعلية وثبات في طليعة الشعب الفلسطيني المظلوم الصابر والمجاهدين في حركات المقاومة الفلسطينية وشكل جبهة صلبة وقوية في وجه العدوان الإجرامي الصهيوني حتى توج أعماله وجهاده بالشهادة في سبيل الله.

 

وبارك البيان للشهيد وللأمة الإسلامية والعربية عمومًا ولحركة حماس خصوصا هذه الشهادة العظيمة، متوجها بالتعازي وخالص المواساة إلى أسرته الكريمة وإلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وإلى كل المجاهدين والشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء.

 

ولفت البيان، إلى أن "استشهاد هذا القائد الكبير ودمائه الطاهرة الزكية ستكون الوقود التي يصطلي الصهاينة بنارها، وستزيد المجاهدين في فلسطين اصرارا وعزما وتصميماً وتفانياً وثباتاً على مواصلة السير على خط الشهداء حتى تحقيق النصر الموعود بإذن الله".

 

وجدد البيان، التأكيد على موقف الجماعة الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والاستمرار في مساندته وبكل الوسائل حتى يتم إيقاف العدوان ورفع الحصار.


مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: استشهاد السنوار قد يفتح بات التفاوض لإنهاء الحرب
  • آملا بفوز ترامب: نتنياهو يسعى لتعزيز مكاسبه الاستراتيجية بعد مقتل السنوار وتغيير خريطة المنطقة
  • بشار جرار يكتب عن تصفية إسرائيل للسنوار واليوم التالي للحرب في غزة
  • أحمد ياسر يكتب: لن تنتهي حرب غزة.. لكنها انتقلت لمرحلة جديدة
  • لجان المقاومة: استشهاد السنوار في صفوف المواجهة رسالة بأن النصر لا يكتب إلا بالدم والبارود
  • الحوثيون: استشهاد السنوار سيكون الوقود التي يصطلي الصهاينة بنارها
  • القبض عليه وإعدامه.. محاكمة السنوار التي حلمت بها إسرائيل
  • عاجل - بايدن بعد استشهاد يحيى السنوار: سأتحدث مع نتنياهو قريبا لبحث إعادة الرهائن وإنهاء الحرب
  • عاجل - ‏نتنياهو بعد استشهاد يحيى السنوار: الحرب لم تنته بعد