ليبيا –  أكد رئيس الحكومة السابق المكلف من البرلمان فتحي باشاآغا، أن العدالة الحقيقية تقتضي إعادة توزيع الثروات الوطنية بشكلٍ عادل بحيث يحصل كل إقليم وكل مواطن على نصيبه المستحق من الفرص والموارد.

باشاآغا وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “من الفساد إلى الإصلاح: صون الثروات وتوزيعها بعدالة”،قال :” على مسرح الأحداث الليبية، وبين دهاليز السلطة وأروقة النفوذ، تُداس العدالة وتُسحق النزاهة في ظل تغليب الأنانية والمصالح الشخصية، فينتشر وباء نهب المال العام في جسد الدولة والمجتمع، مما يعكس أحد أخطر أعراض انهيار المنظومة الوطنية، فكلما تراجع الوعي الجمعي وتلاشى الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، واستكان الشعب للواقع المرير، ازدادت جرأة الفاسدين وتفاقم تماديهم، متوغّلين في أرضٍ استسلمت لغفلتها وانقساماتها”.

وأضاف باشاآغا:” أن الثروات الوطنية التي يُفترض أن تكون عماد التنمية وركيزة الازدهار، تتحول يومًا بعد يوم إلى عبء يثقل كاهل الوطن وأهله، فما نشهده من استغلال ممنهج للموارد الوطنية، وعمليات النهب العلنية التي تُرتكب في وضح النهار وتتم بلا وجل أو رادع”، مشيرا إلى أن هذا الوضع يعكس انهيارًا أخلاقيًا في منظومة السلطة والنفوذ، حيث ينشغل الساسة والأقوياء بالصراع على هذه الثروات، بينما يظل المواطنون ضحايا لهذا الانحدار، يتحملون وطأته دون أن يروا بصيصًا من الأمل في الإنصاف أو التغيير.

ولفت إلى أن هذه الممارسات لا تتوقف عند حدود تقويض الثقة في مؤسسات الدولة، بل تتعداها إلى إضعاف البنية الاجتماعية والاقتصادية بشكل خطير، حيث تعمّق الفجوة المتزايدة بين قلة من الأغنياء وغالبية فقيرة، وتزيد من حدة التوترات الاجتماعية والسياسية.

واستطرد:” فالمال العام الذي يُفترض أن يكون رافعة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة أصبح أداة لتعميق الظلم وتوسيع نطاق الفساد، ومع استمرار هذا النهج المدمر، تتآكل مؤسسات الدولة شيئًا فشيئًا، وتتراجع قدرتها على فرض القانون وتحقيق العدالة، مما يضع مستقبل الوطن في خطر، ويترك المواطن في دوامة من المعاناة المتزايدة التي تتعاظم يومًا بعد يوم”.

وتابع باشاآغا حديثه:” لقد بات الفساد أشبه بمنظومة متكاملة، أكثر تنظيمًا وابتكارًا من أي وقت مضى تديره شبكات معقدة، تُتقن استغلال الثغرات القانونية وتستفيد من ضعف المؤسسات وما لم يكن يومًا إلا سخرية مريرة، قد يصبح واقعًا مستقبليًا حيث تُنشر كتالوجات وإرشادات لكيفية نهب المال العام، وإخفاء الآثار، وإعادة توزيع المسروقات بطرقٍ ذكية لا تثير الشبهات”.

وأكمل: “بعض الأطراف بالفعل جعلت من الفساد مهنة، متقنة فنون الاحتيال والتلاعب بالأرقام، لتحويل الموارد الوطنية ومؤسسات الدولة إلى مجرد أدوات للثراء غير المشروع”.

وأفاد بأن الأزمة الليبية اليوم في أبعاد تتجاوز الصراعات التقليدية على السلطة أو السيطرة على الأرض، فهي أزمة هوية وطنية تتفكك فيها معالم الدولة وتذبل الروابط بين أبناء الوطن الواحد، حيث تتركز الثروات في أيدي فئة قليلة، بينما يغرق الشعب في العديد من المناطق في دوامة الفقر والحرمان،وهذه الفجوة المتزايدة لا تهدد فقط العدالة الاجتماعية، بل تشكل خطرًا داهمًا على استقرار البلاد وتماسكها.

ونوه إلى أن العدالة الحقيقية تقتضي إعادة توزيع الثروات الوطنية بشكلٍ عادل بحيث يحصل كل إقليم وكل مواطن على نصيبه المستحق من الفرص والموارد.

