بعد مقتل السنوار..التفاوض مع حماس سيظل معقداً
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
قبل اغتياله، كان يحيى السنوار يعد عقبة أمام التوصل إلى اتفاق على الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
لكن مقتله الذي أعلنته إسرائيل يوم الخميس الماضي، يضعف الهرمية القيادية في حماس ويعمق تشرذمها، ما سيعقد المفاوضات.وبعد رحيل السنوار، بات على حماس أن تختار قائداً جديداً، ما سيلقي بثقله على مصير الرهائن الـ 97 الأحياء المحتجزين في قطاع غزة، و34 أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وكلّفت إسرائيل استخباراتها بمتابعة المفاوضات مع الوسطاء منالولايات المتحدة، وقطر، ومصر. ولكن مهمة هؤلاء لن تكون أسهل.
اختبار القدراتويشير معهد سوفان في نيويورك، إلى أنّه وفق الاستخبارات الأمريكية، فإنّ "موقف السنوار زاد تشدداً في الأسابيع الأخيرة. وحماس لم تعد مهتمة بوقف إطلاق النار أو إلى اتفاق على الرهائن".
ولكن المركز المتخصّص في القضايا الأمنية يضيف أنّ "أي مفاوضات في المستقبل يمكن أن تكون أيضاً اختباراً للقدرة العملياتية لحماس بعد السنوار".
ورحبت عائلات الرهائن أمس الجمعة بالقضاء على السنوار الذي تتهمه إسرائيل بأنّه مهندس هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، غير أنّها أعربت عن "قلقها العميق" على مصير المحتجزين.
محللون لـ24: نتانياهو قد يستأنف المفاوضات لوقف الحرب بعد مقتل #السنوار https://t.co/tw5bQSPQtB
— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2024 خلايا لامركزيةغير أن حماس لم تعد المنظمة العسكرية ذات الهيكل الواضح والهرمية المنظمة التي كانت عليها قبل الحرب بكل كتائبها وألويتها.
ويقول ديفيد خلفا مؤلف كتاب "إسرائيل-فلسطين، العام صفر" والباحث في مؤسسة جان جوري إنّه بعدما أضعفت الهجمات الإسرائيلية الحركة وشرذمتها بعد تقطيع أوصال القطاع بين الشمال والجنوب، باتت حماس "تعمل ضمن خلايا محلية للغاية، إلى درجة أنّها أصبحت لا مركزية بشكل كبير".
ويضيف "بات الأمر أقرب إلى ميليشيا مع أمراء حرب محليين" يحافظون على "روابط مع شبكات مافياوية، بما فيها عائلات يبدو أنّها تحتجز رهائن".
ويشير إلى أنّ هذا الوضع الجديد "سيطرح مشكلة حقيقية للإسرائيليين والأمريكيين. وبدل التوصل إلى اتفاق شامل لتحرير الرهائن، يحتمل أن يسعوا إلى إطلاق سراحهم بشكل تدريجي، بمنح حصانة لأمراء الحرب وإمكانية مغادرتهم غزة" للجوء إلى تركيا، أو إيران، أو قطر.
وحتى منتصف هذه السنة، كانت بنية حماس ذات رأسين، الجناح السياسي بقيادة إسماعيل هنية ومقرّه الدوحة، والجناح العسكري بقيادة السنوار في غزة. واغتيل هنية في طهران في يوليو(تموز).
???? صحيفة غلوبال تايمز @globaltimesnews:
بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار على يد إسرائيل سيصبح "من الصعب للغاية" إجراء مفاوضات بين الجانبين، وحذر خبراء من تصعيد محتمل للأعمال العدائية في الغرب الأوسط. pic.twitter.com/68TNStvmwA
ويرى ديفيد خلفا أن ميزان القوى الداخلي في حماس سيميل الآن نحو الفرع الخارجي "حيث تتركّز مصادر التمويل والدعم اللوجستي وتدريب المقاتلين". ولكن إذا اختارت الحركة مسؤولاً في الخارج، فإنّها تجازف برؤية الأخير منفصلاً عن المقاتلين على الأرض. وإذا عيّنت مقاتلاً مثل محمد السنوار شقيق قائدها الراحل، فستبتعد عن الحل السياسي.
وفي الحالتين، فإنّ قضية الرهائن تواجه مصيراً مجهولاً.
ويقول جان ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة: "جهود المفاوضات كانت ترتكز في السابق على فكرة أن السنوار على اتصال مع معظم الذين يحتجزون الرهائن، وأنّه يمكن أن يؤثر عليهم". ويضيف "الصورة أصبحت أكثر ضبابية الآن ،ويجب أن نتوقع حلولاً مختلفة".
ولا يستبعد المراقبون إعدام رهائن انتقاماً لمقتل السنوار أو لاقتناع محتجزيهم بأنّهم لن يحصلوا على مقابل لإطلاق سراحهم.
ويشير كريم ميرزان الخبير في شؤون المنطقة في "أتلانتك كاونسل"، إلى إنّه في ظل فراغ السلطة الذي غرقت فيه الحركة "قد يُترك الرهائن لشأنهم وقد يتسنى لهم الهروب".
ولكنّه يضيف "هناك مخاوف من أن تشعر كوادر وسيطة في حماس، بالحاجة للقضاء عليهم لحماية هوياتهم وتجنّب أعمال انتقامية".
ورغم أنّ الضغوط لا تزال كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلا أنّ حكومته غير مستعدّة لإطلاق سراح الرهائن بأي ثمن. ولا يرجح تكرار سيناريو إطلاق سراح ألف معتقل فلسطيني، بمن فيهم السنوار، في 2011 مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس5 أعوام.
ويقول ديفيد خلفا: "يريدون الابتعاد عن سابقة شاليط التي كانت خطأً باهظاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السنوار عام على حرب غزة السنوار غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تترقب أسماء أول 3 رهائن قبل إطلاق سراحهم
أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن تل أبيب ستتلقى، السبت، أسماء أول 3 رهائن، سيتم إطلاق سراحهم من قطاع غزة.
ووفقًا للتقرير، ستُسلّم حركة حماس الأسماء إلى قطر، التي ستبلغ بدورها رئيس جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، والذي سيقوم بإبلاغ عائلات الرهائن.
وتشير التوقعات إلى أن الرهائن الثلاثة الأوائل من النساء المدنيات، دون أن تشمل القائمة الإناث الخمسة المحتجزات، واللاتي ينتمين إلى الجيش الإسرائيلي.
ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حيز التنفيذ الأحد عند الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (الساعة 06,30 ت غ)، بعد موافقة إسرائيل عليه، بعد 15 شهراً من الحرب المدمرة، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى في القطاع.
ومع ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه للقطاع منذ الإعلان، الأربعاء، عن التوصل لاتفاق.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة إكس: "بناءً على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد 19 يناير (كانون الثاني)، بالتوقيت المحلي في غزة".