هل يمكن أن يعود الدولار في ليبيا إلى مستوى 3.8 دينار؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
راج عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن سعر صرف الدينار الرسمي يمكن أن يرتفع بقرار من المصرف المركزي الليبي ليصل إلى مستوى كان عليه خلال العام 2020م، وهو نحو 3.8 دينار ليبي للدولار الأمريكي. ومعلوم أنه قد تم فرض رسوم على بيع العملات الاجنبية بما يعادل 183% وذلك بعد إقرار حزمة الإصلاحات الاقتصادية من قبل حكومة الوفاق العام 2018م، ثم اتخذ المصرف قرارا بتخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار إلى 4.
مع نهاية العام 2023م، طالب محافظ المصرف المركزي مجلس النواب فرض ضريبة على بيع العملات الأجنبية بمقدار 27%، ليصبح قيمة الدولار بالدينار في المصارف 6.15 دينار، وبعد التغيير الذي وقع في إدارة المصرف المركزي والذي انتهى إلى تنحية الصديق الكبير وتعيين ناجي عيسى بديلا عنه، تقرر تخفيض الضريبة المفروضة على العملات الأجنبية إلى 20%، وهذا يعني أن قيمة الدولار المتاح في المصارف صارت 5.75 دينار للدولار.
شهد الدولار في السوق الموازي اليوم تراجعا كبيرا إلى نحو 6.2 دينار للدولار بعد أن تجاوز 8 دينار للدولار خلال شهر سبتمبر الماضي، ويرجع مراقبون الانخفاض إلى كلام حول اتجاه المصرف المركزي إلى العودة إلى سعر صرف 3.8 دينار للدولار، وساعد على رواج هذه الشائعة الإجراءات التي اتحذها المصرف المركزي المتعلقة بالسيولة ورفع القيود المفروضة على تداول العملة المحلية.
المفترض أن الحكم على إمكانية تنفيذ مثل هذه السياسة صار شيئ بديهي، بمعنى أن النظر إلى الواقع السياسي والاقتصادي الراهن سيساعد كثيرا على قبول هذه الشائعة أو رفضها، فعلى المستوى السياسي، الوضع لا يشهد استقرارا يمكن أن يساعد على معالجة المختنقات الاقتصادية التي تدفع باتجاه سعر صرف مرتفع للعملات الاجنبية، أيضا فإن الوضع الذي عليه الاقتصادي الليبي، والمالية العامة الليبية، عصي على التفكير في اتجاه رفع قيمة الدينار أمام الدولار.
الدهليز الذي دخله الاقتصاد الليبي منذ عشرات السنين والذي انتهى به إلى التشوه الراهن يصعب معه الرجوع إلى سقف 3.8 دينار للدولار، خاصة في ظل الظرف السياسي الخانق والذي يحول دون تبني إصلاحات هيكلية تمهد لاستقرار نقدي وسعر صرف منخفض للدولار.
نحن أمام معضلة مستحكمة وهو أن الإنفاق العام مرتفع وقابل للزيادة بشكل مطرد، في مقابل إيرادات إن لم تتراجع فلا تشهد زيادة مبشرة، ولا بدائل في الأفق القريب، في ظل الظروف القاهرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، يمكن أن تغير هذه المعادلة المختلة، بأن يتم تخفيض النفقات أو تعظيم الإيرادات.
نحن أمام معضلة مستحكمة وهو أن الإنفاق العام مرتفع وقابل للزيادة بشكل مطرد، في مقابل إيرادات إن لم تتراجع فلا تشهد زيادة مبشرة، ولا بدائل في الأفق القريب، في ظل الظروف القاهرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، يمكن أن تغير هذه المعادلة المختلة، بأن يتم تخفيض النفقات أو تعظيم الإيرادات.أقر مجلس النواب ميزانية بإجمالي مصروفات بلغت نحو 180 مليار دينار، ولتغطية هذا الإنفاق عند سعر صرف 3.8 دينار للدولار نحتاج إلى ما يزيد عن 47 مليار دولار أمريكي كإيرادات، وهذا لا يمكن تخيله في ظل الوضع المحلي والخارجي الراهن.