وبحسب باشاآغا:” لا يمكن أن يقوم وطن قوي ومستقر على أسس الظلم والهيمنة، ولا يمكن تحقيق السلم الاجتماعي دون إرساء مبدأ الإنصاف بين الجميع، إذ أن توفير الفرص المتكافئة لكل المناطق هو السبيل الوحيد لبناء دولة عادلة، تضمن للجميع حياة كريمة ومستقبلًا أكثر استقرارًا”.

ونوه إلى أنه على الرغم كل التحديات الصعبة، يبقى الأمل في مستقبل مشرق قائمًا، لكنه يتطلب تضافر كافة الجهود وإرادة جماعية قوية وشجاعة لإحداث التغيير، فلا يكفي أن نلقي اللوم على الظروف أو ننتظر حلولًا جاهزة؛ بل يجب أن يتم إصلاح الدولة وتقوية مؤسساتها، واستعادة هيبتها من خلال فرض سيادة القانون، وتعزيز قيم العدالة والنزاهة والشفافية والمساءلة،على حد تعبيره.

ورأى أن تصحيح سياسات توظيف الثروات الوطنية لخدمة البلد، وإعادة صياغة مفهوم المال العام من اعتباره غنيمة توزع على القلة إلى اعتباره أداة لخدمة الصالح العام، يشكل الخطوة الأولى نحو بناء ليبيا التي نحلم بها،مردفا:” ليبيا التي تتجاوز الفوارق والظلم، وتضع حداً للتهميش، هي ليبيا القادرة على تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية التي تعيد للوطن بريقه، وتعيد للشعب ثقته بمستقبله”.

وفي الختام،أكد باشاآغا أن السبيل لبناء وطن قوي ومستدام يبدأ من صون الثروات وتوزيعها بشكل عادل، والعمل على تحقيق مصلحة الجميع دون استثناء أو تمييز، في إطار دولة يسودها القانون والإنصاف، ويعيش المواطن بكرامة ويشارك بفاعلية في بناء مستقبله.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الثروات الوطنیة التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يؤكد على إعادة الحياة للحديقة الدولية

 

 


عقد المجلس التنفيذى لمحافظة أسيوط جلسته الأسبوعية برئاسة اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، وبحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ والمحاسب عدلي أبو عقيل السكرتير العام المساعد للمحافظة  والمستشار محمد محمود كامل وكيل مجلس الدولة والمستشار القانوني للمحافظة والعميد أ.ح  هاني محمد الفاروق المستشار العسكري للمحافظة ومديري مديريات الخدمات ورؤساء المراكز والأحياء ومديري إدارات الديوان العام والمشاريع وشركات المرافق وجميع الأجهزة التنفيذية المختلفة لمناقشة عدد من الملفات والمشروعات الجاري تنفيذها على أرض المحافظة


وحيث بدأت جلسة المجلس التنفيذي بالسلام الوطني ثم كلمة المحافظ التي رحب فيها بجميع الحضور، واستعراض آخر مستجدات الموقف الحالي ومعدلات الأداء بملفات تقنين أراضي أملاك الدولة والتصالح في مخالفات البناء من أجل تسريع وتيرة العمل بالمنظومة مؤكدًا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كل من لم يتقدم بطلب للتصالح والتقنين، واسترداد أراضي أملاك الدولة من غير الجادين، وموافاة غرفة عمليات المحافظة ببيان يومى عن معدل التنفيذ بالمراكز والأحياء والقرى وإزالة جميع المخالفات فى الموجة 24 إزالات مؤكدًا على متابعته ذلك شخصيًا بصفة يومية لاسترداد حق الدولة التى قامت بتسهيل كافة الإجراءات القانونية لصالح المواطنين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالمتابعة اليومية والدقيقة للمنظومة لإنجاز المهام المطلوبة في أسرع وقت ممكن، وحث رؤساء المراكز والمدن والأحياء ومسئولى المحافظة بالمتابعة الميدانية المستمرة والتصدي لكافة أعمال البناء المخالف والعشوائي على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة، وإزالتها فورًا في المهد بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمعنية


وكما استعرض المحافظ جهود الأجهزة التنفيذية لتطوير منطقة سور جامعة الأزهر بعد رفع المخلفات وإنارتها بالكامل والتنسيق مع إدارة جامعة الأزهر لإقامة دار مناسبات ومكتبة في الجزء التابع للجامعة، وإستغلال الجزء الثاني في مشروعات استثمارية على أعلى مستوى موجهًا باستمرار حملات النظافة بالمنطقة