وإذا خفضنا سقف التطلعات واقتنعنا بتمويل متواضع لمشروعات التنمية بالإضافة إلى النفقات الأساسية من مرتبات ودعم وإنفاق تسييري للجهاز الحكومي، فإن الميزانية ستكون في حدود 130 مليار دينار، أي ما يعادل 34 مليار دولار، وبفارق يقترب من 15 مليار دولار عن الإيرادات الحالية، بعد خصم نفقات المؤسسة الوطنية للنفط وحصة الشركاء...ألخ، وهذا عجز لا يمكن القبول به من أي صانع سياسة اقتصادية رشيدة.
أجزم بأن السياسات الاقتصادية الرشيدة (خاصة السياستين المالية والنقدية) تتطلب ظروفا سياسية ملائمة تجعل الأثر الإيجابي لتلك السياسات غالب، كما تستلزم توافقا كبيرا بين صانعي السياسات (الحكومة والمصرف المركزي)، حتى نتفادى التضارب الذي يفقد السياسات الأثر الفعال بل ويقود إلى خيارات مردودها قاسي على الاقتصاد وعلى المواطن، وهذا خيار المدى القصير.
أما في المدى المتوسط والبعيد، فإن هناك حاجة ماسة جدا إلى إصلاح هيكلي للاقتصاد الليبي ينتهي إلى أن تتراجع الالتزامات المالية على الخزانة العامة في شكل مرتبات ودعم وإنفاق جاري، ليتحمل القطاع الخاص الليبي والمستثمر الاجنبي جزء كبير منها.
كلا البديلين، خيار المدى القصير وخيار المدى المتوسط والبعيد، لا يمكن السير فيهما أو تحقق مردود منهما في ظل النزاع والصراع القائم، وقد شهدنا كيف أن السياسة وتداعياتها كانت في مقدمة اسباب تردي الوضع الاقتصادي والدفع باتجاه السياسات الاقتصادية الخاطئة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاقتصادية العملة ليبيا اقتصاد عملة أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی دینار للدولار سعر صرف یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عاجل | ارتفاع سعر الذهب اليوم الجمعة 2 مايو.. «عيار 21 يتخطى 4700»
شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية حالة من التعافي خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بانتعاش في الأسعار العالمية بعد تراجع استمر ثلاثة أيام، ويأتي هذا الارتفاع وسط ترقب حذر من جانب المستثمرين المحليين، بعد أن هبط الذهب في السوق المصرية لأدنى مستوياته في أسبوع.
سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا بين المصريين، افتتح تعاملات اليوم عند مستوى 4675 جنيه، لكنه عاد ليتراجع بشكل طفيف ليسجل 4670 جنيهًا وقت إعداد التقرير الفني لجولد بيليون.
وكان قد أغلق تعاملات أمس عند 4640 جنيهًا بعد أن لامس مستوى 4620 جنيهًا، وهو الأدنى منذ أسبوعين، قبل أن يقلص خسائره تدريجياً.
وتأثر السوق المحلي بشكل مباشر بحركة سعر أونصة الذهب عالميًا، والتي ارتفعت اليوم بنسبة 0.6% لتتداول قرب مستوى 3258 دولار للأونصة، بعد أن سجلت في جلسة الأمس أدنى مستوياتها في أسبوعين عند 3201 دولار.
يُذكر أن أسعار الذهب المحلية تأثرت مؤخرًا بتراجع حاد من أعلى مستوى تاريخي لها عند 4965 جنيهًا لعيار 21، وسط عمليات تصحيح في السوق، إلا أن الارتفاع العالمي وهدوء حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ساعد على استقرار السعر المحلي نسبيًا.
ويرى متعاملون في السوق أن تحركات الذهب الحالية تشير إلى محاولات لاكتساب زخم صاعد جديد، خصوصًا إذا نجح السعر المحلي في تجاوز مستوى 4700 جنيه، الذي يمثل حاليًا مقاومة نفسية وفنية قوية.
يبقى هذا هو السؤال الأبرز في أذهان المتابعين، خاصة في ظل استمرار الضبابية على الساحة العالمية بشأن اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية وبيانات سوق العمل المنتظرة، التي قد تحدد مصير السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم بنسبة 0.3%، وهو ما دعم أسعار الذهب عالميًا، في وقت تستعد فيه الأسواق لصدور تقرير الوظائف الأمريكي غير الزراعي، الذي قد يكون له تأثير مباشر على مسار الذهب في الأيام المقبلة.
اقرأ أيضاًآخر تحديث لـ سعر الدولار الآن مقابل الجنيه المصري اليوم 2 مايو 2025
الرسوم الجمركية تدفع شركات السيارات العالمية لإعادة تقييم استراتيجياتها