وكما أشاد المحافظ بجهود كافة الجهات المشاركة لتطوير منطقة عرب المدابغ بمدينة أسيوط وفى هذا السياق أشار إلى اعتزام المحافظة تصميم مبانى جاهزة تنفذ بمعرفة شركة المقاولون العرب لتكون على شكل فيلا صغيرة لصالح سكان الإيواء بموقع مركز الشباب، وتقديم كافة وسائل الدعم والمساعدة لهم، على أن يتم منح الشباب والرياضة أرض عمارات الإيواء بعد إزالتها لإقامة مركز شباب حضارى يليق بالمنطقة


وخلال الإجتماع شدد محافظ أسيوط على ضرورة استغلال الوحدات السكنية غير المستغلة على مستوى المراكز والقرى واستغلالها فى إقامة مشروعات إنتاجية وورش للأسر المنتجة


وكما أشار المحافظ إلى استمرار جهود التنمية على أرض المحافظة وجذب المزيد من الإستثمارات لصالح استغلال الحديقة الدولية ببنى غالب ومنطقة سور جامعة الأزهر ومصانع الرمان كما سيتم عمل مخطط حضارى لمطار أسيوط مؤكدًا أنه لا بد من تهيئة المناخ أمام الإستثمارات الجديدة القادمة للمحافظة من بنية أساسية قوية وتسهيل كافة الإجراءات بشكل قانوني صحيح ووجود قواعد بيانات متاحة للمستثمرين ومتخذي القرار مضيفًا أننا لا بد أن نتماشى مع تلك الإنجازات التى تتحقق لوضع أسيوط فى مكانها اللائق وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب


وكما أشار المحافظ إلى أهمية إعادة هيكلة جهاز حماية أملاك الدولة بالمحافظة من تخطيط وموظفين وخرائط ومستندات وتحديث لقاعدة البيانات مكلفًا كافة الجهات وممثلى الوزارات بالمحافظة لوضع لافتة على كل الأراضى الفضاء التابعة لهم، وأن توضع لافتة أرض ملك محافظة أسيوط على كل أرض فضاء تابعة للمحافظة، حفاظًا على أراضى الدولة


وكما أضاف المحافظ أن دار المسنين تم تسلميها للتربية والتعليم وسيتم تخصيص جزء على الشارع لإقامة محلات تجارية تعظيما للموارد 


وكما أعلن المحافظ عن نجاح الجهود فى عقد بروتوكول مع شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء للتخلص الآمن من مخلفات مياة الصرف الصناعي المعالج وفقًا للمعايير الدولية، وزراعة 145 فدان بأشجار الجوجوبا


وخلال الاجتماع، وافق المجلس على كتاب وزارة التنمية المحلية رقم 250 لسنة 2024 بشأن عدم التصرف في الأراضى التابعة لشركات القطاع العام والمحافظات إلا بعد العرض والحصول على التصديق اللازم كما ناقش المجلس كتاب وزارة التنمية المحلية رقم 257 لسنة 2024 بشأن تشكيل لجنة لحصر التجهيزات التكنولوجية والقيم التقديرية المطلوبة لمجمعات الخدمات الحكومية بمبادرة حياة كريمة


وكما وافق المجلس على قبول التبرعات المقدمة من إحدى الشركات لصالح مشروع الثروة الحيوانية مقدمًا الشكر لإدارة الشركة والمشاركة المجتمعية للمساهمة فى أعمال التطوير التى تتم على أرض المحافظة حاليًا.
كما وافق المجلس على قبول التبرعات المقدمة من بعض المواطنين والجهات الأخرى لصالح المحافظة وبعض المراكز وصندوق الخدمة بالمحافظة

مقالات مشابهة

  • مكتب النائب العام: إبرام اتفاقية مع خبراء فرنسا لتعزيز التعاون بسلسلة العدالة الجنائية
  • مرشد سياحي: الدولة تروج لتعامد الشمس في معبد أبو سمبل بشكل مثالي
  • ديوان رئيس وزراء الاحتلال: المسيرة التي أطلقت من لبنان أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو
  • وزير الخارجية: «مصر الدولة الوحيدة التي تعمل على وقف الحرب في السودان»
  • إعادة الحياة للحديقة الدولية ومشروعات استثمارية بسور الأزهر في أسيوط
  • محافظ أسيوط يؤكد على إعادة الحياة للحديقة الدولية
  • قرار عاجل من التعليم بشأن توزيع التابلت على طلاب المدارس هذا العام
  • شركة كمران للصناعة والاستثمار تدشن توزيع الأرباح على المساهمين بنسبة 31 %
  • تقرير: صفقات الامتياز والاستغلال التي تشرف عليها الوكالة الوطنية للموانئ تحد من جاذبية قطاع صناعة السفن